د. كفاح أبوهنّود
كاتبة! يعمل على هذه القناة مُحبَّات الدكتورة كِفاح أبوهنّود 🍁✨
نمایش بیشتر8 324
مشترکین
+124 ساعت
+267 روز
+26930 روز
- مشترکین
- پوشش پست
- ER - نسبت تعامل
در حال بارگیری داده...
معدل نمو المشتركين
در حال بارگیری داده...
وَقَالَ ابن عقيل: (إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْلَمَ مَحَلَّ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ فَلَا تَنْظُرْ إلَى زِحَامِهِمْ فِي أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ، وَلَا ضَجِيجِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ بِلَبَّيْكَ، وَإِنَّمَا اُنْظُرْ إلَى مُوَاطَأَتِهِمْ أَعْدَاءَ الشَّرِيعَةِ).
#شمال_غزة_يموت_جوعاً
👍 19💔 13❤ 1
اختارت هدايا العيد لأحبتها …
فكانت كتاب #في_صحبة_الحبيب
صلى الله عليه وسلم
هذه سيدة استثنائية ..
❤ 55👍 5🥰 5
Photo unavailableShow in Telegram
أول هدية من خطيبها في أول عيد لهما …
دام الود بينكما و دام الوعي ..
هذا عريس استثنائي ❤️
❤ 88🥰 7👍 3🕊 3😢 2
كُـلّ عيدٍ و غزة في عافيةٍ مِن التّعب و الحُـزن و السّـوء..
كُـلّ عيدٍ و في أيدي المظلومين قَمح الأُمنيات خُـبزا .
كُـلّ عيدٍ و ما بعدَه خيرٌ ممّا قبل؛ و ليسَ بعدَه إلا الفـرَح..
كُـلّ عيدٍ ونحنُ في طُمأنينةِ النّعم؛ و حُقول البركَـة في نَـماء..
كُـلّ عيدٍ و هَديل الحَمام في الأقصَى يُرتّـل
القُـدس لنا.. واللهُ بقوّته معنا..
و بعونِ اللّٰـهِ آيِبون!
كُـلّ عيدٍ وقَدَرُنا انتهاءُ مواعيد الغِياب..
كُـلّ عامٍ ونحنُ نَعبُد اللَّـهَ بالحُبّ لَه؛ و لِخلقه وللضّعفاء!
بِيَدك يَـا مَولاي أن تَجمعنا بكلّ ما نُحِب فيما تُحِب، وأنتَ الذي بِيدك خَـزائن ما نُحِب.. فأرِنا ما نُحب في أوطاننا عاجلاً غيرَ بعيد!
د.كفاح أبو هنّود
❤ 98🕊 7👍 1
Photo unavailableShow in Telegram
لم يخطر في بالي حين كنت أكتب سطور #على_خطى_إبراهيم أن أيدي الحجيج ستحمله أمام الكعبة ..
و أن تقرأ الكلمات في موقف عرفه و خيام منى ..
لم يخطر في بالي أن أرزق كل هذا الدعاء في هذه المواطن العظيمة
لك الحمد يامولاي على كل ما وهبت ..
و لك وحدك الفضل من قبل و من بعد
❤ 155🕊 12👍 5😢 1
لماذا كان قدر إبراهيم هو الابتلاء
لماذا تسطر الآيات موجز الرحلة بقوله تعالى { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
الابتلاء .. تلك هي قصّة بناء الكَعبة .. ومنها ابتدأت الحكاية
فَمِن جُرح إبراهيم .. ومِن مُنتهى الألم .. ومن مسيرة التضحية؛ كان التِئامُ حجارة البَيت !
{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ }..
تُنَتبِّه الُّلغة هنا إلى عُمق المَعنى ..
فالإبتلاء اختبار الله لكٌ يفتح به أبواب سِرّك حتى تَشفّ الحَقائق ، ويَفنى الوَهْم ويَفنى الخَيال !
