- The other side

وفي صبحٍ  وقفتُ أمامَ مرآتي وقد بانت على وجهي خساراتي أرىٰ شخصاً علىٰ المرآةِ يَكرهُني وما اقساهُ كُرهُ الذَّاتِ لِذاتِ واسْتَرجَعَتْ بعضاً من الأيامِ ذاكرتي لِتَأخذني إلىٰ أقسىٰ محَطاتي إلىٰ حبٍ قديمٍ في مَدينَتَنا إلىٰ وقتٍ به إختلفت قناعاتي فما فارقتُ قُربَ الناسِ من عبثٍ ولا اقوىٰ علىٰ ملئِ الفراغاتِ لكنَّ جرحاً من الأحبابِ أقنعني إنَّ القريبينَ أولى بالخساراتِ وما يعني خروجَ الرّوح إن خَرَجَت ؟ فهذا الموتُ لا يعني النهاياتِ فكم عندي ، من الأحياءِ أعرفهُم ولكني أعامِلهُم  ، كأمواتي .

يَشتاقُ قلبي إلى لُقياهُمُ دوماً والشّوقُ دومًا إلى الأحبابِ غلاّبُ .

كُلما كَتم المَرُء أحِزانهُ وَراكَمها كُلما تَحولت إلى ألم جسِدي تَخيلُوا مّدى هشاشِة المَرُء حيِن يَظُن أن الكُتمان إنتصِار بّينما هـَو بِالحقيقة أكبرُ هِزيمة قَد يُرتكبها بَحق نَفسه المؤلمَة .

نُحاولُ نحو النِسيان وتُعيدُنا الأغنيات مرةً بعد مرة إلى حالة من الهذيان والعاطِفة فننسى إن ننسى ونعُودُ لأننا نُريدُ العودة ولأننا نگره النِسيان .

قُل وداعاً .. حين تشعر أن المكان لم يعد مكانك ، وأن اللحظة ثقيلة وأنتَ معهم ودّعهم حين يكون البقاء معهم أثقل من ظلك لك ودعهم حين تشعر أنّ الا مبالاة : هي المقطوعة الموسيقية التي يعزفونها لك وفي صدرك يصرخ الكلام وهو يُحاول كسر الصمت الذي يُكبل حنجرتك ودعهم حين يكون سوء الفهم : هو النصل الذي يقطعك وأنت تتحدث بأسهاب عن ألم يشربُ ملامحك وحين تهجرهم لا تُوبخهم ، لأن الاشياء التي نُحجمها لا نَتجاوزها !