إسلام

هل لاحظت من قبل أن أمهر من يتعاملون مع الأموال على مستوى العالم، بل على مستوى التاريخ البشري إجمالا ليسوا أغنياء؟ المحاسبون، نعم، هؤلاء الناس الذين درسوا المال كموضوع، هؤلاء الناس الذين لا يمكن الاستغناء عنهم في أي حوار داخل أي مؤسسة عنوانه "المال" دعنى أشرح لك بإيجاز السبب وراء هذا الأمر الذي يبدو لمشاهد لا علاقة له بالأمر أمرا غريبا عجيبا وغير منطقي أيضا. في البداية يجب أن أنبهك لأمر هام، أننا حين نتناول المال كموضوع نحن لا نتحدث في الحقيقة إلا عن المال ذاته، أي أنني لو عنونت هذا المقال بعنوان "المال" كان الأولى أن أتحدث عن النقود وعن كيفية نشئتها وعن ماهيتها.. إلخ، لا عن كيفية جني الأموال، لأن الأموال، كما يعلم الكثير ويجهل الأكثر، مجرد صورة تعبيرية عن شيء آخر أكثر أهمية على المستوى المادي والمعنوي من الأموال، القيمة. إذا وضعت يدك في جيبك وأخرجت عملة، فإنك تكون قد أخرجت تعبيرًا عن مقدار معين من القيمة، أي أنك إذا أخرجت مائة جنيه تكون قد أخرجت ما يساوي عدد معين من البيضات، أو وزنا معينا من الذهب أو الفضة، أو ساعة من ساعات عمل موظف ما.. إلخ، إن ما أخرجته من جيبك هو مجرد تعبير عن هذه القيم، وما هو في ذاته إلا ورقة لا قيمة ذاتيه لها، فقيمتها الذاتية أنها ورقة. ومن هنا نلاحظ أن العملات، أو الأموال، تبقى خاضعة لسلطة أكبر، وهي القيمة، القيمة التي يمكن أن تشتريها أو تحصل عليها من هذه الأموال، والقيمة التي يمكن أن تدفعها أنت للحصول على هذه الأموال. فعندما تنظر لصديقك المحاسب في هذه الحالة، تراه يتعامل مع الأموال من حيث كونها أرقاما، في هذه الحالة هو لا يتعامل مع قيمة الأموال، لذلك وبالرغم من كونه قد يكون بارعا، إلا أنه لا يجني الكثير من الأموال في هذه الحالة، لأنه لم يتعامل مع القيمة، وإنما تعامل مع ذات المال، وهو الأمر الذي لن يغني أحدًا. نفس الأمر يحدث عندما يخرج المحاورين السذج ليحدثوك عن الأموال، طالما لم يحدثوك عن القيمة، واستبدلوا الحديث عن القيمة بالحديث عن المال، فعليك أن تعرف أنك بصدد دراسة درس جديد من دروس المحاسبة أو شيء من هذا القبيل ليس إلا، لكنك لن تحصل على وسيلة لجني الأموال أبدا من خلال الحديث عن الأموال. على عكس الحديث عن القيمة، فعندما تنشغل بمن يتحدثون عن القيمة، تجدهم يخبروك بأن هناك مشكلة ما في سوق ما تحتاج لحل، ولا يقدم أحد حل مناسب لها، فهم يطلبون القيمة، يطلبون حل للمشكلة، فإذا استطعت حل المشكلة تحصل على الأموال مقابل القيمة التي قدمتها للناس. تجد المتحدثين عن القيمة يخبروك بأن هناك طلب كبير على منتج معين، أو أن هناك فجوة في العمالة الفلانية في السوق العلانية، فتذهب لتشبع الاحتياج الموجود فتحقق قيمة تأخد مقابلها الأموال.. إلخ فلا تنشغل بحديث الأموال، وانشغل بحديث القيمة، هذا هو الفارق بين المحاسبين وأصحاب الأعمال، وبالمناسبة، يقوم أصحاب الأعمال في النهاية بإحضار المحاسبين ليتولوا مهمة تنظيم ذات المال، ليتفرغوا هم لصناعة المزيد والمزيد من الأموال، عن طريق تحصيل المزيد والمزيد من القيمة.

