فاطِمَــة.

عريسٌ رهينٌ، محاوط بالخيل والأعداء مقطعَ الأوصال لم يذق شربةِ ماء، دخلَ بثوبهِ الأبيض يتخطى الرجال والهِنْدَامُ لِمَرْكِبِيهِ حنةُ الدماءِ تصبغُ جسدهِ انفجرت حولهُ هلاهلَ النّواعي وأُشْعِلَ بخور البكاء ”شهقاتهُ تتناثر من حولهِ، اختنقت به السماء”. اتكئ محنيًا مثخنًا بالجراح وامتلأ جسده بالسهامِ والنبال يرمى بين الحين والآخر بالحجار دماء ملطخة علىٰ الثياب، نياح وعويل استقرت في لُجّةِ الخيام، ”سُحَبَ إلى الخيام وأمه تمسك فوقه تنثرُ ورود الأنين”. تجمعت نكبةُ الحزنِ والآلام متجمعةً ما بين النساء تتدلىٰ الدموع من عيونهنَّ، عريسُ الطفَّ بين رملٍ حار، وشيءٍ من بقايا ثيابٍ عُجِنَت بالدّم، ”عصفَ خريفُ الدّماء بقمرِ المجتبى”. #القاسم #نبكي_الحسين

ورد عن الزهراء (سلام الله عليها) يوم الحشر تَخرج من تحت عباءتها كفين مقطوعين، وهما كفّا أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتقول: (( يا عَادل يا حكيم، احكم بيني وبين مَنْ قطع هذين الكفّين )). -الأنوار العلوية -ص442 📚.

عانقَ الدّمُ عينهُ، والسّهمُ قلبهُ وارتفعَ العمودُ يخسفُ هامة الأمان، هوى بلا كفّين استقبلهُ التُراب فتكسّرتِ السّهامُ في جسدهِ ”وَمَشَى إليهِ السِبطُ يَنعَاهُ” !،هُنا .. تحضّرَ كُلّ شيءٍ للرّحيل للسّبيِ تحت أنظارِ العقيلة. رائحةُ خيامٍ محرّقة، وبريقُ دماءٍ صبغت التُراب يُظهره ضوءُ القمرِ الباكي على سيّده ظهيرةٌ لاهبة، أذرعٌ مقطعة، أرامل وأيتام، القمر المخسوف جنب النّهر. أُعلن به الإنذارُ الأخير:“أدركَ أخاك!” صرخ المفجوعُ “انكسر ظهري!” عادَ بصعوبة، يدٌ على الظّهر المُقوّس، وأخرى يجرُ بها دموعهُ من ورائهِ، عمامتهُ تكادُ أن تسقطُ، يُتمتمُ بصوتٍ مبحوح: ”يخويه امنين اجتني هل رميّه يخوية اسا وگع بيتي عليّه،..” ويشهق!. المسافةُ الفاصلةُ بينهما تعثّرٌ بكفوفٍ مُقطّعة، وأشلاءً ممزقة ‏“فِرّوا في البَوادي، تراكضوا فوق رملها الحار”،حان موعدُ السّبي.. #العباس #نبكي_الحسين

لكل شيء "شرطا وشروطا" بلاها لا يتحقق.. فليس كل مَن قال: "لا إله إلا الله" يكون قد دخل حصن الله - ومن دخل حصن الله أمِن من عذابه - بل لابد له من معرفة شرط هذه العبارة وشروطها. وقد قال مولانا الرضا عليه السلام: ".. وأنا من شروطها". فلا أمان لمن لم يعرف حق الولاية، ولم يدن الله بإمامة آل محمد عليهم السلام. وإن مما هو أشهر من نار على علم، أن سيدنا ومولانا قمر العشيرة أبا الفضل العباس (صلوات الله وسلامه عليه) هو باب الحوائج، الرحيم العطوف الحنون، الذي لم يتأخر عن نجدة من استغاث به قائلا: "أنخاك"! ولم يُعرض عن تلبية من استنجد به قائلا: "دخيلك"! فهو قبلة الآمال ومحطّ الأنظار، إليه يتوجّه السائلون، وعلى أعتابه يسجد المؤمنون.. وعلى هذا؛ فليس كل من قصد باب الحوائج العباس (عليه السلام) يكون مقضيّ الحاجة، فإنه إنْ لم يستوفِ الشرائط، كالإخلاص في النية، وصدق العمل، والاجتناب عن المحرّمات، وما إليها من أمور، لا يحظى بالكرامة، ولا يُحبى بالشفاعة، ولا يحصل على المراد. ____________________ فهذه دعوة لمراجعة النفس، والتفكير جدّيًا في إغاثة المؤمنين، والذبّ عن شريعة سيد المرسلين، عسى أن يرحمنا ربنا، وأن ننال رضى سيدنا قمر العشيرة، فلا نُحرم من حنانه وعطفه، صلوات الله وسلامه عليه. (أنخاك سيدي.. أرحمنا يا قمر العشيرة)..

