cookie

Utilizamos cookies para mejorar tu experiencia de navegación. Al hacer clic en "Aceptar todo", aceptas el uso de cookies.

avatar

رياض الصالحين القرآنيـة

قناة تنشر فيها مجالس يومية من تفسير القرآن.

Mostrar más
Publicaciones publicitarias
2 858
Suscriptores
-124 horas
-27 días
-2930 días

Carga de datos en curso...

Tasa de crecimiento de suscriptores

Carga de datos en curso...

record.ogg14.46 MB
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الدرس بعد دقائق بإذن ﷲ
Mostrar todo...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعتذر أيها الكرام عن درس الليلة
Mostrar todo...
👍 1💔 1
وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ وأبي هريرة وسعيد ومجاهد في قوله تعالى: {ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ﺃﻣﺔ ﻭﺳﻄﺎ}، ﻗﺎﻝ: ﻋﺪﻭﻻ. وقوله: {لتكونوا شهداء على الناس}، ﻟﺘﻜﻮﻧﻮا ﺷﻬﺪاء ﻷﻧﺒﻴﺎﺋﻲ ﻭﺭﺳﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻼﻍ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﺑﺒﻼﻏﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﻻﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻤﻬﺎ. وﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ: "ﺃﻥ اﻷﻣﻢ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ: ﻭاﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﺩﺕ ﻫﺬﻩ اﻝﺃﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻧﺒﻴﺎء ﻛﻠﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﻭﻥ اﻟﻠﻪ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ". وﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﻧﻌﻢ، بلغني ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻬﺪ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ". ثم مدح المؤمنين مدحا مضمنا لتوجيه عظيم، فقال: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}، فأنتم يا أمة محمد ﷺ الذين تقيمون ميزان الناس بميزان الوحي الذي عندكم، وأنتم الذين توجهون لهم النقد على ضلالهم لا هم. وأنتم الذين تملكون المعيار الحق لتقيّموا تصرفاتهم وأخلاقهم ونظرياتهم! لقد جاءت الآية تعلم المسلم كيف يكون حين يستمع لنقد المنحرفين ومغامزهم، وتعلمه ألا يستسلم وألا يقف موقف مدافع يرد العادية بضعف، بل يجب أن يعرف موقعه الذي شرفه ﷲ به وأقامه فيه. ثم جاء الخطاب القرآني مبينا لحكمة من حكم هذا التشريع، ومقصدا من مقاصد هذا الحكم، فقال ﷻ: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}، لقد كان من مقاصد هذه الواقعة ابتلاء المؤمنين، ليتميّز أهل التسليم والخضعان لأمر ﷲ، المستجيبين لشريعته على أي نحو. وقد دلّت عليه الأدلة، أن الله قد يجعل في الأحكام والآيات الشرعية ما يكون فتنة لأهل الظلم والفسق، كقوله تعالى: {ﻭﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎ اﻟﺮﺅﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺃﺭﻳﻨﺎﻙ ﺇﻻ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ}، أي ﻭﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺧﺒﺮﻙ ﻋﻦ اﻟﺮﺅﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺃﺭﻳﻨﺎﻙ؛ إلا فتنة، وذلك ما أخبره به ﷺ من خبر مسراه لبيت المقدس، فكذبه الظالمون. وكقوله: {أَذَ ٰ⁠لِكَ خَیۡرࣱ نُّزُلًا أَمۡ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلۡنَـٰهَا فِتۡنَةࣰ لِّلظَّـٰلِمِینَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةࣱ تَخۡرُجُ فِیۤ أَصۡلِ ٱلۡجَحِیمِ} فعن ﻗﺘﺎﺩﺓ قال: ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺰﻗﻮﻡ اﻓﺘﺘﻦ اﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻳﻨﺒﺌﻜﻢ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ﻫﺬا ﺃﻥ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﺷﺠﺮﺓ، ﻭاﻟﻨﺎﺭ ﺗﺄﻛﻞ اﻟﺸﺠﺮ! ﻭﻛﺬﻟﻚ تحويل اﻟﻘﺒﻠﺔ افتتن فيها أقوام، ومن عظم أثر هذا الحكم على الناس أنه اﺭﺗﺪّ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺳﻠﻢ، ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻧﻔﺎﻗﻬﻢ. وفي قوله: {وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُ}، بيان لعظيم أثر هذا الحكم على الناس، إلا من عصمه الله. وقوله: {هَدَى ٱللَّهُ}، يعلم به المسلم أن الوقاية من الضلالة والسلامة من الفتنة والانحراف؛ إنما تكون برحمة الله، وفضله، لا بحول الإنسان وطوله. والواجب على المسلم والداعي إلى الله والمصلح وحامل العلم أن يستحضر هذا المعنى كثيرًا، وأن يدمن الدعاء بالثبات والسلامة من الفتن والبراءة من الحول والطول. وقوله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺎﺱ ﻟﻤﺎ ﺻﺮﻓﺖ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮاﻡ: ﻛﻴﻒ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ اﻷﻭﻟﻰ؟ ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻴﻀﻴﻊ ﺇﻳﻤﺎﻧﻜﻢ}. والله أعلم.
