cookie

Utilizamos cookies para mejorar tu experiencia de navegación. Al hacer clic en "Aceptar todo", aceptas el uso de cookies.

avatar

أنس البخاري

Publicaciones publicitarias
4 799
Suscriptores
Sin datos24 horas
-87 días
-5830 días

Carga de datos en curso...

Tasa de crecimiento de suscriptores

Carga de datos en curso...

Photo unavailableShow in Telegram
مجالس القرآن، للأنصاري رحمه الله!
Mostrar todo...
- تجربة نافعة في أمر الذكر والدعاء في رمضان: من الأمور التي أظن أن لها الأثر النافع على القلب في رمضان، هو التركيز في كل يوم على ذكر واحد، ودعاء واحد، يلهج بهما آناء الليل وأطراف النهار. فإن ذلك أجمع للقلب وأدعى للحضور والخشية والإخبات، وأمعن في تذوق الذكر، والعيش معه، والإكثار منه! وهو كذلك في أمر الدعاء أدعى لولوج باب الافتقار والحاجة والإلحاح والذل والانكسار لله! فإن جمع القلب كل يوم على ذكر واحد أنفع له من تفرقه بينها جميعا بغير تذوق ولا حضور ولا إخبات. وهذا في أوقات الذكر المطلق، بغير أذكار الصباح والمساء، والاستيقاظ والنوم، وعقب الصلوات المكتوبة، والأذكار ذوات الأسباب! ولا أقول أن لذلك فضيلة في الدين فيكون بذلك بدعة، ولكن أقول أنه له الأثر النافع على من جربه، ولا أحسب أن في هذا مخالفة إن شاء الله. وقد روي أن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - كان يطوف بالبيت وليس له دأب إلا هذه الدعوة: (رب قني شُحَّ نفسي، رب قني شُحَّ نفسي). فقيل له: أما تدعو بغير هذه الدعوة؟ فقال: (إذا وُقِيتُ شُحَّ نفسي فقد أفلحت). يشير إلى قول الله تعالى: "وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". جرب مثلا أن تكثر تقول في يوم: - لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وفي آخر: - لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. وفي ثالث: - لا حول، ولا قوة، إلا بالله العلي العظيم. وفي رابع: - أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه. وفي خامس: - صلاة على النبي وآله، صلى الله عليهم وسلم. وفي سادس: - لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم. وفي سابع: - سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. وأكمل الشهر على هذا النحو! كذلك قم بتحديد أدعية جامعة بعدد أيام الشهر والهج في كل يوم بأحدها، وهو شهر كريم، بلغناه رب كريم جواد وعسى أن نكون وإياكم عند الرحمن من المقبولين! - لا تنسوا الدعاء لإخوانكم في الأرض المقدسة الطيبة بالنصر والثبات، ورفع البأساء والضراء عنهم، والدعاء على الطغاة والظالمين أن يقصم الله عز وجل ظهورهم، ويطهر الأرض من دنسهم، وأن يمكن لعباده الصالحين!
Mostrar todo...
يحلو لكثير من الناس اتهام (النفس) بأنها العدو الأكبر للإنسان، وذلك لما يراه البعض من تقصيره وتهاونه أو إسرافه على نفسه في رمضان حين تصفد الشياطين، فيغالي في ذم النفس واتهامها حتى يقدِّم عداوتها على عداوة (الشيطان) مستدلا ببعض النصوص كقول الله عز وجل: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) وقوله تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ)، وتجري عملية الاستدلال تلك بمعزل عن بقية النصوص، فينتج عنها ذلك الحكم الخاطئ! لقد وُصف كيد الشيطان بالضعف في سياق مواجهة بين أولياء الله الذين آمنوا فهم يقاتلون في سبيل الله، وأولياء الشيطان الذين كفروا فهم يقاتلون في سبيل الطاغوت، فضعف كيد الشيطان وهنا إلى وحدة جماعة المؤمنين واعتصامهم وتحصنهم بركن الله العزيز وولائهم لربهم القوي المحيط، ضعيف إلى قدرة الله وتدبيره للمؤمنين وكيده بالكافرين. والنفس وإن جاء وصفها بالذم في كثير من النصوص والآثار، فإنها قابلة للترويض والتهذيب والتزكية، فقد أقسم الله تعالى بعدة من عظيم مخلوقاته وآياته على ذلك في سورة الشمس، ثم قال: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا). ومنها النفس اللوامة التي أقسم الله عز وجل بها، والنفس المطمئنة التي وعدها سبحانه بالرضوان والجنان. لقد أخبرنا الله عز وجل أن الشيطان هو عدونا الأول، فهو الذي أخرج أبوينا من الجنة: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ...). وقد حذرنا الله عز وجل أن تحرمنا فتنة الشيطان من دخول الجنة كما أخرج أبوينا: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ...). والوحي زاخر بالنصوص التي تصرح بعداوة الشيطان للإنسان وتصف تلك العداوة بأوصاف بالغة التعبير تجلي صورة تلك العداوة بينهما على أنها معركة حربية طاحنة