عُمران بلاسم

"ومع ذلك؛ أي شوق للمستقبل سيعروني لو تركت عيني المبتذلتين تتلقيان التحية الميتة للنهار المضيء الذي يتوارى؛ يا لجنازة الأمل الجليلة تمضي عبر السكون المذهب للسماوات الهامدة ! أي مواكب لخواءات وهباءات مجيدة تمتد في زرقة مجسمة سوف تغدو شاحبة عبر السهول الفسيحة للفضاء المبيض ! لا أعرف ما أريد أو ما لا أريد. لقد تخليت عن معرفة ما يُراد، عن معرفة كيف تراد الأشياء، عن معرفة الأحاسيس أو الأفكار التي بواسطتها نعرف أننا نريد، أو نرغب في أن نريد. لا أعرف من أنا ولا ما أنا إياه مثل شخص مدفون تحت سور منهار، أرقد تحت الخواء الراقد للكون بتمامه. وهكذا أمضي، عبر أثري أنا بذاتي، حتى يحل المساء . . . أو للقمر العالي لهذه الليالي الهادئة، الدافئة من قلق ولا طمأنينة للسلام المشؤوم للبهاء السماوي، للسخرية الباردة للهواء الدافئ، الأزرق المسود الملبد بنصاعة البدر وخفر النجوم."

تهبني الأيام هدوء اضيعه في أنتظار العاصفة

"عندما نفكر في الحضارة عادة نتخيل المدن. ونحن نحدق في المباني منذ أن بنينا الأبراج والمعابد مثل معابد أريحا. ومع ارتفاع العمران في السماء وزحفه إلى أعلى، تحلى مشهد لم يألفه كوكبنا من قبل وحدها أقفار النحل أو تلال النمل، على مقياس أكثر تواضعاً إلى حد بعيد تناظر كثافتنا العمرانية وتعقيداتها. وفجأة، لم نعد من البدو الذين يبنون بيوتهم من القصب والطين، مثل الطيور أو حيوانات السمور. وقمنا بتشييد المباني لكي تعمر طويلاً، وهو ما يعني أننا بتنا نقيم في مكان واحد. إن عبارة الحضارة مشتقة من الكلمة اللاتينية سيفيز والتي تعني مستوطن البلدة . لكن المزرعة هي التي أنجبت المدينة. فقفزتنا الفائقة التي قادتنا إلى زرع المحاصيل وتربية الماشية، بمعنى السيطرة على الكائنات الحية الأخرى، كانت أكثر تأثيراً في العالم من مهارتنا الفائقة في الصيد وبدلاً من مجرد زراعة النباتات أو قتل الحيوانات قبيل أكلها، أصبحنا نرعى وجودها، ونلاطفها لضمان نموها ووفرتها."

"عن الأصبغ بن نباتة قال : رأيت رجلا من بني أبان بن دارم أسود الوجه وقد كنت أعرفه شديد البياض جميلا ، فسألته عن سبب تغيره وقلت له: ما كدت أعرفك فقال : اني قتلت رجلا بكربلاء وسيما جسيما بين عينيه أثر السجود، فما بت ليلة منذ قتلته إلى الآن إلا وقد جاءني في النوم وأخذ بتلابيبي وقادني إلى جهنم، فيدفعني فيها فأظل أصيح، فلا يبقى أحد في الحي الا ويسمع صياحي قال: فانتشر الخبر، فقالت جارة له : انه ما زلنا نسمع صياحه حتى ما يدعنا ننام شيئا من الليل ، فقمت في شباب الحي إلى زوجته فسألناها فقالت: أما إذا أخبر هو عن نفسه، فلا أبعد الله غيره، قد صدقكم، قال: والمقتول هو العباس بن علي (عليهما السلام) ." -مقتل الإمام الحسين (ع) ،أبو مخنف الأزدي ،ص181 .