Mostrar todo...
7👍 1
. تفسير البقرة من آية ١٤٢ إلى آية ١٤٣ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: لما ذكر الله من أخبار اليهود مع أنبيائهم، في رغبتهم عن الامتثال، وتوليهم وتثاقلهم عن الشريعة، فذمهم الله باتخاذهم العجل، وقولهم: أرنا الله جهرة، وتحريفهم كلام الله، واستبدالهم الذي هو أدنى بالذي هو خير، وبتباطئهم عن ذبح البقرة، ونقضهم الميثاق بسفك دمائهم وإخراج فريق منهم من ديارهم، واتباعهم ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان، وجاء الحديث عن حسد اليهود أن ينزل بالمؤمنين خير، وجاء حديث عن النسخ ووجوده في الشرائع، وجاء بعده تفخيم شأن إبراهيم وبناء الكعبة، وتعظيم ملته، ناسب أن يأتي الحديث عن تحويل القبلة، فقال سبحانه: {سَیَقُولُ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِی كَانُوا۟ عَلَیۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾ والسفهاء هنا هم اليهود، كما جاء عن ابن عباس والبراء ومجاهد وغيرهم. والسفيه من ﺻﺎﺭ اﻟﺴﻔﻪ ﻟﻪ ﺳﺠﻴﺔ، وهو ﻣﻦ ﻻ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻭﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻌﺪﻝ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻨﺎﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻀﺮﻩ، وﻳﻌﻤﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ، ﺇﻣﺎ ﺑﺄﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ الدليل ويعرض، ﺃﻭ ﻳﺮﻯ ﻏﻴﺮ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﺩﻟﻴﻼ. هذا في الدنيا فكيف بأمر الدين، ولذا فما من كافر إلا وهو سفيه. ولم تكن حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة حادثة عابرة في سيرة الدعوة المحمدية، ولم تكن ككثير من الشرائع التي كانت تنزل فيمتثلها الصحابة دون ضجيج من الباطل وتشويش، بل كانت واقعة تزلزلت لها قلوب كثير، وارتد بسببها عدد، وجعل منها اليهود والمنافقون مثابة مغمز في الشريعة، وسبب تشكيك وإرجاف، وقال ﷲ عنها في كتابه: {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى ﷲ}، وجعل اليهود يقولون: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، وطفق المنافقون يرددون: ما بال هذا الرجل يوجّهنا كل يوم إلى قبلة؟! فكيف عالج القرآن آثار هذه الحادثة التي سيتكرر في واقع الدعوة مثالها، وكيف ربّى الوحي القلوب على مواجهة أهل الزيغ الغامزين في الشريعة، وكيف علم أهل الدعوة والإيمان والعلم مواجهة المتخذين دين ﷲ هزءا وسخرية. لقد جاء صريح الحديث عن هذه الواقعة على رأس المائة والأربعين من آيات سورة البقرة، فقال ﷻ: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}. ولكن