Mémoire du vent

المنفى ليس أكثر من قاموس للهجرة، بينما هو طفل مريض يتعايش لرفضِ تحولاتهِ إلى شجرة توت كما تنتهي حكايات الساحرات الأخلاقية بالمسخ أو الموت. الإمعان في النفس البشرية كالأمعان في المنفى، كالإيمان بخدعة الهويّة قبل حتمية الموت..ما الموت؟ هل هذا الذي يجمع المرئيّ تحت وحدة اللامرئي ثم يسخر منه أو يشدّ أزرهُ بحيوات الماء والقُبّل؟ أم" ذاك " أسم اشارة للبعيد الحاضر ذهنًا، زميلك الجالس في المقعد أمامك، ولكن ليس إلى الزمن.لايزال الموت ألمًا طفوليًّا أيضًا، كلّ ماهو غيبيَّ بالأصل هو ألم طفولي، مركون دائمًا في خانة الإستعادة والوصفّ، في عالم أحلام يقظتنا السفلي، خوفًا من حشرات الأقبيّة، فهي الأخرى تطال الذاكرة، وتنهشها، لذلك وجدت الصورُ، لتنقذ الجدَّ من أن يهوي من دموع صبي في الخامسة، الموت، أو "تلك الحقيقة السامة التي تفجرّت لعيونهِ فجأةً و تصلبت.للمخيال إذن أجنحة سامية، و إلاّ ما كان كل أجدادنا ملائكة، بل و الأدهى ما كان لكل واحد منهم خصومًا! و إلاّ ما نحن؟ غير مخيالنا، إنه من يمتلك كلّ المعرفة عنا، عن عالمنا و عن الآخر، بل و يزيفها. كل شيء يتعدى المرئي يصبح شرخًا. إذًا ليكن النسيانُ هوية . مادامت يديَّ مطرقة مقلوبة: "أنا منسي إذًا أنا موجود".

ناقوسَ وردٍ.. أُصغي لفرحة طفلٍ تأكلني وردة ذبولها وشيك.

أنت .. أيها البحرُ الساكِنُ مِثل إله. يا سُفرة العالم الطلقة. تعرفني وحيدةً بين أفواه الضجيج مُباركةً مثل وعكة...ستخبرني... أعلم ! الشاردون حولك كُثرٌ.. بعضهم بقعٌ تيبست على المصاطِب لكثرة التحديق.. و بعضهم حصىً تسمّر حول خصرك .. أما أكثرهم فقِطط ضالة، مازالت تعتقد أنك طبيبها البيطري. لكنك، تعرفني بطريقة لا تشتبه عليك أنت .. صبية لا تجيد شيئًا من هذا، لا تعرفُ الجلوس ولا حتى الهمهمة.صبية تختبئ وراء محارة بنظارةٍ كبيرة غالبًا ما يكون المشهد خلف عيونها ميالاً ألى ألحان سيد درويش. بينما الناس قد دعيوا إلى عالمك، تجيء هي وفي أنفاسها عالمٌ مختلف.. عالمٌ من الريح و النُدرة لكنه حزين. صبية تُلقِنك جذر الأغنية واشتقاقها تميلُ لعندك، فتسكُت. صديقي الخجول أم ماذا أسميك؟ و أنت تعرفني جيدًا مِثل سحابة في النهار أفسدت لونك. لا ....لا أحب الجلوس حولك كآخر الأسنان في فك عجوز. اعتقدت أني أريد النوم، لكنك سبحت من النافذة لعندي. أنت بداخلي .. لم لا تدعني أطلقك لو بِصرخة؟ صديقي البحر ..آه لو أن الصراخ ليس جُرمًا في عقيدتك. لست عاشقة لأتناول عيونك الزرقاء و أهديها لحبيبي..كنت أود أن أفعل بك ما يفعله الحمقى بنفاياتهم. لكني أحتقرُ ذلك. لستُ ثملة لأكذب عليك بقبلة ثم أقول أنك لم تكن المعنيُّ أو كنت من يدري؟ نحن مجاهيل متى أردنا، و ذوات ما نرمز إليهِ ليلة من العواصف إلا ما رحم ربي !