يبدأ الإبتلاءُ في عمرك؛ ثمّ تراه يضيقُ عليك .. لماذا ؟ .. حتَى يفيض القلبُ بما خبّأتهُ السّنون ..
ويخرج الله بالابتلاء الخفايا !
يشتَدّ الابتلاء ؛ حتى تُحدِّق العين فلا ترى إلا مَلامح ما استكان في خَفايا الرُوح !
ما أعجبَ الإبتلاء .. إذ جعله الله أول عنوان قصة إبراهيم ..
لماذا؟ .. لإن هو من يكشفُ ثقوبنا ؛ لكنّه سُرعان ما يخيطُ فتوق الرُوح !
فالله يبتلي ليهذب ولا يبتلي ليعذب ..بل يعيد تشكيل القلب والروح والخطى
ما أعجبُ الإبتلاء .. وهو ينقلُ المرء من هامِش المَنافي ؛ إلى نصّ التّمكين ..
من الغيابِ إلى الحُضور في سِفر الخالدين !
وقد قالها الإمام أحمد لا يمكن للعبد حتى يبتلى !
يكونُ الفَراغ قبل الإبتلاء ؛ ثمّ إذْ فاجأكَ.. خطّك الإبتلاءُ سَطْراً أبدَ الدّهر مَذكوراً !
ألا تلمحُ كيف تفيضُ حروف إبراهيم في الآية؛ كأنّها كُتبت بريشةٍ لا صَدىً فيها للذّبول !
{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } .. كأنها تقول لك أُمِّيٌ وُجوده ..
كُلّ مَن لمْ تمرّ به من الله الكَلمات !
{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
تلك الكلماتُ والتضحيات صارَت خيوطاً نسجت له بُردة الإمامة .
{ فَأَتَمَّهُن }َّ .. تَرتعشُ الكلمات جَلالاً .. فهذه شهادة اللهُ لإبراهيم !
أنه لمْ تنفلت عُروة واحدة من قميص الإبتلاءْ ..
لمْ تنفرط عُقدةٌ من عُهود الثَبات .
يا لله .. ثَمّة خيط خفيّ موصول ؛ كان يُمسك القلب كلّما تَخطّفَ الإبتلاءُ شعبةً منه !
.
{ فَأَتَمَّهُن }َّ .. تتوهّج جروحه ألماً بتلك التضحيات ؛ فتُصبح لنا نُجوماً نستهدي بها !
{ فَأَتَمَّهُنَّ } .. يضيقُ على إبراهيم قميصُ الإبتلاء ؛ فلا يفيضُ إلا ثباتاً !
وكلما كان القميصُ يضيقُ عليه ؛ كانت تتّسع له بُردة الإمامة !
يُبالغ الإبتلاءُ في عَتمته ..
يتكدّس في الروح ؛ حتى يكاد يُثقلها ..
فإذا بالصَبر يتنامى من إبراهيم على أطراف الإبتلاء كُلَما أمتدّ !
هلْ كان إبراهيم حينها مُرهَقاً وهو يُجاهد هذا الألَم ؟!
أمْ كان لُطف الله يلتقطُ من عُمره أثرَ الجراح ؛ فإذا بالسَكينة وارفةً في الصَدر الجَليل !
لاشك أن الله كان معه .. وعلى قدر حال قلبه كانت المعونة ..
يا لإبراهيم وهو يُتِمّ الكَلمات ..
يا لإبراهيم في غُربته ؛ ولا أحدَ يَهُشّ عنه ليلَ الوَحدة في سَفَر الإبتلاء !
ربما كان وحيداً لأنه ( إذا عَظُم المَطلوب .. قَلّ المُساعد ؛ وقَلّ الرَّفيق ) !
ترى هل كان إبراهيم يتألم ..
دوما للإبتلاء حاشِية الوَجع ، و مِلؤه فَيض الدّمع والأَلم ..
ومِن مِلح الدمع ؛ كانَ يتَهجّى إبراهيمُ تلك { الكَلمات } ! تلك التضحيات
نتساءل مَن أوقَد رُوحك العُلوية ؛ حتَى كُلّما مَسّها التعب أطفَأه !