التوطئة الإيمانية القرآنية جاءت سابقة على هذه الآية، ثم جاء التعقيب عليها، في سياق قرآني عظيم، يقوي القلب المؤمن على مواجهة الباطل، ويربي فيه الاستعلاء على الموشوشين المعترضين على شرائع الدين، ويعلمه كيف يقف في دفع تهويشات المنحرفين شبهاتهم. فجاء الحديث مطولا عن تولّي اليهود عن الامتثال، وتثاقلهم عن الاستجابة لأمر ﷲ، ومعاندتهم لأنبيائهم، فجاء توبيخهم باتخاذهم العجل، وبتباطئهم عن ذبح البقرة، وتحريفهم كلام الله من بعد ما سمعوه، ونقضهم الميثاق بسفك دمائهم وإخراج فريق منهم من ديارهم، واتباعهم لما تتلوه الشياطين على ملك سليمان، ليعلم من يسمع تشويش اليهود على هذه الشريعة أنهم حقيق بكل سوء، فهم المذمومون حقا، التاركون للشريعة. جاء الحديث عن نفاسة اليهود أن ينزل بالمؤمنين خير، وضنانة نفوسهم أن ينال المؤمنين هدى، فقال ﷻ: {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم}، فإن تحويل القبلة للكعبة كرامة حسدتنا عليه اليهود، كما جاء في المسند عن عائشة قال النبي ﷺ: ( ﺇﻧﻬﻢ ﻻ يحسدونا ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻛﻤﺎ يحسدونا ﻋﻠﻰ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﺪاﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﺿﻠﻮا ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ القبلة اﻟﺘﻲ ﻫﺪاﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﺿﻠﻮا ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺧﻠﻒ اﻹﻣﺎﻡ: ﺁﻣﻴﻦ)! جاءت الدلالة على وقوع النسخ في الديانة، فقال ﷻ: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}. جاء التفخيم لشأن إبراهيم ﷺ، واتباع ملته، وذكر قصة بناء الكعبة، توطئة لما سيأتي من حديث عن تحويل القبلة. ثم أتى الحديث بأسلوب استعلائي يواجه المشوشين على الشريعة، فقال ﷻ: {سيقول السفهاء}، فوصمهم بالسفه، ووصفهم بقبيح الوصف، وحطّ عليهم. وحين حولت القبلة وجد اليهود ومن شايعهم من المنافقين في ذلك مغمزا، على عادة أهل الباطل إذا رأوا في أهل الدعوة والحق ما يمكنهم من تشكيك الناس فيهم نفذوا فيهم بذلك. ولذا فإن النبي ﷺ وصحابته لما كانوا يستقبلون ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ، كان اﻟﻴﻬﻮﺩ يقولون: اتبع قبلتنا ويوشك أن يتبع ديننا، وكانوا يفرحون بذلك، وكانوا قد جعلوا من استقبال النبي ﷺ لبيت المقدس ﺫﺭﻳﻌﺔ لعدم دخول الإسلام، ويجعلون استقبال المسلمين للقبلة ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ دين اليهود ﻫﻮ اﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻗﺒﻠﺘﻬﻢ ﻫﻲ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻫﻢ اﻷﺻﻞ.
Mostrar todo...
