cookie

Utilizamos cookies para mejorar tu experiencia de navegación. Al hacer clic en "Aceptar todo", aceptas el uso de cookies.

avatar

حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

Mostrar más
Publicaciones publicitarias
2 520
Suscriptores
-124 horas
-117 días
+15030 días

Carga de datos en curso...

Tasa de crecimiento de suscriptores

Carga de datos en curso...

[ بين يدي عاشوراء ] كتب رجل إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ياسيدي أخبرني بخير الدنيا والآخرة . فكتب ( عليه السلام ) إليه : ( بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد ، فإنّه مَن طلب رضا الله بسخطِ الناس ، كفاه الله أمور الناس . ومَن طلب رضا الناس بسخط الله ، وكَلَه الله إلى الناس ، والسلام ) . [ الصدوق ، الشيخ محمد بن علي بن الحسين ، ( ت : 381 هج ) ، الأمالي ، ص 268 ، ح 293 ، مؤسسة البعثة ، قم ] عظّم الله أجوركم . [ حسن عطوان ] https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
Mostrar todo...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

9
[ تراتيل نحن بأشدّ الحاجة لها ] 📌 " كان الناس الذين يلومونني يقولون : لماذا تتحدث بشيء لا يعجب الناس ؟؟ ... جامِلْهم ولا تقل الحقيقة .. 📌 ولكني كنت أقول : إنَّ حساباتي ليست معكم ، بل هي مع الله ، إنَّ الله هو الذي حمّلنا مسؤولية أنْ نكون الصادقين في أداء الرسالة ، وأنْ لا تأخذنا في الله لومة لائم . 📌 كانت المسألة عندي ، أنَّ موقعي واسمي لا يمثّلان عندي شيئاً ، ليسبّني مَن يسبّ ، وليشهّر مَن يشهّر ، وليكذب مَن يكذب ، وليحرف الكلام عن موضعه مَن يريد أنْ يحرّف ، لكن الله وحده هو الذي يدافع عن الذين آمنوا . 📌 والذي كنت أرجوه من الله هو أنْ يرزقني الإخلاص ... وليس لديَّ مشكلة . وأتمثّل بقول الإمام الحسين عليه السلام : ( هوَّنَ ما نزل بي أنّه بعين الله ) ، ولذلك فما دام الله ينظر إليَّ فلا مشكلة . 📌 أيّها الأحبة .. لقد انفتح قلبي لكل مشاعركم الطيبة الصادقة ولكل عواطفكم ، ولكل إخلاصكم ، رجالاً ونساءً ، لقد شعرتُ بأنني في قلوبكم كما أنتم في قلبي .. 📌 سأقول لكم كلمة : ما دامت في العمر بقية ، سوف أبقى مخلصاً لكم بأنْ أكون الصادق معكم .. لن أجامل استكباراً عالمياً ، حتى لو كان في حجم أميركا ، لن أجامل استكباراً إقليمياً ، حتى لو كان في حجم الصهيونية . لن أجامل الخرافيين ، لن أجامل المتخلّفين .. 📌 القضية عندي هي أنْ أقول الحقيقة التي أعتقد أنّها بيني وبين الله . 📌 وأقول للذين يختلفون معي : حاولوا أنْ لا تحقدوا ، لأنّ الحقد يقتل إنسانيّتكم ، وأنا أشفق على إنسانيّتكم أنْ تُقتل .. حاولوا أنْ تحاوروا ، لأنَّ الحوار هو الذي يحلّ الكثير من المشاكل ... 📌 حاوِلوا أنْ تقرأوا ، لأنَّ مشكلة الكثيرين ممَن اختلفوا معي أو رجموني بكثير من حجارة الكلام لم يقرأوني جيداً ولم يقرأوني كلّية ، وإنّما سمعوا من هنا وهناك . 📌 وأقول لهم ما قاله الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( بين الحقّ والباطل أربع أصابع ، الحقّ أنْ تقول رأيت والباطل أنْ تقول سمعت ) . 📌 إنّني أفتح كلّ عقليّ لكم ، فتعالوا الى عقلٍ يُعانِق عقلاً ، وأفتح كلَّ قلبي لكم ، فتعالوا الى قلب ينبض في نبضات القلب الآخر .. 📌 وأقول ما قاله جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مواجهة الذين كانوا يكيدون له ، وكانوا يستهزئون به : ( اللهم اغفرْ لقومي فإنّهم لا يعلمون ) . [ من كلمات السيد محمد حسين فضل الله قُدستْ روحه الزكية ] ذكرى وفاته رحمه الله الرابعة عشرة ، توفي في 4 / 7 / 2010 م . عظّم الله أجوركم . [ حسن عطوان ] https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
Mostrar todo...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

