الشيخ فيصل بن قزار الجاسم

من يتولى الطعن في العلماء كالنووي و ابن حجر رحمهم الله

‏من أقبح الأخلاق، وأسوئها، وأشدها صدًّا عن الحق، وضررًا على العبد والخلق: الكِبْر وأشد أنواعه أن يستكبر الإنسان عن الانقياد للحق في أمور الدين وأقبح ما يكون من أهل العلم والدعوة فالكبر هو الذي منع إبليس من السجود لآدم حتى انتهى به إلى لعنة الله ودخول النار وهو أكبر أسباب امتناع الأفراد والأمم عن الانقياد للأنبياء ودعوة الحق. ومنه: قول قوم نوح: (فَقالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ ما نَراكَ إِلّا بَشَرًا مِثلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذينَ هُم أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأيِ وَما نَرى لَكُم عَلَينا مِن فَضلٍ بَل نَظُنُّكُم كاذِبينَ) وقول فرعون: (أَم أَنا خَيرٌ مِن هذَا الَّذي هُوَ مَهينٌ وَلا يَكادُ يُبينُ) وقول قريش: (وَقالوا لَولا نُزِّلَ هذَا القُرآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظيمٍ) فالكِبْر أكبر أسباب دخول النار عياذًا بالله ولذلك قال ﷺ: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) ثم فسّر النبي ﷺ الكبر بقوله: (الكبر: بَطَرُ الحقّ، وغَمْطُ الناس) وفي لفظ: (سَفهُ الحق، وغَمْص الناس) قال ابن باز رحمه الله: (ومعنى "بطر الحق": ردّ الحق، و"غمط الناس": احتقارهم، هذا هو الكبر، ردُّ الحق لأنَّه خالف هواه، واحتقار الناس لأنَّهم ما أتوا على شاكلته وهواه، فيحتقرهم) وعامة الصراعات الدعوية اليوم منشؤها: الكبر واحتقار الناس فطهّر قلبك أيها المسلم، واذعن للحق متى استبان لك، وافرح به إذ هُديت إليه، وبيُّن لك، حتى لو كان البيان قد جاءك من خصمك وعدوّك، أو قرينك وقِرْنك، فإن الحقّ ضالة المؤمن، متى وجدها أخذها