آلاء.

إحياء مفاهيم الشوق إلى الله، ومركزية الآخرة، والحرص على العمل، وأخوة عموم المؤمنين، والانتماء لهذا الدين= يصرف عنك كثيرا من الجدل، والفراغ، والتعاسة، واليأس والإحباط. • أحمد عبدالمنعم |

الحقُّ أبلجُ والسيوفُ عوارِ فحذارِ من أُسدِ العرين حذارِ - أبو تمّام (عبّاسي).

أحبُّ من اللطائف ما يفتح الله به على أديبٍ واسع الخيال، دقيق الفَهم، فيصور بيانه لقطةً تدبريةً من كتاب الله قلما تدركها القلوب والأبصار. ومما ارتوت به نفسي وطال عجبها، ما تناوله مولانا "الرافعي": ”وأنا ما يكاد ينقضي عجبي من قوله تعالى: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} مع أن الألفاظ كما ترى مكشوفةٌ واضحةٌ، يُخيَّل إليك أن ليس ورائها شيء، ووراءها السر الأكبر، فإنها بهذه العبارة نصٌّ على إشراف النبي ﷺ فوق الزمان والمكان يرى بغير حجاب الحواس، مما مرجعه إلى قُدرة الله لا قدرة نفسه. بخلاف ما لو كانت العبارة {ليرى من آياتنا} فإن هذا يجعله لنفسه في حُدود قوتها وحواسها وزمانها ومكانها، فيضطرب الكلام، ويتطرَّق إليه الاعتراض، ولا تكون ثَمَّ معجزة. وتحويلُ فعل الرؤية من صيغةٍ إلى صيغةٍ كما رأيت، هو بعينه تحويل الرائي من شكلٍ إلى شكلٍ كما ستعرفه، وهذه معجزةٌ أخرى يسجد لها العقل، فتبارك الله مُنزل هذا الكلام!“ فسبحان من أوحى لرسولٍ أمين، ومن أوحى لقلمٍ مُبين، وسبحان من لا تنقضي عجائب وحيه.

الهروب من الله! في كل عصرٍ كانت هناك حالات لهروب الإنسان من الله، لكن في هذا العصر الحديث حصل تحوُّلٌ جذريٌّ في ذلك! ما حقيقة هذا التَّحوُّل؟ يتحدث عنه الفيلسوف والطبيب السويسري ماكس بيكارد:

فسامحْ إِن تكَدَّرَ وُدُّ خِلٍ فإِنَّ المرءَ من ماءِ وطينِ.

والله أن افتقار القلب لله في كل ضائقة وفي كل أمر وفي كل حين سببٌ عظيم من أسباب التيسير و البركة والفتوح، كن على يقينٍ تامّ أنّك كلما أظهرت حاجتك وفقرك لله كلّما زادك الله رفعة وتوفيق وغنى .. كما قال ابن القيم : « الربّ أكرم ما تكون عليه، أحوج ما تكون إليه » -الشيخ الحويني.

‏وإذا استوحش الإنسان تمثّلَ له الشيء الصغير في صورة الكبير، وارتاب وتفرّق ذهنه، فرأى ما لا يُرى، وسمع ما لا يُسمع. - الجاحظ.

"ثمّ اعلم أنّ أوّل الواجبات على البالغ العاقل؛ النّظر المودي إلى معرفة الله تعالى، والعاقل من يميّز بين خير الخيرين، وشرّ الشرّين".. الإمام الروياني (502 هـ)، الفقيه الشافعي صاحب "بحر المذهب"، والنقل من كتابه "حلية المؤمن".