14👏 3👍 1🥰 1
[ تراتيل نحن بأشدّ الحاجة لها ] 📌 " كان الناس الذين يلومونني يقولون : لماذا تتحدث بشيء لا يعجب الناس ؟؟ ... جامِلْهم ولا تقل الحقيقة .. 📌 ولكني كنت أقول : إنَّ حساباتي ليست معكم ، بل هي مع الله ، إنَّ الله هو الذي حمّلنا مسؤولية أنْ نكون الصادقين في أداء الرسالة ، وأنْ لا تأخذنا في الله لومة لائم . 📌 كانت المسألة عندي ، أنَّ موقعي واسمي لا يمثّلان عندي شيئاً ، ليسبّني مَن يسبّ ، وليشهّر مَن يشهّر ، وليكذب مَن يكذب ، وليحرف الكلام عن موضعه مَن يريد أنْ يحرّف ، لكن الله وحده هو الذي يدافع عن الذين آمنوا . 📌 والذي كنت أرجوه من الله هو أنْ يرزقني الإخلاص ... وليس لديَّ مشكلة . وأتمثّل بقول الإمام الحسين عليه السلام : ( هوَّنَ ما نزل بي أنّه بعين الله ) ، ولذلك فما دام الله ينظر إليَّ فلا مشكلة . 📌 أيّها الأحبة .. لقد انفتح قلبي لكل مشاعركم الطيبة الصادقة ولكل عواطفكم ، ولكل إخلاصكم ، رجالاً ونساءً ، لقد شعرتُ بأنني في قلوبكم كما أنتم في قلبي .. 📌 سأقول لكم كلمة : ما دامت في العمر بقية ، سوف أبقى مخلصاً لكم بأنْ أكون الصادق معكم .. لن أجامل استكباراً عالمياً ، حتى لو كان في حجم أميركا ، لن أجامل استكباراً إقليمياً ، حتى لو كان في حجم الصهيونية . لن أجامل الخرافيين ، لن أجامل المتخلّفين .. 📌 القضية عندي هي أنْ أقول الحقيقة التي أعتقد أنّها بيني وبين الله . 📌 وأقول للذين يختلفون معي : حاولوا أنْ لا تحقدوا ، لأنّ الحقد يقتل إنسانيّتكم ، وأنا أشفق على إنسانيّتكم أنْ تُقتل .. حاولوا أنْ تحاوروا ، لأنَّ الحوار هو الذي يحلّ الكثير من المشاكل ... 📌 حاوِلوا أنْ تقرأوا ، لأنَّ مشكلة الكثيرين ممَن اختلفوا معي أو رجموني بكثير من حجارة الكلام لم يقرأوني جيداً ولم يقرأوني كلّية ، وإنّما سمعوا من هنا وهناك . 📌 وأقول لهم ما قاله الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( بين الحقّ والباطل أربع أصابع ، الحقّ أنْ تقول رأيت والباطل أنْ تقول سمعت ) . 📌 إنّني أفتح كلّ عقليّ لكم ، فتعالوا الى عقلٍ يُعانِق عقلاً ، وأفتح كلَّ قلبي لكم ، فتعالوا الى قلب ينبض في نبضات القلب الآخر .. 📌 وأقول ما قاله جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مواجهة الذين كانوا يكيدون له ، وكانوا يستهزئون به : ( اللهم اغفرْ لقومي فإنّهم لا يعلمون ) . [ من كلمات السيد محمد حسين فضل الله قُدستْ روحه الزكية ] ذكرى وفاته رحمه الله الرابعة عشرة ، توفي في 4 / 7 / 2010 م . [ حسن عطوان ] https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
Mostrar todo...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

