Among The Ruins

عنين ينكح عاقرا أنى لهم بأولاد.

من الغريب أني نشرت هذا المنشور اليوم على الفيسبوك وحينما رآه بعض الشيعة قالوا يا ناصبي والبعض حظرني. وعندما لُمت يزيدا ولعنته في أحد التعليقات قال أحد الأمويين الجدد أن بيَ رفضا 😅 يعني هو لازم من تأطير حتى لو أنا رافض التأطير؟

الدولة الأموية، في مراحلها الأولى، قدمت نموذجًا حيًا لما يوصف بـ "المجتمعات في طور صعودها الأولى"، قوة الروابط القبلية واستفحال العصبية كانت سمات بارزة للمجتمع الأموي، وفي هذه البيئة، كان على القادة إثبات جدارة استثنائية على كافة الأصعدة للترقي والوصول إلى مراكز القيادة.

الرغبة في القوة والسيطرة هي المحرك الأساسي للتاريخ البشري، وفي حالة الدولة الأموية، نجد هذه الرغبة متجلية في سعيها الدؤوب للتوسع والهيمنة. لم تكتف هذه الدولة بالحدود الموروثة، بل اندفعت بعزم لا يلين نحو آفاق جديدة، محققة بذلك تفوقًا لم يسبق له مثيل في عصرها. لم تكتف الدولة الأموية بالحدود التقليدية للعالم الإسلامي، بل اندفعت خيولها، عبر مضيق جبل طارق، لتطأ أقدامها أرض إسبانيا. وصلت جيوش الأمويين إلى قلب فرنسا، عندما اخترقت جبال البرانس Pyrénées على الحدود الفرنسية الإسبانية اخترقها السمح بن مالك وصولًا إلى تولوز وليون وأكتانيا، وبوردو، وسانس، وغيرها اخترقها من بعده عبد الرحمن الغافقي، واقتربت الخيول الأموية من باريس تقريبا 200 كيلومتر. ولولا الحروب الداخلية التي افتعلها جماعة "نحن أوصياء النبي والخلافة حقنا قالها لنا النبي يوم الغدير" لوصل الدعم لجيش الغافقي ولم ينشغل الأموييون بالداخل، ولتمت هزيمة شارل مارتل وقهر أوروبا كلها.

قال يزيد بن معاوية: أَبْلِغْ قُرَيْشًا عَلَى نَأْيِ الْمَزَارِ بِهَا بَيْنِي وَبَيْنَ حُسَيْنِ اللَّهُ وَالرَّحِمُ وَمَوْقِفٌ بِفِنَاءِ الْبَيْتِ أَنْشُدُهُ عَهْدَ الْإِلَهِ وَمَا تُوفَى بِهِ الذِّمَمُ عَنَّيْتُمُ قَوْمَكُمْ فَخْرًا بِأُمِّكُمُ أُمٌّ لَعَمْرِي حَصَانٌ بَرَّةٌ كَرَمُ هِيَ الَّتِي لَا يُدَانِي فَضْلَهَا أحدٌ بِنْتُ الرَّسُولِ وَخَيْرُ النَّاسِ قَدْ عَلِمُوا وَفَضْلُهَا لَكُمُ فَضْلٌ وَغَيْرُكُمُ مِنْ قَوْمِكُمْ لَهُمْ فِي فَضْلِهَا قِسَمُ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَوْ ظَنًّا كَعَالِمِهِ وَالظَّنُّ يَصْدُقُ أَحْيَانًا فَيَنْتَظِمُ أَنْ سَوْفَ يَتْرُكُكُمْ مَا تَدَّعُونَ بِهَا قَتْلَى تَهَادَاكُمُ الْعِقْبَانُ وَالرَّخَمُ هذه القصيدة -أُرجحُ ثبوتها- واضح فيها جدا التهديد والوعيد للإمام الحسين من يزيد وتنفي أي محاولة تافهة من بعض السنة لتبرئة يزيد من قتل الحسين.

الحسن ومحمد بن الحنفية الاثنين أبناء علي وكاونوا سياسيين عندهم حد من السياسة وخصوصا الحسن كان فاهم جدا وذكي. لكن الحسين كان رجلا صالحا مثل أبيه علي لم يكن رجل سياسة. وعلى فكرة عقيل بن أبي طالب (أخو الإمام علي) شارك مع معاوية في صفين 🙃. التنبيه: لا علاقة لكلامي بالمكانة والمقام العالي الديني وعند المسلمين للمذكورين إنما هم بشر لهم ما لهم وعليهم ما عليهم والعصمة هذه احتفظ بها لنفسك.

ومنتهى القول في الإمام الحسين هو ما قال الشاعر: فَمْبَلَغُ القَولُ هَـذَا ابنُ فَاطِمَـةٍ بِنْتُ النَّبِيِ لَهُ العَلياءُ مِن قِدَمٍ

الحسين التاريخي، غير الحسين في السرديات الشيعية وحتى السنية، التاريخ عتبة تنكسر عندها كل مثاليات مذهبك سنيا كنت أو شيعيا أو كنت من حمقى الأمويين الجدد. ودراسة بثينة هنا من أفضل الدراسات التي طالعتها، ونصحني به صديق. لم أكمل الكتاب بعد وأرى عندها أحكاما متهافتة واعتباطية لكن حسب اطلاعي هو أفضل كتاب طالعته في هذا الموضوع. وخصوصا أنها متأثرة بهشام جعيط وهذا تعجبني بعض دراساته كثيرا رغم ما فيها من عيب، وأصلا أشك بإسلامه :)

في أول الصبا، يقف الرجل على ظاهر الخلقة كما يقف عند سائر الأمور، ثم تزداد حكمته فلا يقف عند الظاهر حتى يرى الباطن، والمحبة الأشرف هي مزاج هذا وذاك، أي مزاج الداخل والخارج. ولكن حب الخارج وحده منتهي، وهو لعلة وكل حب يعرف سببه وتدرى غايته لا يعول عليه، وحتى مع الجمال والحُسن فقد يؤلف الشيء الحسن، والاعتياد آفة كل شيء، والألفة مُذهبة لكل بريق، ولهذا، الحب من أول نظرة إما أن يرتقي بالمعاشرة ليكون حبا للداخل والمعنى قبل أن يكون حبا للخارج والظاهر، وإما أن يزول لاعتياد الامر الذي ولده، أو يزول عند أول اتصال جسدي، أعني اتصال بين الزوجين بعد الزواج، وهذا بلوغ للغاية ونيل من السبب. وأشرف أنواع الحب وأعلاها، والتي ندُرت في البشرية، وقل مثيلها، هو أن تحب المعنى والروح والداخل، قبل حبك للخارج، وكما قالت العرب، أصدق الحب هو حب الروح للروح، ويا للجمال لو امتزج حب الداخل مع حب الخارج.