السيد أسعد القاضي

#ومضة يقول أمير المؤمنين عليه السلام: والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهّداً، أو أجرّ في الأغلال مصفّداً، أحب إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء من الحطام. حسك السعدان: نبت ذو شوك. المسهّد: الممنوع من النوم. لا يرضى أمير المؤمنين عليه السلام لنفسه أن يلقى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وهو ظالم لبعض عباده.. الظلم بأنواعه.. بأصنافه.. وإن قلّ.. فقليله ليس بقليل.. لا يرضى عليه السلام ذلك لنفسه ولو بلغ به الحال أن يبيت على شوك وتدخل جسده إبر شوك السعدان المؤلمة للجسد، بحيث تأبى عيناه الغمض ويقضي ليلته ساهراً مسهّداً. وهكذا فهو عليه السلام لا يظلم عباد الله وإن أوصله ذلك إلى أن يقيّد بالأغلال ويجرّ كالأسير. أما نحن، فننام على فراش ناعم لائق بمزاجنا وحالنا، ونأكل الطعام الذي نحبّه ونرغب به، ونخرج من دارنا ونعود إليه في الأوقات التي تناسبنا.. مع ذلك نرضى لأنفسنا أن نقضي شطراً من عمرنا ونحن نتعدى حدودنا المرسومة لنا، ونكيد لأخواننا المؤمنين، بل نخطط لذلك أدق تخطيط ليؤدي الكيد ثماره، فالغيبة لها حضور بارز في مجتمعاتتا.. والنميمة لها دورها في تفكيك الشبكة الإيمانية التي شكّلتها الشريعة ودعت إلى الاهتمام بها. وهكذا معاول هدم الأسرة التي يستخدمها الناس - المؤمنون - في تقويض العوائل والتفريق بين الزوجين. وغير ذلك الكثير. ولا ننسى أن ظلم العباد من الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى، حتى يرضى صاحب المظلمة. https://t.me/alqazi_altabatabaei

معرفة الخالق !! الذين يحاولون معرفة الله تبارك وتعالى لا يزدادون إلا ضياعاً وبعداً عن الحقيقة التي يرومون الوصول إليها. ولو أنهم استبدلوا ذلك بمحاولة معرفة المليارات من أصناف المخلوقات لتجلى لهم عجزهم المطلق عن معرفة تلك المليارات، اللهم إلا جزء يسير منها. فإذا كانوا بهذا المستوى الفكري عند معرفة المخلوق، فكيف يسعون لمعرفة خالق الخلق كلّه؟! هذا سيد الموحدين عليه السلام يعطينا مثالاً حيّاً عملياً يستدل به على استحالة معرفة الخالق.. المثال الذي طرحه الامام أمير المؤمنين عليه السلام يتناول ملك الموت المخلوق لله تعالى.. حيث يقول عليه السلام.. هَلْ تُحِسُّ بِهِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلًا؟ أَمْ هَلْ تَرَاهُ إِذَا تَوَفَّى أَحَداً؟ بَلْ كَيْفَ يَتَوَفَّى الْجَنِينَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ؟ أَيَلِجُ عَلَيْهِ مِنْ بَعْضِ جَوَارِحِهَا؟ أَم الرُّوحُ أَجَابَتْهُ بِإِذْنِ رَبِّهَا؟ أمْ هُوَ سَاكِنٌ مَعَهُ فِي أَحْشَائِهَا؟ ثم يعرّج سيد الأوصياء على استحالة وصف الخالق فيقول.. كَيْفَ يَصِفُ إِلَهَهُ مَنْ يَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ؟ https://t.me/alqazi_altabatabaei

ابيات أنشأتها و أنشدتها - قبلاً - عند ضريح الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام مخاطباً إياه يا حجّةَ الله ثامنَ الحُججِ مُنفّسَ الكربِ مُنقِذَ المُهَجِ كم علِقت في القلوب أُمنيَة سَرَرتَ قلْباً بِساعةِ الفَرَجِ لقد قصدْناك والقلوبُ داميةٌ وما على قاصديك مِن حَرَجِ نرجو نجاةً، ركوبَ فُلْكِكُم - ديناً ودُنْياً- مِن غامِرِ اللُجَجِ https://t.me/alqazi_altabatabaei

