خَيْرُ أُمَّة

#الشيخ_عثمان_الخميس #حديث #الأربعون_النووية

🌟الحديث الحادي والثلاثون: عَنْ أَبي العَباس سَعدِ بنِ سَهلٍ السَّاعِدي رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُول الله: دُلَّني عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمَلتُهُ أَحَبَّني اللهُ، وَأَحبَّني النَاسُ؟ فَقَالَ: « ازهَد في الدُّنيَا يُحِبَّكَ اللهُ، وازهَد فيمَا عِندَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ». حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره بأسانيد حسنة. 🔍قال الشيخ العصيمي: هذا الحديث أخرجه ابن ماجه وأوله عنده: «أتى النبي ﷺ رجل فقال: ... » الحديث، وإسناده ضعيف جدًا، ورُوي من وجوه أخرى لا يثبت منها شيء؛ فتحسين هذا الحديث بعيد جدًا، فهو من جهة الرواية لا يثبت، وأما من جهة الدراية المتعلقة بمعناه فأصول الشرع وقواعده تصدقه. 📍شرح الحديث: ▫️ الزهد في الدنيا شرعًا: الرغبة عما لا ينفع في الآخرة، ويندرج في هذا الوصف أربعة أشياء: 🔹️أولها: الزهد في المحرمات. 🔹️ثانيها: الزهد في المكروهات 🔹️ثالثها: الزهد في المشتبهات لمن لا يتبينها. 🔹️رابعها: الزهد في فضول المباحات، وهي مازاد على حاجة العبد منها. ▫️وقيل في الزهد في الدنيا: هو الرغبة عنها، وألا يتناول الإنسان منها إلا ما ينفعه في الآخرة، وهو أعلى من الورع، لأن الورع: ترك ما يضر من أمور الدنيا ، والزهد: ترك مالا ينفع في الآخرة، وترك ما لا ينفع أعلى من ترك ما يضر . ▫️ومن الزهد في الدنيا الزهد فيما أيدي الناس، وفُرّق بينهما في الحديث لاختلاف الثمرة الناشئة عن كلٍ منهما ؛ فمن زهد في الدنيا أحبه الله ومن زهد فيما عند الناس أحبه الناس، فالناس مجبولون على كراهية من ينازعهم حظوظهم منها، فإذا أعرض العبد عن منازعتهم، ورغب عما في أيديهم أحبوه وعظم قدره عندهم. 🔗 المصدر. #حديث #الأربعون_النووية

فإن الله إذا أراد بعبدٍ خيرًا سلَبَ رؤيةَ أعمالِهِ الحسنة من قلبه، والإخبار بها من لسانِه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخله الجنة.

- ابن القيم رحمه الله.

