شرح أسماء الله الحسنى

وتدبر قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان الذي رواه في صحيحه عند انصرافه من الصلاة :(( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام )) فتأمل هذه الألفاظ الكريمة كيف جمعت نوعي الثناء أعني ثناء التنزيه والتسبيح ، وثناء الحمد والتمجيد ، بأبلغ لفظ وأوجزه وأتمه معنى ، فأخبر أنه السلام ومنه السلام ، فالسلام له وصفا وملكا . 🌱🌱🌱🌱🌱 الآثار الإيمانية لاسم الله ( السلام ) : ١- محبته سبحانه وتعظيمه وإجلاله لأنه سبحانه المتصف بصفات الكمال والجلال والمنزه عن النقائص والعيوب ومن كان هذا وصفه فإن النفوس مجبولة على حبه وتعظيمه . ٢- تنزيهه سبحانه في أقواله وأفعاله وأسمائه وصفاته عن كل نقص وعيب . 🌱🌱🌱🌱🌱🌱 كيف نعبد الله باسمه ( السلام ): ١- سعي المؤمن في إشاعةالسلام بين المسلمين بإفشاء السلام قال صلى الله عليه وسلم :(( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولاتؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم )) . ٢- ونعبده باسمه ( السلام ) بكف الشر والسب والقذف والعدوان عليهم قال صلى الله عليه وسلم :(( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )) . ٣- السعي لنشر الإسلام الذي هو دين السلام في الأرض بالدعوة والجهاد في سبيل الله . ٤- سلامة الدين من البدع والشبهات واتباع شرع الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . ٤-وبالقلب السليم النقي من الغل والدغل وحقيقته الذي قد سلم لله وحده فخلص من دغل الشرك ودغل الذنوب والمخالفات بل هو المستقيم على صدق حبه وحسن معاملته قال تعالى :((إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )) ٨٩ الشعراء ٥- الصلاة والسلام على نبينا محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )) فأكثروا من الصلاة والسلام عليه . ٦- الدعاء بالسلامة فإن الله هو السلام ومنه السلام ويحب السلام ويعطي السلام لمن طلبه منه بصدق وإخلاص .

معنيين لاسم الله ((السلام )) 1-السلامه والبراءة من كل عيب ونقص في ذاته سبحانه أو أفعاله أو أسمائه وصفاته . 2-أنه سبحانه مصدر السلام والأمن وكل من ابتغى السلامة عند غيره سبحانه فلن يجدها . وسميت الجنه دار السلام لأن من دخلها سلِمَ من الآفات والشرور والمنغصات والأكدار قال تعال { ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ } اية 46 الحجر ومن ذلك تحية الإسلام التي حث الإسلام على إفشائها وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم :(( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شي إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم )) وفي إفشائه إشاعة للأمن والود والسلام بين الناس وسلام الله عز وجل على أنبياءه المرسلين : وقوله تعالى :(( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ )) الصافات من 180 الى 182 وقوله عز وجل { سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ } الصافات 79 وقوله { سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } الصافات 109 وسلامه سبحانه على عباده الصالحين وقوله { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } النمل 59 ومن ذلك سلامه على نبيه يحيى عليه السلام في قوله تعالى { وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا } مريم ايه 15 ومثل ذلك سلامه على نبيه عيسى عليه السلام عن صدقة بن الفضل قال سمعت سفيان بن عيينة يقول : أوحش ماتكون الخلق في ثلاثة مواطن : يوم يولد فيرى نفسه خارجا مما كان ، ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم ، ويوم يبعث فيرى نفسه في معشر عظيم فأكرم الله فيها يحيى فخصه بالسلام كأنه أشار إلى أن الله -عز وجل - سلم يحيى في هذه المواطن الثلاثة وأمنه من خوفها .

