قناة راما البشير

"ولا ينبغي أن يكون حظّك مِن ممارسة الفقه أن يتميّز لك السُّنَّة عن الفرض، فلا يعلق بفهمك مِن أوصاف السُّنَّة إلّا أنه يجوز تركها فتتركها، فإن مَنِ اقتصر على أقلّ ما يجزي من الصلاة؛ كان كمَنْ أهدى إلى ملكٍ من الملوك عبدًا حيًّا مقطوع الأطراف". [المُهذَّب من إحياء علوم الدين، الغزاليّ]

🌼 هل لا حظتم أن القائمين على الاحتفالات والمهرجانات التي تدخل الفرح والسرور على قلوب الأطفال وأهاليهم في الأعياد سنوياً هم أهل المساجد ودور القرآن والمراكز الإسلامية؟! إن لاحظتم ذلك فاستحضروا ما يبثه - كذباً أو تضخيماً -مهرجوا السوشل ميديا والأفلام عن المتدينين بأنهم أناس لا يضحكون وأن حياتهم كلها نكد وشقاء، وأنهم أناس يكرهون الحياة ويحاربونها! * ننصحكم عند مشاركة أبنائكم بهذه الاحتفلات أن يتم استدعاء ما ورد بهذا المقال ومحاورة الأبناء بمضمونه! فحوار كهذا كفيل بهدم القمامة الفكرية التي بثتت في الفضائيات والسوشل ميديا طيلة شهر رمضان وما قبلها عن المتدينين! د.محمد حسونه

المناسبة التي تخصّ من تحبّهم لها مكان في قلبك ستحرص على عيشها بتفاصيلها تقديرًا لمن يعزّ عليك. تشاركه في حفلة تخرّجه أو زواجه وغيرهما وتهديه وتبيّن له فرحك وبهجتك برغم الظروف التي قد تحول بينك وبين السعادة. لمَ تفعل كل هذا؟ لأنّه ببساطة عزيزٌ عليك. -ولله المثل الأعلى- قِس على هذا مشاعرك تُجاه الفرح الذي شرَعه الله لك، هل تعيشه بتفاصيله تقديرًا لشعائر الله ومحبةً له؛ (ذلكَ ومن يعظّم شعائرَ الله فإنّها من تقوى القلوب) فذاك والله القلب المُترَع بالتقوى والإجلال والتعظيم هو القلب الفَرِحْ بأيام الله أشدّ من فرحه بأيام النّاس! وليس العيد مجرّد يوم يمضي هكذا؛ هو هدية من الله تعالى لك، لتُكبّر الله فيه على ما هداك، وتشكره على تمام العبادة والتوفيق للطاعة وتسأله القبول، هو يوم تسعد به أنك مع جموع المسلمين متآخين متكاتفين قلوبكم مُجتمعة على ملةٍ واحدة وليست متفرّقةً شتّى! تعبدون ربًّا واحدًا، تصمدون إليه في سرّائكم وضرّائكم، وأفراحكم وأتراحكم.. تعظيمك للعيد وإظهار مشاعر الفرح والاستبشار به من تعظيمك لله عز وجل وشعائره، هو من محبّتك لهذا الخالق العظيم الذي يعرف نفوسَ عباده وحاجتها للانبساط والفُسحة المُباحة والبهجة، فهيأ لهم أيامًا يأنسونَ بها ويتواصلون ويجتمعون بإخوانهم وأحبابهم.. فالله أكبر الله أكبر ولله الحمد! ويا بُشرى، للمتعبّدين للهِ بالفرح في أعياده 🎈 تقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير ❤️

أصدقاء المعرفة، والوعي، والشغف.. هنا، كلّ عام وأنتم في اتّساع أفق، ونفع كبير لهذه الأمّة. 🌿

‏وجودُ إنسان قريب من قلبك وروحك، يشاركُك رحلةَ الحياة، ويُثير فيك الأسئلة؛ من نِعم الله التي تُعينك على نوائب الدّهر، وكذلك على الوصول إلى الحقيقة، تأمّل كيف أنّ القرآن قَدَّمَ التفكُّر بمعيّة شخص آخر على تفكّر الشخص وحيدًا منفردًا: ﴿أنْ تقوموا لله مثنى وفُرادى، ثم تتفكّروا﴾.

