وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ | الفَـارُوق | طارق حواشين

- اللهم إني وحيد، أتمسّح بباب عفوك، وءانس بجلال لطفك.. غير أني عبد ضعيف، لستُ أقوى وأنتَ العليم الحكيم.. الله الله ربي، لا أشرك به شيئًا. لا تنسونا من صالح الدُعاء، ما تبقى من هذه الدقائق المُباركة..

- تمرّ الأيام مُسرعةً؛ سريعةٌ جدًا سريعٌ انقضاؤها.. بما فِيها مِن ثقل وألم، تركُض السِنين، وترتحِل الأشهُر بشكلٍ مُرعِب، بأفراحِها وأتراحها، يفنَى كل شَيء، ولا يبقَ إلا عملٌ صَالح تُرضِي به ربّك و ترجُو به النجاة، أو شعُور قلبيٌ يزيدك قربًا، أو معانِي إيمانية عامرة تُرسّخ فيك، فتحدث فيك همّة وعمل، أو تبعث في النفس حياة ويقِين وصبر كتلكُم المعاني العظِيمة التي يصنعها اخوانك. لا بأس على قَلبك إن فاته ما كُنت مُخطط له طِوال عامك، ولم تُحقِق شَيء ما لم يكُن الضُر في دينِك، ولا بأس على قلبك إن رحَل فلان عنه في ذاك العَام، ولا بأس على قَلبك ما دُمت تقِف على بابه سُبحانه وبحمده.. والنّاس يتسَارعُون لرأسِ السنَة أولها وآخرها، أو يفرحُون بما قدَّموا وما نَالوا! النَصيحة المَاجدة الّتي أقدّمها لك: أن تعدّ نفسك للآخرة، ولله حُبًّا وقربًا، وتتغافل عن الدنيا قليلاً، فهِي صعبة ومُؤلمة، وهذا حالها في كل زمان.. مع مَن يعطيها فوقَ قدرها. عُمر المُسلم الواعي بِحقيقة الدُنيا، يُعد بالصالحات، فيَراها قَنطرة للآخرة فيُحسِن ويخبت ولله يُنيب.. ويتعَالى عليها، التَعالي الذي يجعلُه لا يلهث وراء ما يُحزن قلبه أو يُضيع آخِرته. كشَاب مُسلِم، أعيِش الحيَاة وسنِينها بتدبِير الله، ليسَ لي خطط ولا أمانِي، ولا كتبتُ في دفتري شَيء. مكلّف بأخذِ الأسباب! تعوّدت أنّ كُلمَا طَال انتظارُ الأماني، ونَال منّي الحُزن في أيّامي، وأوجعنِي حَالي، وأشواك الشهُور، أتَجاوزهم -كأنّهم أشواك تُسلخ جلدي- بُلطف الله. انكبُّ على سجادتي، مهما بَاءت مُحاولاتي بالفشَل. لَم تزدني الضغوطات، والابتلاءات وكثيرٌ مِن التقلُّبات الفِكرية والشعورية والنفسية.. إلاَّ زهدًا في الدنيا وأهلها. أقطعُ شتاتي وحُزني وأهيم بوجهي حيثُ لُطفُ الله. ماعدتُ أنظر للحيَاة بتِلك النظرة الّتي امتدت لحيوات الآخرين. أتلذّذ باستشعار النِعم الّتي يكتبها الله ويقدّرها في تفاصيل الأيَّام والشهُور، أتلذّذ بعظيم منّته وكرمه، وسِتره الدائم، ولُطفه الخفي. أراني أبتسم، وأعلمُ يقينًا أنّ حياتي كلّها مِن كبيرِها إلى صغيرِها، ومِن عظيمها إلى دقيقها.. ما مرّ مِنها مِن شيءٍ إلّا وكنتُ على أعتابِه شهيدًا على لُطفِ الله. ما ذُقتُ وحدةً كالتي أنا فيها الآن، وما ذُقتُ ألمًا وغُربة عن نفسي كحالي الآن، وما عهدتُني أصمتُ وجعًا وحُزنًا كصمتي هذه الأيّام والأشهُر.. لكن، كلّ ما نَلقاه في الأيَّام والأشهُر مِن أوجاع وأحزان وءالام وبُكاءاتٍ ووحدة.. كلُّ ذلك عليه هيّن، وإنْ صعب.. وإنْ بدا للمرءِ في أحلكِ أيّامِه أنّها لن تمر، بِلُطفِه تمر. فالله أكبرُ مِن شتاتٍ مسَّنا، اللهُ أكبرُ مِن كُلِّ كبيرٍ، وأقدرُ على كُلّ ما أعجزنا..والحمد لله!