🌟تابع منشور الفقه الثامن عشر: ◾المسائل المتعلقة بباب الحيض والنفاس وهي: ▫️إما مسائل متعلقة ببيان طبيعة هذا الدم وتمييز كل نوع عن غيره، هل هذا الدم الخارج دم حيض أم استحاضة أم نفاس أم فساد؟ - مثال على هذا النوع من المسائل: مثلًا امرأة اعتادت أنها تحيض مثلًا ستة أيام وأنها تبدأ في وقت معين، في سنة من السنوات امتد الدم فخرج سبعة أيام، فهذا الدم الذي خرج في اليوم السابع أو الثامن، هل هو حيض أم استحاضة؟ ▫️إما مسائل تتعلق بالأحكام الشرعية المبنية على الحيض والنفاس. - مثال على هذا النوع من المسائل: مثلًا المستحاضة هل يجب عليها الوضوء لكل صلاة أم لا يجب عليها الوضوء لكل صلاة؟ 📍ولنلخص ما سبق نقول أنا المسائل المتعلقة بهذا الباب على نوعين: إما مسائل متعلقة بحقيقة الدم، إما مسائل متعلقة بحكمه. 📍وننتبه إلى أن المسائل المتعلقة بحقيقة الدم، هذه في الحقيقة مسائل يمكن أن نقول أنها مسائل يدركها النساء ويعرفنها ويُرجع إليهن فيها، وأما المسائل المتعلقة بالأحكام الشرعية هذه مسائل شرعية فقهية تؤخذ من نصوص الكتاب والسنة و ليست متعلقة بالنساء.   🔹️أولًا: كيفية تميز حقيقية الدم الخارج من فرج المرأة، و يكون ذلك بعدة أمور: ١) التمييز: أول هذه الأمور التي تبين حقيقة الدم، هي معرفة صفة دم الحيض والنفاس وصفة دم الاستحاضة والفساد. ▫️صفة دم الحيض و النفاس: (١)دم أسود، (٢) ثخين، (٣) له رائحة، (٤) وبعض أهل الطب قال إنه كذلك لا يتجمد؛ لأنه كان جامدًا ثم سال فلا يتجمد مرة أخرى، وعلى خلاف هذه الصفات الأربعة يكون دم العرق. ▫️صفة دم الاستحاضة والفساد: (١)دم ليس أسودًا، وإنما دم أحمر لأنه يخرج من العرق، (٢) ليس ثخينًا، وإنما رقيق أي: أحمر قانٍ ويكون رقيقًا، (٣) ليس له رائحة، (٤) لو ترك لتجمد ؛ لأنه سائل فلو ترك تجمد هذه يذكرونها. ٢) عادة المرأة: هناك قرينة أخرى تبين حقيقة الدم وهي العادة، فمثلًا مرأة تعتاد دائمًا  أن يستمر خروج الحيض ستة أيام ثم أنها تطهر أربع وعشرين يومًا، ثم يخرج منها ستة أيام ثم تطهر أربع وعشرين يومًا، هذه عادتها. فمن وسائل تفريق دم الحيض عن دم الاستحاضة أن نقول للمرأة ارجعي إلى عادتك فإذا خرج الدم خلال الستة أيام إذًا هذا حيض، وإذا خرج الدم خلال الأربع وعشرين يومًا إذًا هذا دم عرق وليس بحيض، وكل مرأة على حسب عادتها وإنما هذا على سبيل المثال. 