ولأن الله سبحانه مصدر الأمن والسلام جاء النهي عن قول ( السلام على الله ) فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فنقول : السلام على الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :(( إن الله هو السلام ولكن قولوا : التحيات لله والصلوات والطيبات ...)) قال البيضاوي ماحصله :(( أنه صلى الله عليه وسلم أنكر التسليم على الله ومن أن ذلك عكس مايجب أن يقال فإن كل سلام ورحمة له ومنه وهو مالكها ومعطيها )) 🌱🌱🌱🌱🌱🌱 ووصف سبحانه ليلة القدر بالسلام في قوله تعالى :(( سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ )) ٥ القدر وتحيته لأهل الجنة يوم يلقونه سلام قال صلى الله عليه وسلم بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور من فوقهم فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم ، وقال : يا أهل الجنة سلام عليكم ، ثم قرأ قوله :(( سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ))٥٨ يس ثم يتوارى عنهم فتبقى رحمته وبركته عليهم في ديارهم )) وقال تعالى :(( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا )) ٤٤ الأحزاب فهذه تحيتهم يوم يلقونه تبارك وتعالى ومحال أن تكون هذه تحية منهم له فإنهم أعرف به من أن يسلموا عليه وقد نهوا عن ذلك في الدنيا وإنما هذه تحية منه لهم . كما يحيي الحبيب حبيبه إذا لقيه فماذا حرم المحجوبون عن ربهم يومئذ . وكذلك الملائكة تسلم على أهل الجنة في قوله تعالى :(( وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) الرعد فهذا سلام الملائكة إذا دخلوا عليهم وهم في منازلهم من الجنة يدخلون مسلمين عليهم .

شرح اسم الله ( السلام ) ورد اسم الله ((السلام )) مرة واحدة في القران في قوله تعالى { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } سورة الحشر ايه 23 وورد كذلك في السنه النبويه وذلك في دعاء المأثور بعد كل صلاه :(( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام )) وقوله صلى الله عليه وسلم :(( إن الله هُوَ السلام )) 🌱🌱🌱🌱🌱 معنى اسم الله السلام في حق الله تعالى ؟؟ يقول الامام ابن كثير رحمه الله : ( السلام ) أي : من جميع العيوب والنقاص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله . وقال البيهقي (السلام ) : هو الذي سلِمَ من كل عيب وبرئ من كل آفه وهذه صفه يستحقها بذاته ، وقيل ( السلام ) هو : الذي سلم المؤمنون من عقوبته . واستحقاق الله هذا الاسم اكمل من استحقاق كل مايطلق عليه وهذه هي حقيقة التنزيه الذي نزه الله بها نفسه والذي نزههٌ بها نبيه صلى الله عليه .. وهو السلام من الصاحبه والولد ، والسلام من *الكفء والنظير والسمي والمماثل ، والسلام من الشريك ، سلام من الموت وسنة والنوم وكذلك قيومته وقدرته ، فحياته سلام من التعب واللغوب ، ،وعلمه سلام من عزوب شي عنه أو عروض نسيان أو حاجة إلى تذكر وتفكر، وإرادته ،سلام من خروجه عن الحكمة والمصلحه ،. وكلماته سلام من الكذب و الظلم فكلماته تمت صدقاً وعدلاً ، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه من الوجوه وكل ماسواه محتاج إليه وهو غني عن كل ماسواه . وملكه سلام من منازع فيه او مشارك أو معاون و شافعاً عنده وبدون إذنه ، وإلهيته سلام من مشارك له فيها بل هو الله الذي لا اله الا هو، وحلمه وعفوه وصفحه ومغفرته وتجاوزه سلام من أن تكون عن حاجةً منه او ذل كما يكون من غيره بل هو محض جوده وإحسانه وكرمه ، وكذلك عذاب الله وانتقامه وشدة بطشه وسرعة عقابه سلام من أن يكون ظلما او تشفياً وغلظةً او قسوةً بل هو محض حكمته وعدله ووضعه الاشياء في موضعها . واستواؤه وعلوه على عرشه سلام من أن يكون محتاجاً إلى مايحمله أويستوي عليه بل العرش محتاج إليه وحملت العرش محتاجون إليه فهو الغني عن العرش وحملته وعن كل ماسواه . 🌱🌱🌱🌱🌱🌱

