أحاديث إصلاح القلوب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعينا الكرام سنتوقف مؤقتا عن إرسال دروس بسبب الانشغال باختبارات آخر العام على أن نعود إن شاء الله لنشر الدروس يوم الثلاثاء: 1445/12/27 الموافق : 2024/6/4 نسأل الله التوفيق للجميع

🌴🍂🌴🍂🌴🍂 أحاديث إصلاح القلوب الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله *الدرس (١٣٠)* 🍂🌴🍂🌴🍂🌴 (( *تعظيم القرآن* )) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ: «سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه: هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللهِ ﷺ؟ فَقَالَ : لَا، قُلْتُ: فَلِمَ كُتِبَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْوَصِيَّةُ أَوْ فَلِمَ أُمِرُوا بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ الله عزوجل». متفق عليه. 〰️〰️〰️〰️〰️〰️ ⭕ وعندما لا يعي الناس قدر القرآن ومكانته العظمى ومنزلته العلية، وأنه مفخرة أمة الإسلام وعزها ورفعتها؛ 🔺 يظهر في أوساطهم صنوف من الاستهانة بالقرآن والاستخفاف به وعدم التعظيم لمقامه، وعدم إنزاله منزلته اللائقة به، وعَدُّ هذه الصور يطول به المقام. 🔶 لكن علينا أن نُعظِّم كتاب ربنا وأن نعي أنه عزنا وشرفنا، وأن إضاعتنا لهذا القرآن وعدم تعظيمنا له ضياع لنا في الدنيا والآخرة. 💡نحن قوم أعزنا الله بالقرآن ورفع شأننا بالقرآن وأعلى مقامنا بالقرآن؛ فمتى ضيعنا القرآن ضعنا. 📌 إنَّ الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن ليُعمل به وليكون منهج حياةٍ للمسلمين؛ يهتدون بهداياته، ويستضيئون بإضاءاته، ويعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، ويُحلِّون حلاله، ويحرمون حرامه، ويصدقون أخباره. 🌟 ومتى كان المسلمون كذلك مع القرآن كانوا في عزٍّ ورفعةٍ وسموٍّ وعُلُوٍّ في الدنيا والآخرة. 📍لنحاسب أنفسنا كيف نحن مع هذا الكتاب العظيم !! كلام الله تبارك وتعالى الذي لا يُقادَر قدره ولا تُدرَك عظمته ومكانته وعلو شأنه، كيف نحن مع هذا القرآن !! ⁉️ هل عظَّمناه حق تعظيمه وعرفنا له مكانته؟ ⁉️ هل عرفنا أن فضله على غيره من الكلام كفضل الله تبارك وتعالى على خلقه؟ ⁉️ هل علمنا وتيقَّنَّا أنَّه سبب عزِّنا وسبيل هدايتنا ورفعتنا في الدنيا والآخرة؟ ⁉️ هل اعتنينا بتنشئة أبنائنا وتربيتهم على تعظيم القرآن والحفاوة به والعناية به تلاوة وفهمًا وعملًا؟ 📢 يا أمة القرآن: يجب علينا أن نُعظِّم هذا الكتاب، وأن نعرف له مكانته وقدره، وأن تُعمَر قلوبنا بتعظيمه.

🌴🍂🌴🍂🌴🍂 أحاديث إصلاح القلوب الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله *الدرس (١٢٨)* 🍂🌴🍂🌴🍂🌴 (( *تعظيم القرآن* )) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ: «سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه: هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللهِ ﷺ؟ فَقَالَ : لَا، قُلْتُ: فَلِمَ كُتِبَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْوَصِيَّةُ أَوْ فَلِمَ أُمِرُوا بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ الله عزوجل». متفق عليه. 〰️〰️〰️〰️〰️〰️ 📌 أفاد هذا الحديث العظيم: أنَّ القرآن الكريم هو وصية رسول الله ﷺ لأمته: 👈🏻 أن يُعظِّموا هذا القرآن، 👈🏻 وأن يقدروا له قدره، ويعرفوا له مكانته، 👈🏻 ويُعنوا بحفظه حسًّا ومعنى؛ فيُكرم ويُصَان، 👈🏻 وتُتَّبِع أوامره وتُجتنب نواهيه، 👈🏻 ويداوم على تلاوته وتعلمه وتعليمه، 👈🏻 وأن يدركوا أنَّ هذا القرآن نعمة عظمى، وعطية كبرى، وهبة جليلة، مَنَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بها على أُمة الإسلام. 💡والله جل وعلا حمد نفسه على إنزال هذا القرآن والمن به على العباد، وتمدح إلى عباده بهذه النعمة العظيمة والمِنَّة الجسيمة، وذكر جل شأنه عظم مقام هذه النعمة ورفعة شأنها في مواضع عديدة من القرآن الكريم: 🌱ق ال الله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا﴾ [الكهف: ١-٢]. 🌱 وقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: ١]. 🌱 وقال جَلَّ وَعَلَا: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِي مُّبِينٍ﴾ [الشعراء: ١٩٢-١٩٥]. 🌱 وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [الإسراء: ٩-١٠]. 🌱 وقال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنَ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ [الإسراء: ٨٢]. 🌱 وقال تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِى بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة: ١٥-١٦].