أمّا الأشخاص الذين ترتبط مصالحه بهـم وتلتقي رغباتهم برغباتـه ومزاجـه فهؤلاء هم الأصحاب والأحبـاب وهـم الخـلان والأصـدقاء مهمـا بلغـت درجـة إنحرافهم عن الدين وابتعادهم عن تعاليمه وأحكامه ، ولا مانع عنده من أنْ يساومهم ويساوموه ويـداهنهم ويـداهنوه ، لأنَّ هكذا علاقة لا تختلف كثيراً عن أية علاقة أخرى من علاقات أهل المهن بزبائنهم . بل تجد مثل هذا المبلغ المهني في كثير من الأحيان يدافع عن قضايا الأقوى في المجتمع أكثر بكثير من دفاعه عن مصالح المحرومين والمستضعفين والفقراء ، بل لا يدافع عن مصالح هؤلاء أصلاً إلّا بمقدار ما يحقق له أنصاراً منهم قد يحتاجهم في لحظة ما . بل أكثر من ذلك قد يستدعي الأمر أحياناً من مثل هذا التاجر أنْ يُحَرِّف مفاهيم الدين فيوجهها إلى غير وجهتها الصحيحة فيجامل بها هذا الطرف او ذاك . 📌 فرقٌ كبير بين أنْ نفكر بروح المهنة فنحسب لكل كلمة او موقـف حـساب الربح والخسارة وبين أنْ نفكـر بـروح الرسالة فيكون همنا إيصال الكلمة الحقة وإتخاذ الموقف الحق دون حساب لرضى هـذا الطـرف أو ذاك ، مـا دامـت الكلمـة أو الموقـف في خدمة الرسالة وبإسلوب حكيم . ومن هذا المنطلق ينبغي للداعية الى الله ، الذي يصبو إلى تغيير الواقع أنْ يكون مؤثراً قائداً لا أنْ يكون متأثراً مقوداً ، يؤثر بمنهجه وسلوكه ولا يتأثر بالبيئة والمحيط اللذين يسعى لتغييرهما . وعلى الداعيـة الى الله أنْ يكون شجاعاً في قول كلمـة الحـق وألّا تأخذه في الله لومـة لائـم . وعليـه أنْ يُظهر علمـه كلمـا كان ذلك ضرورياً ، فذلك هو مقتضى الميثـاق بينـه - حينمـا اختـار طريق الدعوة إلى الله - وبين الله سبحانه . يقول جلَّ وعلا في محكم كتابه الكريم : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ ) ( 4 ) . وعن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أبلغ خيراً وقل خيراً ولا تكوننَّ إمعة ، قال : وما الإمعة ؟ قال : لا تقولنَّ أن تقول أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس ، إنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إنما هما نجدان – طريقان – نجد خير ونجد شر ، فما بال نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ) ( 5 ) . 📌 [ مقترحان ] وتأسيساً علـى ذلـك أقدم بين يدي مَن يهمه الأمر مقترحين : ◀️ الأول : أنْ يتنـزه المُبَلِّغ - بقـدر مـا يـمكـن - عـن تقاضـي أي أجـر مـن النـاس مقابـل عملـه التبليغـي ، لا سيّما في العراق ، لعـدة أسباب ، منهـا : 1. أنّه بـذلك يقول للنـاس أنّـه يقـدم لهم الكلمة الطيبة لأجلهم لا مقابل ثمن ، فتدخل كلمته القلوب قبل الآذان . ولعل ذلك هو الغاية من قوله جلَّ وعلا : ( وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى‏ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ( 6 ) . إذ أنَّ هذا الشعار النبوي الذي تكرر في أكثر من آيـة ليس من خصوصيات النبي بما هو نبي وإنّما هو منطلق من موقعه كداعيـة يبلـغ رسالة الله سبحانه ، كـدرس عملـي لبقيـة المـؤمنين في العطـاء لخدمة الرسالة بلا مقابل . 2. أنَّه حينما لا يمد يده إلى جمهوره فسوف تسمو العلاقة بينه وبينهم . ففي الحديث عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) أنّه قال : ( تحبب إلى الناس بالزهد فيما بين أيديهم تفز بالمحبة منهم ) ( 7 ) . والمحبة تكون باباً لقبـول الفكرة . 3. أنـَّه حينمـا يـربط تبليغه بالعطاء فقد يؤدي به ذلك إلى السكوت عن قول كلمة الحق التي لا ترضي المعطي أو لا تنسجم مع مزاجه . ففي الحديث عن الرسول ( صلى الله عليـه وآلـه وسـلم ) أنّـه قـال : ( الطمـع يـُذهب الحكمة من قلوب العلماء ) ( 8 ) . 📌 نعم ينبغي أنْ تتبنى المؤسسات العلمية والمرجعيات الدينية تأمين معيشةٍ للمُبلِّغ المتفرغ كأواسط مجتمعه ، وإلّا فلعل من الخير للداعية أنْ يبحث عن لقمة عيشه في مجال آخر غير مجال الدعوة إلى الله سبحانه . ◀️ المقترح الثاني : تُؤسَس لهذا الغرض مؤسسة موحدة ، مختصة بالتبليغ ، فيها ممثلون عن مكاتب المرجعيات ، وتستعين بخبرة المؤسسات التبليغية القائمة . وتحتفظ بقاعدة بيانات : عن المبلغين : مستوياتهم العلمية ، اسلوبهم ، ونحو ذلك . فلا يُسمح لمن لا يُفَرِّق بين الهر والبر بإرتقاء المنبر الشريف ، لا سيّما بعد إنتشار نقل المحاضرات على الفضائيات ، وإذا بخطيب يُحسب على المذهب ، وكلامه خليط من غلو وخرافات وأحلام ووو ، هذا عدا عن " اللحن " في اللغة ، بل حتى فيما ينقله من آيات كريمة . وعن مناطق التبليغ : من حيث ما تحتاجه كل منطقة من عدد من المبلغين ، ومستوياتهم ، وما الى ذلك . ويكون إرسال المُبلّغ لمنطقة ما ، أو مسجد أو حسينية أو موكب ما ، عن طريق هذه المؤسسة .
Mostrar todo...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

👍 5 3
وتحتفظ المؤسسة بملفات عن النشاط التبليغي في كل منطقة ، بحيث يبدأ المبلغ اللاحق من حيث انتهى المبلغ السابق . وغير ذلك من التفاصيل التي تحتاج الى وقفة جادة مطولة لا يتسع لها المقام . أحبتي .. أنّـا أقـدر كـم هي ضريبة أنْ يكون المُبَلِّغ رسالياً .. وكم سيلاقي من الحصار والتهميش والتسقيط والإلغاء . ولكن التبليغ مهمة الأنبياء فلنعرف خطورتها . من الواضح أنّي هنا لا أعمم ، فمن خطبائنا ( حفظهم الله ) مَن يمثل الصورة الناصعة للتشيع علماً وإسلوباً ، إنْما أتحدث عن البعض الذي قد لا يُشكّلون ظاهرة ، لكن خطورة إرتقاء المنبر تدفعنا الى الإشارة الى ذلك . **** ( 1 ) الأحزاب : 39 . ( 2 ) البروجردي ، السيد حسين ، ( ت : 1383 هج ) ، جامع أحاديث الشيعة ، ج 14 ، ص 394 ، التسلسل العام للحديث ( 2904 ) ، منشورات مدينة العلم ، قم . ( 3 ) هود : 29 . ( 4 ) آل عمران : 187 ( 5 ) المجلسي ، الشيخ محمد باقر ، ( ت : 1111 هج ) ، بحار الأنوار ، ج 2 ، ص 21 ، الحديث ( 62 ) ، الناشر : مؤسسة الوفاء ، بيروت . ( 6 ) الشعراء : 109 . ( 7 ) الليثي الواسطي ، الشيخ علي بن محمد ، ( كان حياً عام 593 هج ) ، الحكم والمواعظ ، ص 200 ، الحكمة ( 4053 ) ، الناشر : دار الحديث ، قم ، ط 1 . ( 8 ) المتقي الهندي ، ( ت : 975 هج ) ، كنز العمال ، ج 3 ، ص 495 ، التسلسل العام للحديث ( 7576 ) . ********* تم تنقيحه في 26 / ذو الحجة / 1445 هج . عظّم الله أجوركم . [ حسن عطوان ] https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
Mostrar todo...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

