وَجْد

‏فزّزك نفح النسيم، وسيّلك من عمري ‏لين سمّتك الظنون، وغرّبتك أسماها ‏وأنت من كلّ الدروب السانحات، وصدري! ‏جعل روحي فدوة أيامٍ معاك أبغاها ‏ما درى قلبك عن التغريب؟ ليته يدري: ‏عن مساري غيمةٍ جرد القصيد أغراها ‏يوم أغنّي فالسنين الماضية من عذري! ‏كانت أيّامك -يا أبو وجهٍ جميل- أحلاها

"تركته للحنين اللي خطف وهج الحياة وتاه تركته للمساري والقصيد وكل ما شابه"

‏"ولأنك مادة روحي، خامتها ولبّها ومتنها وحواشيها، ولأنك بادئتي وأصلي وجذوري وماء طيني وغصني الأخضر، وثماري، لأنك أروع ما تدور عليه حياتي، لا أملك إلا أن أحبك بعاطفة ليس من ورائها مقصد، ليس من أسبابها طمع ولا رغبة، أحبك هكذا لأنك أنت، مثلما أنت ومثلما كنت."

‏لا أحولُ عن عهدك وإن حالت النجوم من ممارِّها، ولا أزول عن ودك وإن زالت الجبال عن مقارها، بيننا عِصَمٌ لا تنقض وذمم لا ترفض، لي قلبٌ قريح حشوُه ودٌّ صحيح، وكبدٌ دامية كلُّها محبةٌ نامية مودتك شعارُ ضميري، ومخالصتك أغلبُ الأحوالِ على قلبي

‏"أعرف الليال اللي بدونك قساها يفزّز دمعتي وتهلّ ‏لكن عذرها معها ليا طاحت عقب عطفك ولينك"

"لا أملُّك على القُرب، ولا أنساك على البعد، إن دنوت مني رعيتُك، وإن بعُدت عني اشتقتك، لا يقطعني عنك عسر ولا يسر، إن استعنت بي عضدتك، وإن احتجت إليّ رفدتك"

‏"وما الحياةُ إلا محطَّات، ما بين ذهاب وإياب، وحضور وغياب، وأمل باسم وسراب. والسعيد هو الذي يُدرك أن الوصول ليس الغاية، بل الحكمة الأهم والغاية الحق تختبئ في خطوات الطَّريق، وبين ثنايا المسير، فيزرعُ ما استطاع بذور الخير، مؤمنًا أن لذلك أثرٌ طيب في الأرض، وصدى مبارك في السماء."