للميتين تُغنين .. للاحياءِ تندُبين .. تارةً أنتِ نعمة الرب و تارةً أنتِ لعنة الأبواب.. ياغُربة الروحِ ..من تكونيِّ؟

غابرييلا ميسترال |ضباب ترجمة : نُور الحسني ، كان الضبابُ يتخثرُ علىٰ بطانيّة رماديَّةٍ زرقاء.. يُعمي البحر لقد سَرقت عُكاز أرخبيلنا إمرأة ماكِرةٌ مُلتويَّة تمشي بِخُطى خرقاء. ، لقد غَبشت (شيلوي أصابِعُها تصلُ إلى جزيرة (تييرا ديل فويغو) تُقولِبُ الهيئات أشكالُ الصبيَّة و الغِزلان تخفقُ بعيدًا بعظامّي هكذا؛ لتئنّ. ، أعرف مُسبقًا كلَّ حيلها مِن قطعِ الزوايا، و لعب دور الرجل الأعمىٰ مع الراعي أو البغال. و الآن، تلعبُ لعبتها الدائمة معنا تلميّع الحيتان و الأخطبوط لبحرٍ كسول و ساحر إنها تعاملنا كما لو أننا مغمورين تائهين و مقيدين على الرغم من أننا تحتها كما خلقنا الله : كاملين.

الأحجار : سليفيا بلاث ترجمة : نور الحسني ، هذهِ مدينةٌ يتم فيها إصلاحُ الرِجال أنا أكذِبُ على سندان ضخم دائرةُ السَّماء الزرقاءِ مُسطحة ، أتطايرُ مِثل قُبعة الدُمية حين أهوي من الضَّوء أتسلَّلُ بطن اللامُبالاة خِزانةً خاويَّة من الكلمات. ، ربَّةُ الهاون قلَّصتني مع هذا، لازلتُ حَصاة. ، الأحجارُ في البطن كانت مُسالِمة رأسُها ساكِن، يتزاحمُ من العَدم وحدهُ ثُقب الفمِّ من كان يُقعقع لعبة الكريكت المُزعجة في مقلع الصَّمت. ، أهلُ المدينةِ سمعوهُ اصطادوا منهُ الأحجار.. خرساءَ، مُبعثرة ثقبُ الفم يبكيّ أضلاعه. ، ثمِلةٌ مثل جنين أمتصُّ نتوءاتِ العُتمة. ، أنابيبُ الطعامِ تُعانقني الأسفنجُ يُقبلُ الأشناتِ بعيدًا.. صانِعُ المجوهرات يُعدُّ إزميلهُ للتنقيب.. أفتحُ عينًا واحِدةً للحجر هذا هو ما بعد الجحيم: أرى النُّور.. ثمّة ريحٌ ما تسحقُ الحُجرة من أُذنيّ ، قلقٌ قديم.

@Phroribot بما أنو كلشي واكف نسولف نستقبل مُشاركاتكم. 🥲🖤

من أجمل خِطابات الندم، ما غنته السِت، بيديها قبل صوتها، ماذا ينفع الندم بعد أن يجيء وقد أكلهُ فوات الأوان؟ إنه خواء، لذلك تتحرق متى شاهدته كأنها تشفق على زائرها( تفيد بأيه يا ندم؟) ثُم تعود بصوتٍ أقل حدة، صوت قد اعتاد المشهد كل ليلة،لتؤكد بأن الفعل الوحيد لهذا الموقف هو العتاب، كأنه المُخلص، لكنهُ الآخر، يتساوى في اللاجدوى. (وتعمل إيه يا عتاب ؟ )