11👍 1
[ بين يدي عاشوراء ] [ التبليغ بين المهنة والرسالة ] 📌 فرق بين أنْ يكون التبليغ مهنة .. وبين أنْ يكون رسالة .. فللمهنة - بما هي مهنة - أخلاقياتها .. وللرسالة - بما هي رسالة - أخلاقياتها .. 📌 إذ التاجر - بما هو تاجر بما في المتدين - إنّما يعرض ما يرغب به الناس ، لا ما هو جيد في نفسه دائماً ، وإلّا فقد يخسر السوق . بينما الرسالية تقتضي أنْ يعرض الرسالي ماينفع الناس ، سواءً أعجبهم ذلك ام لا . 📌 وللأسف أقول : تحول التبليغ في كثير من مصاديقه الى مهنة يُعرَض فيها ماهو رائج في السوق ، وما هو رائج لا يمثل الحقيقة في كثير من الأحيان .. 📌 يقول عزّ مَن قائل : ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ حَسِيباً ) ( 1 ) . وهذه الآية المباركة تُشير الى أنَّ الإنسان قد يخشى الله سبحانه ، لكنّه ايضاً وفي نفس الوقت قد يخشى غيره من سلطان أو مجتمع ، أو قد يخشى أنْ يخسر جاهه ودنياه ، فلا يقف الموقف الحق ، ولا يقول الكلمة الحقة . 📌 وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : ( لا يحقرنَّ أحدكم نفسه ، اذا رأى أمراً لله عزَّ وجلَّ فيه حق إلّا أنْ يقول فيه ؛ لئلا يقفه الله يوم القيامة ، فيقول له : ما منعك اذا رأيت كذا وكذا أنْ تقول فيه ؟ فيقول : ربِّ خفت ! فيقول الله عزَّ وجلَّ : أنا كنت أحق أنْ تخاف ) ( 2 ) . 📌 نعم ، إنَّ المُبَلِّغ العالم ، العامل بعلمه ، المتفرغ ، الذي يجب عليه ولو كفائياً التصدي لتبليغ رسالة الله سبحانه ، مثل هذا المبلغ يحتاج الى ما يتعيش به ، لذلك أقترح أنْ تتبنى الحوزة العلمية توفير عطاء مناسب له ، لكي لا يكون منتظراً لما في أيدي الناس فيكون مضطراً لمجاملتهم . يقول تعالى مُكرراً في أكثر من موضع على لسان أنبياءه : ( وَ ياقَوْمِ لاأَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ ) ( 3 ) . وبعبارة مُفَصّلة : لابد أنْ تحكـم حركـة الداعية الى الله الروح الرسالية لا الروح المهنية ، فبين طبيعة الرسالة وبين طبيعة المهنة بون شاسع . الرسالة فكرة يؤمن بها الإنسان ويدافع عنها بلا حدود .. فكرة تتجاوز الجزئيات إلى الكليات ، فيتحول المؤمن بها إلى صـاحب هـمٍّ كبيـر يـتـسامي علـى الـصغائر والشخـصانيات ، يتحـول المؤمن بها إلى إرادة صلبة لا تتزحزح حينما تلتقي بعقبات الطريق ولا تتراجع حينمـا تتعرض للحصار والتضييق والتعسف بل وربما الإلغاء . والرسالية تعني - فيما تعنيه - أنْ تتحول ذات الداعية من ذاتٍ تعيش الهمـوم الصغيرة والقضايا المحدودة إلى روح تعيش الهمـوم الكبيرة . الرسالي مدفوع بروح نبيلة تتحرك من أجل أنْ تدخل الرسالة في كل قلب وتعيش في كل فكر . 📌 أمـا المـهنـة فتمثل معنى المحدوديـة في حركة العمل وهدفه . في المهنة ترتبط كل حدود العمل وخطواته وإتجاهاته بالقضية الخاصة والمصلحة الشخصية ، فتخضع لما يخضع له قانون التجارة من قضايا العرض والطلب وتتحول بالفكر والممارسة إلى الآفاق المادية التي تبحث عن الكم في الأشياء قبل أنْ تبحث عن الكيف ، مما يجعل العمل تابعاً لما يحقق للمهنة نجاحاً أكبر وربما أكثر .. وإسلوب المهنـة تـابع لعلاقـة المـهنـة بـالربح والخسارة . وعلـى ضـوء ذلـك تكـون القـضايا المهمـة فـي حيـاة المجتمـع مـن إنحرافات أو مغالاة أو مـوالاة للظلم قضايا مسكوتاً عنها مادام الحديث فيها والتنبيه عن كارثيتها يـؤدي إلى عدم رضا هذا الطرف أو ذاك ، وبالتالي خسارة المُبّلِّغ المهني لهذا الموقع أو ذلك الجاه ! وتتحـول القـضايا الجزئيـة إلـى قـضايا أساسيـة فـي حيـاة المجتمـع مـا دامـت تـدّر ربحـاً وعلاقـاتٍ ورضـى مـن بعـض عليـة القـوم . المُبَلِّغ المهنـي لا يشكل التغيير والإصلاح همـاً أساسياً لـه ، بقـدر همـه بالجـاه والسمعة والموقع والمـردود المـادي ورضـى البعض . فأصـحاب المهـن - بمـا هـم أصـحاب مـهـن - ليـسوا بأنبيـاء ولا مصلحين فـلا يجـب علـيـهم بالتـالي أنْ يمارسـوا إسـلوب الأنبيـاء والمصلحين ويجسدوا أهدافهم في المجتمع . 📌 إنَّ الروح المهنية في سلوك المُبلِّغ تؤدي – فيما تؤدي إليه – إلى أنْ يتحول المُبَلِّغ من مصلح إلى تاجر أو باحث عن جاه وموقع ، وكل ما يستهدفه من عمله تأمين مجده الشخصي . فلا يمثل الدين عنده إلّا أداة من أدوات تحقيق ذلك المجد . وفي ضوء ذلك تتحدد علاقته بالنـاس من حوله ، فلا قيمة عنده لأي شخص مهما كانت قيمتـه ودرجته في الإيمان ومهما بلغت منزلته في الجهاد والتضحية إذا لم يمثل هذا الشخص لبنة صغيرة أو كبيرة في بناء مجده المادي أو المعنوي ؛ لأنَّ علاقته به لا تنسجم مع قانون الربح والخسارة .
Mostrar todo...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