1
فلما حولت القبلة ﻋﺰ على اليهود ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ وصحابته ﻋﻦ ﻗﺒﻠﺘﻬﻢ، وفقدوا ﺣﺠﺘﻬﻢ على المسلمين، فاستخدموا طريقة أخرى في الاعتراض على الدين، قالوا: ﺇﻥ كانت القبلة ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ ﺑﺎﻃﻼ ﻓﻘﺪ ﺿﺎﻋﺖ ﺻﻼﺗﻜﻢ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﺎ فلم تركتم الحق! وقالوا: ﻟﻘﺪ اﺷﺘﺎﻕ اﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻟﺪﻩ! وقال بعض المنافقين: ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻠﺔ ﺯﻣﺎﻧﺎ، ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻮﻫﺎ ﻭﺗﻮﺟﻬﻮا ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ؟ وفي قوله تعالى: {سيقول السفهاء}، احتمال أن الآية ﺃﺧﺒﺮت ﻋﻨﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ يقولوا ﻫﺬا اﻟﻜﻼﻡ. ﻭﻓﻴﻪ فائدة: ﺃن المسلم ﺇﺫا ﺃُﺧﺒﺮ ﻋﻦ جواب الشبهة والتهمة ﺃﻭﻻ ﺛﻢ سمعها؛ قلّ ﺗﺄﺫﻳﻪ منها، وتوطنت نفسه لعلمه الجواب قبل الحاجة، فيكون ﺃﻗﻄﻊ ﻟﻠﺨﺼﻢ ﻭﺃﻛﺴﺮ ﻟﺸﻮﻛﺘﻪ ﻭﺃﺭﺩ ﻟﺸﻐﺒﻪ، بخلاف ﺇﺫا سمع الشبهة أولا، وجاءت على غفلة منه فربما بهت وحزن. وﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ اﻟﻨﺒﻮﺓ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻋﻤﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ اﻷﻋﺪاء. وهذا الأمر معلوم في أحوال الناس، وفي الدراسات الحديثة، في باب المخاطر المتوقعة وغير المتوقعة، ولهذا يجري التدريب المعاصر على جعل المتدرب يعيش أجواء محاكية للواقع، ليكون ذا كفاءة عالية في استجابته للأمور المتوقعة، وذلك يكسبه معارف تضع في عقله عناوين ينتفع بها إذا احتاج لذلك. وفي مباحث الاستعدادات النفسية في الأزمات والكوارث يقرر المختصون أن الذين لديهم تقييم للمخاطر المقبلة هم أكثر تقبلًا وسكينة عند وقوعها. ﻭقوله: {من الناس} كأنهم لشدة سفههم ليس في الناس سفهاء إلا هم، والناس صنفان، سفيه وغير سفيه، كأنه ﻻ ﺳﻔﻴﻪ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ. وقد قسم الله الناس في السياق إلى قسمين: - السفهاء من الناس. - والشهداء على الناس. فالسفهاء هم المعترضون على الشرع. والشهداء على الناس هم المسلّمون للحق، الممتثلون للشرع. ولما ذكر الله مقالتهم، قال: {قل لله المشرق والمغرب}. وفيه تربية للمسلم أن يكون قوي القلب في مواجهة زيغ الزائغين، فتأمل الخطاب الاستعلائي يستأنف به المسلم صراعه مع الزائغين المستشكلين للشرائع، ليقول في بدء كل رد عليهم: أنا عبد لله، يأمرني بما شاء فأطيع، علمت حكمة ذلك أم لم أعلم، اطلعت على المقصد أم لم أطلع، فأنا عبد لله وهو يحكم ما يريد. وقد أتبعها بالجواب على رتبتين: - ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻗﻞ ﻟﻠﻪ اﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭاﻟﻤﻐﺮﺏ} ووجه اﻟﺠﻮاﺏ عن اﻟﺸﺒﻬﺔ: ﺃﻥ اﻟﺠﻬﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠﻪ، ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺷﻲء ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺬاﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺒﻠﺔ، وﺇﻧﻤﺎ ﺗﺼﻴﺮ ﻗﺒﻠﺔ بأمر اﻟﻠﻪ، ﻓﻼ اﻋﺘﺮاﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ. فهذه ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻪ ﺻﺤﺔ اﻟﺘﻮﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ - ثم قال: {يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}، وهذه ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻪ ﺗﺮﺟﻴﺢ اﻟﺘﻮﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ. ومن توجه لما أمره الله به فهو مهتد. ﻭالجواب هنا جواب فيه إعراض عنهم وتبكيت، وهذا من طرق الرد على المنحرفين والمبطلين، إذ الغرض في المجادلة ليست إزاحة الشبهات فقط، بل قد يكون من أغراضه التبكيت، والإزراء. فمن كان اعتراضه ﻋﻦ ﻋﻨﺎﺩ، ﻻ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ اﻟﺤﻖ فيحسن أحيانا أن يجاب بما ﻻ ﻳﺪﻓﻊ عنه اﻟﺤﻴﺮﺓ، كما تجد هنا. ولعل من حكمة التوجه لبيت المقدس أن ينزع ما في قلوب الصحابة من كل ما يعظمه الجاهليون، للتجرد القلوب لله، فإن الحاهليين كانوا يرون في الكعبة مأثرتهم، وشرفهم، واختلط التعظيم الشرعي له بالتعظيم الحاهلي الذي جعل ذلك كأي إرث أرضي أو تاريخي، حتى إذا خلصت النفوس، وارتاضت بالحق، وسلمت لله أمره، وانتفى من قلوبهم كل تعظيم جاهلي، حول الله القبلة