ما لنا إلا الأنـتظار

لَمّ يَتَبقَّىٰ عَلىٰ شَهرِ مُحرَّم الحَرَام إلَّا يَومَان وأقلّ ماذَا أفعَل ! شَهرِ تَحديدِ المَصيّر شَهرِ هِدايَتِنا والقَتلِ العَظيّم ونورِ مُحمَّد سيُنشَر فِيّ الأَرض ، عَلينَا الإستعدادّ نَفسيًّا وإستقبالَه والتهيُّئ لَهُ ، اوَّلًا بِالهُدوءِ وَقِلَّة الضَّحِكِ وَالكَلام ، الإستِماعِ إلىٰ المُحاضراتِ عَنه خُصوصًا مِنَ الشَّيخ الصفَّارِ والسيّد الشيرازيّ او ما أوصَت بِهِ المَرجِعيَّة السيّد مُنير الخبَّاز حَفِظَهُم الله ، حتَّىٰ لَو بِقراءةِ الكُتب الَّتي تُهَذِّب النُّفوس ، الإبتِعاد عَنِ الذُّنوب والعادَات السيّئة إذّ سَتَكون بوَّابَةً لِتركِها بإذنِ الله ، النَّصحِ والأمرِ بِالمَعروّف والنَّهيِ عَنِ المُنكَر ، نَشرِ القَضيَّةِ الحُسَينيَّة والحَقِّ هوَ ، الإستِماع إلىٰ القصائِدِ الحُسَينيَّة الَّتي تَخلو مِنَ الألحانِ الطَرَبيَّة والَّتي تُهيّئ العُيون لِلبُكاء علىٰ سيّدِ الشُّهداءِ وآلِه ، قِراءة القُرآن الكَريم وَزِيارة عاشوراء ومُحاولةِ الإمضاءِ عَلَيها يَوميًّا ، إرتداء لِباس الحُزنّ وإحترامَهُ جَلَّ إحترامّ والسَّعي إلىٰ عَمَلِ الخَير ولِتكون نيَّته خالِصة لِوجهِ الله علىٰ حُبِّ سادَتِنا ، تَرتيبِ المَجالِسِ الحُسَينيَّة لِمواساةِ سيّدَ العَصرِ والزَّمان المَهديّ والَّتي تَكون مَليئة بِالخُشوعِ لله بِالبُكاءِ علىٰ سيِّدِ الشُّهداء.. " وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ " " ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ "

الدُّعاء المَذكوّر فِيّ الأعمالِ هُنا 👆

ما هيَ حادِثَة غَديّر خُمّ ؟ مُهِمّ كانَ رَسولُ الله فِيّ الحَجِّ وبعدَ إكمال المَناسِك ذَهَبَ إلىٰ المُناديّ فِيّ مَكَّة وأمرهُ أَنّ يُنادي بالنَّاس كي يتوجَّهوا غَدًا إلىٰ منطِقة غديّر خُمّ ولا يُريد مِنّ أَحدّ أَنّ يبقىٰ فِيّ مَكَّة وهٰذا بِسبب نُزول جبرائيل عليهِ وتبليغه أمرُ الله وهوَ : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } فِيّ اليَومِ التَّالي توجَّهَ اكثَر مِن ١٢٠،٠٠٠ مُسلِم إلىٰ غَدير خُمّ وكانَت عِبارَة عَنّ صَحراء فقالَ لهُم الرَّسول سنبقىٰ هُنا ثلاثةً أيَّام وأَمَر الأصحاب المُقداد وسَلمان وأبا ذَرّ بتنظيف المَكانّ.. وبعدَ الإنتهاء الرَّسول صلّىٰ بِهم العَصر وأمرهُم بأنّ يهيّؤوا له مَنبر مِنَ الحِجارة وبعدَها صَعَدَ عليهِ وخَطَب بِالنَّاسِ ساعةً كامِلة وكانَت خُطبته مِن عشّر فقرات كُلّ فَقَرة يتكلَّم بِها عَن مَنزِلته ومنزِلة اهلِ بيتِه وَوصَل بِهم إلىٰ نُقطة مُهِمَّة مِن خُطبته وقالّ ادعوكُم جَميعًا إلىٰ تقوىٰ الله وأدُلُّكم علىٰ وديعتَينِ قيّمتَينِ وثقيلَتَين ما أنّ تمسّكتُم بِهم لَن تَضِلّوا مِنّ بَعديّ أحداهُما القُرآن والأُخرىٰ أهلَ بَيتيّ وقالَ أتعلَمونَ أنَّ الله مَولاي وأَنا مَولىٰ المؤمِنين وأولَىٰ بِهِم مِن أنفُسِهُم قالوا بلىٰ يا رسولَ الله فَقَالَ إذا أمرتُكُم بِالجِهادِ أو الحَرب أتفعَلون ؟ قالوا بَلىٰ يا رسولَ الله فَقَالَ الرَّسول قُمّ يا عَلي فقامَ عليّ فقامَ وصَعِدَ إلىٰ المِنبَر فأخذ النَّبي بيدِ عَليّ ورفعَها عاليًا وقالّ ألَا مَن كُنتُ مَولاه فَهٰذا عليٌّ مَولاه اللّٰهُمَّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه وأُنصُر مَن نَصَره وأُخذُل مَن خَذَله ، أمامّ ١٢٠ الفَ مُسلِم بصحراء خالية علىٰ مِنبرٍ عاليّ.. بَعَدها نَزَلت الآيَة الكَريمة { اليَوم أكملتُ لَكُم دينَكُم وأتممتُ عَلَيكُم نِعمَتيّ ورَضيتُ لَكُم الإسلامَ دينًا } وهُنا إكتملت رِسالة الإسلامّ وبلَّغها الرَّسول دونَ نُقصان.. ولمّ يكتفي الرَّسول بِهٰذا القَدر بَلّ نصب خيمتان لهُ وعَليّ وأَمَرَ الـ ١٢٠،٠٠٠ أنّ يأتون فَيُبايعونَ عَليّ وحتَّىٰ النِساء بايعوه فِيّ إناء فيهِ ماء وضعوا فيهِ يدا الأمير ويَد الإمرأة ، وهُنا لمّ يكتفي وأمرَ المُنادي أنّ يتجوَّل ويُناديّ ألا مَن كُنتُ مَولاه فَعليٌّ مَولاه.. ولَم يكتفي بَل نَزَع عِمامَة ووضعها عَلىٰ رأسِ عَليّ تنصيبًا لَه وهٰذِهِ عادة قَديمة عِندَ العرَب ، ولَمّ يكتفي فأتىٰ رجُلٌ مِنَ المُنافقين وقالَ للرَسول إنّ كانَ هٰذا امرٌ مِنَ الله لِتنزل حِجارَة مِنَ الله وتقتُلني وفِعلًا ارسَل الله حِجارَة قَتَلته ومعَ هٰدا بعدَ إستشهاد الرَّسول غدروه ولَم يبقىٰ مِنَ الـ ١٢٠ الفًا إلَّا ٧ اشخاص أسفًا ومَن لَمّ يُبايع خَسِرَ دُنياه وآخِرتَه فَهنيئًا لَنا علىٰ موالاةِ عَليًّا واولادَهُ .

فِيّ مُستَدرَكِ الوَسَائِل يُذكَرُ أَنّ مِنّ أهمِّ أعمالِ ( عِيدِ الغَديرِ الأعظَم ) هوَ : يَنبغيّ علىٰ الأُخوَّة فِيّ هٰذا اليَوم مَعَ الإخوانّ ( أيُّ أخٍ مؤمِنٍ تُحِبُّه ) أَنّ يَضَع يَدَهُ اليُمنىٰ علىٰ يُمنىٰ أخيهِ المؤمِن وَيَقولّ ؛ آخَيتُكَ فِيّ الله وصافَيتُكَ فِيّ الله وصافَحتُكَ فِيّ الله ، وعاهَدتُ اللهَ وملائِكتَهُ وكُتُبه ورُسُله وأنبياءَه والأئِمَّةِ المَعصوميّن ﷺ عَلَىٰ أنّي إنّ كُنتُ مِنّ أهلِ الجنَّة والشَّفاعة وأُذِنَ ليّ بِأَنّ أدخُلُ الجَنَّة لا أدخُلها إلَّا وانتَ مَعي ، فَيَقولُ الأخُ المؤمِنّ ؛ قَبِلت ، فَيَقولُ : أسقَطتُ عَنكَ جَميّع حُقوق الأُخوَّة ما خَلَا الشَّفاعة والدُّعاءِ والزّيارَة . إحرصوا علىٰ لِقاءِ أحِبَّتِكم المؤمِنين فِيّ هٰذا اليَوم العَظيّم بِذٰلك تكونونَ ضَمَنتُم الجنَّةَ إنّ شاءَ الله..

لَا تَنسوا أعمَالَ اليَومِ العَظيم هٰذا ، بابُ الإستجابة..