👍 5 2
وتحتفظ المؤسسة بملفات عن النشاط التبليغي في كل منطقة ، بحيث يبدأ المبلغ اللاحق من حيث انتهى المبلغ السابق . وغير ذلك من التفاصيل التي تحتاج الى وقفة جادة مطولة لا يتسع لها المقام . أحبتي .. أنّـا أقـدر كـم هي ضريبة أنْ يكون المُبَلِّغ رسالياً .. وكم سيلاقي من الحصار والتهميش والتسقيط والإلغاء . ولكن التبليغ مهمة الأنبياء فلنعرف خطورتها . من الواضح أنّي هنا لا أعمم ، فمن خطبائنا ( حفظهم الله ) مَن يمثل الصورة الناصعة للتشيع علماً وإسلوباً ، إنْما أتحدث عن البعض الذي قد لا يُشكّلون ظاهرة ، لكن خطورة إرتقاء المنبر تدفعنا الى الإشارة الى ذلك . **** ( 1 ) الأحزاب : 39 . ( 2 ) البروجردي ، السيد حسين ، ( ت : 1383 هج ) ، جامع أحاديث الشيعة ، ج 14 ، ص 394 ، التسلسل العام للحديث ( 2904 ) ، منشورات مدينة العلم ، قم . ( 3 ) هود : 29 . ( 4 ) آل عمران : 187 ( 5 ) المجلسي ، الشيخ محمد باقر ، ( ت : 1111 هج ) ، بحار الأنوار ، ج 2 ، ص 21 ، الحديث ( 62 ) ، الناشر : مؤسسة الوفاء ، بيروت . ( 6 ) الشعراء : 109 . ( 7 ) الليثي الواسطي ، الشيخ علي بن محمد ، ( كان حياً عام 593 هج ) ، الحكم والمواعظ ، ص 200 ، الحكمة ( 4053 ) ، الناشر : دار الحديث ، قم ، ط 1 . ( 8 ) المتقي الهندي ، ( ت : 975 هج ) ، كنز العمال ، ج 3 ، ص 495 ، التسلسل العام للحديث ( 7576 ) . ********* عظّم الله أجوركم . [ حسن عطوان ] https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
Mostrar todo...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

