✨✨ قناة أ. نورالدين قوطيط ✨✨

قال سون أتزو _وهو أحد عظماء التخطيط الحربي خلال الألفي عام الماضي: «إذا قررنا شن حرب فلا بد أن تكون هذه الحرب خاطفة حاسمة، فإذا تأخر النصر يفقد الجندي روح القتال وينهار معنوياً وتخور عزائمه. وإذا حشد الجيش لمدة طويلة لا تكفي موارد الدولة لذلك، كما أن الجند يستسيغون النصر بسرعة ويمقتون العمليات التي تطول».... (فن الحرب. ص 83، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى، 2010) قلت: 1.. الحرب الخاطفة والحاسمة مهمة للجيش النظامي، أما الجماعات غير النظامية فإنها تستطيع إطالة أمد الحرب طويلا. لأن الحرب الطويلة تنهك الجيش النظامي اقتصاديا، عكس الجماعة المقاتلة غير النظامية فهي تستطيع تدبير أمورها بأقل التكلفات المالية. ولهذا ترى الغرب وحكومات الخليج تقدم المساعدات المادية للكيان لتفادي انهياره اقتصاديا وهو ما يترتب عليه انهياره عسكريا. ولهذا قلنا بأنه سيأتي اليوم الذي يجد فيه الغرب نفسه أن التكلفة المادية للكيان صارت ضخمة جدا ولا يستطيع تحملها والاستمرار في دفعها، وهنا سيبدأ الغرب _بضغط الشعوب التي حُرمت كثيرا اقتصاديا بسبب تكلفة المساعدات للكيان_ في التخلص وفك الارتباط بالكيان. 2.. فقدان الجندي لروح القتالة ومن ثم انهياره المعنوي يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى امتلاكه لدافع مقدس وغاية مقدسة. لهذا فالجندي المتدين أقوى وأصلب عزيمة من الجندي العلماني الذي يقاتل لأجل نداء الوطن أو لأجل المرتب الشهري والامتيازات المادية، أما الجندي المتدين فهو لا يقاتل لنفس النصر بل لهدفه المقدس لأنه ينتظر جزاءه وثوابه في حياة أخرى بعد الموت. ولهذا قال سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه قديما لقائد الفرس _على ما أتذكر_ بأنه جاء بجنود يحبون الموت كما تحبون الحياة. 3.. لأجل هذا، ترى الجماعة المقاتلة في غزة تركز على "كسر إرادة جندي الكيان، وتحطيم نفسيته" وقد تحقق هذا خصوصا في الشهرين الأخيرين، فقد صرنا نرى تزايد أعداد الجنود الرافضين للخدمة العسكرية في غزة. بالإضافة إلى قدرة الجماعة المجاهدة على تحطيم سردية الكيان المتعلقة بالتميز والاستحقاق العالمي، فجندي الكيان صار يرى كيف أن كيانه صار منبوذا عالميا ومتهما بتهم ثقيلة جدا، وكل هذا صار يشككه في قيمة دوافعه لمتابعة القتال. وهذا أحد جوانب توكيد الخبراء على أن معايير النصر والهزيمة في الحرب لا تتعلق بشكل مركزي بأعداد القتلى والخراب العمراني، لأن كل هذا يمكن تعويضه، وإنما تتعلق بشكل مركزي بجوانب معنوية واستراتيجية على المدى البعيد.

المتحدث باسم السعودي السيناتور ليندسي غراهام: السعودية لا تتوقع إبرام اتفاق مع إسرائيل لا يشمل تدمير كتائب حماس. لهذا قال كل الباحثين من البدايات الأولى لمعركة الطوفان بأن حكومات الخليج ومصر والأردن يشعرون بالرعب من عدم هزيمة حماس، بل صرح مجموعة من المسؤوليين والإعلاميين في الكيان وأمريكا بأن حكومات الخليج والمنطقة يطالبون وراء الأبواب المغلقة بضرورة تدمير حماس..... ببساطة لأنهم يعرفون أن انتصار حماس أو على الأقل عدم سحقها يعني إمكان انتقال عدوى الانتفاضة ضد هذه الحكومات بين شعوبها المسحوقة.

لهذا لا يزال السؤال المحير قائما: لماذا الضفة نائمة منذ ثمانية أشهر؟ لماذا لم تنتفض، فالضفة أحق من كل بلدان العالم بالانتفاضة؟ نعم، فإن العصابة المجرمة الحاكمة في الضفة صهيونية حتى النخاع، وتسخر كلابها لقمع الشعب، لكن مع ذلك تبقى الضفة أولى بالتحرك والانتفاضة من كل بلدان العالم..

يسألني بعض الشباب وبعض المتزوجين: أقضي وقتا طويلا في وسائل التواصل، بل أنا مدمن للهاتف، أفكر في ترك عالم الانترنت نهائيا. فأقول: ليست المشكلة في وسائل التواصل ومواقع الانترنت عموما، ففي هذه وتلك خير كثير، وإنما المشكلة في تنظيم وقتك. هجر الهاتف والانترنت ووسائل التواصل مستبعد جدا، ولهذا فالقضية هي تنظيم الوقت، وإلا فلو فرضنا شخصا مدمنا لقراءة الكتب الورقية بالساعات الطويلة فإنه سيضر بجوانب أخرى في حياته وعلاقاته، رغم أن قراءة الكتب عمل جيد، ومن هنا سيكون مطالبا بتنظيم وقت قراءة هذه الكتب. قالوا: «كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده»، وهذه كما ترى قاعدة عامة، فيبقى إذن «أعط لكل شيء حقه المناسب له بلا إفراط ولا تفريط». نعم، فالتوسط والاعتدال بالنسبة لمن أدمن الإفراط أو التفريط يكون في البداية صعبا وشاقا نفسيا، لكن مع التصميم، والإرادة، وتنظيم الوقت، يصير سهلا ومضبطا. هناك أولويات يجب اتباعها، والالتزام بها، وهذا نفسه ما يجعل الحياة وعلاقاتها وأهدافها مستقرة، ولهذا فمن ليست له أولويات وليس عنده فقه أولويات فلا شك في أن حياته تكون فوضى، واعتباطية، وتائهة. فضع لنفسك أهدافا كبرى، لتتضح عندك مراتب أولوياتك. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم وبارك

