إنــطـفـاء شـعـور💔🔕

أحدهم ركلَ بابَ رُوحي ، ودخل كما يفعل رجالُ الأمن في الأفلام والمُسلسلات ، ينفضُ كلماتي ، ويضربُ أرضيّة قلبي بـ قدَميهِ كأنّه يتأكّد من صلابتِها ، وقُدرتِها على تلقّي المزيد من الضرَبات ، يفتحُ أدراج الأيّام القديمة ، ويُبعثِرها كـ الّذي أضاعَ شيئاً ثميناً ، ينظرُ إلى القلق المُتكوّر في زوايا ذاكرتي ، ويضحك .. لا أعلم إنْ كانتْ هذه سُخرية أم شفقة. أيَّاً كان فـ أنا أيضاً لا أملكُ ما أقوله في هذهِ اللحظة .. خائف فقط .. أتبعثر ، ولا أملكُ الحقّ الكافي في إيقاف ما يحدث بـ داخلي ، مُقيّد بـ محاولاتٍ أسرفتُها في أوقاتٍ صحيحة مع أشخاصٍ خاطئين ، أعيشُ الآن مُعاناة الخيّاط الّذي تسوقُهُ الرُغبة لـ تقصير اللَيل إلى الحد الّذي يُوقِف تسلُّل الحنين إليه مع علمهِ التام بـ أنّ لا إبرةً في بيتهِ تستطيعُ فعلَ ذلك. أتخيَّلُ أنّني صاحِب سُلطةٍ كبيرة على ما يُؤلِمني ، ويجعلُني بـ هذهِ الصورة ، لكنّني في الحقيقة كُل ما أفعلهُ حينَ أفقدُ السيطرة ، البُكاء .. شيءٌ ما في دموعي يجعلُني أتخفّف ، وإنْ تطلّب الأمر منّي ساعاتٍ كثيرة ، إلّا أنّني أبدو بعدَها مثلَ طائرٍ صغير ، يتّجه نحوَ السّماء لـ أوَّلِ مرَّةٍ بعدَ بزوغِ أجنحتهِ. لو تُحدّثني أيُّها المجهول عن التّهمة الّتي أُلقيتْ على رُوحي هذهِ الليلة ، مَن اشتكى عليّ وأنا الّذي لو دهسَ نملةٍ بـ الخطأ ضربَ رأسهُ مِراراً ، وبكى.*

مللت النهوض و استئناف الحياة كأن شيئاً لم يكن بالرغم من أن كل شيء سيء يحشر نفسه بأنفي.. تعودت على السقوط و النهوض..على المضي و الوقوف بالمنتصف.. أشعر بالإعياء في كل أوقاتي..الرغبة بإخراج قلبي خارج صدري.. الرغبة بإسقاط عقلي الذي يسقطني بأفكار الموت.. لم يعد الأختناق مقتصر على الليل فقط أنا أختنق حتى بالأوقات التي تدخل الشمس فيها بعيني.. ليت شعوري كان حزنًا فأعيشه بكامل تفاصيله و ينقضي.. يأخذ حقه مني و يذهب بعد أن يتأكد أنه أخضعني لبعض الوقت.. ليته شيء إن قلت لي سيمضي بعد مرور من الوقت فعلا يمضي.. لكنه أكبر أكبر..أكبر من كلامك الجميل الذي تصفه أمامي..كلامك الجميل التي تظن أنه ينقذني لكنه لا يفعل و أنا أجيد إيهامك أنه يفعل.. مللت يا صديقي..لا تساعدني على النهوض ساعدني على الخلاص.. ساعدني على الخلاص لأنك لا تملك اليد التي تساعدني على النهوض.*

‏حسنا، هذا ما عودني الزمن على فعله، أن أركض هربا من كل شيء، حتى حين ألمح شيئا أو أحدا أحبه ‏،لا أستطيع التوقف عنده والاستمتاع بوجوده أو حتى التمعن فيه ربما هي ردة فعل عكسية نتيجة لعدة تجارب رأيتُ فيها أن كل ما أرغب فيه بشدة لا يأتي، ‏مهما فعلت بت أُفّوِّتُ كل شيء. وتزداد سرعة ركضي مع الوقت وأفزع أفقد السيطرة على الأيام، ولا أعود أعرف، أهي تهرب مني أم أهرب منها.*؟

لا شيء ‏لا شيء هُنا ‏حتى الأيدي الحنونة سافرت ‏والعِناق بَرد ‏والليلُ مُمتد بالأسَى ‏الجميع غادر ‏وحده قلبي ظل ‏دون أحد.*

أتمنى أن يكون فقدان الشغف الذي أُعاني منه الآن مجرد فترةٍ عابرةٍ تنتهي مع الوقت، أتمنى ألَّا يطول الأمر فأنا لا أملك الشغف حتى لأبسط الأعمال اليومية، الضغوطاتُ والإلتزاماتُ والحياةُ كلها أشياءَ تسير بسرعةٍ جنونية، وأنا أعلم جيداً أن فقداني للشغف سيكلفني الكثير والكثير، أنا لا أملك شغفاً للعمل ، أشعر بالملل من القراءة ومن مشاهدة الأفلام والمسلسلات، لا أتحمل الجلوس أو التحدث مع أحد لفترةٍ طويلة، لا أُطيق المناقشات ولا شيء يثير إعجابي، أتجنب أبسط المحادثات وأرُد بأبسط الكلمات المُمكنة، أبدو سخيفاً أحياناً، لكن كل هذا يحدث رغماً عني، أنا لا أملك شغفاً للنهوض من على سريري من الأساس.*

أحياناً أشعُرُ أنّ لا احدْ يفهَمنـــْي .. لكنْ بعضْ الكتابات التىَ تنال أعجاب البعضَ تشعرنيْ أنْ هناكَ اشخاصاً في هذا العالَمْ .. تشعُرُ بما أشعُرُ تماما.*!

انا أحاول من أجلك، أعمل على أن أكون شخصًا أفضل، أعمل على أخطائي، أكنّس نواقصي، أرمّم هنا وهناك، أريد أن تكوني فخورة بي، يكسرني أنني خيّبت أملك، كل شيء أفعله، أفعله لأبدو مرتبًا، لأبدو كاملًا تمامًا، ليس لأنكِ في حياتي وأريد الحفاظ عليك، إنما كي أكون مستعدًا إذا راق للمشيئة الإلهية أن تعيدكِ إليّ.*