🌴🍂🌴🍂🌴🍂 أحاديث إصلاح القلوب الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله *الدرس (١٢٧)* 🍂🌴🍂🌴🍂🌴 (( *أمثال القرآن* )) عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَلَا تَحْتُّ وَرَقَهَا؟». فَوَقَعَ فِي نَفْسِي: أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هِيَ النَّخْلَةُ». فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَبِي قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: مَا مَنَعَنِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَرَكَ، وَلَا أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا فَكَرِهْتُ. متفق عليه. 〰️〰️〰️〰️〰️〰️ 3️⃣، 4️⃣ الثالثة والرابعة: 🌱 في قوله جل وعلا: ﴿وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾؛ 👈🏻 ﴿وَكِتَابٌ﴾ بمعنى مكتوب وهو من الكتب وهو الجمع والضم؛ لأنَّه جمع العلوم والأخبار والقصص والأحكام على أتم الوجوه وأكملها وأتقنها وأحسنها. 👈🏻 وقوله جل وعلا: ﴿مُبِينٌ﴾ أي: للحقِّ مُوَضِّح له مرشد إليه، يهدي العباد إلى التي هي أقوم ويدلهم إلى التي هي أرشد، ففيه بيان مصالح العباد كلها ومنافعهم جميعها في دنياهم وأخراهم. 5️⃣ الخامسة: 🌱 في قوله جل وعلا: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السلام﴾؛ 🔍 فهو كتاب فيه هداية العباد إلى سبل السلام، أي طرق الخير ودروبه وهي شعب الإيمان وخصال الدين المتنوعة العظيمة. 6️⃣ والسادسة في قوله جل وعلا: 🌱 ﴿وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بإذنه﴾، 💡 فهو كتاب يخرج العباد من الظلمات بأنواعها؛ ظلمات الكفر والبدعة والمعصية والجهل والغفلة إلى نور الإيمان والسنة والطاعة والعلم وذكر الله جل في علاه. 7️⃣ السابعة في قوله في تمام هذا السياق: 🌱 ﴿وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ أي سبيل قويم واضحة بينة يصل من خلالها العبد إلى رضوان الله والفوز بجنات النعيم، وهو دينه الذي رضيه لعباده ولا يرضى لهم دينا سواه: 🌱 ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: ١٥٣]. 🌿 نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا قلوبًا مُعظِّمة للقرآن، مدركة لمكانته، معتنية به، متدبرة له، مهتدية بهداياته؛ إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء، وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل.

