كَيـلارآ

هذه زوجتي.. وفي هذا اليوم.. أيقظتني في الرابعة صباحاً.. وأخبرتني بأنها لا تشعرُ بالراحة، بسبب مشاكل العمل مؤخراً (مشاكل عمل روتينية في ألمانيا) تسألني هل تشرب القهوة؟

لا أُدرك تماماً.. كيف يَقبل بعض الرجال.. ألا يسمعوا لأحاديث زواجتهم مهما كانت صغيرة ومهما كانت كما يعتقدون بأنها (ثرثرة). وَ أليس ذلك نوعاً من الغيرة؟

في الحقيقة.. أنا أغار جداً.. ولا اتقبل أن على زوجتي الانتظار لجلسات مع صديقاتها حتى تبوح بهذا الكلام.. أو ان تتصل بصديقتها لتخبرها ما يحدثُ في يومها.. لِمَ لا تُخبرني؟ استطيع أن اسمع.. وأرغب في ذلك! وأُحب ذلك.

مهما كان الحديث غريباً.. أريدها أن تخبرني عن العصير إن كان حامضاً في الاسبوع الماضي.. وعما يجري في حياة صديقتها أو أختها أو أي موضوع تريد مناقشته. وعن أفكارها حول الموضة.. أريد أن تخبرني ما حدث معها في العمل تفصيلا تفصيلاً.. في الرابعة صباحاً.. لم اكتفي في أن نُحَضِرَ القهوة..

خرجنا من منزلنا.. وذهبنا إلى طريق سَفر بعيد.. شربنا القهوة والهواء يُداعب وجهنا.. وتكلمنا عن كل شيء.. تكلمنا حتى الصَباح.. حتى عادت فارغة مجدداً.. في الرابعة صباحاً.. سأكون دائماً هُناك.. أَليسَ هذاً حُباً أيضاً؟

‏بالرغم من أنه يوجد ألم طفيف في أيامي هذه إلا أنني لا أستطيع المجازفة بهذا الوقت من الفجر ، إنه الوقت الأحب دومًا الساعة القادرة على ترميم ما تكسر فيّ طيلة الأمس ولا أستطيع المجازفة بدون أن أقول لكم صباح الخير ، صباح يومٍ مطمئن لنا جميًعا.