عظيمة الشراسة محتدمة غاية الاحتدام، معركة غابرة موغلة في القدم قد بدا أوارها منذ نفخ الله الروح في جسد أبينا آدم عليه السلام، أو ربما حتى من قبلها، معركة سرمدية حتى يُنفخ في الصور وتقوم الساعة. - أحب لكل مسلم أن يقرأ كتاب "عندما ترعى الذئاب الغنم" للشيخ رفاعي سرور رحمه الله تعالى. وليس أقل من أن يقرأ الفصل الأول من الجزء الأول (حوالي ١٠ صفحات فقط) وهو يصور ويصف العلاقة الحقيقية بين الإنسان والشيطان من نصوص القرآن والسنة تصويرا ووصفا جليًا بترتيب فريد بديع، ونلخص منه بشيء من التصرف والإضافة ذلك الوصف لصور العداء: (صورة قتالية) هذه صورة العداء القائم بيننا وبين إبليس، حرب لها كل صفات وتقاليد ووسائل الحرب المعروفة في واقعنا البشري: - فالشياطين جنود إبليس سواء كانوا من الجن أو الإنس، قال الله تعالى: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (*) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ).. (جنود إبليس). - علاقة هؤلاء الجنود من الشياطين بإبليس علاقة ولاء وطاعة، وهما أول الضرورات التنظيمية في أي حرب، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).. (أولياء الشيطان). - بهذا الولاء تكون الحزبية: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ).. (حزب الشيطان). - لإبليس مركز قيادة بعيد عن واقع القتال: (إن إبليس يضع عرشه فوق الماء) ثم (يبعث سراياه) السرايا: تشكيل قتالي منتقى لهدف محدد: (فيفتنون الناس)، وهنا مبدأ الثواب والعقاب:(فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة). - لإبليس آلة دعوة وإعلام وتوجيه تجذب إليه جنده وحزبه: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ)، ويبعث جنده ويجهزهم بأسلحة وتشكيلات الجيوش المعروفة والتي منها: سلاح الفرسان وأدواتهم الخيل، وسلاح المشاة (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)، وبينه وبينهم شراكات قائمة لأجل تحقيق تلك الأهداف: (وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا). - ومن أدوات هذه الحرب: السهام. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (النظرة سهم من سهام إبليس، يصيب بها قلب المؤمن). - هذه الحرب فيها الرايات التي هي من تقاليد سيادة الجيوش وأعراف النصر والهزيمة، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من خارج يخرج - يعني من بيته - إلا ببابه رايتان: راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الله عز وجل، اتبعه الملك برايته، فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته، وإن خرج لما يسخط الله، اتبعه الشيطان
Mostrar todo...
- ومنها الاغتيال: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي). - وفي هذا الحرب الحصون: كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث نبي الله يحيى بن زكريا وقوله لبني إسرائيل: (وأمركم بذكرِ اللهِ كثيرًا ومَثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سِراعًا في أثرِه حتَّى أتَى حصنًا حصينًا فأحرز نفسَه فيه وكذلك العبدُ لا ينجو من الشَّيطانِ إلَّا بذكرِ اللهِ). - وفيها الجوار الحقيقي: ومن ذلك قول أبي الدرداء عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما (أليسَ فِيكُمْ -أوْ مِنكُمْ- الذي أجَارَهُ اللَّهُ علَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ يَعْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ). وفيها الجوار المكذوب الخداع: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ). (وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا). - وفيها الخسائر الفادحة: أن بعث النار تسعمائة وتسعة وتسعون من كل ألف، وواحد في الجنة. قال تعالى:(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ). (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ). ومما يزيد الشعور بهذه الحرب رهبة أن نعلم أن هذا الواحد الذي نجا من بين الألف؛ لم تتحقق له النجاة إلا بفضل الله ورحمته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). ومن هنا كان من حقائق تقييم هذه الحرب: فرح الله عز وجل بعباده الناجين منها، بدليل قوله( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن...).
Mostrar todo...
برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان، حتى يرجع إلى بيته). - وكما ترفع الراية في أماكن الانتصار، فهي ترفع في أماكن الاحتلال: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(لا تَكونَنَّ إنِ استطعتَ ، أوَّلَ من يدخلُ السُّوقَ ، ولا آخِرَ من يخرُجُ مِنها ، فإنَّها معرَكةُ الشَّيطانِ ، وبِها ينصِبُ رايتَه)، وفي حديث آخر: (أبغض البلاد إلى الله أسواقها). - وفي هذه الحرب العنف والشدة، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا). - وفيها التربص والترصد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الشيطانَ يَحضُرُ أحدَكُمْ عند كلِّ شَيءِ من شأنِه). - وفيها الاستطلاع والاستكشاف ومعرفة العدو، قال صلى الله عليه وسلم: (لمَّا صوَّر اللهُ تبارك وتعالَى آدمَ عليه السَّلامُ تركه، فجعل إبليسُ يطوفُ به ينظُرُ إليه، فلمَّا رآه أجوفَ، قال: ظفرتُ به خلقٌ لا يتمالكُ) - وفيها الغل والحقد والعزم على إلحاق الضرر البالغ بالخصم: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ). -وفيها الحصار: (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ). - وفيها الأفخاخ والشراك، لاستعاذة النبي صلى الله عليه وسلم: (من شر الشيطان وشَرَكِه). - وفيها التجسس من قبل الشياطين: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ). - وفيها الحراسة المشددة من قبل الملائكة والشهب:(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا)، (ۖفَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا)، (لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ). - وفيها العمليات الانتحارية التجسسية من قبل الشياطين: مسترقوا السمع واحد فوق الآخر فربما لحق أحدهم الشهاب قبل أن يرمي بها إلى صاحبه: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ). وفيها التخفي: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ). وفيها الغش والكذب والخداع: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)، (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ). - وفيها إحداث الوقيعة بين الحلفاء: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ). (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا). وفيها عنصر الإرهاب والتخويف: (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ). وفيها التشغيب والمجادلة والمراسلات السرية: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ)، (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا). - وفيها التسلط على الذاكرة وشغل الإنسان عن مراده ومهامه وواجباته: فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ، يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ، وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ. (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ). وفيها الحرب النفسية: بالإحزان: (إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا). وبالتحسير: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). وفيها الأسر: ومنها أسر النبي صلى الله عليه وسلم لشيطان مر بين يديه وهو يصلي، فخنقه النبي صلى الله عليه وسلم حتى وجد برد لسانه على يده، ولولا دعوة سليمان عليه السلام لربطه إلى سارية من سواري المسجد يطيف به ولدان أهل المدينة. ومنها قوله لأبي هريرة: ما فعل أسيرك البارحة؟ وإذا جاء رمضان؛ صفدت أو سلسلت الشياطين. - وفي هذه الحرب عملية السحق الشامل؛ ففي الحديث القدسي: (وإنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ). - ومنها الاستئصال (لأحتنكن ذريته).
Mostrar todo...
- ومنها الاغتيال: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي). - وفي هذا الحرب الحصون: كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث نبي الله يحيى بن زكريا وقوله لبني إسرائيل: (وأمركم بذكرِ اللهِ كثيرًا ومَثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سِراعًا في أثرِه حتَّى أتَى حصنًا حصينًا فأحرز نفسَه فيه وكذلك العبدُ لا ينجو من الشَّيطانِ إلَّا بذكرِ اللهِ). - وفيها الجوار الحقيقي: ومن ذلك قول أبي الدرداء عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما (أليسَ فِيكُمْ -أوْ مِنكُمْ- الذي أجَارَهُ اللَّهُ علَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ يَعْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ). وفيها الجوار المكذوب الخداع: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ). (وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا). - وفيها الخسائر الفادحة: أن بعث النار تسعمائة وتسعة وتسعون من كل ألف، وواحد في الجنة. قال تعالى:(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ). (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ). ومما يزيد الشعور بهذه الحرب رهبة أن نعلم أن هذا الواحد الذي نجا من بين الألف؛ لم تتحقق له النجاة إلا بفضل الله ورحمته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). ومن هنا كان من حقائق تقييم هذه الحرب: فرح الله عز وجل بعباده الناجين منها، بدليل قوله( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن...).