لقدْ كان عُمر إبراهيم ؛ مثل صلاةٍ توضّأ لها بماءِ الإستسلام ..
عُمره ؛ كان آية { إنَّ إبراهيمَ كانَ أُمّة } !
عُمره كان مَعنى {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ} ..
عُمره كان دليلاً على { وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين} !
كيف ثبتت في ابتلائك ..
هل كانَ إبراهيمُ يَسمع في خضم الإبتلاء ؛ صَوت الكَلمات { إنّي جاعِلكُ للنَّاس إمَاما } ..
ربما .. ويقيناً أن تلك الكلماتُ التي امْتنَحْتَ بها يا إبراهيم .. هي التي بَلغتْ بكلماتك المَدى حتى صار لها أبدَ الدّهر خُلود الصَدى !
تتكرر الشهادة له من الله ..{ وإبراهيم الذي وَفّى } ..
فيا للإسمِ ..
إذْ يكتبه القَلم في الّلوح المَحفوظ ؛ لم تُسقِطه كَبوة ! شهادة من الله
يا للإسمِ ..
إذْ تكتبهُ ريشة مَلَك غُمِست في قبَس النُور فلا ينطفئُ أبدا !
يا للإسمِ ..
إذْ ظَلّ يُتلى في كتابٍ ؛ لنْ يمحوه التاريخ ! ظل يتلى في القرآن
كيفَ بَلغْتَ ذلك يا إبراهيم ؟!
كانَ إبراهيمُ يُرابط على نِيّاته في كل أدعيته ، ويتَعوّذ برهبة مِن زَللٍ يُباغت الخطوات .. ومِمّا يُخذِل الخطوات ؛ يتعوَذ من ما يستَتر في الخَفايا !
ظَلّ قلبُه يُرابط على الغايات ، وظَلّ يَدعو :
خُذْ بِقَدمي ياالله إلى أرضٍ تَظلّ الآثار بها باقية .. وخُذْ بمَقامي إلى حَيثُ سِدرة المُنتهى .. وخُذْ بِسَعيي إلى حيث تَتوق الملائكة أنْ تبلُغ !
يا ربّ .. وجَهتُ إليك مآربي ..
املأ يدايَ بالعَطاء الذي لا ينقطع ؛ فقدْ أوجعني هذا الفَراغ !
❤ 22👍 5🕊 2
يا الله ..
رُبما يُصبح العُمر زمناً راكِدا ..
نَجمةً مُنطفئة على حَافّة الوُجود .. لكني أعوذُ بكَ من أن يشدّني العُمر نحو التُراب ؛ وليس لي فوقَ التُراب مئذَنة تصدحُ بالكَلمات !
فاستجاب له الله { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } ..
{ قال } .. بكُلّ أدوات التَأكيد ..
وكانَ ذلك يكفي ؛ كيْ يُصبح إبراهيم حكاية الأمة وحكاية القَدر !
د. كفاح أبو هنّود
❤ 63😢 6🥰 5👍 4🕊 1
💠 { وليالٍ عشر } ..
✳ الَّليلةُ السابعة
{ رَحمة الله وبَركاتـه عليكُم أهـلَ البيت } ..
{أهلَ البيت } ..
تعبيرٌ قرآنيّ ؛ يُوحي بمعانٍ مكثّفة .. تعبير ٌلم يُذكر في القرآن إلا مرتين :
الأُولـى ..
كانت وصفاً لبيت إبراهيم - عليه السلام -
و الثانية ..
في نَفي الّرجس عن أهل البيت لمحمّد ﷺ !
فمن { أهل البيت } .. ؟
{ أهل البيت } .. هم أهلُ بيتٍ ؛ أُسّس بُنيانه على تقوى من الله ..
أهلُ بيت صامتة جَوارحهم في الخطايا ..
و لِدبيب نِعالهم صدىً في الجنّة ؛ كأنّها حَفيف أوراقِ الشّجر من كَثرة سَعيِهم !