- في أيّام العِلاج الصحّي هذِه، ووددت لو أنّ لي أحدًا يرى أحزانِي في عيني دون حرف، ويشعُر بأنَات صدري دُون عبرة، ويسمَع تهتهات لسَاني بعد طول خَيبة دُون أن أتفوه بشيء. وددت لو أنّ لي أحدًا يَراني وأراه، ويَسمعني وله أسمع. ليس الوجع كسابقِه، وليس الألم معهودًا، أمّا عن البُكاء خِفية بقلبٍ تتقطّع أوصالُه حُزنًا.. فأعجزُ عن وصفِه، وإن كان لي على الحرفِ سطوةٌ فأكتبُ كيف يعيشُ المرء كلّ شيءٍ في نفسِ الوقت دون أن يجدَ كتفًا عليه يستند أو يدًا حانية تكفكف أدمعه.. لفعلت، ولَكتبتُ غيرَ ءابِهٍ لقريبٍ أو صديق، ولأوضحتُ كيف يعيشُ المرءُ معزولًا وهو في جمعٍ، وحيدًا في صحبٍ.. فكيف بِمَن ليس في جمع ولا صحب! رجائي _بعد طول تعبٍ، وابتِلاء مرير وألم وجلد، أن تكون عاقبة الصبر هذه جبرًا لي، وأن أجد مَن يحنُو على الأحزان فيني. الله الله ربِّي لا أشركُ به شيئًا.

- ‏سيكون لدى الغزيّين الكثير من القصص ليرووها بعد انتصارهم وجلُوسهم على عرش الحضارة الإسلامية التي كانوا لبنتها الأولى وحجر أساسها.. بإذن الله

--- - فازُوا علينَا.. ههه مُبارك يا أهل الهمّة من الدُفعة الأولى!

«وبالهمّةِ العلياءِ يُرقَى إِلى العُلا فمن كان أرقَى هِمَّةً كان أظهرا» نُبارك للدفعة الأولى تفوقهم وثباتهم وإحسانهم المُلاحظ طوال سيرنا في المُلتقى، فالبرغم من قلة عددهم إلا أنهم كانوا حاضرين وبقوة في الحصَاد اليومي والمُسابقات🎉 ونتيجة لهذَا؛ ولأنهم القوم لا يشقى بِهم جليسهم.. فنزف لهم البُشرى التالية: 🔽سيحصل كل فردٍ من الدفعة على 5 درجات إضافية في معدله. أقر الله بصلاحكم الأمَّة، ويسركم للخير ويسر الخير بِكم🍃🤍 #ملتقى_البناء_الفكري #حياة_مصلح

- فازُوا علينَا! مُبارك يا أهل الهمّة من الدُفعة الأولى!

- «‏عاشِر المُعتَزّ تَعتزّ، واجتَنِب اللئِيم تستقيم، والله إنَّا نتأثر بالذين يثيرون إعجابنا حتى ليتجلّى تأثيرُهُم في سائِر أحوالنا، وليس كل امرِئٍ يعجبك يستحق تأثُّرك، إنما يستحقّه مَن غيَّرَ فيك عيبًا وأزال هَمّا وجدَّدَ عزمًا»

- يرِقُّ قلبي من مرجعيتِه: الكِتاب والسُنة، في زمن انهيار المنهجيات، والانبهَار بالثقافات والأعياد الغربية المَوسميَّة. تشعُر ببعضِ العزة معه، حينما ألمس عنده نقَاء العقيدة، عقيدة صحيحَة غير مجرُوحة، ينظُر لكُل شَيء بالنَظرة الدِينية. يُكَوِّن شَخصيته بمُقتضى شَريعة اللّٰه تعالى. تجده متبُوعا لا تابعًا، أسوَة، لا مُتأسيًا. يحرص أن لا يكون إمَّعَةً يتّبع كلَّ ناعِق. لا يترخّص في دِينه، بل معتزٌّ بِه، متميِّزٌ عَن غيره، له هويته الخَاصة التي يفخَر بها، وله مبادئه العُليا التي يسمُو بها، فلا يرضخ لمُناسبات الغرب ولا يَنماع فيهم كما ينمَاع المَلح في الماء. هو الأعلى بإيمَانه والأزكىٰ بعقيدته النقيّة، لا يتهَاون في مبادئِه وقيَمِه ولا يتسَامح لقائِل أن يقُول فِي هذا الدين. لا يُؤمن بشعارات التقدّم والتحضّر، فهُو مُؤمن واعٍ يعِي أنها وصف مُزخرف يُراد بهِ مدى تأقلم المُسلم مع قاذورات الغرب من جهة، وانسلاخه عن دينه وفِطرته من جهة أخرى مع تقديم التساهُلات. يُعجبني جدًا، ذاك الذي يُؤمن أن قطعيات الدين وتَشريعاته ليسَت فِيها آرَاء شخصية وأخلاق فَردية ورُؤية مجتمعية، بل: «سَمعنا وأطَعنا» حتى وإن خَالفت أهواءه ونَزواته وعاداته وما يُحب ويكره.

- ‏أن تصل لاستِشعار المعية مِن الله هو الشعور الوحيد الذي يمنَح نفسي الهدوء، هذه المعية تحتاج منّا طول مُجاهدة، أن نصل لشعور الواثق أنه كلما دَاهمنا " إنا لمدركون" أنزلنا عليها {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}، يهدينا لأحسَن اختيار في كل أمرٍ، يهدينا لكل ما يُحب ويرضَى في كل حال.