للكعبة. والتحول للكعبة هو مقتضى الوراثة لملة إبراهيم، وبه كمال الاتباع لملته ﷺ. وَكَذَ ٰ⁠لِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ} ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ اﻟﻘﺒﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻭﺟﻬﻬﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺮﻑ ﺃن هذه الأمة ﻭﺳﻂ ﻻ ﺟﻮﺭ فقال سبحانه {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}. وقوله: {وكذلك جعلناكم}، اﻟﻜﺎﻑ ﻓﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻑ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭاﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ ﺭاﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﻳﻬﺪﻱ، ﺃﻱ ﻛﻤﺎ ﻫﺪﻳﻨﺎﻛﻢ للإسلام والإيمان والقبلة، ﻛﺬﻟﻚ ﺧﺼﺼﻨﺎﻛﻢ ﻓﻔﻀﻠﻨﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻷﺩﻳﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ﺃﻣﺔ ﻭﺳﻄﺎ. ﻭاﻟﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ اﻟﻌﺮﺏ: اﻟﺨﻴﺎﺭ، ﻳﻘﺎﻝ: ﻓﻼﻥ ﻭﺳﻂ اﻟﺤﺴﺐ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ: ﺃﻱ رفيع ﻓﻲ ﺣﺴﺒﻪ. وفي البخاري عن ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﻳﺪﻋﻰ ﻧﻮﺡ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻫﻞ ﺑﻠﻐﺖ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻷﻣﺘﻪ: ﻫﻞ ﺑﻠﻐﻜﻢ؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﺎ ﺃﺗﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻧﺬﻳﺮ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻚ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﻣﺘﻪ، ﻓﺘﺸﻬﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ: {ﻭﻳﻜﻮﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺷﻬﻴﺪا}. ﻓﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﺫﻛﺮﻩ: {ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ﺃﻣﺔ ﻭﺳﻄﺎ ﻟﺘﻜﻮﻧﻮا ﺷﻬﺪاء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻜﻮﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺷﻬﻴﺪا}.
Mostrar todo...
1
﷽ تفسير سورة البقرة من آية ١٣٩ إلى آية ١٤١ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: لما ذكر الله سبحانه مقالة اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ: ﻛﻮﻧﻮا ﻫﻮﺩا ﺃﻭ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﺗﻬﺘﺪﻭا، ﻭﺯﻋﻤﻮا ﺃﻥ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻜﻢ، ﻭﻛﺘﺎﺑﻬﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻜﻢ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻛﺘﺎﺑﻜﻢ، ﻭﺯﻋﻤﻮا ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﻠﻪ، قال: {قُلۡ أَتُحَاۤجُّونَنَا فِی ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَاۤ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ}. فأنكر عليهم هذه الحجة التي أرادوا بها ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺩﻋﻮﺓ اﻹﺳﻼﻡ ﺑﻼ ﺩﻟﻴﻞ ﺳﻮﻯ الزعم ﺃﻥّ اﻟﻠﻪ اختصهم. وجاء الجواب على رتب ثلاث: أولا: يقال لهم: إن اﻟﻠﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺭﺑﻜﻢ، فنحن وأنتم سواء في المربوبية، ﻓﻠﻤﺎﺫا ﻻ ﻳﻤﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ؟ فلا ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻜﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ، ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ، ﻓﻠﻢ ﺗﺮﺟﺤﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﺑﻞ اﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ. ثانيا: ثم قال: {ﻭﻟﻨﺎ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻭﻟﻜﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ}، فكانت تتمة المحاجة أن يقال: أن ﻣﺮد ﺭﺿﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ بالعمل، ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻛﺮﻣﻜﻢ ﻷﺟﻞ اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ؛ ﻓﻠﻌﻠﻪ ﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻷﺟﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻓﺘﻌﺎﻟﻮا ﻓﺎﻧﻈﺮﻭا ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻭاﻧﻈﺮﻭا ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ. ثالثا: ثم قال: {ونحن له مخلصون}، فإنكم إذا نظرتم في أعمالنا وأعمالكم ستجدون ﺣﺎﻟﻨﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﺼﻼﺡ ﻣﻨﻜﻢ. فبأي اﻟﺤﺠﺘﻴﻦ ﺗﺘﻌﻠﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ، ﺃﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﻮﺣﺪﻭﻥ، ﺃﻡ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺩﻳﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺘﺒﻌﻮﻥ؟ ثم انتقل لأمر آخر في المحاجة، فقال سبحانه: {أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُوا۟ هُودًا أَوۡ نَصَـٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَـٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ}. فكيف يكونون هودًا أو نصارى وهم ﻛﺎﻧﻮا ﺃﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ وعيسى ﷺ؟ وهنا اﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻟﻠﺘﻮﺑﻴﺦ ﻭاﻹﻧﻜﺎﺭ، لجهلهم بكتبهم وشرائعهم، واﻟﺠﻬﻞ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺷﺮاﺋﻌﻬﻢ. ﻭاﻷﻣﺔ ﺇﺫا اﻧﻐﻤﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎﻟﺔ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ ﻏﺮﻭﺭا ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﺪﺑﺮ اﻋﺘﻘﺪﺕ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﻢ ﻣﻊ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭاﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ. ﻭﻗﺪ اﺳﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻗﻞ ﺃﺃﻧﺘﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻡ اﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﺟﻬﻠﺘﻪ ﻋﺎﻣﺘﻬﻢ ﻭﻛﺘﻤﺘﻪ ﺧﺎﺻﺘﻬﻢ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﻢ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺻﺔ اﻷﺣﺒﺎﺭ ﻭاﻟﺮﻫﺒﺎﻥ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻮا ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻣﺘﻬﻢ ﻣﺴﺘﺮﺳﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎﺋﺪ اﻟﺨﻄﺄ ﻭاﻟﻐﺮﻭﺭ ﻭاﻟﻀﻼﻟﺔ ﻭﻫﻢ ﺳﺎﻛﺘﻮﻥ ﻻ ﻳﻐﻴﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺭﺿﺎء ﻟﻬﻢ ﻭاﺳﺘﺠﻼﺑﺎ ﻟﻤﺤﺒﺘﻬﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺇﺫا ﻃﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ ﺗﻌﻮﺩﺗﻪﻭﻇﻨﺖ ﺟﻬﺎﻟﺘﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺠﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺻﻼﺡ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﻯ اﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ ﻗﺪ ﺃﺗﻮا ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺑﻪ اﻷﻭﻟﻮﻥ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﺇﻧﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺁﺑﺎءﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺔ ﻭﺇﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﻣﻘﺘﺪﻭﻥ وفيه التقرير ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻛﺎﺫﺑﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ. {تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ} [سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٣٦-١٤١] فذكر أن إبراهيم وذريته الصالحين قوم قد مضوا، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻭﻋﻈﺎ ﻟﻬﻢ ﻭﺯﺟﺮا ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ اﻵﺑﺎء ﻓﻜﻞ ﻭاﺣﺪ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﻌﻤﻠﻪ، ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺘﺮﻙ اﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺔ ﻓﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﻭاﻧﻈﺮﻭا ﻓﻴﻤﺎ ﺩﻋﺎﻛﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻔﻊ ﻟﻜﻢ ﻭﺃﻋﻮﺩ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻜﻢ. والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
Mostrar todo...
2👍 1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الكرام هناك دروس لم تنزل مكتوبة، ولعلي أن أنزلها إن جهزت. لكن سأنزل الآن المكتوب الجاهز، وجزينم خيرا.
Mostrar todo...
👍 2
record.ogg8.07 MB
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيبدأ البث لدرس التفسير والتدبر، بعد قليل، بإذن ﷲ.
Mostrar todo...
👍 3