وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

وحين يسألونك عن جهاد النفس الحقيقي، أخبرهم أن أصدق جهاد هو قدرتك على أن تُبقي هذا القلب نقيًا صالحًا للحياة الآدمية بعد كل تلك المفاجآت والعثرات والانكسارات والهزائم، وكأنك مازلت في الصفحة الأولى في السطر الأول من مشوار العمر، هو جهادك مع قلبك كي يبقى أبيضًا رغم كل تلك المعارك.

‏أتدركُ ما معنى أن تستغني بالله جيدًا ؟ إن خارت قواك يومًا فلك ملجأ تعول عليه، وإن تكاثرت الخيبات من حولك فأنت منكفئ عنها باتصالك بالله، تمضي في طرقات الأيام وجنتك في قلبك، لا تخشى مغبّة أمر، ولا عاقبة شأن. يكون المرء في أكملِ مراحل الغِنى حينما يكتفي بالله عن كُل أحد فلا يضّره بُعد مَن ابتعد ما دام الله في قلبِه.. مُلملِمًا شعثَ روحه التي انطفأت و سأمت مشاقّ الحياة نحو دربِ يكون فيه المولى أنيسهُ و سَلواه

"تشعر بكثرتك، حينما تكون مع شخص يختار دائمًا أن يتوحّد فيك. «نحنُ نعلم، لكننا أحيانًا نُريد أن نسمع ‏ما نعلمه لنطمئن»

مكتوبٌ لكَ أنْ تتركَ ما تركتَ كي يمنحكَ اللّٰه ما يليقُ بكَ مِن أجمل الأمور وأَجَلّها، فَمَا حَبَسَكَ عن شيءٍ إلَّا ليُهدي إليك ما قَدَّرَ لك، فأحسنْ الظنَّ به فترتيباته أعظم من ترتيباتك وتدبيره رحمة وإحسانٌ بك.