#وجهة_نظر لما كان واهب النعم والمعطي هو الله تبارك وتعالى، وكذلك هو سبحانه المانع، فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وليس للإنسان دخل ـ إلا بمقدار سعيه ـ في مقدار رزقه ولا نوع الرزق ولا كيفيته، من مال أو بنين أو دار أو أصدقاء، وأكثر نعم الخالق تعالى تأتي من دون سعي من المخلوق. فإذا كان الأمر هكذا فلماذا نجد هناك مَن يعادي صاحب النعم ويكيد له ويسعى في زوال نعمته؟! مع أنه مرزوق وليس برازق، وليس له دور في نزول النعمة وهبوط الرحمة عليه. وقلت ـ ساخراً من هؤلاء ـ: عليهم أن يحاربوا الرازق وليس المرزوق، ويكيدوا للواهب دون الموهوب. والمؤسف جداً أن تجد هذا النمط من التفكير السَّفَهي والضحِل في مجتمعات تدّعي التديّن وتنتسب إلى أهل الدين والورع. يترفّع أهل الدين والورع الحقيقيّون عن هذا الأسلوب بالتفكير. https://t.me/alqazi_altabatabaei

موسم الامتحانات بينما ينشغل الطلبة كلّ سنة في مثل هذه الأيام بموسم الامتحانات الذي يستهدفهم جميعاً على اختلاف مراتبهم وطبقاتهم.. يوفّر الأهالي كلّ ما بوسعهم ـ من أجواء استثنائيّة وأموال ووقت وكلّ شيء ـ من أجل نجاح أبنائهم وبناتهم. إنه امتحان ـ مهما بلغت أهميّته ـ لا يخرج عن كونه امتحاناً في جزئيّة معيّنة تشملّ موادَّ محدودة، وفي كلّ مادّة مقدار محدود من المعلومات، وعلى فرض رسوب الطالب في مادّةٍ ما فهناك امتحان ثانٍ لتلك المادة، وربما ثالث أيضاً، وفي أسوأ الأحوال يمكن للطالب أن يعيد سنته الدراسيّة، فيبقى في نفس الصفّ سنين متعدّدة. مع كلّ هذه المرونة والتسهيلات على الطلبة نجد الأهالي ـ وكذلك الطلبة أنفسهم ـ في حالة من التوتّر، وبذل أقصى ما يمكنهم من أجل اجتياز هذه المرحلة الحساسة ـ إلى حدٍّ ما ـ بنجاح، بل وتفوّق، وسط تأجيل المهامّ الأخرى إلى حين الانتهاء من موسم الامتحان. هذا الأمر يعيشه أكثر الناس، ويتحمّسون لمعرفة ما ستكشف لهم الأيام القريبة من تفوّق أو نجاح أو رسوب. ولا ننسى الاهتمام الكبير بإهداء التهاني عند إعلان نتائج الامتحانات، فضلاً عن حفلات التخرّج. كلّ هذا ـ وغيره مما لم أذكره ـ من أجل امتحانٍ، عدد موادّه محدود جداً، كما أن ضرر الرسوب به هو الآخر محدود أيضاً. ليت هذا الاهتمام الاستثنائي والكبير من الأهالي والطلبة انصبّ على امتحان أكبر، بل هو الأكبر على الإطلاق، فهو امتحان للجميع لا لفئة خاصّة، ولا لجماعة معيّنة.. إنه امتحان الباري تبارك وتعالى لعباده كلّهم. فهو امتحان.. موادّه كثيرة ومتعدّدة، وذات أبعاد متنوعة وعديدة.. ليس هناك إعادة للامتحان حال الرسوب في مادّة أو موادّ متعدّدة، إلا في حال التدارك اثناء الامتحان .. في حال النجاح أوالرسوب، فإن الفوز والخسران كلاهما عظيمان، لا يحيط بهما إنسان، ولا يفهمهما عقل، ولا يُدرَكان بالتجارب. إن الذي يتميّز به هذا الامتحان الكبير هو أن الدواعي إلى الرسوب متوافرة، فقد (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ). وفي الوقت ذاته فإن صاحب الامتحان تبارك وتعالى أرسل الأنبياء والكتب من أجل التذكير المستمر بوجود هذا الامتحان الذي لا مفرّ منه ولا مناص. https://t.me/alqazi_altabatabaei