[ بين يدي عاشوراء ] [ التبليغ بين المهنة والرسالة ] 📌 فرق بين أنْ يكون التبليغ مهنة .. وبين أنْ يكون رسالة .. فللمهنة - بما هي مهنة - أخلاقياتها .. وللرسالة - بما هي رسالة - أخلاقياتها .. 📌 إذ التاجر - بما هو تاجر بما في المتدين - إنّما يعرض ما يرغب به الناس ، لا ما هو جيد في نفسه دائماً ، وإلّا فقد يخسر السوق . بينما الرسالية تقتضي أنْ يعرض الرسالي ماينفع الناس ، سواءً أعجبهم ذلك ام لا . 📌 وللأسف أقول : تحول التبليغ في كثير من مصاديقه الى مهنة يُعرَض فيها ماهو رائج في السوق ، وما هو رائج لا يمثل الحقيقة في كثير من الأحيان .. 📌 يقول عزّ مَن قائل : ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ حَسِيباً ) ( 1 ) . وهذه الآية المباركة تُشير الى أنَّ الإنسان قد يخشى الله سبحانه ، لكنّه ايضاً وفي نفس الوقت قد يخشى غيره من سلطان أو مجتمع ، أو قد يخشى أنْ يخسر جاهه ودنياه ، فلا يقف الموقف الحق ، ولا يقول الكلمة الحقة . 📌 وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : ( لايحقرن أحدكم نفسه ، اذا رأى أمراً لله عزَّ وجلَّ فيه حق إلّا أنْ يقول فيه ؛ لئلا يقفه الله يوم القيامة ، فيقول له : ما منعك اذا رأيت كذا وكذا أنْ تقول فيه ؟ فيقول : ربِّ خفت ! فيقول الله عزَّ وجلَّ : أنا كنت أحق أنْ تخاف ) ( 2 ) . 📌 نعم ، إنَّ المُبَلًِغ العالم ، العامل بعلمه ، المتفرغ ، الذي يجب عليه ولو كفائياً التصدي لتبليغ رسالة الله سبحانه ، مثل هذا المبلغ يحتاج الى ما يتعيش به ، لذلك أقترح أنْ تتبنى الحوزة العلمية توفير عطاء مناسب له ، لكي لا يكون منتظراً لما في أيدي الناس فيكون مضطراً لمجاملتهم . يقول تعالى مُكرراً في أكثر من موضع على لسان أنبياءه : ( وَ ياقَوْمِ لاأَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ ) ( 3 ) . وبعبارة مُفَصّلة : لابد أنْ تحكـم حركـة الداعية الى الله الروح الرسالية لا الروح المهنية ، فبين طبيعة الرسالة وبين طبيعة المهنة بون شاسع . الرسالة فكرة يؤمن بها الإنسان ويدافع عنها بلا حدود .. فكرة تتجاوز الجزئيات إلى الكليات ، فيتحول المؤمن بها إلى صـاحب هـمٍّ كبيـر يـتـسامي علـى الـصغائر والشخـصانيات ، يتحـول المؤمن بها إلى إرادة صلبة لا تتزحزح حينما تلتقي بعقبات الطريق ولا تتراجع حينمـا تتعرض للحصار والتضييق والتعسف بل وربما الإلغاء . والرسالية تعني - فيما تعنيه - أنْ تتحول ذات الداعية من ذاتٍ تعيش الهمـوم الصغيرة والقضايا المحدودة إلى روح تعيش الهمـوم الكبيرة . الرسالي مدفوع بروح نبيلة تتحرك من أجل أنْ تدخل الرسالة في كل قلب وتعيش في كل فكر . 📌 أمـا المـهنـة فتمثل معنى المحدوديـة في حركة العمل وهدفه . في المهنة ترتبط كل حدود العمل وخطواته وإتجاهاته بالقضية الخاصة والمصلحة الشخصية ، فتخضع لما يخضع له قانون التجارة من قضايا العرض والطلب وتتحول بالفكر والممارسة إلى الآفاق المادية التي تبحث عن الكم في الأشياء قبل أنْ تبحث عن الكيف ، مما يجعل العمل تابعاً لما يحقق للمهنة نجاحاً أكبر وربما أكثر .. وإسلوب المهنـة تـابع لعلاقـة المـهنـة بـالربح والخسارة . وعلـى ضـوء ذلـك تكـون القـضايا المهمـة فـي حيـاة المجتمـع مـن إنحرافات أو مغالاة أو مـوالاة للظلم قضايا مسكوتاً عنها مادام الحديث فيها والتنبيه عن كارثيتها يـؤدي إلى عدم رضا هذا الطرف أو ذاك ، وبالتالي خسارة المُبّلِّغ المهني لهذا الموقع أو ذلك الجاه ! وتتحـول القـضايا الجزئيـة إلـى قـضايا أساسيـة فـي حيـاة المجتمـع مـا دامـت تـدّر ربحـاً وعلاقـاتٍ ورضـى مـن بعـض عليـة القـوم . المُبَلِّغ المهنـي لا يشكل التغيير والإصلاح همـاً أساسياً لـه ، بقـدر همـه بالجـاه والسمعة والموقع والمـردود المـادي ورضـى البعض . فأصـحاب المهـن - بمـا هـم أصـحاب مـهـن - ليـسوا بأنبيـاء ولا مصلحين فـلا يجـب علـيـهم بالتـالي أنْ يمارسـوا إسـلوب الأنبيـاء والمصلحين ويجسدوا أهدافهم في المجتمع . 📌 إنَّ الروح المهنية في سلوك المُبلِّغ تؤدي – فيما تؤدي إليه – إلى أنْ يتحول المُبَلِّغ من مصلح إلى تاجر أو باحث عن جاه وموقع ، وكل ما يستهدفه من عمله تأمين مجده الشخصي . فلا يمثل الدين عنده إلّا أداة من أدوات تحقيق ذلك المجد . وفي ضوء ذلك تتحدد علاقته بالنـاس من حوله ، فلا قيمة عنده لأي شخص مهما كانت قيمتـه ودرجته في الإيمان ومهما بلغت منزلته في الجهاد والتضحية إذا لم يمثل هذا الشخص لبنة صغيرة أو كبيرة في بناء مجده المادي أو المعنوي ؛ لأنَّ علاقته به لا تنسجم مع قانون الربح والخسارة .
