الدفاع عن الحوزة العلمية

🔴هل التعبير عن الحزن بلا ضوابط؟! من غير الصحيح أن نثقف الناس بأنّ إظهار الحزن يمكن أن يكون بأي طريقة كانت يراها الشخص مناسبة له، وهذا الإطلاق هو الذي سبب لنا ظهور الكثير من الفعاليات المشينة بعد تغطيتها بعنوان أنها طريقة جديدة لإظهار الحزن! وقد أرسل لي بعض الإخوة مقطعًا لشخص (يرقص)، نعم يرقص بالمعنى الحرفي وسط المواكب ولا أحد ينكر عليه فعله المشين؛ لأن الكل يقول: (هذه طريقته في الجزع)، ثم يستشهدون بأبيات شعرية وكأنها آيات نازلات من الله تعالى فيقولون: لا تحسبوا رقـصــي بينـكم طربًا فالطير يرقص مذبوحًا من الألم وهكذا الكثير من النماذج المشينة التي صارت سببًا للتشنيع والتعيير وإظهار مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بصورة بائسة ومحطًا لسخرية الآخرين وتندرهم! مع أن أئمتنا والمعصومين (عليهم السلام) حذرونا من كل فعلٍ تكون عاقبته هذه! فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (إياكم وأن تعملوا عملاً يُعيرونا به، فإنَّ ولد السوء يُعيّرُ والدُهُ بعملِه، كونوا لمن انقطعتم إليه زينًا ولا تكونوا عليه شينًا) [الكافي ج ٢ ص ٢١٩]. ومن له مراس في مطالعة الروايات والأخبار الواردة عنهم يجد أنهم حرموا على شيعتهم حتى الأمور المباحة، بل المستحبة في بعض الأحيان لكي لا يشنع بها على شيعتهم! اذكر على ذلك إنموذجًا واحدًا، وهو (المتعة) التي هي ليست مباحة فقط، بل من المستحبات، ومع ذلك نهى عنها الإمام الصادق (عليه السلام) في المورد الذي يسبب فيه التشنيع على الشيعة، فعن المفضل بن عمر قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في المتعة: دعوها أما يستحيي أحدكم أن يرى في موضع العورة فيحمل ذلك على صالحي إخوانه وأصحابه) [الكافي ج ٥ ص ٤٥٣]. فـ(المتعة) وإن كانت حلالاً وهي أمر شخصي، إلا أنها حين تكون في موضع أن يفتضح أمرك ويشنع بها على أصحابك بصورة عامة كان من المناسب تركها رعاية للصالح العام! وهكذا الحال في سائر الأمور غير الواجبة فإن كان في فعلها تشنيع على المذهب الذي ضحى الأئمة الكرام (عليهم السلام) بدمائهم الزكية من أجل إعلاء كلمته كان تركها أولى وأنسب وإن كانت وفق الفتاوى الشرعية مباحة، بل وإن كانت مستحبة أيضًا، ولا يصح نقول: كل يعبر عن حزنه بما شاء وكيفما شاء!

🔴وهذا ما لا يرضاه الحسين (عليه السلام) : قال السيد محمد مهدي الخرسان: العالم اليوم قد أصبح وحدة حقيقية في جميع أنحاء الكرة الأرضية، فلا يحدث شيء في أقصى المغرب إلا ويستخبره في حينه من هو في أقصى المشرق، وكذلك الشمال والجنوب، حقيقة واقعية ليس ينكرها أحد، والفضائيات صارت تعكس كل شيء، والعدو يتربص بنا، فإذا أردنا أن نقوم بعمل ما في سبيل الحسين (عليه السلام) فليكن مستوحى في أهدافه من سيرة الحسين (عليه السلام)، ولا ننسى أن كل ما يصدر منا ممّا يشين الوسيلة ويخطئ الهدف ينعكس سلبًا على القضية، فنكون أعوانًا على تشويهها، وهذا ما لا يرضاه الحسين (عليه السلام). • المصدر نافذة على التاريخ في ربع قرن ج ٦ ص ٢٠

🔴ليس بمسلم: عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم. • المصدر وسائل الشيعة ج ١٦ ص ٣٣٧

