روزيتا💜🔗

ليلة القَدر هي ليلة التقاء التُرابيّين مع ملائكة الملأ الأعلىٰ. ✨

يكون أحدنا غارقًا في الدُّنيا، ويلفُّ حبلها حول عنقه في سعي مستمر لانتحارٍ لا معنىٰ له.. ثمَّ ينفتح له باب شهر رمضان، كي يحاول بدواء الصَّوم، ومحلول الجوع وأدوات العطش فكَّ الحبل، ومعالجة جروح الرُّوح.. ثمَّ يتفاجأ بالمجتمع الذي ينكبُّ علىٰ أنواع الطَّعام، والإصرار المرّ علىٰ هجران المساجد وخذلان الدُّعاء، والتّفلزيونات التي ترشُّ سمًّا وحشيًّا في قلوبنا. ستكون ليلة القدر -هكذا- قليلة المنافع، وللبعض ذات مفاعيل سلبيَّة؛ رمضان شهرٌ للوعي الحقيقيّ، لنهضة رجلٍ، لانتفاضة امرأة.. سيحاربوننا بطرق لا حصر لها؛ كي نبقىٰ بقيَّة العام مأسورين.

وكُلّ اللَّيالي ليلةُ القَدْرِ إنْ دَنَت كما كلّ أيَّامِ اللّقا يومُ جُمعةِ

‏قال الراوي: رأيت عليًّا وأنا غلام وقد أتى السوق بالكوفة فقال: لبعض باعة الثياب: أتعرفني؟ قال: نعم أنت أمير المؤمنين، فتجاوزه وسأل آخر فأجاب بمثل ذلك إلى أن سأل واحدًا فقال: ما أعرفك. فاشترى منه قميصًا فلبسه، وإنما ابتاع عليه السلام ممن لا يعرفه خوفًا من المحاباة في إرخاص ما ابتاعه!

… ثمَّ يرىٰ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، فيقول له: "أنا عليّ بن أبي طالب الذي كنتَ تُحبّه، أنا أنفَعُك اليوم". 💚

"فُزتُ وربِّ الكعبة"، مَنْ يجرؤ على قولها وهو يلاقي الموت! الموت الفكرة المرعبة في تاريخ البشرية، لكن عليًّا ينطق بالفوز وهو يتلقّى الضرّبة القاتلة على هامته. أعلى مراتب الثقة بالحقّ.

لم تكن تليق به نهاية غير هذه، لا يليق بعليّ أن يُغدر في الحرب، ولا يليق بقاتل الجبابرة أن يُقتل في مبارزة فرديّة.. الصلاة وحدها هي الوقت الأمثل لعروج روحه، والسجود هو اللّحظة المثلىٰ؛ فهو أسمىٰ مراتب العبوديّة، أمّا التأريخ؟ "وَمَا أدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدْرِ".

‏بِسم الله.. رويَ عن أيتام الكوفة أنّ شخصًا بلونِ الماء، وطعمِ الماء؛ كانَ يجلبُ الرَغيف كانَ حُضنًا لا رَصيف كانَ للناسِ ربيعًا، ثُمّ وافاهُ الخَريف!

كان ملحدًا، حتّىٰ قرأ سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) فقال: "يستحيل أن تكون الصدفة والطبيعة كوّنته؛ إنّه الربّ الذي خلق هذا الجمال".

‏"وأنّ عليًّا أمير المؤمنينَ... إمَامي وحُجَّتِي وعُروَتي وصِراطِي ودَليلي وحُجَّتي، ومَن لا أَثِقُ بِأعمالِي -ولَو زَكَتْ ولا أَراها مُنجِيَةً لي ولو صَلُحَتْ- إلَّا بِوِلايَتِهِ والإئتِمامِ بِهِ والإقرارِ بِفَضائِلِهِ" - من دعاء الإمام علي الرِّضا (عليه السلام) عند الشدائد. 🧡