📍انتبه: هذا المعيار يُعمل به، ولكن لا يعمل به دائمًا؛ لأن في بعض النساء تضطرب عادتهم كما هو معروف طبيًا، ولذلك يُعمل به بعض المرات دون بعض، ولكنه معيار صحيح في الجملة. ٣) معيار السن: من المعايير التي يستخدمها بعض أهل العلم لتفريق بين دم الحيض ودم الاستحاضة، هو معيار السن فيقال: لا حيض قبل تمام تسع سنين لأنه لم يثبت في الوجود للمرأة حيض قبل ذلك، ولا حيض بعد خمسين سنة في الغالب، فإذا رأيت الفتاة دمًا قبل سن التسع سنين يُقال هذا دم عرق وليس بحيض، ولو رأت المرأة دمًا بعد سن الخمسين سنة يقال هذا دم عرق وليس بحيض.  📍ولو تحققنا من هذا المعيار الذي استخدمه بعض أهل لوجدنا أنه لم تدل عليه النصوص الشرعية، بل إن أهل الطب هم من حددوا هذا السن، يقولون: إن المعتاد في المرأة أنها تحيض من سن اثني عشر إلى سن خمسين، ويمكن أن تحيض قبل ذلك وعمرها تسع أو ثمان، ويمكن أنها تحيض بعد الخمسين، وإن كان هذا غير المعتاد، ولكنه موجود، ومن القواعد التي يذكرها أهل الطب أن بدء الحيض أو انتهاء العادة ومدة الحيض ومدة الطهر هي أمور تختلف أولًا بحسب البلدان وبحسب الأزمنة وبحسب الحرارة والبرودة، إذًا ليس لدينا دليلًا لا شرعيًا و لا طبيًا على صحة هذا المعيار، ففي واقع الأمر هذا ليس معيارًا صحيحًا للتفريق بين دم الحيض ودم الاستحاضة، وكونه قائله لم يعرف امرأة حاضت قبل سن التاسعة أو بعد سن الخمسين، فهذا لا يعني عدم الوجود بل ربما يوجد. ٤) معيار أقل الحيض وأكثره ومدة الطهر بين الحيضتين: هناك أيضًا معيار رابع يذكره بعض أهل العلم وهو أقل الحيض وأكثره فقالوا مثلا: إن أقل الحيض يوم وليلة، فإن استمر الدم لأقل من ذلك فليس بحيض، وإن أكثره خمسة عشر يومًا فما زاد على خمسة عشر فليس بحيض، وإنما هو استحاضة، ويقولون أن أقل طهر بين الحيضتين خمسة عشر يومًا، بمعنى لو حاضت امرأة ثم طهرت فرأت الدم مرة أخرى بعد عشرة أيام قالوا هذا ليس بحيض؛ لأن أقل حد للطهر خمسة عشر يومًا. 📍وفي واقع الأمر نحن نقول في هذا المعيار الرابع ما قلناه في المعيار الثالث : إن هذا المعيار لم يدل عليه دليل من الشرع ولم يسنده دليل من الطب في الواقع، وكون قائل هذا القول إنما رجع فقط إلى ما أدركه هو لا يدل على أن غيره لم يدرك أقل من ذلك ولا أكثر، بل ما دام أهل الطب يقولون أنه يمكن أقل من ذلك وأكثر، فمعنى ذلك أنه لا ينبغي الرجوع إلى هذا القول الذي فقط حُدد بهذه المدة. = نكتفي بهذا القدر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد = 🔗المصدر #فقه

