آذار 💛

"صباح الخير، أمّا الآن فليستْ هنالك فرصة لشيءٍ آخر، ستُخاض المحاولة، سيُعاش الأمل، وسيوضعُ القلبُ على رأسِ الطريق، الآن ليس هناك أكثر من الرغبة، ولا أقلّ منها، سيُؤمَنُ بِها وكأنّها الوسيلةُ الوحيدة، وهي الوحيدة التي تستطيع أن تحملَ الغايةَ إلى قلبِ الإنسانِ، وأن تحمله إليها.. لكن راغبًا!" 💛 #بشار_جيفو

إننا شعبٌ يومًا ما احتاج أن يُقَيَّم، لأننا لسنا أقلّ من أحد ولسنا أعلى، كلّنا سواسية، لسنا أدنى ولسنا ما فوق، كلّنا سواسية، ولن يقيّمني يومًا أحد، أنا كسوريّ لستُ أقلّ من أيّ بشريٍّ آخر مهما كانت بلاده أو أصوله، إننا سوريون.. في كلِّ بقاعِ الأرضِ ورغم كلّ الظلمِ والضلال نبقى نحنُ الشعبُ الرَحِب، الطيّب الذي لن تُذَلّ قيمته، ولن يُقَيَّم من أيّ أحدٍ في الدُنيا! ختامًا، أسفي واعتذاري ودعواتي لكلّ المتضررين من موجةِ الظلمِ والكراهية هذه في كلِّ مكان، وأسفي وغضبي على كلِّ مَن كانَ سببًا في ظلمِنا والقسوة علينا، واتهامنا ظلمًا وبهتانًا.. إننا الشعبُ الذي سيحينُ يومًا يُعتَذَرُ منه فيه، يومًا يُدركُ فيه العالم قيمتنا، يومًا يعرفون فيه الحقيقة.. أننا أيضًا بشرٌ، أننا أيضًا إنسانٌ، ضاقتْ ومازالت تضيقُ عليه كلّ فرص العيش!" مع احترامي لكلّ الشعوب والأشخاص والمجتمعات والبلاد الشريفة الي وقفتْ معنا واستوعبتنا ولم تظلمْ فينا، مع احترامي وشكري العظيم لكلّ الذين مدّوا أيديهم إلينا لا علينا.. 💛 #بشار_جيفو