Mostrar todo...
أمّا الأشخاص الذين ترتبط مصالحه بهـم وتلتقي رغباتهم برغباتـه ومزاجـه فهؤلاء هم الأصحاب والأحبـاب وهـم الخـلان والأصـدقاء مهمـا بلغـت درجـة إنحرافهم عن الدين وابتعادهم عن تعاليمه وأحكامه ، ولا مانع عنده من أنْ يساومهم ويساوموه ويـداهنهم ويـداهنوه ، لأنَّ هكذا علاقة لا تختلف كثيراً عن أية علاقة أخرى من علاقات أهل المهن بزبائنهم . بل تجد مثل هذا المبلغ المهني في كثير من الأحيان يدافع عن قضايا الأقوى في المجتمع أكثر بكثير من دفاعه عن مصالح المحرومين والمستضعفين والفقراء ، بل لا يدافع عن مصالح هؤلاء أصلاً إلّا بمقدار ما يحقق له أنصاراً منهم قد يحتاجهم في لحظة ما . بل أكثر من ذلك قد يستدعي الأمر أحياناً من مثل هذا التاجر أنْ يُحَرِّف مفاهيم الدين فيوجهها إلى غير وجهتها الصحيحة فيجامل بها هذا الطرف او ذاك . 📌 فرقٌ كبير بين أنْ نفكر بروح المهنة فنحسب لكل كلمة او موقـف حـساب الربح والخسارة وبين أنْ نفكـر بـروح الرسالة فيكون همنا إيصال الكلمة الحقة وإتخاذ الموقف الحق دون حساب لرضى هـذا الطـرف أو ذاك ، مـا دامـت الكلمـة أو الموقـف في خدمة الرسالة وبإسلوب حكيم . ومن هذا المنطلق ينبغي للداعية الى الله ، الذي يصبو إلى تغيير الواقع أنْ يكون مؤثراً قائداً لا أنْ يكون متأثراً مقوداً ، يؤثر بمنهجه وسلوكه ولا يتأثر بالبيئة والمحيط اللذين يسعى لتغييرهما . وعلى الداعيـة الى الله أنْ يكون شجاعاً في قول كلمـة الحـق وألّا تأخذه في الله لومـة لائـم . وعليـه أنْ يُظهر علمـه كلمـا كان ذلك ضرورياً ، فذلك هو مقتضى الميثـاق بينـه - حينمـا اختـار طريق الدعوة إلى الله - وبين الله سبحانه . يقول جلَّ وعلا في محكم كتابه الكريم : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ ) ( 4 ) . وعن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أبلغ خيراً وقل خيراً ولا تكوننَّ إمعة ، قال : وما الإمعة ؟ قال : لا تقولنَّ أن تقول أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس ، إنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إنما هما نجدان – طريقان – نجد خير ونجد شر ، فما بال نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ) ( 5 ) . 📌 [ مقترحان ] وتأسيساً علـى ذلـك أقدم بين يدي مَن يهمه الأمر مقترحين : ◀️ الأول : أنْ يتنـزه المُبَلِّغ - بقـدر مـا يـمكـن - عـن تقاضـي أي أجـر مـن النـاس مقابـل عملـه التبليغـي ، لا سيّما في العراق ، لعـدة أسباب ، منهـا : 1. أنّه بـذلك يقول للنـاس أنّـه يقـدم لهم الكلمة الطيبة لأجلهم لا مقابل ثمن ، فتدخل كلمته القلوب قبل الآذان . ولعل ذلك هو الغاية من قوله جلَّ وعلا : ( وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى‏ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ( 6 ) . إذ أنَّ هذا الشعار النبوي الذي تكرر في أكثر من آيـة ليس من خصوصيات النبي بما هو نبي وإنّما هو منطلق من موقعه كداعيـة يبلـغ رسالة الله سبحانه ، كـدرس عملـي لبقيـة المـؤمنين في العطـاء لخدمة الرسالة بلا مقابل . 2. أنَّه حينما لا يمد يده إلى جمهوره فسوف تسمو العلاقة بينه وبينهم . ففي الحديث عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) أنّه قال : ( تحبب إلى الناس بالزهد فيما بين أيديهم تفز بالمحبة منهم ) ( 7 ) . والمحبة تكون باباً لقبـول الفكرة . 3. أنـَّه حينمـا يـربط تبليغه بالعطاء فقد يؤدي به ذلك إلى السكوت عن قول كلمة الحق التي لا ترضي المعطي أو لا تنسجم مع مزاجه . ففي الحديث عن الرسول ( صلى الله عليـه وآلـه وسـلم ) أنّـه قـال : ( الطمـع يـُذهب الحكمة من قلوب العلماء ) ( 8 ) . 📌 نعم ينبغي أنْ تتبنى المؤسسات العلمية والمرجعيات الدينية تأمين معيشةٍ للمُبلِّغ المتفرغ كأواسط مجتمعه ، وإلّا فلعل من الخير للداعية أنْ يبحث عن لقمة عيشه في مجال آخر غير مجال الدعوة إلى الله سبحانه . ◀️ المقترح الثاني : تُؤسَس لهذا الغرض مؤسسة موحدة ، مختصة بالتبليغ ، فيها ممثلون عن مكاتب المرجعيات ، وتستعين بخبرة المؤسسات التبليغية القائمة . وتحتفظ بقاعدة بيانات : عن المبلغين : مستوياتهم العلمية ، اسلوبهم ، ونحو ذلك . فلا يُسمح لمن لا يُفَرِّق بين الهر والبر بإرتقاء المنبر الشريف ، لا سيّما بعد إنتشار نقل المحاضرات على الفضائيات ، وإذا بخطيب يُحسب على المذهب ، وكلامه خليط من غلو وخرافات وأحلام ووو ، هذا عدا عن " اللحن " في اللغة ، بل حتى فيما ينقله من آيات كريمة . وعن مناطق التبليغ : من حيث ما تحتاجه كل منطقة من عدد من المبلغين ، ومستوياتهم ، وما الى ذلك . ويكون إرسال المُبلّغ لمنطقة ما ، أو مسجد أو حسينية أو موكب ما ، عن طريق هذه المؤسسة .