أرهبُ الموتَ إذا الموتُ رقَا حتَى أُوارَى في المصاليتِ لُقَى «ولا تميلوا براياتكم ولا تزيلوا ولا تجعلوها الا مع شجعانكم فان المانع للذمار والصابر عند نزول الحقايق أهل الحفاظ واعلموا ان أهل الحفاظ هم الذين يحتفون براياتهم ويكتنفونها ويصيرون حفافها وامامها ووراءها ولا يضيعونها ولا يتأخرون عنها فيسلمونها ولا يتقدمون عنها فيفردونها» "فَنَعمْ الْأخُ الصَّابِرُ الْمُجاهِدُ الْمحَامِي النّاصِرُ" إِنَ دَرساً مثلَ هذا الدرس الذي مُنِحَ لنا من الإمام العباس (ع) في حَق أخيه لا يُكرر.وصَدق أمير المؤمنين علي (ع) عندما قال : «إن ولدي العباس زقّ العلم زقّاً» ، فلا يأتي مثل هذا الدرس إلا من رَجُلٍ عالم حَكيم شُجاع .لم تكن كل البصائر فيه اكتسابية بل كان مجتبلا من طينة القداسة التي مزيجها النور الإلهي حتى تكونت في صلب من هو مثال الحق ذلك الذي لو كشف عنه الغطاء ما ازداد يقينا فلم يصل الى عالم الوجود إلا وهو معدن الذكاء والفطنة وآذان واعية للمعارف الإلهية ومادة قابلة لصوغ الفضائل كلها فاحتضنه حجر العلم والعمل حجر اليقين والايمان . -نهج البلاغة : الخطبة 124 -أسرار الشهادات،الدربندي324 -قمر بني هاشم، عبد الرزاق المقرم، ص ٤٩

أرهبُ الموتَ إذا الموتُ رقَا حتَى أُوارَى في المصاليتِ لُقَى «ولا تميلوا براياتكم ولا تزيلوا ولا تجعلوها الا مع شجعانكم فان المانع للذمار والصابر عند نزول الحقايق أهل الحفاظ واعلموا ان أهل الحفاظ هم الذين يحتفون براياتهم ويكتنفونها ويصيرون حفافها وامامها ووراءها ولا يضيعونها ولا يتأخرون عنها فيسلمونها ولا يتقدمون عنها فيفردونها» "فَنَعمْ الْأخُ الصَّابِرُ الْمُجاهِدُ الْمحَامِي النّاصِرُ" إن شيء من الكلام لَن يَصف الدرس الذي مُنِحَ لنا من الإمام العباس (ع) في حَق أخيه .وصَدق أمير المؤمنين علي (ع) عندما قال : «إن ولدي العباس زقّ العلم زقّاً» ، فلا يأتي مثل هذا الدرس إلا من رَجُلٍ عالم حَكيم شُجاع .(لم تكن كل البصائر فيه اكتسابية بل كان مجتبلا من طينة القداسة التي مزيجها النور الإلهي حتى تكونت في صلب من هو مثال الحق ذلك الذي لو كشف عنه الغطاء ما ازداد يقينا فلم يصل الى عالم الوجود إلا وهو معدن الذكاء والفطنة وآذان واعية للمعارف الإلهية ومادة قابلة لصوغ الفضائل كلها فاحتضنه حجر العلم والعمل حجر اليقين والايمان . -نهج البلاغة : الخطبة 124 -أسرار الشهادات،الدربندي324 -قمر بني هاشم، عبد الرزاق المقرم، ص ٤٩

أرهبُ الموتَ إذا الموتُ زَقَا حتَى أُوارَى في المصاليتِ لُقَى «ولا تميلوا براياتكم ولا تزيلوا ولا تجعلوها الا مع شجعانكم فان المانع للذمار والصابر عند نزول الحقايق أهل الحفاظ واعلموا ان أهل الحفاظ هم الذين يحتفون براياتهم ويكتنفونها ويصيرون حفافها وامامها ووراءها ولا يضيعونها ولا يتأخرون عنها فيسلمونها ولا يتقدمون عنها فيفردونها» "فَنَعمْ الْأخُ الصَّابِرُ الْمُجاهِدُ الْمحَامِي النّاصِرُ" إن شيء من الكلام لَن يَصف الدرس الذي مُنِحَ لنا من الإمام العباس (ع) في حَق أخيه .وصَدق أمير المؤمنين علي (ع) عندما قال : «إن ولدي العباس زقّ العلم زقّاً» ، فلا يأتي مثل هذا الدرس إلا من رَجُلٍ عالم حَكيم شُجاع .(لم تكن كل البصائر فيه اكتسابية بل كان مجتبلا من طينة القداسة التي مزيجها النور الإلهي حتى تكونت في صلب من هو مثال الحق ذلك الذي لو كشف عنه الغطاء ما ازداد يقينا فلم يصل الى عالم الوجود إلا وهو معدن الذكاء والفطنة وآذان واعية للمعارف الإلهية ومادة قابلة لصوغ الفضائل كلها فاحتضنه حجر العلم والعمل حجر اليقين والايمان . -نهج البلاغة : الخطبة 124 -أسرار الشهادات،الدربندي324 -قمر بني هاشم، عبد الرزاق المقرم، ص ٤٩