"من قامَ بذلك؟ سوريّون، من قالَ ذلك؟ سوريون؟ من حطّم؟ من كسر؟ من اعتدى؟ من خرج ودخل وطارَ وحطّ واقترف؟ سوريون! كيف؟ وهل بقيَ في العالمِ من تهمةٍ إلّا ولُصِقَت فينا؟ ما الذنب العظيم أيّها العالم الذي قمنا به حتى جعلتمونا شمّاعة الخطايا في كلِّ مكان؟ بأيّ حقّ، بأيّ ذنب، بأيّ شرعية، بأيّ أفضلية بت يا أيها العالم تقيّمنا نحن السوريون؟ لعنَ اللّه الظرف الذي آتى فينا إلى بلادٍ باتت تعنّفُ فينا ونحن في الأصلِ فارّون من العنف، ولعنَ اللّه كل تلك الأفواه التي باءت ببهتانٍ وضلالٍ في حقِّ كلّ سوريٍّ في كلِّ مكان، إننا الذين في كلِّ البلادِ التي لجأنا إليها لم نجلسْ عالةً ولا علّةً ولا في الأصلِ كنّا مجرمين، إننا الذين في كلِّ البلاد التي لجأنا إليها قمنا مع أهلِ البلادِ إلى العملِ، إلى المشاركة في المجتمعات، المشاركة في الاقتصاد والتجارة وبقية المجالات التي يومًا ما أعادت بلدًا إلى الوراء، شعبٌ جبّارٌ كهذا لا يقف مكتوف الأيدي وهو يجيدُ البحثَ عن الحياةِ تحت الركامِ ورغمًا عن كلّ الظلمِ في كلِّ مكان.. نحن الشعب والبلد التي فتحت أبوابها وأسوارها وأيديها في كلِّ الزمانِ لكل الشعوب التي قصدت أرضنا، لكلّ اللذين قصدوا سوريا لأيّ سببٍ كانَ، كنا كرامًا ومازلنا كرامًا، وسنظلّ كرامًا، إننا الشعبُ الطيّب الذي لم يخذل يومًا شعبًا مجاور، ولا بلدًا بعيدًا أو مجاور، الشعب الذي يجيد الجلوس مع كل المجتمعات دون ضعف، دون ترقّب، دون ألاعيب وأكاذيب وضغن.. فكيف يا أيها العالم تقيّم وتذلّ وتهجّر فينا؟ ما الذي اقترفناه في تركيا حتى نُقابَل بكلِّ تلك الكراهية؟ تركيا البلد الذي منذ هاجرنا إليه ومنذ اللحظة الأولى ركضنا إلى الشوارعِ ودور العمل والمعامل والشركات وكل مكانٍ بحثًا عن العملِ ولقمة العيش، استطعنا ذلك، تعلّمنا لغتهم، ثقافتهم وتقاليدهم، شاركنا في إعالةِ الاقتصاد التركي بشكلٍ لا يشكّك أبدًا بالأسباب التي ساعدت هذا الاقتصاد، وانخرطنا في المجتمعِ نحاول أن نكونَ أنفسنا لا أحد غيرنا، لا مطمع لنا سوى الدار الآمنة، ولقمة العيش، وبعض الحياة، كنّا كرامًا أيضًا، واتهمونا بارتفاعِ نسبةِ بطالة الشعب التركي بحجّةِ أن السوريين اجتاحوا ساحةَ العمل، لكن - وتحديدًا في تركيا - لم تكنْ مساحة ساحة العمل أبدًا مشكلة، لأن المساحة واسعة بشكلٍ هائل، بشكلٍ يستطيع ألّا يُبقي مواطنًا تركيًا واحدًا بلا عمل، واتهمونا، استغلونا، أجبرونا، ضيّقوا علينا وحاصرونا وباتوا الآن يطردوننا، يعذّبوننا، ويرمون بنا عند الحدود وكأننا لعنةٌ يريدون التخلّص منها، لِمَ؟ كيف؟ لأيّ سبب؟ فوالله ما كنّا نستحق! ولم يقفْ الأمر الآن عند تركيا وحسب، باتَ وللأسف في بعضِ البلدان العربية التي تعتبر سوريا بلدًا عربيًا أيضًا، تنكّلُ وتذلّ وتطرد بالشعب السوري، ومازال السؤال لِمَ؟ البلدان العربية التي سارعت في فرضِ الشروط والأحكام وفيزة السفر للسوريين إليها، البلدان التي باتت تدخلنا إليها بشروطٍ وتكاليف، البلدان التي احتضنا شعوبها يومًا ما دون شروط ضاقت علينا، البلدان التي تقول نحنُ بلدٌ عربي، أمّة واحدة، وما كانت هذه الأمّة إلا بلدانًا كلٌّ منها أمّة لوحدها واللهم نفسي! من المؤسف أنني الآن في بلدٍ أوروبي جئتُ أيضًا لاجئ، أتجوّل البلدان الأوروبية الآن دون فيزة ودون قيود ودون شروط ودون مذلّة عند الحدود، أنا اللاجئ في بلادِ الغربِ لي فسحةٌ وحقوقٌ ما نلتها في الوطنِ العربي، أنا الذي يُقال أنني من بلدٍ عربي! ما الذي اقترفه الشعب السوري يا أيها العالم، ما الخطيئة العظيمة التي اقترفناها ونسيناها ومازلتم تعاقبوننا عليها؟ دلّني إلى بلدٍ ذهبنا إليه وكنّا خرابه، دلّني إلى بلدٍ ذهبنا إليه وكنّا عالة، دلّني لأيّ مكانٍ ذهبنا إليه ولم نُرجَم ونُظلَم ونُضطَهد، دلّني! هنا، في ألمانيا الآن، يخرج البعض من الجاليةِ التركية في المحافظات الألمانية ويهتفون "إلى الخارج يا أجنبي"، ويقصدون الأجانب الذي جاءوا إلى ألمانيا كهجرة، كلجوء أو أي شكل، وهم ذاتهم هنا في ألمانيا أجانب! غرباء! لاجئون قدامى، هم ذاتهم في ألمانيا مهاجرون، ويهتفون! عن كمية السخرية؟ عن كمية التناقضات؟ إلى أين وصلنا يا الله؟ إلى حيث يُطرَد مهاجرون من قبلِ قومٍ مهاجر؟ من أين أتت وبدأت هذه الكراهية؟ ما السبب العظيم وراء كل ذلك التعذيب في بعض المدن التركية للسوريين، كل هذا الإجحاف، كل هذا الظلم، كلّ هذا الاعتداء؟ ما السبب وراء ما يحدث لنا في بعض المدنِ العربية؟ كيف صيّرتمونا شمّاعةَ كلّ السيئات في كلِّ البلاد؟ إننا شعبٌ يومًا ما احتاج أن يُقَيَّم، كرامٌ وأصلُ شرف، بشرٌ كسائرِ العالمِ نبحثُ في الدُنيا عن مأوى يداري جراحنا.. لِمَ تعاقبوننا بذنوبٍ ليست لنا؟