Mostrar todo...
[ بين يدي عيد الغدير ] ( 4 ) أدناه توضيحٍ لبعض ماوُصِف به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الروايات . 1️⃣ فمما لقّب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) به إنّه : ( قائد الغرِّ المحجَّلين ) ، فما معنى ذلك ؟؟ ( الغُرُّ ) جمعٌ الأغر ، والأغر وصف للفرس الذي يعلو وجهه البياض ؛ ولأنَّ معنى الغرة هو بياض الوجه ؛ فناسب أنْ يُوصَف المؤمن بذلك لمداومته على الوضوء الذي هو نور وضياء . و( المُحجَّل ) وصف للفرس الذي يكون في أسفل يديه وقدميه بياض ، وأُستعير هذا الوصف للمؤمن المداوم على الوضوء . وعلى هذا فالغرُّ المحجَّلين هم المؤمنون . وقائد الغرِّ المحجلين : وليُّهم وسيدُهم . 2️⃣ ومن الألقاب التي لقّب بها الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كما في بعض الروايات ، لقّبه ايضاً : بأنّه ( يعسوب المؤمنين ) وأنّه ( يعسوب الدين ) . وجاء في بعض معاجم اللغة : اليعسوب أمير النحل وكبيرهم وسيدهم ، تضرب به الأمثال لأنّه إذا خرج الأمير تبعه النحل بأجمعه ، وكانت العرب تعتقد أنّه ذكر لضخامته ؛ ولذلك يُطلق اليعسوب على رئيس القوم والمتقدم عليهم . وفي بعض معاجم اللغة ، اليعسوب : ملكة النحل ، فملكة النحل يعسوب قومها ، أي المتقدمة عليهم ورئيستهم . فكأن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حينما وصف أمير المؤمنين ب ( يعسوب المؤمنين ) جعله ( عليه السلام ) رئيس المؤمنين وسيدهم . وحينما وصفه ب ( يعسوب الدين ) جعل الدين يتبعه ويقفو أثره حيث سار ، كما يتبع النحل اليعسوب ، وهذا على وزان قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار ) . 3️⃣ ومن الألقاب التي لقّب بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لقبّه أيضاً بأنّه ( أمير النّحل ) كما ورد في بعض الروايات . ولتوضيح المراد من ذلك أقول : أنّه قد ورد في بعض الروايات عن الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال ما مضمونه : ( مثل المؤمن كمثل النحلة إنْ صاحبته نفعك وإنْ شاورته نفعك وإنْ جالسته نفعك وكل شأنه منافع ، وكذلك النحلة كل شأنها منافع ) . فالرسول الأكرم شبّه المؤمنين بالنحل في شدة منفعتهم للآخرين وعدم صدور غير الخير منهم . وعلى هذا تبين أنَّ المراد بأمير النّحل : أمير المؤمنين . وقيل : لأنَّ رسول الله ( صلى الله وعليه وآله وسلم ) لقَّبه بيعسوب المؤمنين ، واليعسوب هو أمير النَّحل ؛ لذلك ناسب إطلاق أمير النَّحل على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . 4️⃣ ووصفه الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً على ما في بعض الروايات بأنّه : ( الأنزع البطين ) . وكلمة الأنزع لغةً يُوصف بها من انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، أي لم يكن على جانبي جبهته شعر ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان أنزع الشعر ، وكانت العرب تتيمن بالأنزع . وأما كلمة البطين فُتطلق ويُراد بها أكثر من معنى : ◀️ أ. ففي لسان العرب أنَّه وصفٌ للرجل العريض البطن وأنْ لم يكن منتفخ البطن ، وجسد الإمام علي ( عليه السلام ) كان ضخماً فناسب أنْ يكون بطنه كذلك ، وتناسق الأعضاء من صفات الكمال الجسدي . ◀️ ب. وجاء في بعض الروايات أنَّ منشأ وصف الإمام علي ( عليه السلام ) بالأنزع البطين هو أنّه ( عليه السلام ) منزوع من الشرك بطين من العلم ، كما ورد عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) . وعلى هذا فوصفه ( عليه السلام ) بالبطين هو كناية عن كثرة علمه لا عن ضخامة في البطن . ◀️ ج. ويمكن أنْ يُراد ب ( البطين ) الأخمص البطن ، من باب إطلاق إسم الضد على ضده ، كما في تعبيرنا عن فاقد البصر أنّه بصير . أسعد الله أيامكم . [ حسن عطوان ] تم تنقيحه في 19 / ذو الحجة / 1445 هج . https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
Mostrar todo...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

16
Elige un Plan Diferente

Tu plan actual sólo permite el análisis de 5 canales. Para obtener más, elige otro plan.