صخب

ندوة جميلة ومفيدة عن مغالطات أهل الطاقة

المحروم في رمضان : هو من علم بفضل ليلة القدر ولم يتحرها ويقمها إيمانًا واحتسابًا وانشغل بدنياه. هو من يشتكي للناس ولا يقف على باب الله يدعو حاجاته هو من أهمل فضل الشهر ولم يتخل عن رفاهياته وظل يطاردها هو من نسي طلب الرزق من الله في شهره المبارك هو من فاتته عبادة الدعاء ونسي أنها حبل الله بين العباد وحاجاتهم. فكم من امور تعسرت لم يقضها إلا الدعاء. وكم من أمراض استعصت لم يبرأ أصحابها إلا بالدعاء. وكم من فقير لم يغنه الله إلا بعد الدعاء. وكم من أبواب أقفلت لم يفتحها الله إلا بالدعاء. هذا من خير الدنيا، وخير الآخرة أجل وأعظم لمن طلبه.

من نباهة الطنطاوي رحمه الله، لكن لفتني كذلك أن المرأة لم تصرح بالسبب ربما مراعاة لزوجها وقلت إن كانت خائفة على مشاعره هنا أو حاطه لها حساب كان ما طلبت الطلاق 😅 قصة جميلة عمومًا

"لمن لها همة.." [النساء وما يتعلق بهن]