"أن الإنسان في نهاية العوالم بحسب التقييد فهو في أسفل سافلين، بعدما كان بحسب المشيئة في أحسن تقويم وأعلى عليين، ثم وإذا أدركته العناية الإلهية وقدر على الخروج من هذه العوالم التقيدية إلى أن وصل إلى سماء الإطلاق والمشيئة، فقد حصلت له الولاية في مرتبة الصعود، وتمت به دائرة الوجود كما قالوا: نحن مشيئة الله وحينئذ فبمشيئته حصل، وإلى مشيئته وصل فصح أن يقال: (بكم فتح الله وبكم يختم ) فهم أولياء النعم و وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض، وبهم ينزل الغيث؛ لأنهم المشيئة التي خلق الله بها الأشياء، ولا تحصل هذه المرتبة للإنسان إلا بالظلومية والجهولية. أما الظلومية فهي الإدبار على النفس والخروج عن أهوائها، والعمدة إهواؤها الخروج عن سرير السلطنة، وليس المقصود من الظلومية الشقاوة والاتعاب، كما قال تعالى: { طه * مَا انْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } أي لتتعب، بل المقصود الطهارة عن ألواث الطبيعة وأرجاس سلطنتها، والهداية إلى المولى، والطافه، وهو الطاهر الهادي المهدي، كما قال : طه ، وبالجملة تمام الظلم على النفس الأمارة والطبيعة الجهالة رفع هذا الاقتضاء عنها، وعقالها بعقال العقل والدين لا إتعابها، بل يعامل معها بالعدالة حتى صار روحه المقبل بذاته إلى المولى من غير مزاحم، متوجها إليه تماما التوجه ليصير مفتخراً بتجليات اسمه الظاهر الموجب لشهوده، محباً عاشقاً له، و فانياً عن أفعاله وصفاته وذاته جهولاً بتمام مراتبه فكان سميعاً بصيراً بربه كما قال في الحديث القدسي: لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ."

"أن الإنسان في نهاية العوالم بحسب التقييد فهو في أسفل سافلين، بعدما كان بحسب المشيئة في أحسن تقويم وأعلى عليين، ثم وإذا أدركته العناية الإلهية وقدر على الخروج من هذه العوالم التقيدية إلى أن وصل إلى سماء الإطلاق والمشيئة، فقد حصلت له الولاية في مرتبة الصعود، وتمت به دائرة الوجود كما قالوا: نحن مشيئة الله وحينئذ فبمشيئته حصل، وإلى مشيئته وصل فصح أن يقال: (بكم فتح الله وبكم يختم ) فهم أولياء النعم و وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض، وبهم ينزل الغيث؛ لأنهم المشيئة التي خلق الله بها الأشياء، ولا تحصل هذه المرتبة للإنسان إلا بالظلومية والجهولية. أما الظلومية فهي الإدبار على النفس والخروج عن أهوائها، والعمدة إهواؤها الخروج عن سرير السلطنة، وليس المقصود من الظلومية الشقاوة والاتعاب، كما قال تعالى: { طه * مَا انْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } أي لتتعب، بل المقصود الطهارة عن ألواث الطبيعة وأرجاس سلطنتها، والهداية إلى المولى، والطافه، وهو الطاهر الهادي المهدي، كما قال : طه ، وبالجملة تمام الظلم على النفس الأمارة والطبيعة الجهالة رفع هذا الاقتضاء عنها، وعقالها بعقال العقل والدين لا إتعابها، بل يعامل معها بالعدالة حتى صار روحه المقبل بذاته إلى المولى من غير مزاحم، متوجها إليه تماما التوجه ليصير مفتخراً بتجليات اسمه الظاهر الموجب لشهوده، محباً عاشقاً له، و فانياً عن أفعاله وصفاته وذاته جهولاً بتمام مراتبه فكان سميعاً بصيراً بربه كما قال في الحديث القدسي: لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به . '

"الحِكمَةُ تُوجِبُ الإِنسانَ على أَن يَكونَ ظَلوماً جهولاً لِنفسهِ "