في أعماق الكتابة

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وتقبل الله من الحجاج حجهم وردهم إلى أهليهم سالمين غانمين عيدكم مبارك ❤️

الشعر أو الفن حالة، أكثر من كونه مهنة وصَنعة.. كثيراً ما يعيش الشاعر في عالمٍ مُوازٍ من الأفكار والأحاسيس، فهو يمَسُّ واقعَه من بعيد، ويتناوله من زاويةٍ غريبة. وهذا ما يفسِّر تعثّرات كثير من الشعراء والفنانين في حياتهم الواقعية اليومية، وخيباتهم الكثيرة.

شيءٌ جميلٌ أن يبقى في صدرك من المشاعر والمعاني ما لا تستطيع التعبير عنه.. أتظن حقاً أن من الأفضل أن تقول كل ما لديك؟ ألّا يبقى لك أي شيء تُعبِّر عنه وتبحث له عن كلماتٍ مناسبة؟! أمرٌ آخر: كثيراً ما تكون المشاعر المتطرِّفة -كالمشاعر الحزينة جداً أو البهيجة جداً- عَصِيَّةً على البوح، فإذا حاولنا التعبير عنها خذلَتنا الكلمات، أو خانتنا قدرتنا على البيان!

محمد كرد علي رحمه الله ، المذكرات (الجزء الأول).

الفيلسوف الألماني شوبنهاور ظل ٤٠ سنة يكتب ويؤلف ولا أحد يحسّ به أو يوليه بعض ما يستحقه من تقدير واهتمام حتى بعد أن أصدر الجزء الأول من مجلده الضخم "العالم إرادة وفكر" فكان يمضي أيامه وحيدا صامتا لا ينطق أحيانا بحرف واحد لمدة أسابيع، ثم تولاه اليأس من أن ينال ما يستحق من تقدير علمي، فتوقف عن الكتابة ١٧ سنة متصلة لم يكن يفعل خلالها شيئا سوى القراءة وتناول وجبات الطعام في المطعم والتحديق صامتا بالساعات في تمثال بوذا الذي يضعه أمامه على المكتب، ثم استعاد حيويته فجأة ونشر مقالا فلسفيا، ثم أصدر الجزء الثاني من مجلده، فإذا بالباحثين من كل الأنحاء يطرقون بابه، وإذا بالدعوات تنهال عليه من الجامعات الأوروبية، وإذا بالأوساط العلمية تلتفت إليه وتضع على رأسه أكاليل المجد، وإذا بالشهرة تفاجئه وهو يقترب من سن السبعين، وهو يرقب كل ذلك متعجبا ويقول: بعد أن عشت حياتي وحيدا منسيا جاءوا فجأة ليودعوني إلى قبري بالهتاف والتهليل! عبد الوهاب مطاوع | اندهش يا صديقي

التجليد القديم الفاخر للكتب، مجرد النظر إليه يفتح شهية القراءة😍 تشعر أنك وأنت تقرأ تحمل تحفةً بين يديك.. وكُعوب الكتاب البارزة تزيدك إحساساً به وتزيده جمالا. واللون الأحمر الزاهي منها عالَمٌ آخر من البهاء والجاذبية.

الليلُ كهفُ الحالِمين المتعَبين، الذين يبحثون في زحمةِ الحياة ومَشاغلها عن مساحةٍ لمشاعرهم وفسحةٍ لأرواحهم، ومستراحٍ من ركضهم المرهِق الدائب الطويل.

الذي يستكثر على نفسه ويستصعب قراءة كتاب أو سماع محاضرة أو سلسلة محاضرات لحل مشكلة لديه، أو الارتقاء بنفسه وتدعيم مهاراته= هذا لم يعرف الجِدّية ولم يجد ريحَها! لا تُطلَب المعالي إلا بالكدّ والتعب والمصابرة والمُغالَبة ومجاهدة النفس، بعد توفيق الله تعالى وعونه. فاللهم وفِّق وسدِّد وأعِن، ولا تكِلنا إلى أنفسنا طرفةَ عين.

كيف يستسيغ من ذاق طعم العربية أن يقول: ‏سأشارك كمتحدث ‏تولى فلان منصبه كوزير ‏أنا كمواطن أحبُّ وطني ‏العربية الزاهية تقول: ‏سأشارك متحدّثًا ‏تولى منصبَه وزيرًا ‏أنا -المواطنَ- أحبُّ… ‏هذه الكاف التي أقحمها بعض المترجمين ثقيلة قميئة، وتركها يسير، فما لبعضهم يصرّ عليها؟ د. عبدالله بن سليم الرشيد

تأثير الفيس على نفس الإنسان أكبر بكثير من (x) وغيره.. يعرف ذلك من جرّب هذه المنصات وخبِرَها.. ولعل السبب الأبرز في ذلك هو أن الفيس أقرب للمشاعر، وأنه مجتمع له كثير من المَشابِه بالمجتمعات الواقعية، بعكس منصة (x) مثلاً، التي يغلب عليها الجدل والمشاحنات، بل المعارك الضارية والمكايدات المنحطة.. وبعكس بعض المنصات الأخرى التي يغلب عليها التباهي والتفاخر والمظاهر الباذخة والتمثيل والزيف.. الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي مشاعري، أكثر منه عقلي ومنطقي، مهما تظاهر بالعقلانية والموضوعية، وكثيراً ما يقف العقل والمنطق في حَيرة وتردُّد أمام ظواهر الإنسان ومشكلاته وسماته، حتى إذا حضر التفسير العاطفي انكشف وجهُ الحقيقة منه، وعُرف الدافع، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا: إن الظمأ العاطفي الشديد هو المنطَلقَ الكامن وراء أكثر تصرفات البشر.