{ أهل البيت } .. كل البيت .. إذ دوماً مِن البيت يبدأ ثَمن الأحلام ..
فمن النّادر أن يَجدَ رجُلٌ امرأةً تَحلُم مَعه ؛ ثُمّ تُحسن أن تَحميَ الأحـلام !
امرأة ؛ يأتي معها المَطر ، و تحوّل البشرية بِفَرحٍ نَحوَ قِبلةٍ يُريدها الله لِبقيّة أعوام الحياة !
صدّقوني ..
إذا أحبَّ الله عبداً ؛ رَزقَهُ سنديانة تَحفَظه في غَيَبتِه ، ثم تحُنو عليه ، و تَخِبز معه قَمح المعركة !
إذ ما أَندرَ أن تجِدَ إمرأة ؛ تَحرُس السّنابل في الحُقول المُثقلة بانتظارِ لحظةِ الحَصاد الآتية !
امـرأة ..
تعرِفُ كيف تَنتظر في مواسمِ الحرِّ القائظة ، و تمسحُ عن الوعد الإلهي حبّات العَرق !
امـرأة ..
تَنفرِدُ إذ تُرتّل الصَّبر في العاصفة ، و تجعلُ من سُقوط المَطر ؛ لحظةَ التّوسل لمن مَلكَ الأقدار المُـغيّرة !
ذات يومٍ قيل ..
(وراءَ كلّ رجلٍ عظيم إمرأة ) .
و أنا أقول ..
(وراءَ كلِّ هِجرة جليلة إمرَأة ) !
رجل و امرأة و طفل فقط .. كانوا يُشيّدون المستقبل في أُمنياتهـم ؛ قبـل أن يُشيـّدوا بَيتـاً لله !
هُناك مقاعد شاغرة تُتيحُها لك الأقدار ، و تنتظر مَن يَتربّع عليها ، و تكون عَتَبات لِـ { مقعدِ صدقٍ عند مَليكٍ مُقتدر } .
وقد استحقّها باقتدارِ ( أهل بيتٍ ) دون نُقصان !
كان إبراهيمُ - عليه السلام - يتنفّس الفِداء كلَّ يوم .. و يُمضي عُمره في ثِياب التّضحية !
هل تدري يَـا هاجَـر ..
أن إبراهيم قَدّمَ حِرمانه مِنكِ و فَراغ الأيامِ إلا من الحنينِ إليكِ بين يديّ ربّه .. فقد كان نبيّاً في قالبَ إنسان ، وكان الله بذلك عليمـاً !
كان يُصابر في عَتمة الشّوق ..
علَّ العَتمة تَلِدُ ثَلاثَةَ أقمار ؛ تحقّق وعدَ النّورِ في الصّحراء !
أيا هاجر
راحلان أنـا وانتَ و الصّغير ؛ حتى يُولدُ الأَمـل !
يَـا هاجَـر ..
مَـا أروع العُقود التي تُمهرها السَّماء !
كانت يدا هاجَر خميلة عنبر ؛ و في حُضّنها بُلبُل ..
وكان زهر النّوار ؛ يَختَبِىءُ في الرّحم التي غادَرَت إلى الصحراء .. وحيل بينه وبينها !
يالله هـل خَطَر بِبالك ..
أنَّ بعضَ الإبتلاء ؛ أن يُحالَ بَينك و بين من تَحملُ بِذرة الأملِ للولادات الجَميلة !
هل خَطر ببالك ..
كم صابَرَ إبراهيم ؟!
و كان يظلّ يرُدّد :
( يـا قلبُ أنتَ وَعدَّته ؛ فاملِك زِمـام الصَّبر ) !
ما الذي يَجعلنا مَوطِنَ نظرِ الله ؟ فقط .. أن نَنقِل بُيوتَنا الى حالةٍ تُمثّلُ كَلِمَةَ الله !
{ أهل البيت } .. فقد كانوا أهل بيت ؛ٍ شاركوا جميعاً في رفعِ أحجارِ البيت !