قدر الله علي وتوظفت في مدرسة لا تفقه إداراتها شيئًا، وقد بلغ مني حماسي مبلغه في البدايات حتى أني ظننت أن مديرتي أعلم من في الأرض رغم كثرة تكرارها لكلمة لا أدري فيما لا يسع المعلم جهله، وفتاويها الشاذة عن التعاميم الوزارية، لكن وش نقول غير قد أعمى الله بصري وبصيرتي حينها، كنت كثيرة الاعتراضات والنقد منذ بدأت ظنًا مني أنه تعنت طبيعي بسبب قوانين صارمة جعلتنا نعمل ٢٤ ساعة، وأنا أعنيها حين أقول ٢٤ ساعة فحتى في أحلامي كنت أرى العروض وإعداد الأسئلة وأتذكر النواقص وأستيقظ فزعًا من هذا النقص الذي قد يؤدي إلى سقوط المدرسة -لا سمح الله- أو هكذا أوهمتنا المديرة الراكضة التي لا تعرف معنى للقرار، ومع الوقت بدأت أبصر الجهل المحيط بي وأبصر شخصيات مولعة بالسلطة وأنتبه إلى التخبطات حولي، ولكن بعد أن أفرغت جهدي لإرضاء من لا يستحق أن أسعى لأجله، أبصرت ذلك بعد أن وجدتني أكثر علمًا ودراية ومن المشين أن يحكم علي من هو أقل. وهذه ليست ثقة ولا غرورًا بل أخيرًا وزنت الأمور كما يجب، وزنتها بعد أن تشبعت كرهًا لمن جمع خصال التسلط والجهل معًا، صدقًا لا أمانع التسلط بعلم لأن العلم سيعيدنا إلى خطوط واضحة، ولكن الجهل كارثة خاصة إن تمثل في الإدارة التي قد تجعلنا نسخًا عنها. لم تكن درايتي هي نقطة النهاية، بل كانت نقطة البداية فبعد أن رد الله بصيرتي لي جعلت مهمتي الأساسية هي "المهاترات" ولكن ليس لذاتها، بل لأقول أني أبصر جهلكم .. والمهمة الأخرى هي أن أمسك على يد كل معلمة جديدة تحاول أن ترتكب غلطتي وتسعى لإرضاء الشخص الخطأ، منذ بداية داومهن وحماسهن وأنا ذلك الشخص المتشائم المتذمر فما إن أحمل دفترًا اجتهدت عليه زميلة حتى أضحك ضحكة ساخرة دون قصد وأقول لها : "عمل رائع بس هدي محد يستاهل" وما إن تطلب الإدارة عملًا حتى أقفز باعتراض يفسد الهدوء السائد، اعتراض لا مكان له ولا يؤخذ به ولا أريد منه إلا الامتعاض من سخافة هذه البيئة. وقد قدر الله أن تنضم لنا معلمة جديدة بخبرة ٨ سنوات -أكبر من خبرة الإدارة قاطبة-، معلمة تعمل بصمت دون إعجاب بما تراه، وتتجاوز الهبل الحادث وتحاول التصحيح بهدوء دون مصادمة للإدارة إلا أنها وجدتني كالجدار إمامها، ما إن تنطق بحرف حتى أرد عليها "فكينا" وما إن تقترح اقتراحًا إلا قلت " اسكتي" وما إن تحاول شرح تعميم إلا قلت "ترى محد يفهم". كنت أستفز من تنفيذ الأوامر ولعلي أحث على العصيان فأنا لا أرى التصحيح حلًا مثمرًا بل تغيير الإدارة هو الأمل الوحيد -الذي لم يحدث بعد- "وقد رشحت في مخي هذه المعلمة الخبيرة التي أصادم تصحيحاتها لتكون مديرتنا المستقبلية:)" لم تمر ثلاثة أشهر إلا والجميع حولي نسخ عني، في تشائمي وبؤسي وكرهي للمهازل حولي، ولم أكن أنا من قدتهم إلى ذلك بل اكتشافهم لما اكتشفته، وصولهم إلى نفس النقطة وصدمتهم. ليتني تركت الأمر للتجربة بصراحة فقد شرحت ما عجزت عن قوله، ولكن أحببت سماعهم وهم مستنكرين وأنا أضحك من أعماقي وأقول مستمتعة : ما قلت لكم ! قلت والا لا ! ويأتي الجواب كما أحب .. والله قلتي لنا . واليوم كنا نطبع الشهادات على عجل وفي تزاحم على مكتب الوكيلة طالما أذنوا بالطباعة أخيرًا، حينها أمسكت المعلمة الخبيرة الشهادة وقالت: سهام ترى مفروض ما تسوين هنااا......." وقبل أن تكمل جملتها ومحاولتها التصحيحية، رمقت التفاتي الصارمة وأنا أقول لها : بلييييييييز وما إن وافقت نظرتي عيناها حتى قالت: ايوة ايوة نسيت خلاااص. وانفجرنا أنا وهي نضحك وشريط ذكريات المهازل السابقة يمر أمامنا، ونحن نرى جهودنا التي لم تثمر لأنها في أرض قاحلة، ضحكنا وأتممنا عملنا الناقص بما يتوافق مع الإدارة الناقصة وأعلنت صديقتي توبتها من أي عمل تصحيحي آخر.

هرجة سريعة :) تضجرت أمامي مغردة منذ سنوات من فكرة الحسابات الهادفة في تويتر وأنها تراها "أوفر" ومبالغة في الجدية ولعلها أدخلت لنفسي يومًا فكرة أني من الفئة "الأوفر"، وقبل أيام كنت أقلب الحسابات وظهر لي حساب جديد مثري وهادف وجميل، وعرفت أنها نفس المغردة القديمة المتذمرة من جدية تويتر وحساباته الهادفة :) طبعًا هي لم تتغير، مازال حسابها يضج بالهزل ولكن لا أظن أحدًا يدخل حسابها دون أن يخرج بفائدة ومعان هادفة، ولا أعتقد انها تتعمد أن تكون هادفة ولربما فتحت حسابها لغايات ترفيهية بحتة، ولكن من طبيعة المسلم أن ينكر منكرًا و يبث معروفًا ويقيم حقًا ويخمد باطلًا وسيجد نفسه يحشد علومه دون قصد لأجل ذلك، شخصية المسلم شخصية هادفة شاء أم أبى لأن دينه يحتم عليه ذلك ولأنه لابد وأن يعود إلى جذوره. قد تختلف الطرق والأساليب والزوايا ولكن يبقى المصب واحدًا. وعمومًا أسعد برؤية كل ذوي علم لا يدخر علمه مهما استبسطه، ولا يحتاج تويتر إلى جدية، يكفيك أن تكون مسلمًا/ة لتسكب معانيك.