🌿

القرآن للأنغام أم للأحكام؟

‏قد تشعر بالتأخرِ والقصور، تحسّ أنّ قوافل العابدين السابقين رحلتْ بعيدًا عنك، ترى نفسك لا شيء، تتمنى لو كنت مثلهم! ‏مشاعرك هذه "عبوديّة" يُحبّها الله..

تقسِم لي بالله، أنَّه رآها ذات يومٍ في الجامِعة، وعلقت في ذهنِه كما يتعلَّق الجنين برحمِ أمِّه بل أشدّ. ومضَت الأيَّام ويلاحظ الجميع عليه تبدُّلًا في الحال عندما تطلّ، ولم يكن حينها جاهزًا للتقدُّم أو لتحمُّل مسؤولية بيت، فصبرَ وكتم وعفّ، ولم يفتحْ فاهُ بحرف! ثمَّ غاب عن الجامعة طويلًا، وعرِف بعد ذلك أنه تركها لجامعةٍ أُخرى، من هولِ ما يُلاقي من مكابدةِ الحلال والصَّبر عليه، وكيف يصبر عن الكلام ويراها كلَّ يومٍ أمامه، فابتعد! تخبره أمه بعد سنةٍ بأنه تحبّ لو تفرح فيه، كما تفرح كل أمٍّ بابنِها، وأنَّها وجدت صبيةً أعجبها خَلقها وخلُقها فعسى أن يذهب معها بعد موعدٍ للرؤية الشَّرعية. قبِض قلبُه، وضاق صدره، كيف يذهب لرؤية أُخرى وسرُّ تلك الفتاة لا زال مدفونًا في سويداء خافقه؟ لكنها الأم التي أصرَّت عليه، فذهب.. دخل المنزل مكفهرَّا، يجد صعوبةً في الشقِّ عن مبسمِه، شعر بأنه بطريقةٍ ما خانَ شعورًا حيًّا في أعماقه. حتى أذن لها والدها بالدُّخول، ورويدًا رويدًا رفع رأسه عن الأرض ليرى خبيئة القدَر له.. فإذا هي نفسها! فتاة الجامعة التي صبر عليها! تقف أمامه في الرؤية الشرعية.. فما كان منه إلا أن خرَّ ساجدًا لله دون أن يفهم من حوله ماهيّة تصرفه، حتى تدارك نفسه وقصَّ عليهم صبر سنةٍ كاملة.. اصبِروا على الحلال، لا تستعجلوا أقدارَكم في الحرام، ولا تواعدوهنَّ سرَّا، تأدبوا في الحبِّ ونظِّموا المشاعر، لا تعلمون المخفيَّ لكم من قرَّة أعين! اصبروا يا شباب المسلمين، سيجعل الله بعد عسرٍ ألف يسر، لكنَّه امتحان ثبات، واصبري يا ابنة أبيكِ، ربَّاكِ بمهجة قلبِه، ولا تجعلي اسمه على الطرقات.. اصبروا يا معشر المحبِّين! تقاسموا القلبَين بالذي أراده الله، إكرامًا وصونًا وتبجيلا، حتى يملأ الرحمن الأفئدة ودًّا وسكينة، ويقول عنكِ إن فقدكِ "يا رب ما عدتُ أُطيق العيش من غير زينب"، "يا رب، ألا يؤذوني في عائشة"، "يا عفراء، قد رحلتِ ورحل البيت معكِ".. 💛🕊️🍃 ____ #عابِدَة_ابنَةُ_أحمَد #غفرَ_الله_لهُما