المعرفة بدون تطبيق، بدون تجريب، عبارة عن ثرثرة وصداع، إذ سعينا للمعرفة كي نفعل، ولم نسع لها كي نغرق في عالم الأفكار، فكل معرفة أدت لفعل فقد أدت وظيفتها الحقيقية ولو كانت زراعة فسيلة، وكل معرفة لم تؤد لفعل لم تؤد وظيفتها الحقيقية ولو كانت المعرفة بأصح الفلسفات بل وأصح الأديان حتى.

أنا أنسى كل الناس إلا انتو كل سنة وانتو طيبين يا أولاد ويا بنات ❤️

أبرز وأقوى ما يميز فكرة المقاومة بالنسبة لي، أنها كلما استنزفت وسال منها الدم اتجهت أكثر ناحية نقطة اللاعودة، حيث ما دُفع لم يعد يقبل التفاوض، ولا قيمة للاستسلام حيث لا نجاة، أو كما قال مصطفى إبراهيم: تمن القضية اللي اندفع مبقاش يجوز يرجع.

أبرز وأقوى ما يميز فكرة المقاومة، أنها كلما استنزفت وسال منها الدم اتجهت أكثر ناحية نقطة اللاعودة، حيث ما دُفع لم يعد يقبل التفاوض، ولا قيمة للاستسلام حيث لا نجاة، أو كما قال مصطفى إبراهيم: تمن القضية اللي اندفع مبقاش يجوز يرجع.

نحن لا نستطيع تغيير النظم، الاجتماعية أو السياسية أو الدينية.. إلخ دون بدائل نضاجة بما فيه الكفاية لإتمام عملية الإحلال، لكننا نستطيع، دائمًا، مجاراة هذه النظم، بما هو متاح، كي نحسن من واقعنا فيها، وقد يكون هذا هو الحل الوحيد الصحيح المتاح، أن نتحرك في إطار الاستطاعة، والاتاحة.

قال عبد الرزاق: أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال: بلغني أن إبليس حين نزلت آية: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون.. بكى. (تفسير بن كثير)

أخدت بالي من حاجه بعد ما كتبت الكلام دا، إني لما بشيل الكراكيب من على سريري لأي سبب، برجع أحطها تاني على السرير زي ما كانت مبرتبش حاجه 😆 باظت الحكمة 😆

تخيل نفسك نائمًا على سريرك، تنزوي في مساحة ضيقة رغم رحابة السرير، فقط لأنك تحافظ على الركام الذي تحب أن تحيط به نفسه بداعٍ أو بدونه حولك على السرير. ثم تخيل أحد أحبائك وقد أتى يريد النوم بجانبك، تريد أن تفسح له مساحة في سريرك الواسع لكن الركام بجانبك يعوقك، ماذا ستفعل في هذا الركام ساعتها؟ ستزيحه أو ستلقي به على الأرض لتفسح لحبيبك الذي أتى يريد مساحة. فسريرك هو سعتك، والركام هو ذاتك، وحبيبك هو حبيبك، وأنت هو أنت، وأنت عندما تزيح ذاتك قليلا وتتوقف مؤقتا عن الانشغال بها كي تنصت لحبيبك وتفسح له في نفسك مجالا تكون قد أعطيت وأخذت. فما أعطيته هو هذه السعة الغالية، سعة الإنصات والمعية، وما أخذته أنك أزحت ركام ذاتك الذي يملأ عليك فراغك لكنه يصير مزعجا مع مرور الوقت، حتى إذا ذهب الحبيب انتبهت لمساحة الفراغ، فذهبت تعيد ترتيبها مرة أخرى وقد انفض غبارها وآن أوان وضع كل شيء في مكانه. ولو أنك اعتدت هذا الإنصات وهذه المعية، لما ازدحمت ذاتك أبدا بالركام، ولا غطاها الغبار.