في مدرستنا غرفة صغيرة جدًا مكتظة بالمعلمات والإدارة و أربعة مكاتب. ولسبب مجهول كانت مديرتنا تحب أن ترانا مجتمعين فيها، وهناك أيضًا غرفة كبيرة جدًا تسمى غرفة المعلمات تقع في الدور الثاني، ولسبب مجهول كذلك تكره المديرة أن ترانا فيها، وقد بلغنا التهديد القولي منها إلا أننا تسللنا خلسة واحدة تلو الأخرى حتى افتتحنا غرفة المعلمات وأصبحت لنا مكاتبنا الفسيحة وأماكن لحفظ أغراضنا وتخلصنا من سلطة المنع بهدوء وأمضينا أسابيع فيها براحة واستقرار. إلا أن الإدارة كانت تشعرنا أننا ندير غرفة للعمليات الاستخبارية ونحرك ثورات ضدها ونحيك الخطط فيها. ولسوء حظي أن إحدى الإداريات -التي أقسمت بالولاء للمديرة- دخلت ذات يوم وأنا ألقي خطبة ثورية أقول فيها أني لن أدفع قرشًا من جيبي لوسائل المدرسة وأن علينا التكاتف لرفض أي استغلال من هذا النوع.. وياللهول! تأكدت شكوك الإدارة حينها! ومن تلك اللحظة أصبحت غرفة المعلمات همًا يؤرقهم وبيئة موبوئة تحرض على العصيان وعلى استنزاف ميزانية المدرسة فالمدرسة تريد من يدفع لها -شعار مديرتنا- ومن خرجت عنه شكت في ولائها. حتى جاء ذلك اليوم الذي خسرت فيه معركتها مع معلمة رفضت الشهادة معها زورًا ضد أخرى، بينما شهد زبانيتها معها رفضت هذه المعلمة شهادة الباطل وهزت مكانة المديرة.. كان حدثًا كبيرًا استوجب الانتقام ! وإي انتقام قريب ويعيد مكانتها إليها مثل انتزاع حق من المعلمات وإخضاعهن ! صعدت إلينا في اليوم التالي بعد الواقعة وأمرتنا أمرًا مباشرًا بالنزول وإلا فالويل والثبور لمن تجرأت على البقاء .. تبعناها بهدوء وأخذتنا إلى غرفة لرياض الأطفال :) اظنها رأت في المقاعد الصغيرة محاولة لتذكيرنا بمكانتنا -التي تراها- ورأت في المكاتب الكبيرة شيئًا لا نبلغه. نحن المعلمات منا من وصل عمرها الأربعين نجلس على كراسي للأطفال ! كان الأمر مضحكًا حد عدم الاستيعاب وحد الإغراق في الدلالات بالنسبة لي، فالمكتب سيتخذ طابعًا ثوريًا على غرار الطابعة لاحقًا.. ولكن بعد عدة حوادث ستمهد لذلك. جلسنا ، تهامسنا ، ضحكنا وبقينا إلى نهاية اليوم حيث وسبحان الله حدث حريق مفاجئ في الدور الثاني وصلت رائحته إلينا وما إن تبعنا الرائحة حتى وجدنا أنها من غرفة المعلمات ! ياللحدث! هل هي حوبتنا أم أنها فرصة ذهبية للافتراء علينا ! صعدت المديرة راكضة في عملية بدت لي استشهادية ونزلت تصرخ علينا أن هذا ما حذرتكم منه ! تبًا -جت على ما تتمنى وسيفترى علينا في أمر- وأصبحنا نحن المعلمات نخالف أوامر الإدارة لعدم إدراكنا بمصلحتنا ! أطفأت الكهرباء سريعًا واكتشفنا أنها من مكيف غرفة المعلمات الذي لم تبلغنا الإدارة أنه تم تغسيله فهي تقول أن المنع يكفي وليست في حاجة لتبرير أوامرها -أتوقع لأنها تشوفنا غنم يعني وشو له تبرر- بعد أن هدأت الرائحة وطلبت من المعلمات المغادرة لبيوتهن، وبقيت أنا وعدة معلمات وهي، حينها جاءت تصرخ بأعلى صوتها أنها لما صعدت رأت "عباية" أي إحداهن نزلت ولم تاخذ أغراضها كاملة! نُفذ الأمر ولكن ناقص! كيف! -مع العلم أن المقصود كانت طابعة وكأس ماء وليست عباية- كانت تدور في الساحة وتصرخ بالويل لمن خالفت الأمر وتركت أشياؤها في الأعلى وكنت أدور خلفها -عنادًا- وأقول : لا أحد، كلنا كنا في غرفة رياض الأطفال -وأنا الصادقة ترى- وكانت ترد بصوت عال أننا يجب أن نأتيها بهذه المجرمة التي خالفت الأمر وإلا سنعاقب جميعًا ولحسن حظها فقد كانت الطابعة للمعلمة نفسها التي رفضت شهادة الزور. كانت فرصة مثالية للانتقام منها وكان اليوم التالي يومًا مليئًا بالاختلاقات والتلفيق حيث أتهمت المعلمة المسكينة أنها محرضتنا الأولى على مخالفة الأوامر وافتتاح غرفة العمليات وأنها كادت تسبب خسائر مادية وبشرية بسبب ذلك -على أساس أنها فيضان أو زلزال أو هكذا رأت مديرتنا وزبانيتها الذين وقعوا بالشهادة عليها. لعلها فعلًا كانت زلزالًا لكبريائهن وعليه قاسوا :) لم تتراجع صديقتي عن الحق وواجهتهم بشجاعة ولم تقر لهم بما لفقوه ولم تعلم أنها بمواجهتها هذه أيقظت ما كان داخلي من رفض لأساليب القمع الإدارية، وحين طلب مني التوقيع افتراءً شعرت حقًا بالفخر وأنا أقول لا رغم كثرة الأسماء الموقعة، وتلك قوة لم أكن لأستطيعها لولا الله ثم ما رأيته من نموذج أمامي لا تغرها وظيفة ولا مكانة ولا كثرة. بعد الحادثة نزل راتبي وراتب صديقتي هذه وصديقتنا الثالثة التي كانت سببًا رئيسيًا في واقعة الشهادة -لها قصة أخرى تحتاج مجلد :)- وفي النهاية، خرجنا من غرفة المعلمات إلى غير رجعة، وربحت الإدارة معركتها بلا شرف.

