أبو محمود الفلسطيني

فساد العالم أشد من فساد الحاكم… والبدعة إن خرجت من عالم كانت أشد وأكثر انتشارا… العالم متبوع، ويمثل الشرع، ويوقع عن رب العالمين… والحفاظ على معيارية الحق يكون من خلال العلماء… رضي الله عن سلف هذه الأمة، كانوا علماءً ربانيين بحق، حافظوا على معيارية الحق، وحافظوا على مصالح المسلمين، وحافظوا على الدعوة مستقلة عن السلطة السياسية، وحافظوا على السلطة السياسية … العالم يجب أن يكون مصدر خير، ومتى تحول لمصدر شر ، سيتحول لمصدر فتنة وفساد وإفساد…

كما انتقدت الإخوة الكرام في حكومة المحرر فإني اناصح المخالفين لهم : إنكم إن بحثتم عن عيوب إخوانكم فستجدون الكثير، ولكنكم لو بحثتم عن المحاسن فستجدون الكثير أيضا، فحنانيكم بإخوانكم، انتقدوا دون هدم وشاركوا في الإصلاح، فوالله لئن ذهب هؤلاء لياتينكم ما يشيب لهوله الولدان، وخذوا العبرة فقط من المناطق التي انحاز عنها إخوانكم وقارنوا حالهم بحالكم. أسأل الله أن يصلح النفوس ويؤلف القلوب.

أخي الناصح الثائر المشفق... قد يكون هناك أشخاص أفضل من أشخاص يعملون في مشروع أو كيان، ولكن اعلم أخي الثائر أن هذا قطرة أو ربما قطرات منعزلة منفصلة، لا تُغني شيئاً في عالم السياسة والتغيير..ما يُعوّل عليه في عالم التغيير هو وجود مشروع ولو كانت نسبته متدنية عند البعض، وجود سيل جارف يجمع هذه القطرات كلها من أجل جرف الباطل الذي ران لقرن من الزمن...ما يحكم ذلك من معايير برأيي أولاً أنه مشروع له رؤية، وغيره أفكار فردية لا أدوات تنفيذية لها على الأرض، والأمر الثاني أنه مشروع يجمع ملايين أهل السنة، وهو واقع لم نعهده في سوريا لعقود..والأمر الأخير والأهم: أن الماء إذا بلغ قُلتين لم يحمل الخبث، فكن مع القلتين وهي الجماعة والمشروع، ولا تكن أداة هدم لمشروع، لا يُعلم له بديل... فالمآلات والمقاصد لا يُبصرها إلاّ من بصّره الله بالحق، واعلم أن تحركك هذا يستجلب ضراً لملايين وربما عشرات الملايين ممن سيخلفوننا بعد عقود.. المسألة ليست فشة خلق، وإنما تعامل مع الله أولاً، ثم تعامل مع مصالح ملايين من أهل السنة، والحكيم من عرف خير الخيرين وشر الشرين.. وكما قال علي رضي الله عنه: ( وكم من مريد للخير لا يُدركه.) فكُن المشروع ولا تكن ذئباً منفرداً.

من المحزن والمبكي أن يتحول طلبة العلم والنخبة إلى معاول هدم،وتأبى إلا الخصومات التي لا تنتج إلا الشر،طامة ومصيبة عندما يتحول من ينشر الخير إلى نشر الشر… قد يُستساغ من جاهل أن يجهل مذهب السلف في الحفاظ على معيارية الحق والتعامل مع السلطة، لكن لا يستساغ هذا من طالب العلم…

آخر ما دار بيني وبين الشهيد الشيخ نائل رحمه الله. كان في غاية التفاؤل واليقين بنصر الله… كان صابرا راضيا بقضاء الله وقدره…

ننعي للأمة الإسلامية عامة وأهل فلسطين خاصة استشهاد الشيخ المجاهد نائل مصران مقبلا غير مدبر وهو يقاتل الصهاينة في رفح… رحمك الله يا أخي وحبيبي وصاحبي… واسأل الله أن يجعلك في عليين مع الأنبياء والصالحين والصديقين والشهداء… عزاؤنا أنك لقيت الله شهيدا طيباً… طبت حيا وميتا يا شيخنا..

تقبلك الله في عليين يا شيخنا وحبيبنا… رحمك الله يا صاحبي وأخي… إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وأنا على فراقك يا أبا محمود لمحزنون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا… رفع الله درجتك وأسكنك فسيح جناته…

"والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم" "إنّا لله وإنّا إليه راجعون" 📍إدارة الحساب

‏لسنا مع اعتقال أحد… ‏ولسنا مع أحد يحاول نشر الفتن والفوضى وتقويض مشروع أهل السنة في الشام… نسأل الله أن يصلح الحال ويوحد الصفوف.

العلاقة بين الإسلاميين غالبا ما تكون هشة، انظر مثلا كيف أجهز عبد الله الشريف على ياسر الحزيمي، ولم يأت باحتمالات أو غمم في العبارة أو اعتذر له على الرغم من أنه كان ينصح به وبمحاضراته وكان وكان، وانظر كيف انقلب عليه الإسلاميون هو نفسه بعد تغريدة واحدة أوصلته إلى النفاق! الخلاصة قديمة جديدة: لا تثق في المظاهر والمسميات، وثق فقط فيمن خبرت حاله وكن ممن لا تعرف على حذر، ولا يغرنك قولهم: كان معنا في الحزب والمسجد والأيديولوجيا.. ستصير زنديق ومنقلب وماسوني عند أدنى خلاف!