🌟منشور الفقه الثامن عشر: 📚#كتاب_الطهارة. ◾الوحدة الثالثة: إزالة النجاسة والحيض والنفاس. ↩الحيض والنفاس: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد، فالحيض والنفاس والاستحاضة هي أنواع للدماء التي تخرج من المرأة، بعضها دم طبيعة وجبلة، وبعضها يكون دمًا طارئًا، وهذا الأمر وهو الحيض والنفاس هو مما ابتلى الله به بنات آدم وقد شرع الله سبحانه وتعالى له حدودًا فيما يتعلق بوقته ومكانه، وفيما يتعلق كذلك بالأحكام المترتبة عليه، لذلك مما يجدر بالمرأة المسلمة أن تتعلم أحكام دينها في هذا الدم الخارج منها، وأن تتعلم ما شرعه الله سبحانه وتعالى لها وما حرمه عليها حتى تعبد الله سبحانه وتعالى على بصيرة. ◾ الدماء الخارجة من المرأة : ▫️دم الحيض. ▫️دم النفاس. ▫️دم الاستحاضة. ▫️دم الفساد. 🔹️دم الحيض: ▫️الحيض لغةً: السيلان، يُقال: حاض الوادي إذا سال. ▫️واصطلاحًا: دم طبيعة وجبلة، يخرج من قعر الرحم في أوقات معلومة، حال صحتها، من غير ولادة. 🔸️لماذا قلنا عن دم الحيض أنه دم طبيعة وجبلة؟ ج/ لأن ثمة أنواع للدماء تخرج مخالفة للجبلة والمعتاد، مثل دماء الجروح مثلًا، و مثل دماء الاستحاضة، فليست هذه دماء معتادة، لكن الحيض هو دم معتاد للمرأة  ليس دمًا ناشئًا عن حالة اضطرارية، وهو يرادف قولنا في آخر التعريف أنه يخرج في حال الصحة أي أنه ليس مرضًا. - وقولنا أنه يخرج من قعر الرحم أو من أسفل الرحم، فالأطباء المعاصرون يقولون إن دم الحيض هو خروج لغشاوة موجودة في الرحم يخرج معها الدم ويخرج معها خلايا أشبه بالخلايا الميتة من هذه الغشاوة؛ ولذلك يكون له رائحة منتنة ويكون غليظًا وأسودًا. 🔹️دم الاستحاضة: ▫️الاستحاضة لغةً: أن يستمر بالمرأة خروج الدم بعد أيام حيضها المعتاد، من عرق يقال له: العاذِلُ، غير عرق المحيض. ▫️و اصطلاحًا: هو سيلان الدم في غير وقته من أدنى الرحم دون قعره. 🔸️ما معنى قولنا أن دم الاستحاضة هو دم عرق؟ ج/ أي أنه دم يخرج من عرق في الرحم، ربما يكون لأجل جرح، أو لأجل إشكال في بعض العروق، فهو دم لا يختلف عن دماء العروق التي تخرج من اليد أو الساق أو غير ذلك. 🔸️إذا لماذا سميناه بدم الاستحاضة لا دم الحيض؟ ج/ سميناه بدم الاستحاضة لأنه يخرج من نفس المخرج الذي يخرج منه دم الحيض، لكنه ليس حيضًا. 🔹️دم النفاس: ▫️النِّفاس لُغةً: من النَّفْس، ومن معاني النَّفْس: الدَّم، وسُمِّيت النُّفَساء كذلك؛ لخروجِ دَمِها، أو بسببِ تنفيس كُربَتِها. ▫️واصطلاحًا: دمٌ يُرخيه الرَّحِمُ؛ بسبب قُربِ الولادةِ أو وقوعِها. 🔸️ دم النفاس هل هو أقرب إلى دم الحيض أو إلى دم العرق؟ ج/ في واقع الأمر أن دم النفاس هو دم الحيض ولكن يختلف عن الدم الحيض فقط في وقت خروجه، فبينما يخرج دم الحيض في عادة شهرية معتادة لدى المرأة، دم النفاس يخرج بعد الولادة أو عند الولادة أو قبيلها بفترة يسيرة، فدم الحيض والنفاس هما دم من جنس واحد يخرج من قعر الرحم، بل هما نفس الطبيعة، فهي نفس غشاوة الرحم التي تخرج ويخرج معها الخلايا الميتة ويخرج معها هذا الدم، و يمكن أن نقول أن دم النفاس هو دم الحيض، اللهم إن دم النفاس احتبس تسعة أشهر فخرج مرة واحدة بعد الولادة وصار يخرج أربعين يوم، وصار دم يسميه الناس دم النفاس، ويكون دم النفاس أطول من دم الحيض؛ لأن سماكة هذه الغشاوة أكبر وأسمك في حالة الحمل فتحتاج وقت أكثر للخروج. 🔹️دم الفساد: هو نفس دم العرق أو الاستحاضة ولكن الفرق بينه وبين دم الاستحاضة: أن دم الاستحاضة غالبًا يسميه الفقهاء دم الاستحاضة إذا اتصل بالعادة الشهرية، وأما إذا كان منفصلًا عن العادة الشهرية فيسمونه دم فساد، يعني هذا ليس إلا اختلاف في التوقيت. ◾إذًا لنخلص ما سبق يمكننا أن نصنف الدماء من حيث طبيعتها وارتباط الأحكام الشرعية بها إلى صنفين رئيسين: ▫️الصنف الأول: دم الطبيعة والجبلة وهو الحيض والنفاس، وهذا حقيقته أنها غشاوة للرحم تخرج وتسيل كما ذكرنا، وتخرج في أوقات معلومة شهريًا بشكل دوري في حال الحيض، وإذا احتبست فترة الحمل فإنها تخرج بعد الولادة في أربعين يوم، لكن هذا الدم دم واحد، وطبيعته واحدة،  وشكله واحد، وحكمه الشرعي واحد، الفرق الوحيد هو وقت خروجه ومدة خروجه فقط. ▫️النوع الثاني: دم العرق وهو دم الاستحاضة أو الفساد، و هذا يختلف عن دم الحيض والنفاس في طبيعته وأصله، هذا دم خرج من عرق من عروق الدم، وأما دم الحيض والنفاس فهو خارج من غشاوة الرحم كما ذكرنا، و يقال لدم العرق هذا أنه دم استحاضة إذا اتصل بالعادة الشهرية، وإن لم يتصل فإنه يسمى دم فساد. = يتبع .. = #فقه