الآثار الإيمانية لاسم الله ( القدوس ) : ١-محبته سبحانه وتعظيمه وإجلاله لأنه سبحانه المتصف بصفات الجلال والكمال والمنزه عن النقائص والعيوب ومن كان هذا وصفه فإن القلوب مجبولة على حبه وتعظيمه وهذه المحبة تورث حلاوة في القلب ونورا في الصدر وهذا هو النعيم الدنيوي الحقيقي الذي يصغر بجانبه كل نعيم . ٢- تنزيهه سبحانه عن كل نقص وكل عيب والتعبد له بذلك ولهذا التنزيه صور كثيرة منها : أ / إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلا وتنزيهه سبحانه عن مشابهة أحد من خلقه في ذلك قال تعالى :(( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير)) . الشورى ١١ ب / تنزيه الله عز وجل عن الشريك والأنداد والصاحبة والولد فهو الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . ج / التحاكم إلى شرعه سبحانه والحكم به والرضى به والتسليم له إذ أن من رفض التحاكم إلى شرع الله عز وجل أو رأى أن المصلحة في غيره فإنه لم يقدس الله عز وجل ولم ينزهه عن النقص ولذا نزه سبحانه نفسه عن شرك من أطاع المخلوقين في تحليل ماحرم الله أو تحريم ما أحل الله . د / البعد عن ظن السوء بالله تعالى لأن ظن السوء يقدح في تنزيهه سبحانه والذي هو موجب اسمه سبحانه القدوس وقد فضح سبحانه أقواما من الكفار والمنافقين قال تعالى :(( يَظٌنٌّونَ بِاللهِ غَيرَ الحَقِّ ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ )) ١٥٤ آل عمران

وماينزه عنه تبارك وتعالى شيئان : الأول : أنه منزه عن كل ماينافي صفات كماله فإن له المنتهى في كل صفة كمال فهو الموصوف بكمال العلم وكمال القدرة منزه عما ينافي ذلك من النسيان والغفلة وأن يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ومنزه عن العجز والتعب والإعياء واللغوب وموصوف بكمال الحياة والقيومية منزه عن ضدها من الموت والسنة والنوم موصوف بالعدل والغنى التام منزه عن الظلم والحاجة إلى أحد بوجه من الوجوه وموصوف بكمال الحكمة والرحمة منزه عما يضاد ذلك من السفه والعبث وأن يشرع أو يفعل ماينافي الحكمة والرحمة وهكذا جميع صفاته منزه عما ينافيها أو يضادها . الثاني : أنه منزه عن مماثلة أحد من خلقه أو أن يكون له ند بوجه من الوجوه فالمخلوقات كلها وإن عظمت وشرفت وبلغت المنتهى الذي يليق بها من العظمة والكمال اللائق بها فليس شئ منها يقارب أو يشابه الباري بل جميع أوصافها تضمحل إذا نسبت إلى صفات باريها وخالقها بل جميع مافيها من المعاني والنعوت والكمال هو الذي أعطاها إياه فهو الذي خلق فيها العقول والسمع والأبصار والقوى الظاهرة والباطنة وهو الذي علمها وألهمها وهو الذي نماها ظاهرا وباطنا وكملها .

معنى اسم الله ( القدوس ) في حق الله : ١- قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى عند قوله تعالى :(( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )) ٣٠ البقرة أي : ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك بك ونصلي لك ونقدس لك ننسبك إلى ماهو من صفاتك من الطهارة من الأدناس وما أضاف إليك أهل الكفر بك . ٢- وقال البيهقي ( القدوس ) : هو الطاهر من العيوب المنزه عن الأولاد والأنداد وهذه صفة يستحقها بذاته . ٣- ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى ( القدوس ): المنزه من كل شر ونقص وعيب كما قال أهل التفسير : هو الطاهر من كل عيب المنزه عما لا يليق به وهذا قول أهل اللغة : وأصل الكلمة من الطهارة والنزاهه . وذكر في نونيته : هذا ومن أوصافه القدوس ذو التنزيه بالتعظيم للرحمن ٤- ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : ومن أسمائه ( القدوس ) و( السلام ) أي : المعظم المنزه عن صفات النقص كلها وعن أن يماثله أحد من الخلق فهو المنزه عن جميع العيوب والتنزه عن أن يقاربه أو يماثله أحد في شئ من الكمال:(( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ))١١ الشورى (( وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ )) ٤ الإخلاص (( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا ))٢٢البقرة ف ( القدوس ) ك ( السلام ) ينفيان كل نقصمن جميع الوجوه ويتضمنان الكمال المطلق من جميع الوجوه لأن النقص إذا انتفى ثبت الكمال .