Mostrar todo...
المسلم للناس تارة كالشمس والماء والهواء؛ يهبهم الضوء والدفء، ويروي موات قلوبهم لتحيا، ويكون كنسمة ربيعية عليلة تغذي الروح وتؤنسها وتلاطفها. بل إن دور المسلم لأعظم نفعا للبشرية من تلك المخلوقات؛ فعلى تلك المخلوقات مدار دنيا الناس، ولكن المسلم رسول ابتعثه الله وحمَّله رسالة الإسلام وأمانة البلاغ، ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. وأبهى ما يتجلى فيه دور المسلم ذلك: مقام "الدعوة إلى الله" ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ). وكذلك المسلم جندي من جنود الله، وكما يوالي ويحب في الله وينفع من تنفعه الذكرى بإذن الله، فإنه يعادي ويكره في الله؛ فتارة يكون كالطير الأبابيل، أو كالبحر الهائج المائج المغرق المهلك، والإعصار الذي فيه نار ورعد وبرق؛ يرسله الله على أهل الطغيان والكفر ممن يعادون الحق، ويحجبون الهداية والنفع والفلاح عن باقي الخلق، ويعبِّدونهم بالجهل والغرر لكل طاغوت من دون الله يسومهم بظلمه سوء العذاب في الدنيا، ويورثهم بجهالتهم دركات النار في الآخرة إن هم تابعوه. ولسان حال المسلم في ذلك المقام قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين" وأظهر ما يبرز فيه دور المسلم ذلك: مقام "الجهاد في سبيل الله" (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).
Mostrar todo...
من كان صالحا؛ نال في كل يوم حظا من دعاء كل مسلم يصلي ويتشهد فيقول داعيا: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين! فإن كل عبد صالح يأتيه نصيب يغشاه قائما وقاعدا من سلام الله عليه، بسؤال المسلمين له السلام، ولعل من مات منهم كذلك لم تنقطع بموتهم أعمالهم، فيصلهم رزقهم من سلام الله عليهم، بتكفير الذنوب، وفك الكروب، ورفعة الدرجات، كلما قال مسلم: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين! وهذا من بركة المسلم على المسلم!
Mostrar todo...
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكبِرون ويخشون أن يكون بعضهم في طرف، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في طرف آخر، ليس في باب الهدي والمنهاج، ولا في باب الولاء والنصرة، ولا في باب الشرعة والاحتكام، وإنما في (مسابقة رمي بالسهام)! فكيف بمن يزعم أنه مؤمن وهو يخاصم هديه ومنهاجه، ويخاصمه في باب الولاء والنصرة، ويعاديه في باب الشرعة والاحتكام؟! فقد روى البخاري في صحيحه من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه قال: "مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى نَفَرٍ مِن أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْمُوا بَنِي إسْمَاعِيلَ، فإنَّ أَبَاكُمْ كانَ رَامِيًا ارْمُوا، وأَنَا مع بَنِي فُلَانٍ قالَ: فأمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بأَيْدِيهِمْ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لَكُمْ لا تَرْمُونَ؟، قالوا: كيفَ نَرْمِي وأَنْتَ معهُمْ؟ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْمُوا فأنَا معكُمْ كُلِّكُمْ.
Mostrar todo...
إنما السكوت ضعف ولاء لله تعالى، قبل أن يكون ضعف ولاء لصفوة المسلمين وخيرتهم، وهو زاد الطغيان وجلَّاب البلايا والنقم! ويحك أيها المسكين! تظن أن إخوانك أحوج إلى نصرتك من حاجتك أنت إلى نصرتهم، والله لأنت أحوج إلى نصرتهم من حاجة أضعف من فيهم وأقلهم يدا إلى نصرتك! إذا لم تكن على قدرة من نصرتهم بيدك ونفسك ومالك، فلا أقل من أن تنصرهم بقلبك ولسانك، وأن تنكر على من حاصرهم وجوعهم من منافقينا - أذاقهم الله لباس الخوف والجوع وصب عليهم بأسه ونكاله. فإن هذا الإنكار قدر وسعك هو سبيلك إلى النجاة؛ ألم تر أن الله تعالى قال: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ). - أَنجَيْنَا: الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ. - وَأَخَذْنَا: الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ.
Mostrar todo...
Elige un Plan Diferente

Tu plan actual sólo permite el análisis de 5 canales. Para obtener más, elige otro plan.