لــِ غـديـر

بكل مرة أنحطيت بموقف أني أترك حدا تركتو وأنا ضميري مرتاح ، أنا دايما يلي تمسكت .. أنا دايما يلي عطيت .. وأنا دايما يلي أستحملت .. يمكن راحة هالضمير يلي رافقت عذابي ووجعي بسبب الفقد بس كانت مراضاة لألي .. سؤالي دايما كان ليش ؟ ماحدا تمسك فيني أنا الغلط ؟ بس أنا عطيت قلبي لك حدا وقف جنبي مرة تمسكت ألف مرة بلألف ومية فلتت

في داخلي عصفورٌ صغير خائف ، وفتاةٌ قطعت رأس دميتها خوفاً منها ، في داخلي رغبةً عارمة ودائمة بالرحيل للمنفى ، حيث لا أحد ، أهذب نفسي بالوحدة رغم كثرتهم حولي ، وأعاقب قلبي دائماً برحيله عن أي شيئ يحبه ، لكن الآن لا أستطيع ...🖤

داعب القمر وجهي ، أبتسمت لي النجوم ، أنطفأت الشمس لأجلي ، ظهر ذاك الوحش الذي أخشاه ، شق الحائط وأسدل لي الظلام على حياتي ، أختفى القمر ، وهربت النجوم ، وعاودت الشمس الأشتعال داخلي ، بقيت شمعتي التي تُهدأ من روع الأشتعال ذاك ، منطقياً الماء يطفئ الحريق ، أما لدي النار تأكل النار ، ربما تريحني تلك الشمعة لأنني أجد شيئاً أخر يحترق بصمت مثلي ، ظلال رموشي تستريح على وجنتيَّ بتعب تتمنى أن تغفو للأبد ، فتصفعها نجمة ، تثير لدي أرتجاجٌ بالذاكرة ، الذاكرة التي لطالما لم أسمح لأحد بأن يهزها فتغرقني لأنها مليئة بالدموع . 🖤

في كل مرة يتفاقم حزني أشعل شمعة ، أستحضر شيئاً جميلاً يخصني ، أداعب الوردة اليابسة لدي ، وأبكي ... ثم ... تطفأ دموعي الشمعة ، ويتردد صدى ضحكاتي ، وأحترق مجدداً ، في كل مرة أقسم بها أنني أقوى ، وأنني لن أبكي يهزمني فيلمٌ قصير من ذاكرتي ، فأبكي وأهزم أنتصاري الوحيد دائماً أنني أطفأ الشمعة قبل أن تذوب ، قبل أن تصبح خيطاً صغير وهزيل مثلي . 🖤

منذ أن طلع الفجر وأنا أداعب أحلامي ، أهديتها عمراً كي تحصل ، وذاكرة لا تصدأ ، شغفاً لا متناهي وأمل مبتور ، شرعت أجنحتي وطرت نحو الهاوية ، رسمتها بقلمٍ جف حبره خوفاً من الخطأ ، أخشى أن يمحى وأن يبقى ، وأنا أرسمها ربت ذاك الوحش على كتفي ، بقي ظله معي ، ظله .... الذي كلما أقتربت من أحلامي صفعني بحزنٍ لا يطاق ، حتى أعلنت توبتي ونمت دون حلم ، فما عاد النوم يزورني ، ظناً منه أنه للحالمين فقط وليس لأمثالي ، أصبحت مشردةً في الليل ، لا أنا بنائمة ولا أنا بحالمة ، كل ما أفعله أن أفكر كيف لا يقع هذا السقف اللعين فوق جسدي وينهي مهزلة روحي . 🖤

أرجوا أن تتعثر بي كطفل بدأ بالأقدام على المشيّ حديثاً دائما ما يقع ويتألم ، أن تراني بأحلامك يقظةً ونياماً ، أن أكون أكثر الأشياء التي تجاهد نفسك على نسيانها ، ظلك الذي لا يفارقك حتى في الظلمة ، خيال المرآة الذي يظهر بعد الساعة الثانية عشرة منتصف الليل لكنه دائمٌ بالنسبة لك ، شيئاً لا تستطيع نسيانه وتجاوزه ما حيّت كمشهدٍ عالقٍ في ذاكرة طفل ، يرويه لأحفاده بغصةٍ عندما يكبر 🖤

سأكون سعيدة إن استطعت النوم. هذا رأيّ يخصّ هذه اللحظة لأنني لا أنام. الليل ثقلٌ شاسع من وراء اختناقي باللحاف الأخرس لما أحلم به. لديّ عسر هضم في الروح. دائمًا، فيما بعد بعد، سيأتي النهار، سيأتي متأخرًا، كما يحدث دائمًا. الكل ينام، الكل سعيد، إلا أنا. أستريح قليلًا، بدون أن أتجاسر على النوم 🖤