🌴🍂🌴🍂🌴🍂 أحاديث إصلاح القلوب الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله *الدرس (١٢٦)* 🍂🌴🍂🌴🍂🌴 (( *أمثال القرآن* )) عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَلَا تَحْتُّ وَرَقَهَا؟». فَوَقَعَ فِي نَفْسِي: أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هِيَ النَّخْلَةُ». فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَبِي قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: مَا مَنَعَنِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَرَكَ، وَلَا أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا فَكَرِهْتُ. متفق عليه. 〰️〰️〰️〰️〰️〰️ 🌿 فما أحوج قلوبنا إلى القرآن الكريم، معرفةً بعظمته، وإدراكًا لمكانته، واهتداءً بهداياته، ولزومًا لما يدعو إليه من صلاح العباد وفلاحهم وسعادتهم في دنياهم وأخراهم. 📌 ويعين العبد على تحقيق هذا المطلب: ⬅️ إدراكه أن القرآن كلام رب العالمين وتنزيل العلي الحكيم أنزله سبحانه هدايةً للعباد وصلاحًا للناس يخرجهم به من الظلمات إلى النُّور، ⬅️ ومعرفته بصفات القرآن العظيمة ونعوته الجليلة الدالة على عظيم مكانته ورفعة شأنه؛ لتكون هذه المعرفة عونًا له على الإقبال على القرآن تدبُّرًا واهتداءً بهداياته العظيمة. 🌱 قال الله تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِى بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة: ١٥-١٦]، 📝 جمعت هاتان الآيتان الكريمتان سبع صفات عظيمة للقرآن: 1️⃣ الأولى: في قوله جل وَعَلَا: ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ﴾؛ فهو كتاب مُنَزَّل من رب العالمين، ▫️تكلم الله جل وعلا به وسمعه منه جبريل، ▫️ونزل به جبريل على محمد ﷺ: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾ [الشعراء: ١٩٢-١٩٤ ]، ▫️ومن نبينا عليه الصلاة والسلام سمعه الصحابة الكرام، ▫️ومن الصحابة سمعه تابعوهم، ▫️ومن التابعين تابعو الأتباع، 🔸 وهكذا تلقاه الآخر عن الأول بالأسانيد المضبوطة مصونًا محفوظًا مؤيَّدًا بتأييد الله جل في علاه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩]. 2️⃣ الثانية: في قوله: ﴿نُورٌ﴾ أي: يُهْتَدى به في الظلمات، فيستضيء به السالك وينجو بإضاءته من المهالك، 💡فلا هداية إلا بنور القرآن، ولا خروج من الظلمات بأنواعها والشرور بأصنافها ولا نجاة إلا بنور القرآن.

🌴🍂🌴🍂🌴🍂 أحاديث إصلاح القلوب الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله *الدرس (١٢٥)* 🍂🌴🍂🌴🍂🌴 (( *أمثال القرآن* )) عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَلَا تَحْتُّ وَرَقَهَا؟». فَوَقَعَ فِي نَفْسِي: أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هِيَ النَّخْلَةُ». فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَبِي قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: مَا مَنَعَنِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَرَكَ، وَلَا أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا فَكَرِهْتُ. متفق عليه. 〰️〰️〰️〰️〰️〰️ 📌 فالعبد لا يكون تاليًا للقرآن حق التلاوة إلا بهذه الأمور الثلاثة؛ 🌱 قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ [البقرة: ١٢١]، 🔖 وقد بين العلماء - رحمهم الله تعالى - أنَّ تلاوة القرآن تشمل هذه الأمور الثلاثة بما في ذلك العمل؛ فإنَّ العمل بالقرآن يُعَدُّ تلاوة للقرآن، 👈🏻 فمن صلى وأحسن في صلاته، 👈🏻 ومن صام وأحسن في صيامه، 👈🏻 وحج وأحسن في حجه، 👈🏻 وبر والديه وأحسن في بره، 👈🏻 وتصدق وأحسن في صدقته؛ ⬅️⬅️ فهذه كلها تُعَدُّ تلاوة للقرآن، لأنَّ اتباع ما جاء به القرآن من تلاوة القرآن، 🌱 والله سبحانه يقول: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: ٢]، أي: تبعها، 🖇️ فاتباع القرآن تلاوة له، بل لا يكون تاليًا للقرآن حقا حتى يعمل بالقرآن، 🌿 ولهذا جاء في الحديث أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: «يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ»، 🔍 فقيَّده بهذا القيد: «الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ» بمعنى: أنه لا يكون من أهله إلا بالعمل به. ✏️ ومن المعلوم أن العمل بالقرآن فرع عن التأمل والتدبر والفهم للقرآن الكريم، لا أن يكون حظ المرء من القرآن مُجَرَّد التلاوة وإقامة الحروف دون إقامة لحدود القرآن. 📚 وقد قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: «أُنزل هذا القرآن ليعمل به، فاتخذ الناس قراءته عملًا»، 🔍 أي: جعلوا العمل بالقرآن هو قراءته فقط، والقرآن إِنَّمَا أنزل ليعمل به؛ لأن فيه هدايات وإخراجًا من الظلمات وإرشادًا إلى الحق والهدى وبيانًا للطاعات، ولا يستقيم لعبد تحقيق ذلك إلا إذا أحسن التدبر ثم أحسن العمل.