أنسى نفسي في خضم الدنيا وأعول عليها، أتخذها متكئًا ومهربًا مؤقتًا حتى أصدم بهشاشتها وأنانيتها وطغيانها وجذورها الدنيوية ولا يفيقني إلا ما أتذكره من جذور إيمانية حين استعاذ منها عليه الصلاة والسلام وقرنها بالشيطان والهوى، نفسي التي أظنها الملجأ هي أشرس أعدائي. نعم، "إن النفس لأمارة بالسوء" الأصل إذن هو إتهام الذات، وتمحيص النوايا، واستكشاف الدوافع الخفية بخلاف دعوات هذا العالم الذي يحدثنا عن الثقة بها والتسليم لها وإطلاق عنانها. الأصل أن لا نسمح للعالم أن يغيب عنا هذه المعاني وينسينا قدرنا الفعلي. لو كانت النفس متكئًا لما استعاذ منها النبي عليه الصلاة والسلام وخرج منها إلى حول الله وقوته حين قال : "اللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين" ولا حتى طرفة عين ! ياللضعفنا وقلة حيلتنا ! ينسى الإنسان ضعفه وتسرق منه الحياة إيمانه ولا يبصر ذلك إلا بعد مرارة الخذلان من نفسه، حينها فقط نعرف طريق الله ونعرف أنه الملجأ وحده ولا اتكاء على سواه.