🌹 بستان الأسرة 🌹

أذكارُ الصَّباحِ والمساءِ أهمُّ من النَّفَس..!

نماذج من التربية الإبداعية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وآليات تطبيقها في الواقع المعاصر

أخي الحافظ: لا تفتر من تكرار المحفوظ! وإياك والنظر لكثرة عدد التكرار؛ حتى لاتتقاعس همّتك. بل انظر إلى هذا الشيء الذي تكرره. إنك تكرر أعظم الكلام وخيره، وأكثره بركة ومنفعة. استشعر مع التكرار: ثبات المحفوظ وازدياد العلم، وانفتاح المغاليق بإذن الله. نسأل الله أن يبارك في أوقاتنا ويثبت حفظنا، ويبلغنا إتقان كتابهِ الكريم وينفعنا ويرفعنا به.

أخي الحافظ: حق القرآن علينا عظيم فلْنُعطِه أنفسَ أوقاتنا وأقوى طاقاتنا، فلا نأخذه بضعف، ولا نعلِّمه غيرنا بضعف؛ حتى لا نعيش ضعفاء تلعب بنا فتن الدنيا وعواصف الشهوات والشبهات. فلنأخذ الكتاب بقوة كما أمر الله تعالى: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} لنحيا بقوة معا ، ونسير إلى الله بقوة ندفع بالقرآن كل الأخطار والأكدار والأكباد. ومن سار على الدرب وصل. وليس المعنى أنه سيسلم من التعثّر والسقوط بل إن بداية النجاح أن تسقط لتتألم فتنهض بقوة، وقد تخذلك ذنوبك لتكون سببا في انكسارك ليمدك الله ويقويك، فحارب اليأس واطلب العون من الله تعالى وأحسن الظن به. ولا تشغل نفسك بما لا يعنيك، أو تكثر من البرامج الصارفة أو المؤثرة على وقت حفظ القرآن. فمتى ما زاد عندك الوقت فارفع نصيبك من حفظ القرآن. وليكن أول ما تبدأ به من البرنامج -الربط- ويحسن أن تجعل نصفه في صلاة من ليل أو نهار حسب بداية يومك. ولا تبدأ أول شيء بالدرس (أي: التكرار) خشية أن يصيبك الفتور فتضيع الربط؛ وذاك لأمور: أولا: حفاظا على رأس المال الذي تعبت فيه وبذلت وذقت حلاوة الإنجاز. ثانيا: لكي تبدأ يومك بمناجاة الله في الصلاة حين تقرأ فيها ما أتقنته من الربط، وما قد يلقيه الله عليك فيها من فتوحات ونفحات ربانية. ثالثا: أن الحفظ المتقن مصدرُ طاقةٍ ونشاط تمدك بقوة روحية وبدنية فتستمطر القوة والتركيز في الدرس الجديد (التكرار). 📍ومما أوصيك به أيضا: احذر أن تؤخر قسم المراجعة إلى نهاية يومك، وقرب نومك، فيضعف التركيز أثناء القراءة أو تغلب عليها وتنام. بل اجعل للمراجعة أوقاتا معروفة، كأن تقسّمها على أوقات الصلوات أو بعضها، أو تجعل لها وقتا خاصا بعد نهاية الربط والدرس( التكرار ). وغدًا عند الختم بإذن الله تعالى حين تذوق لذة الإتقان تعرف فائدة الالتزام ببرنامج الربط والمراجعة. ومن قصّر فيها وتفاجأ بالتفلت وضياع الحفظ فلا يلومن إلا نفسه. وفقنا الله جميعا لحفظ كتابه، والعلم به، والعمل بما فيه. منقول بتصرف

أخي الحافظ: أقْبِلْ على القرآن إقبال المريض العليل المتيقن بأن عافيته في ذلك الدواء على مرارته، واصبر على ما يعتريك في أول هذا المشروع ‏فإنه محفوف بالمكاره، وليكن أهم هدف لك قبل رحيلك من الدنيا: مشروع القرآن حفظا وتلاوة وعمارة إيمانية لروحك، فاجعله كهفك الذي تؤوي إليه ومعراجك إلى الله. ارحل به عن عالم المتع والملذات والصخب إلى عالم الأرواح، عبر قراءة القرآن في الصلاة. واعلم بإنك إن صدقت الله سخّر الله لك العالم كله وأتتك الخيرات والبركات وحفتك الألطاف وتولاك الله بأعلى أنواع الأرزاق. والمسارعة المسارعة، لا تهدر طاقات شبابك في غير القرآن فإن لم تحفظه، فاعزم على حفظه، وإن لم تتقنه فبادر بالإتقان وإن كنت متقنا لم تتذوق ربيع القرآن فاعلم أنك محروم فإن نعيم القرآن ينتظرك بعد توبة صادقة وعودة حميدة فكابد وجاهد نفسك وهواك وسينكشف لك عظيم ظلمك لنفسك وشدة ظمأ روحك للقرآن فتزداد حسرة على ما مضى وحرصا على ما بقي. وكلما قرأت وكررت تنورت بالحفظ شيئًا فشيئًا واشتقت إلى الله عبادة وذلا فإياك و‏فكرة تأجيل حفظ القُرآن حتى يأتي الوقت المُناسب فإن هذا خندق لإبليس قد دفن فيه قبلك أناسا كثيرا فهلا اعتبرت! والقرآن لا يقبل التأخير ولا المزاحمة وليس في الإنشغال به تلاوة وتعليما هدر للأوقات ولا تعتبره عائقا أمام مشاريعك وضروراتك بل إنه مفتاحُ نجاحِها ومصدرُ أصْنافِ المددِ الإلهي لك فيها. وعلى قدر البذل والتضحية بأعز شيء من الجسد والصحة والوقت والراحة يكون الفتح في الحفظ والبركة الحسية والمعنوية في كل ما نزاوله. والتخطيط والتنظيم والإلتزام والاستمرارية -وإن كانت أسبابا- فهي ليست بمعزل عن تلك المعاني؛ فإن أبوابها نجاحها الكبرى= دوام إظهار العجز الكامل والفقر والافتقار لله في طلب القرآن حفظا وتلاوة وعلما وعملًا وكلما دخلنا على جلال القرآن من هذه البوابة كان المدد أكثر وأكثر.