🌟منشور الفقه الثامن عشر: 📚#كتاب_الطهارة. ◾الوحدة الثالثة: إزالة النجاسة والحيض والنفاس. ↩الحيض والنفاس: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد، فالحيض والنفاس والاستحاضة هي أنواع للدماء التي تخرج من المرأة، بعضها دم طبيعة وجبلة، وبعضها يكون دمًا طارئًا، وهذا الأمر وهو الحيض والنفاس هو مما ابتلى الله به بنات آدم وقد شرع الله سبحانه وتعالى له حدودًا فيما يتعلق بوقته ومكانه، وفيما يتعلق كذلك بالأحكام المترتبة عليه، لذلك مما يجدر بالمرأة المسلمة أن تتعلم أحكام دينها في هذا الدم الخارج منها، وأن تتعلم ما شرعه الله سبحانه وتعالى لها وما حرمه عليها حتى تعبد الله سبحانه وتعالى على بصيرة. ◾ الدماء الخارجة من المرأة : ▫️دم الحيض. ▫️دم النفاس. ▫️دم الاستحاضة. ▫️دم الفساد. 🔹️دم الحيض: ▫️الحيض لغةً: السيلان، يُقال: حاض الوادي إذا سال. ▫️واصطلاحًا: دم طبيعة وجبلة، يخرج من قعر الرحم في أوقات معلومة، حال صحتها، من غير ولادة. 🔸️لماذا قلنا عن دم الحيض أنه دم طبيعة وجبلة؟ ج/ لأن ثمة أنواع للدماء تخرج مخالفة للجبلة والمعتاد، مثل دماء الجروح مثلًا، و مثل دماء الاستحاضة، فليست هذه دماء معتادة، لكن الحيض هو دم معتاد للمرأة  ليس دمًا ناشئًا عن حالة اضطرارية، وهو يرادف قولنا في آخر التعريف أنه يخرج في حال الصحة أي أنه ليس مرضًا. - وقولنا أنه يخرج من قعر الرحم أو من أسفل الرحم، فالأطباء المعاصرون يقولون إن دم الحيض هو خروج لغشاوة موجودة في الرحم يخرج معها الدم ويخرج معها خلايا أشبه بالخلايا الميتة من هذه الغشاوة؛ ولذلك يكون له رائحة منتنة ويكون غليظًا وأسودًا. 🔹️دم الاستحاضة: ▫️الاستحاضة لغةً: أن يستمر بالمرأة خروج الدم بعد أيام حيضها المعتاد، من عرق يقال له: العاذِلُ، غير عرق المحيض. ▫️و اصطلاحًا: هو سيلان الدم في غير وقته من أدنى الرحم دون قعره. 🔸️ما معنى قولنا أن دم الاستحاضة هو دم عرق؟ ج/ أي أنه دم يخرج من عرق في الرحم، ربما يكون لأجل جرح، أو لأجل إشكال في بعض العروق، فهو دم لا يختلف عن دماء العروق التي تخرج من اليد أو الساق أو غير ذلك. 🔸️إذا لماذا سميناه بدم الاستحاضة لا دم الحيض؟ ج/ سميناه بدم الاستحاضة لأنه يخرج من نفس المخرج الذي يخرج منه دم الحيض، لكنه ليس حيضًا. 🔹️دم النفاس: ▫️النِّفاس لُغةً: من النَّفْس، ومن معاني النَّفْس: الدَّم، وسُمِّيت النُّفَساء كذلك؛ لخروجِ دَمِها، أو بسببِ تنفيس كُربَتِها. ▫️واصطلاحًا: دمٌ يُرخيه الرَّحِمُ؛ بسبب قُربِ الولادةِ أو وقوعِها. 🔸️ دم النفاس هل هو أقرب إلى دم الحيض أو إلى دم العرق؟ ج/ في واقع الأمر أن دم النفاس هو دم الحيض ولكن يختلف عن الدم الحيض فقط في وقت خروجه، فبينما يخرج دم الحيض في عادة شهرية معتادة لدى المرأة، دم النفاس يخرج بعد الولادة أو عند الولادة أو قبيلها بفترة يسيرة، فدم الحيض والنفاس هما دم من جنس واحد يخرج من قعر الرحم، بل هما نفس الطبيعة، فهي نفس غشاوة الرحم التي تخرج ويخرج معها الخلايا الميتة ويخرج معها هذا الدم، و يمكن أن نقول أن دم النفاس هو دم الحيض، اللهم إن دم النفاس احتبس تسعة أشهر فخرج مرة واحدة بعد الولادة وصار يخرج أربعين يوم، وصار دم يسميه الناس دم النفاس، ويكون دم النفاس أطول من دم الحيض؛ لأن سماكة هذه الغشاوة أكبر وأسمك في حالة الحمل فتحتاج وقت أكثر للخروج. 🔹️دم الفساد: هو نفس دم العرق أو الاستحاضة ولكن الفرق بينه وبين دم الاستحاضة: أن دم الاستحاضة غالبًا يسميه الفقهاء دم الاستحاضة إذا اتصل بالعادة الشهرية، وأما إذا كان منفصلًا عن العادة الشهرية فيسمونه دم فساد، يعني هذا ليس إلا اختلاف في التوقيت. ◾إذًا لنخلص ما سبق يمكننا أن نصنف الدماء من حيث طبيعتها وارتباط الأحكام الشرعية بها إلى صنفين رئيسين: 🔹️الصنف الأول: دم الطبيعة والجبلة وهو الحيض والنفاس، وهذا حقيقته أنها غشاوة للرحم تخرج وتسيل كما ذكرنا، وتخرج في أوقات معلومة شهريًا بشكل دوري في حال الحيض، وإذا احتبست فترة الحمل فإنها تخرج بعد الولادة في أربعين يوم، لكن هذا الدم دم واحد، وطبيعته واحدة، وشكله واحد، وحكمه الشرعي واحد، الفرق الوحيد هو وقت خروجه ومدة خروجه فقط. 🔹️النوع الثاني: دم العرق وهو دم الاستحاضة أو الفساد، و هذا يختلف عن دم الحيض والنفاس في طبيعته وأصله، هذا دم خرج من عرق من عروق الدم، وأما دم الحيض والنفاس فهو خارج من غشاوة الرحم كما ذكرنا، و يقال لدم العرق هذا أنه دم استحاضة إذا اتصل بالعادة الشهرية، وإن لم يتصل فإنه يسمى دم فساد. = يتبع .. = #فقه

