الـكاتِـبـة تـبـارك الـهـلالـي🌏

رسالة إلى الغائب الحاضر... إنهُ شعورٌ يشبه الإحتضار حينما لا أستطيع أن أُعبر حتى في الكتابة، يا سيدنا إن السنون تمضي على قانون كل شئ تتمناه سوف تُبتلى فيه حتى نصل إلى يقين إن الدنيا لا توافق مشيئة الأمنيات، و ما عسانا أن نفعل هل نستسلم لفكرةِ الموت الفعلي و نتجرد من أمنيةِ لقائك، كل شئ يتقلب في دولاب الأوهام لا يوجد سنداً حقيقي او برقية أمان يُكتب فيها موعد لقائي بك، ها نحن نعيش على الأدعية و المودات و الأمل العاجز عن كونهِ أملاً، فمتى يحينُ الوعد؟... تبارك علي

منذ امدٍ بعيد و أنا أراك تروم الرحيل لذا لم أتفاجئ الآن بسماعي رحيلك ،كُنت أراك هواءً مستعدا أن يدخل رئات جميع من يتنفسه ،ليتك انتحلت صفة الدخان و صرت للجميع زفيراً،و لإنني اُجيدُ لغة الفراق فأني سوف أعمل لك فرحاً مُهيباً من الأحزان لا يحضرهُ أحد سوى المُتناقضين الذين فقدوا هوياتهم في الخلقِ و الوجوه ،ثم أنني سوف أنثر على جُثتك العديد من نصوصي المُطرزة بشراب الورد كي تتنفسها للمرة الأخيرة و تعي روحك ما خسرت ،إنها خسرت في القصائد و الكلمات ،خسارتها فادحة كنفسي التي أمضيت عمُري بأكملهِ أبنيها و في النهاية رحيلك جعلها تنهار إلى نقطة الصفر ،انفجرت انفجاراً عظيمً لدرجةِ حتى الآن تفوح رائحة الخراب منه ،لكن لأن النار و الماء لا يجتمعان فإن مصير كلاهما إلى الهلاك المُحتم،لذا لا داعي إلى ذهاب عند ابوابٍ مُغلقة و انتظر كثيراً فكثرة الوقوف أتعبتني فأنا أصبحتُ مثل شجرةٍ هامدة عمرها مئات السنين لا تُصلح لشيئ سوى للقرابين و النذورات حتى لشدةِ نحالتها لا تصلح بإن يلعب الأطفال عندها فلا ظلٍ لها و لا ثمر،أما الآن تعالي يا رَوحي نتشابك الأيدي و نمضي سوياً ننثر ما تعلق بنا على قارعةِ الزمان فأنا حبيبكِ الأول تبارك علي

و ما للفؤادِ سوى عليً يواليهِ حتى نهاية المطاف وإن عجلت نهايتهُ سيجدهُ مُحلِقاً عند الروحِ إن خاف

من كُنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم والي من والاه و عادي من عاداه و انصر من نصره و أخذل من خذله...

أحدهم يتحدث عن جدتهِ المُصابة في مرض النسيان، يقول حينما تفقدتُ فِراشها خرحتُ هلِعاً، مجنوناً، خائفاً أركض خلفها و حينما وجدتها كانت هالةٌ كبيرةٌ من الألم تجتمع حول قدميها و هي تستندُ بيدها اليمنى على عمود الكهرباء اللاذع من حرارة الشمس، كانت ترتجفُ من نارِ الرصيف التي تغلي تحت قدميها و تغلغلت فيها، من يراها يقول مُصابةٌ في البرد و لكن لعل ما مرَ عليها من مواقف جعلها جامدةً مُستسلمةً إلى العُمر الذي أنحدر من رأسها بهيئة نسيان، لم يكن بوسعي فعل اي شي سوى أن أحملها و اركض بها هارباً بهيبةِ سنينها التي مضت تاركاً جلد قدميها الناعم يتهرى بهيئة حروق تركض خلفي... تبارك علي

يا صاحب الزمان أدركنا 🫂🩶

في رحلتي الطويلة لم ألقى أحداً سواك، كُنت انت في جميع المحطات تنتظرني حاملاً سيوفاً من الملائكة كي تدافع عني، لم أكن أستحق كل ذلك لكن بعدها أيقنت إن الإيمان بك من غيرِ ظنٍ و شك يجعلني اظن أنك لا تخلق أحداً قط سواي و كأنك تُخبرني أن بقيت إلى جانبك سوف تبقى إلى جانبي ، رباهُ لا تُوجد قوةً يملكها الإنسان أعظم من القوة التي يشعر بها حينما تكون لجانبهِ، يُخيلُ لي إنك مثل الأم الحنون تترك الكون بإسرهِ و تُكرس نفسك لي حينما احتاج إليك ، لذا أشعرُ بكميةٍ هائلة من الامتنان و الخجل معاً ، خجلاً في كيف سوف أردُ جميل ما صنعت، لذا اجعلني بقربك دائماً و أبداً كي أرد لك حُسن ما صنعت من أجلي ... تبارك علي

هذا الكتاب يجعلك كل يوم أو ساعة تسأل نفسك لماذا انت تعيش؟ هذة الأسئلة الفلسفية التي تطرأ على الكثير من الناس لكن معظمهم ينأون عنها او يطردونها دون مُبرر و البعض الآخر يوظف له اسئلة من عمقِ خيالاتهِ أو حياتهِ اليومية او من أعماقِ عقيدته او دينة،حتى يُخرج سبباً لوجودهِ فالحياة، أما أنا أجدهُ بين البين، بشرحٍ موسع يحتاج آلاف الصفحات لربما أقضي ما مضى من عُمري أكتبه فأتناسى لماذا عشتُ أنا في التحديد، و لكي أبتعد عن هوس التفكير المفرط و العلمية المحدودة لأنها غير مقترنة بإثباتات علمية و أدلة إلهية، فإن الحل يكمن في البساطة التي تُغلف الأمور المعقدة فأنا أعيش لأجل الحُب و السلام، والتسامح، و عبادة الخالق و أتباعِ من أمرنا بطاعتهم، لعل اكتشاف الإنسان بنفسة يسهل عليهِ الكثير من عناءِ الدنيا و ألغازها... تبارك علي

حين يعرف الإنسان وجهتهُ ينسى بما مر عليه من شقاء،و حينما يفعم قلبه بالرضا تبدي لديه مواسم الفرح الا مُتناهية، و حينما يفهم القناعة يصبح لديه في كل لليلة حزمةً من الأعراس مُتعددة النعم،فاللهم أرضني مهما حييت و أجعل قلبي يتخذ حبك كنزاً لا يفنى... تبارك علي