"كانتْ أوسع حتى من نطاقِ الحلمِ الذي لا يُذكَر منه سوى أنّه رجوةٌ جميلة، كانت أوسع حتى من نطاقِ عيوني وهي تحاولُ أن تسعَ كلَّ هذا المشهد المهيب لشمسٍ تغيبُ في قلبي.. لأنّ في قلبي وسعٌ أكبر من السماءِ وهي فيه! كانتْ أوسع دائمًا من التخيّل، من التصوّر، ومن التكوين، تفوقُ دائمًا الأشياء في قدسيتِها، في أثرِ وجودها، وفي كونِها موجودة تلغي الأشياء كلّها! كانتْ أوسع بكثير من فسحةِ العيشِ التي قيلَ عنها، أوسع من النَفَسِ الطويل بعد غمارِ النقاش الحزين، أوسع من آمالي وأنا أنظرُ إلى الغدّ.. أنا الذي اعتنقتُ الأملَ دائمًا كإيمانٍ ثابت، فاقته فيَّ إيمانًا! كانتْ واسعة، أنثى لا يمكن سوى أن تقولَ عنها واسعة، بوسعِ الوجهات والجهات والمقاصد والوصول، واسعة تنتشرُ في كلِّ النوافذِ، كلّ المحطّات، كلّ الشرودِ واليقظة، واسعة تتخلّلُ الحواسَ حاسّةً حاسّة، فما شُغِلَتْ فيكَ حاسّةٌ إلّا وكانت فيها الشُغلَ الذي لا تريد له أن ينتهي.. ولا يتعبك! كانتْ واسعة، هائلة، غامِرة ومازالتْ.. لكن أكثر!" ❤️ #بشار_جيفو #إسار

"وربما.. كان لبعضِ الأشياءِ أن تنظرَ إليها مليًّا وحسب، ليس عليها أن تأتي أو تحدث، ولا عليك أن تذهب إليها أو تعيشها، هي فقط الرغبة، شعور الرغبة، ألّا تفقده وحسب!" 💛 #بشار_جيفو

"ما الذي اقترفناه نحن السوريون من خطيئة، حتى نُعاقَبُ في كلِّ بقاعِ الأرضِ هكذا؟ لِمَ؟ لأيّ سبب؟ لأيّ ذنب؟ إننا يا أيّها العالم أيضًا من البشرية، نحنُ أيضًا نبحثُ عن الحياة، نحنُ أيضًا من البشرية، لا نأكل البشر، ولسنا سوى جمعًا من الأحياءِ يحاولُ أن يبقى حيًّا! لماذا تقتلونا في كلِّ مكان؟ لماذا تُغتال فينا الحياةُ في كلِّ مكان؟ ما الذي اقترفه السوريون من عظيمِ الذنبِ حتى يُعاقَب هكذا! إننا يا أيها العالم أيضًا من هذا العالم.. نفسٌ بريئة، لا تظلموا، لا تظلموا، لا تظلمونا!" .. 🍁

