قَنَاة | مُهَنَّد

تتجلَّى العناية بالسنة النبوية -في زمن النبي ﷺ من جانبين أذكرها باختصار:- الأول: الجانب النبوي، وفيه: ١- تحذير النبي ﷺ من الكذب عليه تحذيرًا شديدًا. ٢- تشجيع صحابته على الرواية عنه، مع الإذن لهم بالكتابة. الثاني: من جانب الصحابة - رضوان الله عليهم- ويظهر هذا في: ١- حرص الصحابة على سنة النبي ﷺ علمًا وعملاً. ٢- حرصهم على تبليغها لمن بعدهم.

"إن ما تواتر عن النبي ﷺ من أنه كان يصلي بالناس خمس صلوات في اليوم والليلة بسجود وركوع وقيام وقعود، وتكبير وتسليم، وأنه وقف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة، وأنه رمى الجمار أيام التشريق ونحو ذلك مما شاهده آلاف الناس وعملوه وعمله من بعدهم اقتداءً بمشاهدتهم إياهم، كل ذلك يُعد من أعلى ما يمكن أن يثبت عند البشر عن طريق التواتر".

‏لدي قناعة راسخة لم تزدها الأيام إلا رسوخًا، أنه ما من شبهة تثار في وجه الحق، إلا وفي القرآن ردٌّ عليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والثانية أكثر! فسبحان من جعل كتابه نورًا ينير عقولَ شداة الحق في كل زمان ومكان.

"التيارات المادية... تؤكد دائمًا ما هو مشترك بين الحيوان والإنسان، بينما الدِّين يؤكد على ما يفرق بينهما"

يقول برتراند راسل -أحد أعمدة الفلسفة الإلحادي-: «كل عمل للأجيال، وكل ما تم تكريسه واكتسابه واستلهامه، وكل ضياء للعبقرية الإنسانية = محكوم عليه بالفناء مع الفناء العظيم للنظام الكوني، وأن المعبد الخاص لإنجازات الإنسان بكامله يجب أن يدفن تحت أنقاض كونٍ هالك» وفي مقابل هذا النص أذكر نصًّا قرآنيًا، ونصًّا نبويًا، ولك بعدها أن تجيب عن السؤال المطروح، فأما النص القرآني: ﴿وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾ وأما النص النبوي: (إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا) من هاتين النظرتين التي تمثلها النصوص، أيهما أكثر دفعًا للإنسان إلى عمارة الأرض ونفع الناس، نظرة تخبرك بأن كل سعيٍ تسعاه هباء، أم نظرة تعدك بأعظم الجزاء ﴿وَأَنَّ سَعيَهُ سَوفَ يُرى* ثُمَّ يُجزاهُ الجَزاءَ الأَوفى* وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ المُنتَهى﴾؟ وأي هاتين النظرتين تعين صاحبها على تحمل كبد السعي والإنجاز؟ وأي هاتين النظرتين التي تبعث المرء إلى التضحية بمتعه الآنية ولذّاته في سبيل النفع العام؟

.

‏"أشار الفيلسوف العربي المعاصر طه عبدالرحمن إلى أن أقوى ما يتميز به الإنسان عن البهيمة مبدأ طلب الصلاح، وهو الذي يسميه باسم «الأخلاقية» فالأخلاقية عنده هي وحدها التي تجعل أفق الإنسان مستقلاً عن أفق البهيمة" قلت: قد ذكرت سابقًا معنى للحرية يتقاطع مع هذا المعنى الذي ذكره طه عبدالرحمن. سأشير إليه 👇

لن تستيقظ يومًا وتجد نفسَك مقبلةً على المعالى؛ فمن لم يوطِّن نفسه على إرغامها والصبر على صعابها = ماتَ في القاع.

يقول لم لم يخيرني الله بين الوجود والعدم، في الوقت الذي يطمح فيه بتكوين أسرة!