قال الجنيد : حقيقة الصدق أن تصدق في موطن لا ينجيك منه إلا الكذب .

🔘خطبة الإفادة بأهمية استثمار الإجازة|| للشيخ صالح العصيمي: أيها المؤمنون: إن قيمة كل إنسان على قدر مطالبه التي يرومها، فإن عامة الخلق جعلوا مطالبهم مقرونة بقيـم مـا يحسنون، فقيل في ذلك: قيمة كل امرئ ما يحسنه، وأهل المعرفة بالله يقولون: قيمة كل امرئ ما يطلبه، فإنما يشرف المرء ويرتفع بقدر ما يطلبه ويرموه، فقد جعل الله له زمنًا للمطالب وصير عنده زمنًا للثواب عليها، فأما زمن المطالب فهي حياة الدنيا، وأما زمن الثواب عليها فهي دار الآخرة. ▫️مما يوجب على العبد أن يغتنم الدار الأولى في تحصيل مطالبه، ولا يسمو إلا إذا كانت المطالب عظيمة، فقد أشار الله إليها في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾؛ فجعل الزَّمن الأول المتضمن لليل والنهار زمنًا لإدراك المطالب العظيمة وأُسُها الذكر والشكر ، فجعلا لأجل ذلك فهما يتغايران ويخلف أحدهما الآخر ويبليان الأعمـار فرصة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا. ▫️فإن هذين العمرين أجل المطالب التي يسمو بها المرء في الدنيا والآخرة، ولأجل هذا عزّ  عند السلف مقدار زمنهم، قال الحسن البصري رحمه الله:

أدركتُ أقوامًا أحدهم أشحُ علـى زمـانـه مـن أحدكم بدراهمه و دنانيره.

