محمد_7 | طالب ضابح.

مرحبا كيف حالك اليوم؟ هل أنتِ بخير بدون رجل قلق ومرتاب وعاشق خائف كيف أيامك؟ ألا تزال مضطربة ومملة بدون فتى يحقنك بالمشاعر ويزرع فيك بذور الأمان ويسقيك بالكلمات فتنبتين وردةً وحبًا ويجعلك تحبين نفسك أكثر وأكثر ، لا عليك أنا هنا اراقب بساتينك من بعيد كيف حال وجهك؟ ألا يزال متوهجًا ومشعًا ويتحدى الشعراء والقصائد؟ كيف حال نومك؟ هل مازلت تنامين مبتسمة ومتوردة أم بالمهدئات والمنومات؟ كيف حال كوابيسك؟ هل هدأت أم أن ضجيجي يلعب دورًا فيها ؟ كيف حالي في رأسك؟ ألا زلت وشمًا في ذاكرتك وطفلًا يشاغب في أرجاء رأسك؟

لا أدري لماذا كلما حاولت نسيانك حاصرني العالم بك وحشدكِ حولي، وكلما هربت من خيالك زرعك تحت جلدي وجعل رسالتك الأخيرة نيّة وطازجة وكلماتك تصدح في أذني.

صدقيني لستُ هذا الذي ترمقينه بنصف عين وتأخذين منه درسًا عن الضعف أنا أكثر من محمد، محمدك الخاص أنا الفكرة، بل الفكرة الرئيسية والفكرة التي لاتموت، النسخة الأصلية لكل النسخ المقلدة، النسخة الأصلية لكل الهاي كوبي التي ترينها هنا. صدقيني أنني سأهزمهم جميعًا لأنني بيور واورغانيك وخال من المواد الحافظة ولستُ ممثل، أنا حقيقي جدًا ولم يعتني بمظهري مخرج ولم يؤلفني كاتب ولم تكتبني رواية وهذا الذي ترمقينه ليس ضعفًا بل الأيام السيئة فعلًا لستُ في أيامي لكن يكفي أنني المهزوم المنتصر وذلك الذي يليق بك جدًا.

ثمة صداع لا يكفيك أن تتناول عشرات الأقراص من أجله.. بل تتمنى لو أنك تستطيع نزع رأسك من مكانه كي يهدأ.

احبيني هكذا دون الحاجة للبحث عن المزايا والتنقيب عن خصائصي، أحبيني لأنني أكثر من محمد، أحبيني لأنني مستفيض بالتأمل المطول لوجهك وعد شاماتك وتفاصيل جسدك.

انصحكم بقراءة مفكرة عاشق دمشقي لنزار.

ثم قال: يا شـام، أيـن هما عـينا معاويةٍ وأيـن من زحموا بالمنكـب الشُهبا فلا خيـول بني حمـدان راقصـةٌ زهــواً... ولا المتنبي مالئٌ حـلبا وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـه فـيرجف القبـر من زواره غـضبا يا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنـه ورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟ فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتي أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟ أدمـت سياط حزيران ظهورهم فأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعو متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟ سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً وأطعموها سخيف القول والخطبا وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً تبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا.. هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني عمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟

رائع جدًا.

طيب سمعت حق القروي : ‏ هبت الريح فملاح شكا .. عند مجراها وملاح شكر ليس في الريح ولا في البحر بل في هوى الأنفس ما ساء وسر سفن الأعمار إذا تجري بنا ليس في قاموسها خير وشر تلفظ الحكم أنانيتنا ثم تعزوه إلى حكم القدر.

ماذا قال نزار قباني في مفكرة عاشق دمشقي؟