"أنا لا أجيد الحديثَ دائمًا، لطالما كنتُ أملك الكثيرَ لأتحدّث عنه وأوضحه، ولطالما أردتُ التعبيرَ عن الكثير من الأشياء التي تقفُ كإشارات الاستفهام، وما استطعتْ، كان تفوق الأشياء التي سأحكيها قدرتي على الحديث، أؤمنُ دائمًا أنا أن الحقيقةَ الأدقّ تكمنُ في الشعورِ بها، وليس الحديث عنها، لذا لا طائل من الحديث دائمًا، لأن الذي تعرّضَ للغرق لن يستطيع بكل كلماتِ التعبير أن يصفَ ذلك لأحدٍ كان يرفعُ أقدامه عن الماء! لا أجيد الحديث دائمًا، أنا الذي لطالما آمنتُ أنني وإن استطعتُ أخذَ زمام الحديث لأقنعتُ ووُثِقَ بي، لطالما ملكتُ الكثير من القناعات والدلالات والتفاصيل التي ستدعمُ مواقفي، لكنني ما تحدّثت، لأنني لا أجيد "الكلامَ عن".. إنما "الشعور بـ" ! أنا لا أجيد الحديثَ دائمًا، كنتُ دائمًا وسط الأحاديث أتوهُ في السياق، ليس لأنني لا أعرف الحديث، بل لأنني شراعيٌّ والحديثُ عاصف، لأنني شاعريٌّ دائمًا كنتُ، والحديثُ بلا حواس! أنا لا أجيد ذلك، لكنني أستطيع بما أعرفه وأشعرُ به أن أفوزَ بكلِّ الأحاديث التي لم أفزْ بها.. لأنني لا أجيد ذلك!" 💛 #بشار_جيفو

"وربما.. كان لبعضِ الأشياءِ أن تنظرَ إليها مليًّا وحسب، ليس عليها أن تأتي أو تحدث، ولا عليك أن تذهب إليها أو تعيشها، هو فقط شعور الرغبة، ألّا تفقده!" 💛 #بشار_جيفو

"فلا تقرأيه من أفعالِه ولا تنقّبي بين كلماتِه، لا تنظري إلى حديثِه، ولا تأخذي بما يشير.. انظري إلى قلبِه، قلّبي في وجهِه، وخذي بما في عينيهِ، ربما كان يجيدُ كلَّ شيءٍ، لكنّها لا تستطيع - وأمام أنثى - أن تضلّ عيونُه!" 💛 #بشار_جيفو

"كان الاقترابُ منها خَطِرًا كان خطرًا كان عبثًا بتقاليد الحزن كان أمرًا غير مألوف عوضًا.. ليس في الحُسبانِ ولا في المنطق كان شيئًا يُقال ما بعده "ما الثمن؟ أين يُدفَع" كان غرابةً جميلة يُنتَظَر من بَعدها المألوف العَتِم كان ضوءًا كبير يوجعُ عيونَ الانتظار كان خوفًا هائلًا من الاعتياد كان خشيةً كبيرة على القلبِ من الافتقاد كان خطرًا خطرًا كبير عليّ أنا الذي لم يَعتَدْ المأمن أنا الذي قلتُ عن الأمان كثيرًا وما لمسته كان خطرًا أن ألمسَه ولمستُه فيها وآمنتْ الأصابع فكيف ينامُ رأسًا خائفًا على كتفٍ بعد الآن لن يذهب؟ الاقترابُ منها أمرٌ يحتاجُ قبله التمهيد التمهيد الطويل لأنني وحيدٌ جدًّا.. كنتُ ولأنها كثيرة شديدةُ الكثرة.. مفرطة الوجودِ وأنا جذعُ شجرة آلفَ الغياب! كان الاقترابُ منها خَطِرًا خطرًا لدرجةِ الأمان العظيم كان الخطر هذا الكمّ -غير المألوف- من الطمأنينة على إنسانٍ مُنهَك، مُتعَب يربّي غصنًا، ليبتر آخر أيؤمن في يومٍ أنّه لن يُبتَر بعد الآن؟ كان الاقترابُ منها عودةً إلى يديّ الأمّ من بعدها.. لا يعرف إنسانٌ القلق!" ❤️ #بشار_جيفو #إسار