زفراتُ الموتِ تتناثرُ في أوصالِ أكبادِهمْ، ونفخَةُ الصّورِ تُتلى مع كُل نجمً قد هوىٰ على الصَّعيدِ ”بكَرْبَلاء”، بينَ طيفُ رؤيةٍ وصراخٌ وعويل وبين أنصارٌ تتساقط كآياتِ الذكْرِ واحداً تلوَ الآخر أُشْعِلَ بخور البُكاء. في ليلاً كان مليء بالهموم لا تكاد نجومه تتحرك من أمكنتها ولكن ضؤءٌ انعكسَ علىٰ أجساد مُلقاة في أرض قاحلة ”وَفَاحَتْ مِنْهُ رِيحَةُ الْمِسْكِ” ضربٌ من الخيال وتيه في البراري تُخفي ملامحهُم الجراحات. تبقى أوصالاً موزّعةٍ هُنا، وأشلاءً ممزّقة هناك، أنجمٌ قد هوت شارفت علىٰ المغيب، شابٌ، كهلٌ، وسيّدٌ، لن يُفرّقوا أو يُراعوا. ليسَ خيالاً، هُوَ واقعٌ يُبكي حتّى الموت. #أنصار_الحسين #نبكي_الحسين

. قُمْ وابكِهِ لا سَئمتَ النــوحَ مُنفردًا يا صاحبَ الأمرِ أو فاندبْ أباكَ لُقا أو فانتحبْ لهُ أشـــلاءً مُوزعةً بين القنا أو بأيدي الخَيـــلِ مُلتَصِـــــقا..

دمعةٌ وغربة خطوةُ ريبٍ على ساحل الألمِ والهواءُ يلفِظُ أنفاسَهُ الأخيرة في وجههِ: سترحلُ وتُهشّمُ أضلاعُكَ ويتوزّعُ لحمُكَ في الأسواق. عيونٌ تترصد مسافات طويلة سجدة..وغدر بأيّ سرٍّ قد صبر؟ ما زالَ يلمحُ في سنيّ العمرِ نازِحٌ بينَ أزِقّةِ الكوفة تملأُ وجههُ خرائِطُ التّيهِ ساعات تضمّخ الدقائق حيثُ الفجر. ريحُ غدرٍ لم تكن كاذبة بين ناصر و خاذل سُحبٍ عابرة، بقعة من شمسٍ دارٌ طاهرة وطوعة الكوفية، يقاتل كالليث في الوغى وصحراء مصبوغة بالوجلِ فراشات كوفان علىٰ مقربةٍ من المنيّةِ. غصة شهقة في حلقه قلب مكسور مؤلم ”ماء بارد..وجدهُ جحيما لا يُطاق” حزنٌ استحال دمْ موتٌ هبط من عليائه سماءٌ محاطة بالشهبِ سقطت. تقطعت أشلاءهُ الموزعة في أرض مكرمة وعلىٰ السيوف بقايا الآثارُ المطبوعةُ على وجههِ الزّاكي ما هي إلّا امتداد لصفعةٍ فاطميّة عند الباب المحروق. ”غريبٌ،..مقتولٌ من فوق قصرِ الإمارة” #مسلم_بن_عقيل #نبكي_الحسين

دمعةٌ وغربة خطوةُ ريبٍ على ساحل الألمِ والهواءُ يلفِظُ أنفاسَهُ الأخيرة في وجههِ: سترحلُ وتُهشّمُ أضلاعُكَ ويتوزّعُ لحمُكَ في الأسواق. عيونٌ تترصد مسافات طويلة سجدة..وغدر بأيّ سرٍّ قد صبر؟ ما زالَ يلمحُ في سنيّ العمرِ نازِحٌ بينَ أزِقّةِ الكوفة تملأُ وجههُ خرائِطُ التّيهِ ساعات تضمّخ الدقائق حيثُ الفجر. ريحُ غدرٍ لم تكن كاذبة بين ناصر و خاذل سُحبٍ عابرة، بقعة من شمسٍ دارٌ طاهرة وطوعة الكوفية، يقاتل كالليث في الوغى وصحراء مصبوغة بالوجلِ فراشات كوفان علىٰ مقربةٍ من المنيّةِ. غصة شهقة في حلقه قلب مكسور مؤلم ”ماء بارد..وجدهُ جحيما لا يُطاق” حزنٌ استحال دمْ موتٌ هبط من عليائه سماءٌ محاطة بالشهبِ سقطت. تقطعت أشلاءهُ الموزعة في أرض مكرمة وعلىٰ السيوف بقايا الآثارُ المطبوعةُ على وجههِ الزّاكي ما هي إلّا امتداد لصفعةٍ فاطميّة عند الباب المحروق. ”غريبٌ،..مقتولٌ من فوق قصرِ الإمارة” #مسلم_بن_عقيل #نبكي_الحسين

ياكُمَّيل كَم أحَبْك الأمير حتىٰ أهداك دعاءً فِيَھ بلسم الروح. 🤎 اسألَكُم الدعاء..