أهل البيت وَرَدت فـي سـورة الأحزاب ..
حيث ُاجتمَعَت المَعاوِل للهّدمِ ..
فكأنَ الله يُعلِّمنا :
( أن لا شيء يَهزِمُ جيشاً جبّاراً ؛ مثل أهل بيتٍ يحمِلون رسالة ) !
صدّقني ..
نحنُ لا ننهدِمُ من الخارج أولاً ..
بل نَنهدم من الدّاخل ؛ ثمّ يَسهُل إلينا الإختراق !
قَـال لـي ..
كيف بَلغْنَا اليوم كلّ هذا الحزن المُرتَسِم في ملامِح واقِعنا ؟!
قلتُ له ..
إنَّ الحِداد يبدأُ من البُيوت ؛ ثمّ يستمرّ فـي الأُمـّة !
هناك في قَوقَعَتِنا الدّاخلية ..
يولَدُ كلّ حزن في الأمّة ..
تماماً كما يَختَبىءُ الفَرَحُ القادم للبشريّة ؛ في عُيون صِغارنا !
يَـا هَـذا ..
أهـلُ البيت كانـوا أهـلاً لِبنـاءِ البَيت ..
و لـن تَرتفعَ بيوتُ الله ؛ إلا باكتمالِ بُيوتنا !
إلا ببلوغنا حال { أهل البيت } ..
من كتاب
#على_خطى_إبراهيم
#وليال_عشر
د. كفاح أبو هنّود
❤ 25👍 6
نمایش همه...
«حَارِثَة!» || 𓂆
﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيْرٌ ﴾ فِي الشَّام.. أَتَرقَّبُ قَرصَةً تَجعَلُنِي بَينَ أَصحَابِ القَنادِيل! المُتَنَفَّسُ الجَمِيل | @Mowasa_50 بُــــوتٌ لِلتَوَاصُل | @Haritha_03_bot
😢 1
💠 { وليالٍ عشر } ..
✳ الَّليلةُ الخامسة
{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} ..
{قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تؤمر } ..
مابين هذين الموقفين ألفُ تاريخٍ وقصّة .. مابينَ ليلةِ الإعترافِ لإسماعيلَ بِنيّةِ الذَّبح ؛ و بينَ مقام إبراهيم فَتىً بين يديّ أبيه يُناديه :
{ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مـِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُـونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } !
يالله هل كان يَظنّ إبراهيم بنفسه ؛ أن يَذبح ابناً صالحاً يقول له : { افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } !
مَـا فعلها " آزَر " مَعـه !
و يَـا للمُفارقةِ في الأقدار ..
فَعَلى حين هُدِّدَ ابراهيم من أبيهِ بالرَّجم ؛ ها هو إبراهيمُ يَرجم إبليسَ الواقف عَقبةً في طريق ذَبحِ الطّفل الصالح الذي { اشتد َّ} حتى { بَلَغَ مَعهُ السّعي } !
ما الذي يَفعله اللهُ بإبراهيم ؟!
ما الذي يَفعله اللهُ بإبراهيم ؟!
تَتكـرّر المشاهـدُ فـي غَرابـةٍ عَجيبة ..
تدورُ كدوّامةٍ غامضة ..
يتصبّبّ الماضي ؛ عرقاً فـي جَسد الخليل ..
يشتدُّ الخفقانُ المرّ في قَلبه ..
و تتآكلُ قدميهِ مـن شـِدّة المَشـي !
تجفّ الكلمات في حَلقه :
ياهاجر .. كَم مرةٍ سَعَينا مـن أجلِ هـذا الوليـد !
كانت الأولى ..
بيـن الصّفا و المَـروة يـا ولـدي ؛ كَـي نَنِبش لكَ الحَياة !
و في الثّانية ..
نَسعى بكَ بين العَقبات ؛ كَـيْ نُهيّئك للمَـوت !
