مَـوج

مَن كان مرتحلاً بقلب محبِّهِ يوماً فإنك راحل بجميعي وأنا الذي ترك الوداع تعمُّدًا مَن ذا يطيق مرارة التوديع؟

أنا يا صديقي في هواي مُعقَّد ‏و على الشفاه قصيدةٌ تتردَّد ‏الشوق يدفعني إليك كزاهدٍ ‏تركَ الدُنى في عزلةٍ يتعبَّد ‏و البعد يمنعني ويدمي خافقي ‏و الموت من خلف الظلام يُهدِّد ..

وإن غابت ألشمسُ.. فَـليس ألقمر مَن يُنير طَريقي بِل عيناكِ..

قالَت أتَيتُ إليك حَتّى أسمَعَك ‏ فاقصُص على قَلبي وقُل ماأوجَعَك ‏فَلَزمتُ صَمتي حينَ أصـغَت سَمعَها ‏ قالت تحدثّ لا تَخَف إنّي معك ‏قَتَلوا فُؤادَكَ شَتَّـتُـوا فيهِ الهَوى ‏هُم فَرَّقُـوكَ وقَد أتَيتُ لأجمعَك ‏مِن لُطفِها ثَغري تَبَسَّم ضاحِكاً ‏ قالَت تَبَسَّم يا فَتى ماأروَعَك!

ولربّما اختزن الكريم لسانَه حذرَ الجواب وإنه لمفوّه ولربّما ابتسم الوقور من الأذى وفؤاده من حرّه يتأوّه علي بن أبي طالب

عاد غريبًا كما كان، رُبما كان غريبًا طوال الوقت وأنا مَن اختلقتُ الأُلفة.

ولربما أقسو عليكِ وفي دمي جمرٌ من الآلامِ والأشواقِ وأقول لا أرجو وصالكِ ثانياً وأنا أجرجر في هواكِ وثاقي وأُديرُ وجهي لإدعاء تجلُّدي ووددتُ لو يحويكِ طوق عناقي

مضى دهر عليّ وأنت ناءِ وأشواقُ الفُؤادِ بلا انتهاءِ ألوذ من الحنينِ ومن ظنوني كلوذِ الطير من مطرِ الشتاءِ هواءٌ أنت في رئتي ونبضي وهل لِي أن أعيشَ بِلا هواءِ؟

مضى دهر عليّ وأنتَ ناءِ وأشواقُ الفُؤادِ بلا انتهاءِ ألوذ من الحنينِ ومن ظنوني كلوذِ الطير من مطرِ الشتاءِ هواءٌ أنت في رئتي ونبضي وهل لِي أن أعيشَ بِلا هواءِ؟