🔴إذا كان ألمي لله... قال السيد محمد باقر الصدر: حينما مَرَّ بالعراق المدُّ الأحمر (الشّيوعي)، كنتُ ألف مرّة ومرّة #أَمتحنُ نفسي، أُوجِّه إلى نفسي هذا السّؤال: إنّي أنا الآن أشعرُ بألمٍ شديدٍ لأنَّ العراق مهدَّدٌ بخطر الشّيوعيّة، لكنْ هل أنِّي سوف أَشعر بنفس هذا الألم، وبنفس هذه الدّرجة، لو أنَّ هذا الخطر وُجِّه إلى إيران بدلًا عن العراق؟ لو وُجِّه إلى باكستان بدلًا عن العراق؟ لو وُجِّه إلى أيّ بلد آخر من بلاد المسلمين الكبرى بدلًا عن هذه البلاد؟ هل سوف أشعر بنفس الألم أو لا أشعر بنفس الألم؟ أُوجّه هذا السّؤال إلى نفسي، أَمتحن نفسي لأرى أنّ الألم الذي أعيشُه لأجل تغَلغل الشّيوعيّة في العراق هل هو لأجل خبز سوف ينقطع عنّي؟! أو لمقامٍ شخصيٍّ سوف يَتهدّم؟! أو لكيانٍ سوف يَضيع؟! لأنَّ #مصالحي_الشّخصيّة_مرتبطة_بالإسلام إلى حدٍّ ما. فهل أَلَمي لأجل أنَّ هذه #المصالح_الشخصيّة أصبحت في خطر؟! إذا كان هكذا، فسوف يكون ألَمي للشّيوعيّة في العراق أشدّ من أَلَمي للشّيوعيّة في إيران، أو أشدّ من أَلَمي للشّيوعيّة في باكستان. وأمّا إذا كان #ألمي_لله_تعالى، إذا كان ألمي لأنّي أريد أن يُعبَد الله في الأرض، وأريد أن لا يَخرج النّاس من دين الله أفواجاً، فحينئذٍ سوف أرتفع عن حدود العراق وإيران وباكستان. سوف أعيش لمصالح الإسلام، سوف أتفاعل مع الأخطار التي تهدِّد الإسلام بدرجة واحدة، دون فرق بين العراق وإيران وباكستان، وبين أيٍّ من أرجاء العالم الإسلامي الأخرى!! • المصدر ومضات ص ٤٣٨

🔴من الوصايا للخطباء والمبلغين: قال السيد علي السيستاني: تجنّب طرح ما يثير الفرقة بين المؤمنين والاختلاف فيهم، والاهتمام بالحفاظ على وحدتهم وتآزرهم والتوادّ بينهم، ومن وجوه ذلك تجنّب التركيز على جهات التمايز بينهم مثل اختلافهم في التقليد وفيما يختلف المجتهدون فيه من تفاصيل بعض المعتقدات، بل كلّ خلاف بينهم لا يُخرِج بعضهم عن التمسّك بالكتاب والعترة حتّى لو نشأ عن الاختلاف في درجات إيمانهم أو بصيرتهم أو التزامهم أو رشدهم، بل حتّى لو كان عن زلّة صادرة من بعضهم. المصدر الموقع الرسمي للسيد السيستاني

☄️بعض الصفحات والقنوات التي تتصف بصفات المنافقين ينشرون استفتاءات للعلماء بشأن (عدم الهتافات لمراجع التقليد في مجالس العزاء) في الوقت نفسه ينشرون هتافات وقصائد فيها ذكر مرجع معينًا وهم يلطمون على اسمه! ونحن هنا نؤكد على ضرورة كون (اللطمية) لمصيبة سيد الشهداء (عليه السلام) وضد اللطميات التي تمجد أي شخصية من الشخصيات لكون (اللطم) ليس من المناسب أن يكون على كلمات لمدح الأحياء إذ على ماذا يلطمون؟! لكن هؤلا المنافقون لو كانت اللطمية تمدح غير مرجعهم لاستنكروا ذلك ولكنهم ينسون نفاقهم ووصايا الفقهاء العظام حين يكون الأمر وفق أنفسهم الأمارة بالسوء.

🔴بكاء مسلم بن عقيل: [لما أسر مسلم بن عقيل] استرجع وبكى، فقال له أميرهم السلمي: إن من جاء يطلب مثل الذي تطلب لا يبكي إذا نزل به مثل الذي نزل بك! فأجابه مسلم: إني وإن كنت لم أُحبّ لنفسي تلفًا طرفة عين، ولكنّي والله ما لها أبكي ولا لها من القتل أرثي، ولكن أبكي لأهلي المقبلين إليَّ! أبكي لحسين وآل حسين! • المصدر موسوعة التأريخ الإسلامي ج ٦ ص ٩٩

🔴النهضة التي أيقظت ضمير الأمة: قال السيد محمد مهدي الخرسان: لم يهتز ذلك الضمير في النفوس الميتة لولا نهضة الحسين (عليه السلام) ولما كانت بعد سنة وقعة الحرة، وما كانت ثورة ابن الزبير، ولما كانت حركة التوابين، ولما كانت نهضة المختار، بل وما كانت حتى ثورة القراء، وكذلك كانت ثورة زيد، وهكذا فقد توالت الثورات على بني أمية حتى انتهوا إلى بئس المصير. • المصدر نافذة على التاريخ في ربع قرن ج ٦ ص ١١٢

🔴فضل أصحاب الحسين (عليه السلام) : قال السيد محمد مهدي الخرسان: وأما الذين استشهدوا من قبل مع النبي (صلى الله عليه وآله) ومع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فهم على عظيم جهادهم وكبير مفاداتهم لم يذكر لنا التاريخ أنه قد أذن لهم بالانصراف فرفضوا حباً في المفاداة والمواساة، بل ذكر القرآن أن بعض من كان يخرج مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بعض حروبه كانوا يتسللون لواذًا، منهم من يقولون: {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} (الأحزاب: ١٣)، فأين أولئك من أصحاب الحسين (عليه السلام) ؟! فأين منهم أصحاب جده وأبيه وأخيه؟! • المصدر نافذة على التاريخ في ربع قرن ج ٦ ص ١٥٨