هل السّعي قَدرٌ لنا ؟
هل الهِجرة و الرِّحلة و السّير حكايتنـا ؟
متى سَتهدأُ الأقدامُ التي أكلَتها تضحيات الطَّـريق ؟
يَـا بُنيّ ..
قُـل لأبيك لا ؛ رُيّما أعتذرُ لك بها عند ربّـي ..
و لا تقلّ يا أبت ؛ِ فثمّة موت يَعتَريني كلّما ناديتَ !
للمرة الألف ؛ يقفُ إبراهيم أمام الإبتلاء وحيداً ..
فَقبلها النّار ، و بعدها النّفي ..
و لكنّها المرة الأولى التي تَرتفع يَدَهُ كي يرجُمَ الشّيطان ؛ حتَـى لا يُوقفه فـي مًنتصف الأمـر ..
ربّما كانت النّار أرحمُ لو عادت بها الأقدار !
تشتعلُ فتائلُ الحـُزن فـي الصّميـم ..
و تشهد له السّماء رغم ذلك ؛ أنّ إبراهيم لم يُراوح بين نعم و لا !
يالله هل يَحتملُ إبراهيم ؛ صَرخة إسماعيل عند الذبح ؟
أما كان يَكفي ؛ صُراخ الرّضيع في وَحشة المَجهول ؟!
فلا زال نَحيبُ ألمها في السُّويداء ؛ لم يَصمِت !
هل جرّبت أنْ لا يبقى بينك و بين إبنك ؛ إلا سِكّينة الذّبح ..
أن لا يَبقى من عُمره ؛ إلا انهمار الدّم ..
أن تَسوقه ؛ كي تَنثالَ على يَديـك قطَـراتُ رُوحـه و هـي تَئـِنّ !
كانت يَدُ إبراهيم تُقاوم اللّجام ..
و كان الإبتلاء ؛ ينثالُ عليه و يُصبُّ صبّاً ..
وكان ملكوتُ الله كلّه ؛ يشهدُ دويّ اللّحظة الأخيرة حين { أسلما و تَلّه ُللجَبين } !
ودّت الشّمسُ ؛ لو تتوقّف عن المَسير ..
و صمتَ الكَـونُ ؛ فقد كان الحَدث فوق طاقة الحياة !
انزَوَت الكائناتُ ؛ قبل أن تنكسر أُرجوحة الصّغير بِيَدٍ كانت تَفيض بالقَمح و السّلام ، و لم تَعرف إلا تكّسير الأصنام !
ماذا يفعلً الله بك يا إبراهيم ؟!
النّجمة التي اشتَهيتُها طويلاً وَوهَبتُها كلَّ الدّعاء ؛ هَـا أنـا أغمِضها للمَـوت ..
و سأُبصر دَمَها كلّ صباح ؛ٍ فـي أطباق الطّعام !
ما بين ليلة المَنام حتى لحظة النّهاية ؛ قَطَعَ إبراهيمُ ألفَ خَطوة بألفِ تَنهيدةٍ و تَنهيدة !
ووحده كان الله يسمع ..
{يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً } ..
ها أنذا أحتاجُ أن أرتّلها كثيراً ..
أحتاجُ ؛ أن أُقاتل الشّيطان بكلّ حجارة الدُّنيا !
ياللأقدار كيف نُبتلى بما نقول ..
و عند النّهاية قالت الحياة :
( ما ذَنبُ اليَمامة أن تَرى بِعينيها العُشّ مُحترقاً و تَجلس فوقَ الرّماد ) !
لِلمشهدِ بقيّة ..
فالمَقامات عِندَ الله ؛ِ لا تُورَّثُ ..
و لكنّها ؛ تُنـال بِسَبقِ القٌـلوب !
من كتاب
#على_خطى_إبراهيم
#وليال_عشر
د. كفاح أبو هنّود
❤ 32😢 4👍 2👏 1
یک طرح متفاوت انتخاب کنید
طرح فعلی شما تنها برای 5 کانال تجزیه و تحلیل را مجاز می کند. برای بیشتر، لطفا یک طرح دیگر انتخاب کنید.