▫️وكانوا لا يفرغون شيئًا من الزمن إلا فيما ينفعهم ويقربهم إلى الله ، ولا يشتغلون بسوى ذلك، كما قيل لعامر بن عبد قيس: قف نكلمك ساعة. فقال: إن الشمس لا تقف. أي: إن الزمن يذهب ولا يرجع فلا ينبغي أن يجعله الإنسان إلا فيما يقربه إلى الله عز وجل. ▫️وهذان الظرفان الزمنيان الليل والنهار نعمة عظيمة على الخلق؛ إذ جعل الله فيهما فسحةً للعمل ومرتعًا للأمل، فينبغي للعبد أن يعرف قدر هذه النعمة، وأن يصرفها فيما يقربه إلى الله ؛ لئلا يلحقه بعد ذلك حسرة وندامة عليها، قال رسول الله ﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ». ▫️فكَرُّ الليل والنهار إن لم يعمرا بما ينفع العبد في هذه الدنيا فإنه يرجع على نفسه بالحسرة والندامة؛ إذ يرى ما لحقه من النقص عند ورود دار الثواب في الآخرة، وكيف لم ينفق أطرافهما وآناءهما فيما يقربه إلى الله عز وجل ويجد أجره. ▫️وعن علي بن أبي طالب الله أنه كان يقول:

يا أيها الناس، إنَّ الدُّنيا ولت مدبرةً، وإنَّ الآخرة جاءت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فاليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل.

أيُّها المؤمنون: إنَّ جلالة الزمان وكونه محلًا للمطالب العالية يوجب على العبد أن ينفقه فيما يرجع عليه بذلك رفعـةً وسموًا في الدنيا والآخرة، وليعلم المرء أنه إذا ذهب منه شيء لم يستطع أن يرده، وأنَّ حياته إنَّما هي ذلك الزمن الذي يذهب ثم لا يعود، قال الحسن البصري:

ابن آدم إنَّما أنت أيام فإذا ذهـب منـك يـوم ذهب منك بعضُك فإذا ذهبت أيامك كلُّها ذهبت كلك.

فقد وقت الله للمرء أمورًا في هذه الحياة الدنيا، وجدير بالعاقل الحصيف أن يغتنم عمره فيما يقربه إلى الله. ▫️ألا وإن مما دلت عليه الدلائل الشرعية والقدرية إراحة الأبدان في أزمنة اتفق الناس على تسميتها إجازة أو عطلة أو ما يجري مجرى ذلك، فإن ذلك أمرٌ مأنوس عقلًا وشرعًا، إلا أنه ليس محلا للبطالة والكسل ومعصية الله ، بل هو محل لتجديد روح الإنسان في إقباله على ما ينفعه، ولا ينبغي للمرء أن ينفق زمن إجازته في سوى شيئين: 🔹️أحدهما: أمر محبوب إلى الله لا يتقرب به إليه. 🔹️والآخر: أمر مباح يريح به نفسه ويغير نمط حياته. فإذا تعدى مطلوبه في إجازته هذين الأمرين فإنه ليس وراءَهما إلَّا ما يعكر صفوه ويشوش قلبه ويبدل فؤاده. ▫️فاحرصوا رحمكم الله أن تعنوا إجازاتكم أنتم وأبناؤكم بما يقربكم إلى الله بطلب ما يحبُّه الله ويرضاه کاشتغال الإنسان بحفظ القرآن أو طلب العلم أو زيارة الحرمين الشريفين أو صلة الأرحام او غير ذلك من أنواع البر التي تضيق أوقاتنا عادةً عنها، فإذا وجد المرء فسحةً فلينفقها في مثلها. ▫️ فإن كان بعد ذلـك شـيء فليكن فيما أذن الله به من التمتع بالمباحات من الارتحال في الأرض في بلاد المسلمين والتنزه فيها والتلذذ بأنواع اللذات التي أباحها الله ، فإن النفس إذا قضيت إجازتها في مثل ذلك انتفعت وارتفعت، وإذا جعلت في غير ذلك فإنه لا يعود المرء منها إلا كسيف البال مشوش الخاطر مرهقًا بالذُّنوب والمعاصي. ▫️فقد أجمع أهل المعرفة بالله أن الرّاحة لا تنال بالراحة، فإذا ظن المرء أن إجازته ببطالته وكسله ومزيد نومه وتضييعه لأوامر الله ترجع عليه براحة البدن فذلك أمر محال عقلًا وشرعًا. ▫️واعلموا رحمكم الله أنَّ من جعل هذا أصلًا أصيلًا في تنظيم حياته في أمر إجازته، سيجد لذتها ويحمد فائدتها ويعلم قدر جليل عائدتها. ▫️ومن كان غير ذلك فسيذوق في آخر أيامه بئس الذواق الذي لنفسه، فاهتبلوا إجازاتكم وفراغكم من أشغالكم فيما ينفعكم في الدُّنيا والآخرة. 🔗صوتية الخطبة. #فوائد #الشيخ_صالح_العصيمي

