أسمال

نفسي أحذفها وأعود أدراجي

هذي أطول قناة استمرت معي وما حذفتها وألحين نفسي أحذفها

يعجبني أحد الكتَّاب في تصويره لصراعات الخير والشر بين أبطاله، يُبدي أسوأ سيئات الأشرار في تضاعيف قوتهم، ويُبدي أفضل انتصارات الخير من خلال ضعفه. يجعل الشر: قوي، متمكن، نافذ، قاهر .. ثم يلوّح إلى شره من خلال لفتة قد تكون: لحظة نومة الوحش .. لفتة تكفي الفطين في أن يتنبه إلى جوهر الضعف الأخلاقي والوجودي هذا .. ويجعل الخير: ضعيف الأسباب، قليل الأنصار، يشتت .. ثم يكشف عن قوته في مشهد: ثبات المجلود على مبادئه رغم وقع السياط. ويجعل الخير: ضعيف الأسباب، قليل الأنصار، يشتت .. ثم يكشف عن قوته في مشهد: ثبات المجلود على مبادئه رغم وقع السياط. ‏تنتهي كتابته عند هذا المشهد ‏بجعله قبح الشر في: "غطرسة" القوة ‏وبجعله أسمى انتصارات الخير: ثبات أصحابه يجعل الخير كما وصف الرافعيُّ أحدَهم : "(الحق المغلوب) .. الذي لا يموت، لأنه غير باطل .. ولا يحيا .. لأنه لا ينتصر) ويجعل الشر: غلبة باطلة .. يعطي للخير : خصيصته وحقيقته وقيمته ونوع وجوده .. ويعطي للشر : خصيصته ونوع وجوده .. يُنصف الخير .. فيثبت له له وينفي وينصف الشر .. فيثبت له وينفي يُنصف الصراع ..

كل شيء في في الحياة له (عالم سفلي) و(تنظيم عميق) غير محكي في "ديباجاته" و"تنظيراته" عن نفسه. ‏ميزة التجربة: إنها تقربك من هذه العوالم الحقيقية للأشياء، وتكشف لك عن "مضمراتها الداخلية" وقوانينها ومنطقها. ‏التجربة كما يقال: معلم أخرس. الحياة واسعة، وتجاربها متنوعة وعصية على الإحاطة.. لذلك يمكن أن تعوض نقص التجربة بالقراءة (الحاذقة) والسماع للمجرّبين (الحاذقين)، المجربين الذين تنبهوا إلى خيوط ذلك العالم البعيد، وحكوا عن معانيه البعيدة. أحب أن أقتنص لي في كل فن أسمعه: مثل هذا، من يتلصص لي على الخفايا، ويحكي لي القصص العجيبة في المغارة القابعة وراء مظهر الجبل الكلاسيكي. ‏هؤلاء هم الشهود العدول.

الكتاب موجود PDF ؟

يحكى عن الشيخ سعيد بن عيسى (الجد الأكبر للعموديين) أنه في نهار أحد الأعياد نزل مطرٌ كثير، فهبّ سعيد يريد أن يحرث أرضه بعد أن رأى رجلا يفعل ذلك -ولم ينزل أحد سواه- .. فقال له أبوه: يا سعيد، ارجع، ودع الشقي يشقى حتى نهار العيد. فاختفى ذلك الرجل، فقد كان شيطانا. فسارت هذه القصة مثلا .. يُحتذى في : تعظيم أيام الفرح والأعياد وتعطيلها عن كل عمل وكدّ .. وأنه لا يشقى فيها إلا الشقي. كل عام وأنتم بخير🙏🏻

رقم الفاتورة:

حال الشاعر والملك الممدوح -الذي قد يعلم كذب "رقى الشيطان" هذه- يشبه الآن حال "المشهور" الذي "يشيّر" دائما صور ثناءات الناس عليه. ‏نفسُه هو لا تمتلئُ بهذا الثناء، ولا تكاد تخلص إليه، لكنّه: يشاركه ويُشهد عليه..ليفتعل به شعورًا آخرا.. ويجعله جسراً لنيل لَذّة رغبة أخرى، كأن يصنع له جاها في نفوس الناس "ولو كانت نفسه دنيّة عن ذلك” حتى الكذب الذي لا يستطيع أن يصدقه الإنسان، سيتعامل معه بطريقة "إعادة التدوير" ليجعل منه سلّما لتحقيق رغباته المشوهة. ‏الإنسان يعتصر كل شيء ليُخرج آخر قطرة منه يراها متناسبة مع رغباته. سيحتال في الفضائل والرذائل، وسيروغ عن المبررات السوية للأشياء .. ليصنع من كل ذلك: طريقاً يدعم السير إلى أنماطه النفسية وأولوياته الكبرى ودوافعه الأساسية.

"تعلموا القراءة البطيئة، القراءة السريعة لا تكون إلا لفواتير الماء والكهرباء"

قرأت نصا يجادل صاحبُه عن الإنسان فيقول أنه لا يجب لأي سلطة-مهما كانت- أن تفرض وصايتها وتعاليمها عليه، ومن حق الإنسان أن يبسط فكره على أي أرض يريد.. ثم تردد هتافه في أذني: حرية .. حرية .. ذعرت ذعرا شديدا حينما قرأت ذلك، وتمثّلت "الإنسانية" في نفسي بوصف مُثُل أفلاطون وكأني صرت أنا "الإنسانية" وبينما كان يراه هو: نضالا شاعريا .. وكان يرى نفسه: ممسكاً بمِشعل كنت أسمع أنا خوار الثيران الهائجة من خلف ذلك كله وهي تجري نحوي لتسحقني ..