••| ذات أثر 🌿🕊

يلفتني النبل بكل شيء، بثنايا اللمحات والخطرات والبسمات والكلمات ما بالك بالعشرة والرفقة؟ أن تكون الفتاة نبيلة في تصرفاتها يُضفي على وجودها نكهةً خاصة ليست مجرد كائن عادي بل نبيل أي اشتغل على نفسه على تربيتها وتهذيبها وتعليمها. ولا شيء يكمله غير قلة الكلام، فإن رغبت به قالت ما عُطش لزيادته؛ فأدى دلالته، ثم لا يعني هذا قاعدة عامة؛ فلكل مقام مقال، وقد عرفت صديقات كن أقل الناس نطقاً فما أن اجتمعن بأزواجهن وعوائلهن صرن أكثرهن ثرثرةً تلك الثرثرة المحببة لا المنفرة. -لصاحبتها.

الحمد لله .. وبعد، يرق قلبي لأولئك الذين يكابدون قسوة قلوبهم مع مرور ليالي هذا الشهر وساعاته التي تمضي إلى حيث الآخرة.. يكابدون الساعات الطوال في القراءة والصلاة والدعاء ولا تثنيهم الإحباطات واللذات الغائبة. يلتمسون التأثر بالآيات فلا يجدونه إلا قليلًا، بل ولربما يمكث أحدهم الليالي ذوات العدد لا يعرف لذة ولا كثير خشوع؛ بيد أنهم يجاهدون؛ بل يقاتلون! هكذا أشتهي أن أسميه. يلتمسون خشوع القلب قيامًا وسجودًا؛ فيأتيهم تارة ويفتقدونه عشرات! لكن لا بأس هم يقاتلون في ساحات الشهر ولياليه بنفوس منهكة وقلوب محزونة وأعمار تنقضي وذنوب أحاطت بهم حسرات.. تشهد عليهم الملائكة أنهم صادقون في التماس ما عند الله رغم قسوة قلوبهم.. يجابهون - دون جبن ولا خوار - سنوات من المعاصي أودتهم أُسارى في سجون الهوى وعزوف القلب عن الطاعات واستثقال العمل .. لكنهم أبوا إلا القتال أملًا في الخلاص! يعلمون أن لهم ربًا رحيمًا لن يضيع أعمالهم! وكأني بهم يقولون: إليك ربنا نسعى ونحفد .. مساكين يا رب جئناك ببضاعة مزجاة فتصدق علينا. #لصاحبه

الحمد لله وحده. اللهم؛ أنا الذي يطلب الهداية بلسَانه، وقلبه غافل، وحاله لا ترضي، غير أن قلبه بين أصبعيك. يا ربِّ اهدني، ويا ربِّ قرِّبني إليك.

الحمد لله .. وبعد، كثيرًا ما يُخيل إلي أن أعظم ما يستقبل به الإنسان شهر رمضان بعد التوبة؛ أن يرجو رحمة الله. خاصة أولئك الذين ليس لهم كثير عمل يتكئون عليه؛ أولئك الذين يرجون رحمة الله مع تقصيرهم وكثرة إخفاقاتهم في دروب السير إلى الله. أولئك المنكسرون بذنوبهم الذين حاولوا مرارًا فأخفقوا. فرحمة الله ليست حكرًا على أولاء السابقين بالتقوى والعمل؛ بل قد يستدرك الله برحمته من أهل التقصير فيجعل أحدهم من أوليائه وقد كان بالأمس القريب يعايش مرارة الذنب وهموم السقطات. فاللهم إنّا نرجو رحمتك ونؤمل.

"في الوقت الذي تتجمع فيه الحوائج في القلب، تُغلق الأبواب، وينتهي جهدُ المرء يأتِ رمضان، ليعيد تشكيلك، وتقويتك، وتذكيرك بكل مرة أن هناك مواسم ربانية تُفتح فيها الأبواب، وتُجاب فيها الدعوات، وتقضى فيها الحوائج. يأتِ رمضان ليحضر المرء نفسه وسجادة صلاته، كتاب التفسير والقرآن بجانب سريره، دفتر الدعوات والمدعوّ لهم في درجه. يأتِ ليدعو المرء ما عاد عليه رمضان، بالعتق من النار والفوز بالجنة، بالمغفرة والرحمة، بحوائج قلبه القديمة المعلقة، أو المستجدة، ليدعو لأهله وأصحابه وحاجاتهم التي أسروها لك في حديث خاصّ، وللمسلمين الاحياء منهم والأموات، للمرضى والأسرى والمظلومين وأولي الفضل عليك من شيوخ وعلماء. يأتِ رمضان أيضا ليقول المرء: ما خيبني ربي أبدا، ما خيّب الرب عبدا دعاه، فأجابه أو ارجأ له أو أخلف خيرا عليه ورزقه الرضا والالتفات عما شغله. ليتذكر الإنسان، عوائد الإحسان وحسن التدبير ولطف الحكمة الإلهية بكل مرة، علِمها بوقتها أو تأخر فهمه لذلك، فيدخل بحسن ظنّ كبير أنه الله اللطيف الحكيم، القادر الجليل الجميل، قريب مجيب، يغضبُ إن لم يُسأل، فيستزيد العبد الفقير من دعائه لتشتمل على الخير كله، جله ودقه، وعلى تفصيله، وعاجله وآجله، ما علمه المرء وما جهله، وعلى العفو والعافية، لتتسع الدعوات بحجم الجنة فيطلبها وبحجم شسع النعل أن يتيسر، فإنه لم ييسره لم يتيسر..! "

مبارك عليكم هذا الشهر الكريم .. واسأل الله أن يجعلني وإيّاكم ممّن يصوم نهاره ويقوم ليله إيمانا واحتسابا، وأن يجعلنا فيه من العتقاء من النّار . 🌙

أدعيـة السلف لِرمضَـان عن عبد العزيز بن أبي رواد، قال: «كان المسلمون يدعون عند حضرة شهر رمضان: اللهم أظل شهر رمضان وحضر، فسلمه لي، وسلمني فيه، وتسلمه مني، اللهم ارزقني صيامه وقيامه، صبرا واحتسابا، وارزقني فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط، وأعذني فيه من السآمة والفترة والكسل والنعاس، ووفقني فيه لليلة القدر، واجعلها خيرا لي من ألف شهر». عن مكحول الشامي، أنه كان يقول إذا دخل رمضان: «اللهم سلمني لرمضان، وسلم رمضان لي، وتسلمه مني متقبلا». [الدعاء للطبراني]

قيل لحاتم الأصمّ: على ما بنيت أمرك هذا من التوكُّل؟ قال: على أربع خِلال: علمتُ أنَّ رزقي لا يأكله غيري، فلستُ أهتمُّ له، وعلمتُ أنَّ عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغولٌ به، وعلمتُ أنَّ الموت يأتيني بغتةً، فأنا أبادره، وعلمتُ أنِّي بعين الله في كلِّ حالٍ، فأنا مستحييٍ منه".

- 'نعوذُ باللهِ من الفُتور في وقتِ الغنائم'. 🌻

﴿...وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلمُتَّقينَ﴾ [الزُّخرُف: 35]. اللهمَّ اجعلنا منهم، واجعل نعيم الآخرة من نصيبنا وأزواجنا وذرياتنا وأهلينا.