📩 س/ شيخنا الفاضل؛ بالنسبة لتقسيم الدور إلى دار إسلام ودار كفر، هو من التقسيمات المتناسبة مع نظام الخلافة وكون دار الخلافة هي دار الإسلام، وكل أرض يمتد سلطان المسلمين عليها هي دار إسلام سواء أقاموا فيها أم لا..
السؤال هو: كيف نتعامل مع هذا التقسيم في واقعنا المعاصر، فنجد أن الشعب مسلم بينما الحكومة لا تحكم بالإسلام، فليست بالتوصيف الفقهي هي دار إسلام، وليست كذلك بالتوصيف الفقهي هي دار كفر، فجزاكم الله خيرا هل لكم اجتهاد في هذا وهل لكم أبحاث في الموضوع؟
▫️ج/ سبق أن بينت تعريف دار الإسلام وأحكامها في كتابي (تحرير الإنسان) وفي عدة فتاوى ومقالات منشورة في موقعي، كفتوى
(شبهة وصف دار الإسلام بالكفر)..
وباختصار؛
فإن التعريف الدقيق لدار الإسلام اليوم: هي كل أرض إسلام فيها شعب مسلم وجب عليهم الدفع عنها إذا دهمها العدو الكافر، وعلى الأمة من ورائهم النصرة لهم، مهما تعاقبت فيها الدول، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإذا دخل العدو بلاد الإسلام، فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة).
فأحكام دار الإسلام كلها منوطة بها من حيث أنه يجب على أهلها أن يقيموا أحكام الله فيها، وأن يكونوا أمة واحدة، وأن يدفعوا عنها العدو الكافر، وأن يأخذوا على يد الإمام الجائر... إلخ
بينما دار الكفر هي التي لا يجب على أهلها الدفع عنها إذا دهمها العدو الكافر ليحتلها، لأن دار الكفر -وبلا خلاف بين أهل العلم- لا يجب على المسلمين فيها الدفع عنها، ولا يجب على من وراءهم من المسلمين نصرتهم للدفع عنها، وإنما يدفعون فيها عن أنفسهم وأموالهم فقط، كالمسلمين في فرنسا أو بريطانيا مثلا إذا دهمها عدو ليحتلها؛ يجوز لهم الدفع عنها للمصلحة، ولا يجب عليهم فرض عين كما يجب الدفع عن دار الإسلام،
وهذا التعريف للحكم هو أدق تعريف لدار الإسلام اليوم وإلا فالخلاف الفقهي معروف فيها، فمن الفقهاء من يرى بأن الدار إذا أصبحت دار إسلام لا يزول هذا الوصف عنها كالشافعية، فهم يرون أنه إذا ثبت للدار وصف الإسلام فلا يزول الوصف عنها حتى إذا دهمها العدو الكافر واستولى عليها وأخذها.
ومن الفقهاء من يعرف دار الإسلام بأنها كل دار كانت الشوكة فيها للمسلمين.
وهناك من يقول بأنها الدار التي تقيم أحكام الإسلام.
وهذه الأوصاف قد تتخلف ويبقى وصف لا يكاد يقع بين الفقهاء فيه خلاف، وهو أنه يجب الدفع عنها إذا دهمها العدو الكافر، فكل دار وكل أرض يتحقق فيها هذا الوصف حكمنا عليها بأنها دار إسلام سواء كانت تقام فيها أحكام الإسلام أو لا تقام؛ لأن الدار نُسبت للمسلمين، فهم أهلها، فكفر الحاكم أو ردته لا يزيل وصف الإسلام عن الدار، وإنما يزيل وصف الإسلام عن الحاكم، ويجب على أهل الدار خلعه إن استطاعوا أو قتله؛ كما قال ﷺ: "من بدل دينه فاقتلوه"، فإن عجزوا؛ فإن وصف الدار التي نسبت لهم لا يزول عنها، بل تبقى دارهم وهم أهلها.
•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem