مقْهَى البُؤسَاء.🖤

من أشد الصفات المؤذية للمرء من نفسه أن يجلد ذاته دائمًا بلا أسباب حقيقية، هو لا يعرف إن كان شخص جيد يستحق أن يعيش في هدوء وسلام مع العالم أم أنه شخص سيء يستحق كل الأذى الذي يحدث له، أن يكون متوترًا يفكر كثيرًا في كلماته قبل النطق بها، يخوض صراع يومي بين ما يرغبه قلبه وما يرفضه عقله، يخشى التعبير عن غضبه أو حتى الاعتراض على الكلمات التي تفسد قلبه حتى لا يراه الناس شخص سيء في غضبه، فيتألم ويلوم ويجلد نفسه على كتمانه وصمته، يخشى أن يكون الجانب السيء في حياة أحد ويجلد ذاته حين يشعر أحدهم بالضيق والحزن من تصرفاته، حين يعتذر تشعر وكأنه قد ارتكب كل جرائم البشر، وحين يعتذر له أحد يتقبله سريعًا وإن لم يحدث يُلقي بكل كلمات اللوم والقسوة على نفسه لأنها تأبى وترفض التسامح، يلتمس العذر للجميع لكنه لا يعطي لنفسه عذرًا واحدًا لتصرفاته وكلماته، يجلد ذاته كل يوم حين يسأل نفسه "هل أنا شخص جيد؟"، يجلد ذاته بالتساؤلات والأفكار والخوف والقلق، وأشد أعدائه هي نفسه تلك التي تخوض صراع كل يوم مع الحياة لا يعلمه أحد.

لا تدع مشاعرك تُسجنك، لا تُقيد نفسك بسلاسل الغضب المكبوت، فالكلمات المُحبوسة كالقنابل المُدفونة، تنفجرُ في وقتٍ غير مُناسبٍ مُخلّفةً وراءها دمارًا وخرابًا. لا تسمح للغضب أن يُسيطر عليك، عبّر عن مشاعرك بحريةٍ ووضوحٍ، ولكن باحترامٍ ومسؤولية. بدلًا من اللجوء إلى الشتائم واللعنات، التي تُسمّم روحك وتُلوّث لسانك، حاول التعبير عن مشاعرك بطريقةٍ بناءةٍ، فلا تكن سجين مشاعرك.

من الطبيعي ان تمر بفتره تُقدس فيها السكوت والابتسامه الباهته وانعدام رغبتك بالعتاب والكلام المستهلك، فجأةً ترضى بأي شيء يحصل لك.