#خطب_منبرية #الشيخ_صالح_العصيمي 🔗صوتيات خَيْرُ أُمَّة

🌟منشور العقيدة الثالث و العشرون: 📚الوحدة الرابعة: أركان التوحيد. ↩الموضوع السادس: أدلة وجود الله عز وجل من غير الشرع. ۳) دلــيــل الــحِــسِّ:وأدلة الحِس على وجود الله تعالى من وجهين: 🔹️الأول: إجابة الداعين والمستغيثين والمكروبين: ▫️انظر إلى أحوال المضطرين الواقعين في المهالك والمُشرفين على الأخطار في البر و البحر و الجو، وإلى البائسين من مشاكلهم و أمراضهم و أوجاعهم، وكيف تضطرهم الضرورات وتلجئهم الحاجات إلى ربهم وإلههم، داعين مفتقرين و سائلين له مُستَعطين؛ فيجيب دعواتهم ويكشف كرباتهم ويرفع ضروراتهم. ▫️لذا فقد جعله الله تعالى دليلاً صريحًا على وجوده، فقال: {أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللهِۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ}[النمل: ٦٢] . ▫️ولا شك أن حصول إجابة دعوات الأنبياء والرسل والصالحين وكشف الكرب عنهم من أعظم الأدلة على وجود الله عز وجل. ▫️والواقع مليء من إجابة الداعين، وغوث المكروبين، مما يدل دلالة قاطعة على وجود الله تعالى. 📍قال تعالى: ﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} [الأنبياء : ٧٦] . 📍وقال تعالى: ﴿إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ﴾ [الأنفال: ٩] . ▫️وما زالت إجابة الداعين أمرًا مشهودًا إلى يومنا هذا، لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى وأتى بشروطه. 🔹️الثاني: معجزات الأنبياء: ▫️ إن آيات الأنبياء التي تسمى المعجزات ويشاهدها الناس، أو يسمعون بها، برهان قاطع على وجود مرسلهم وهو الله تعالى؛ لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر، يجريها الله تعالى تأييدًا لرسله ونصرًا لهم. 📍مثال ذلك: آية موسى عليه السلام حين أمره الله تعالى: {أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَ} فضربه فانفلق اثنى عشر طريقًا يابسًا، والماء بينهما كالجبال، قال الله تعالى: ﴿فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [الشعراء: ٦٣] . 📍ومثال ثانٍ: آية عيسى عليه السلام، حيث كان يحيي الموتى ويخرجهم من قبورهم بإذن الله، قال تعالى عنه: ﴿ وَأُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِ ٱللهِ﴾ [آل عمران: ٤٩] ، وقال تعالى: ﴿وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي﴾ [المائدة: ١١٠ ] . 📍ومثال ثالث: لنبينا محمد ﷺ، حين طلبت منه قريش آية ومعجزة، فأشار إلى القمر فانفلق فرقتين فرآه الناس، وفي ذلك قال تعالى: {﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ۝ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ } [القمر: ١-٢] . 📍ومن ذلك: قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ [الصافات: ٧٥] . وقال تعالى عن نوح أيضًا: ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ۝ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ﴾[القمر: ١٠، ١١] . وقال تعالى عن يونس: ﴿وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبٗا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَيۡهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ۝ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: ۸۷، ۸۸] . ▫️فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى تأييدًا لرسله، ونصرًا لهم، تدل دلالة قطعية على وجوده سبحانه وتعالى. = نكتفي بهذا القدر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد = #عقيدة