بسم الله الرحمن الرحيم شرح اسم الله ( القدوس ) ورد اسم الله القدوس في القرآن الكريم في موضعين : ١- قال تعالى :(( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ))٢٣ الحشر أي : المقدس السالم من كل عيب وآفة ونقص المعظم الممجد لأن ( القدوس ) يدل على التنزيه عن كل نقص والتعظيم له في أوصافه وجلاله . ٢- قال تعالى:((يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )) ١ الجمعة أي : القدوس المعظم المنزه عن كل آفة ونقص . وجاء في السنة دعاؤه صلى الله عليه وسلم به في ركوعه وسجوده في الصلاة فعن عائشة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده (( سبوح قدوس رب الملائكة والروح )) . 💕💕💕💕💕💕💕💕

كيف نعبد الله باسمه ( العلي والأعلى والمتعال ): الحذر من العلو في الأرض بغير الحق وتجنب ظلم العباد والتكبر عليهم وقهرهم والعدوان عليهم و لا ينجو من ذلك إلا من تذكر علو الله تعالى وقهره وأن العبد مهما علا وظلم وقهر فإن الله ( العلي المتعال ) فوقه يراه يقتص للمظلومين ممن ظلمهم ومامن جبار علا في الأرض وتجبر إلا وقصمه الله تعالى وأهلكه . ولذلك لما ذكر سبحانه علاج من يخاف نشوزها من الزوجات في سورة النساء ختم ذلك باسمه سبحانه ( العلي ) ( الكبير ) قال :((وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ))(34) النساء يقول القاسمي في محاسن التأويل : ((إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )) فاحذروه بتهديد الأزواج على ظلم النسوة من غير سبب فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم وعجزن عن الانصاف منكم فالله سبحانه علي قاهر كبير قادر ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن فلا تغتروا بكونكم أعلى يدا منهن وأكبر درجة منهن فإن الله أعلى منكم وأقدر منكم عليهن فختم الآية بهذين الاسمين فيه تمام المناسبة .

الآثار الإيمانية لأسماء الله ( العلي والأعلى والتعال ) : ١- الخضوع لله تعالى والإخبات والتذلل له مع محبته وتعظيمه وإجلاله فالإيمان بعلو الله عز وجل ذاتا وقدرا وقهرا يورث في النفس خضوعا وإخباتا لمن هذه صفاته ولذا لما نزل قوله تعالى :(( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)) قال صلى الله عليه وسلم :(( ضعوها في سجودكم )). وعن سر ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : وكان وصف الرب بالعلو في هذه الحال في غاية المناسبة لحال الساجد الذي قد انحط إلى السفل على وجهه فذكر علو ربه في حال سقوطه كما ذكر عظمته في حال خضوعه في ركوعه ونزه ربه عما لا يليق به . ٢- التواضع لله تعالى ولما أنزل من الحق لأن الإيمان بعلوه سبحانه وقهره لعباده يورث في القلب تواضعا وحياء وتعظيما لله تعالى وأوامره ونواهيه ورضا بأحكامه . ٣- الخوف من الله وحده وتخلص القلب من الخوف من المخلوق الضعيف فمهما أوتي المخلوق من قوة وعلو في الأرض فإن الله عز وجل فوقه مكانا وقدرا وقهرا . ٤-تنزيهه سبحانه وتعالى عن كل نقص في ذاته وصفاته وأفعاله وإثبات صفات الكمال له سبحانه وحمده على ذلك .