المواجهة قادمة لا محالة، والأمر مجرد مسألة وقت 🤌

كنت أحدث والدتي العجوز شبه الأمية عن رغبة الرئيس الفرنسي في الدخول في الحرب مع روسيا، فقالت لي كلمة معبّرة جدا، وهي: < متعرف الله شنو مخبي ليهم >. هذه الكلمة < متعرف الله شنو مخبي ليهم >، هذه الكلمة تحمل معنى قول الله تعالى: (وَیَمۡكُرُونَ وَیَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ)، فالعدو يضع الخطط الدقيقة، وينفق الأموال الطائلة، حتى إنه يعتقد أنه يتحكم في مسارات الأحداث ومآلاتها، لكن من عجائب القدر، أن دمارهم ونهايتهم يكون من داخل خططهم ومكرهم وكيدهم!! ومن هنا، فإنه < متعرف الله شنو مخبي ليهم > التي يقولها حتى المسلم الأمي لكنه مؤمن، تعني أن الأمور بيد الله، وفي قبضته، وتحت سلطته، وهو يدبرها كيف يشاء، ويسوقها إلى المآلات والنتائج التي تقتضيها حكمته العظيمة. وهذا مما يدخل برد الطمأنينة على قلب المؤمن حتى وإن كانت الحسابات المادية تصور الآفاق مظلمة كئيبة!! واعلم بل تيقين أن كل ما يجري على هذه الأمة إنما هو من "رحمة الله بها"، وكل ما ترى الأعداء يتفنون في التخطيط لها ضدها وتنفيذه واقعا عمليا إنما هو من "كيد الله لهذه الأمة ومكره بأعدائها". نعم، هذه حقائق لا يمكن أن يستوعبها أصحاب العقلية المادية، أو النفسية المهزومة، لكنها حقائق يراها المؤمن بنور البصيرة وما معاه من العلم على سنن الله في حياة البشرية. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم وبارك

نحن على مشارف فصل الصيف، وستبدأ نفس المشاكل من قوم يتمتعون بهمجية في تفكيرهم.. يعلم زيد أن أحمد عنده منزل بغرفتين أو ثلاث غرف، يكفيه هو وأبناؤه وبناته. كما يعلم أن فصل الصيف فصل حرارة، وعامة الناس لا يتوفرون في منازلهم على مكيفات تبريد.. يعلم هذا، ومع ذلك، يذهب يهجم عليه هو وزوجته وأطفاله، ويرابط عنده الأسبوع والأسبوعين وربما أكثر. وفوق هذا تراه وزوجته يشترطون على أحمد وزوجته ماذا يأكلون وماذا لا يأكلون. وفوق هذا لا يفكر السيد زيد في تحريك جيبه قليلا ليساعد في نفقات عطلته الصيفية الثقيلة على أحمد وأهله وأبنائه.. السؤال الذي لم أجد له جوابا هو: هل فعلا زيد وزوجته ينتمون إلى الكائنات العاقلة أم لا؟؟!! أو هل يعتقد هو وزوجته أنهم أعلى ذكاء من أحمد وزوجته ولهذا يجب استغلالهما طيلة عطلته الصيفية ويكفي خداعهما ب "جئنا لنصل الرحم معكم"؟؟!! ولكن؛ لماذا نلقي باللائمة على زيد وزوجته، أليس الواجب أن نلقي باللائمة على أحمد وزوجته، فهو الذي سكت ووافق، بدعوى "زيد أخي أو زيد صهري"، وهو الذي وافق على تحمل الضغوط النفسية والعصبية والمالية لمدة أسبوع أو أسبوعين أو أكثر. لأن المنطق البسيط يقول: الشخص الذي لا يفهم والذي يحاول أن يتذاكى عليك ويحرص على استغلال طيبتك، هذا الشخص يجب أن تواجهه مباشرة بحزم وصرامة، ثم لا يهم بعد ذلك إن قرر أن يقطع صلته بك، لأنها أساسا صلة بائسة لا قيمة لها، وأنت وحدك الخاسر فيها. ✍️ تعلم أن تكون صريحا وصارما مع تلك الوجوه الصلبة الصفيقة التي لا يعرف شيئا اسمه "الأدب والأخلاق" و"تقدير أحوال الآخرين"، بل الويل لمن يقع في يديها من ذوي النفوس الطيبة أو الجبانة. ومن شاء أن يقطع صلته بك لأنك ترفض صفقاته وهمجية تفكيره، فقل له (مع السلامة) لم أرض ولم أسخط. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم وبارك

الدولة الطاغوتية تتعامل مع جنودها (الذين هم أساس بقائها) على أنهم مجرد أرقام أو كلاب قيمتهم محصورة في تنفيذ أوامر القادة، ولهذا يمكن أن يدوس على أحدهم القادة أو العدو ومع ذلك يُعتبر قتلهم "حدثا ليست له قيمة سياسية كبيرة" كما قال مسؤول عسكري مصري عن قتل الجيش اليهودي لبعض الجنود المصريين مؤخرا!