هتفت وهي تحاول جذب ذراعها من بين قبضته القاسية وقد بدأت في البكاء بهسترية شاعره بألم حاد يضرب ذراعها التي بين قبضته
=قسماً بالله ما هيحصل.... انا مش هذل نفسى علشان اختك و جوزها يرضوا عنك و و يديكوا فلوس تجيب الزفت اللى بتشربه كل يوم
صاح شاكر بصوت عاصف و قد جن جنونه عند سماعه كلماتها تلك ممسكاً بشعرها يجذبه منه بينما جسده يترنح للخلف بعدم اتزان و سكر واضح
اندفعت نحوهم زوجة والدها أمل التى وصلت للمنزل للتو محاولة تخليصها من قبضته محاولة تهدئته
=صلى على النبى يا ابو ضي و سيب البت البت هتخلص فى ايدك حرام عليك... سيبها انت مش فى وعيك
=سيبيه يربيها و يعلمها الادب... بدل ما هى محدش مالى عينها كده
قاطعتها ببرود زينات الجالسة على الاريكة واضعة قدماً فوق الاخرى تشاهد ما يحدث بنظرات ممتلئة بالتشفى و الرضا
زجرتها أمل بنظرة ممتلئة بالغضب قبل ان تلتف الى زوجها قائلة بصوت منخفض محاولة تهدئته وتحرير ضي من بين قبضته
=اهدى يا شاكر... دى ضي يا راجل اول فرحتك فى الدنيا...
التمع الادراك قليلاً بعينه قبل ان يتركها متراجعاً للخلف متناولاً زجاجة الخمر يرفعها الى فمه متناولاً محتوياتها بشراهة قبل ان يسقط منهاراً على الإريكة مما جعل ضى تستغل الفرصة و تهرب الى غرفتها تحتمى بها
༺༻༺༻༺༺༻༻
فى صباح اليوم التالى....
كانت ضي نائمة بغرفتها عندما شعرت بيد تهزها برفق فتحت عينيها ببطئ و النعاس لايزال يتغلب عليها لكنها انتفضت جالسة متراجعة للخلف بخوف و ذعر عندما رأت والدها جالساً على طرف فراشها
=اهدى يا ضي... اهدى يا بنتى
غمغم شاكر محاولاً تهدئتها عندما رأى حالة الذعر التى عليها...
ليكمل مقترباً منها ليصبح جالساً بجانبها جاذباً اياها يحتضنها بين ذراعيه مغمغم بصوت مختنق
=حقك عليا يا نور عين ابوكى...
ليكمل وهو يربت فوق ظهرها بحنان غافلاً عن حالة الصدمة التى عليها ضي الأن
=لما أمل حكتلى على اللى عملته فيكى امبارح مكنتش مصدق ....بس اعمل ايه انا مش ببقى فى وعى و انا شارب الزفت ده....
ابتعدت عنه ضي قائلة برجاء وهى تمسك بذراعه
=طيب ما تبطله يا بابا... بطله علشان خاطرى و خاطر اخواتى....
اخفض رأسه هامساً بصوت منكسر يملئه الالم
=ياريت كان بايدى يا بنتى... بس انا لو بطلته اموت....
ليكمل و عينيه تلتمع بالدموع
=لو فضلت صاحى و فى وعي و مسلم نفسى لعقلى والافكار والذكريات اللى جوايا اخرتها هموت نفسى
قاطعته ضي بصوت يملئه الذعر و اللهفة
=بعيد الشر عنك يا بابا متقولش كدة
هز شاكر رأسه وعينيه ممتلئة بالدموع قائلاً بصوت مرتجف
=انا مطلعتش من الدنيا الا بيكى و باخواتك الصغيرين...علشان كدة مش عايزك تزعلى منى لما اكون فى حالتى دى ادخلى اوضتك و تجنبنى حاولى متتعامليش معايا خالص... انا مش عايز أأذيكى...
صمت قليلاً ثم احتضنها مقبلاً اعلى رأسها
بحنان
=يلا يا حبيبتى قومى افطرى مع اخواتك قبل ما تروحى شغلك
اومأت برأسها مشاهدة اياه و هو يغادر الغرفة بهدوء قبل ان ترتمى فوق الفراش مرة اخرى دافنة وجهها بوسادتها شاعرة بغصة بقلبها و هى تفكر لما لا يظل والدها دائماً بحالته الهادئة الوديعة تلك فعندما لا يشرب الخمر يصبح أحن شخص قد تقابله فى حياتك على عكس حالته عندما يشرب ذلك يتحول الى شخص عدوانى عنيف... لكنها تعلم السبب فى حالته تلك فمنذ هروب والدتها مع عشيقها و هو اصبح مدمن علة الكحول يحاول ان ينسى والدتها التى كان يعشقها حد الجنون اخذ يشرب كل ليلة محاولاً ان ينساها و يهرب من نظرات و كلمات اللاذعة و الشماتة التى كانت تلاحقه حتى اصبح مدمناً على هذا المشروب السام الذى يحوله الى نسخة سيئة منه.
خرجت ضي من المنزل متجهه الى عملها لكنها توقفت عندما رأت أيوب يقف امام المنزل بجانب سيارته مما جعلها تندهش فهو يذهب الى عمله دائماً بوقت مبكر و الساعة الأن العاشرة اتجهت اليه قائلة بابتسامة
=صباح الخير يا حبيبى...
اجابها أيوب بوجه متجهم
=صباح النور ..
اقتربت منه حتى اصبحت تقف امامه قائلة بقلق
=فى حاجة ولا ايه.. مروحتش الشغل ليه لحد دلوقتى؟؟؟
اجابها وعينيه تمرر على وجهها يتفحصها بقلق
=كنت مستنيكى... علشان اطمن عليكى انتى قافلة تليفونك من امبارح ليه...؟؟؟
اجابته بهدوء كاذب حتى لا يعلم ما حدث بالامس من والدها وضربه لها و هو فى حالة سكره المعتادة
=اصله فصل شحن و انا اول ما روحت من عندكوا نمت على طول...
قاطعها بغضب و حدة
= متتكررش تانى يا ضي موبيلك تشحنيه على طول انتى عارفة انى مبعرفش انام ولا بتغمضلى عين الا لما اتصل بيكى و اطمن انك بخير...
ليكمل و هو يفرك وجهه بعصبية
=انتى عارفة وجودك مع ابوكى اللى كل يوم بيبقى سكران طينة ده بيبقى مخلينى هتجنن ببقى عايز اطمن عليكى...
هزت رأسها قائلة بلهفة محاولة تطمئنته
=حاضر والله مش هتكرر....
وقف ينظر اليها بصمت عدة لحظات وعينيه تنطلق منها شرارت الغضب فور ملاحظته لما ترتديه
=انا مش قولت البنطلون ده ضيق عليكى و ميتلبسش تانى...
اخفضت نظرها الى بنطالها قائلة بتلعثم