آدَم بْن مُحَمَّد المَالِكِي

قال الامام أيوب السختياني رحمه الله:

«إِذَا بَلَغَكَ اخْتِلَافٌ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فَوَجَدْتَ فِي ذَلِكَ الِاخْتِلَافِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَشُدَّ يَدَكَ بِهِ، فَإِنَّهُ الْحَقُّ، وَهُوَ السُّنَّةُ».

رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ - ت العمري - ط العراق (١/‏٤٥٦) من طريق سلَيمَان بنُ حرب عن حماد بن زيد عن أَيُّوب.

من اللطائف التي تبين فرط تأثر المتكلمين بفلاسفة اليونان: بدأ نجم الدين النسفي متنه المختصر بقوله:

«حقائق الأشياء ثابتة، والعلم بها متحقق خلافًا للسوفسطائية».

وبذلك يشاطر الفلاسفة في مهمتهم؛ إذ إن مهمة المتكلمين تتماهى مع رسالة سقراط حين أعلن حربه على السوفسطائية بقوله نصًا: «إن حقائق الأشياء ثابتة». وكأن المعركة لا زالت مع هذه الحفنة الشاذة -التي بالكاد تعرف- من أمة اليونان! فلا مبرر على الاطلاق كما هو ظاهر للرد عليهم، اللهم إلا تقليد الفلاسفة حتى في تحديد الخصوم! روى البخاري ومسلم عن ‌أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ قال:

«لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟».

أثر خرافة المثل الأفلاطونية على المتكلمين والصوفية.. ذهب عدد من المتكلمين إلى إثبات المثل الأفلاطونية، مثل: الشهرستاني، والرازي، وابن جماعة، قال الرازي:

«ولكن لم لا يجوز أن يُقال : إنّ كلَّ ما أمكننا أن نتصوره ونتخيله فله صورة قائمة بنفسها، أو في شيء من الأجرام العامة، فإذا التفتت النفس إليها أدركتها، وهي المثل التي يقولُ بها العظيم أفلاطون!».

[الملخص في الحكمة والمنطق] وهذا القول من الأصول التي بنوا عليها مقالتهم في التعطيل، وهي تعود للمغالطة الكبرى التي اشترك فيها الجهمية والحلولية والفلاسفة وهي خلط ما في الأذهان بما في الأعيان، قال شيخ الاسلام ابن تيمية:

«فإذا طولبوا بدليل يدل على إمكان وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه : كان ملجؤهم وغياتهم هي هذه الكليات، كما فزع إليها ابن سينا ومن أخذ ذلك عنه؛ كالرازي وأتباعه».

اهـ درء تعارض العقل والنقل (٥/‏١٢٨) بل كانت هي المفزع للصوفية ليبرروا خرافاتهم، قال الألوسي:

«وعلى هذا الطرز يخرج ما يحكى أن الكعبة كانت تزور واحدا من الأولياء بأن يقال إن الكعبة حقيقة غير ما يعرفه العامة، وهي باعتبار تلك الحقيقة تزور والناس يشاهدونها في مكانها أحجارا مبنية. وقد ذكر الشيخ الأكبر قدس سره -يعني ابن العربي- في الفتوحات كلاما طويلا ظاهرا في أن لها حقيقة غير ما يعرفه العامة وفيه أنه كان بينه وبينها زمان مجاورته مراسلات وتوسلات ومعاتبة دائمة وإنه دون بعض ذلك في جزء سماه تاج الوسائل ومنهاج الرسائل».

روح المعاني (١٢/‏١٥)

قاال ابن أبي شيبة ٢٥٠٠٤ - حدثنا هشيم قال: أخبرنا يونس عن الحسن:

«عن عمران بن الحصين أنه رأى في يد رجل حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة، قال: لم يزدك إلا وهنا، لو مت وأنت تراها نافعتك لمت على غير الفطرة».

ذهب الفلاسفة إلى إنكار المعاد الجسماني وإثبات معاد روحي، وذهب أكثر المتكلمين إلى أن المعاد جسماني وليس روحيا¹، ومذهب أهل السنة أن المعاد جسماني وروحي، وقد نقل ابن تيمية في الصفدية إجماع السلف عليه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ¹ أنظر: الأربعين في أصول الدين للرازي، وقد رجح مذهب أهل السنة لمأخد غير مأخد أهل السنة، فقال أن هذا هو الراجح لأنه جمع بين الحكمة النبوية والقوانين الفلسفية فوجب المصير إليه!!