إقْرَأ

- قال الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في [ زاد المعاد ( ٤ / ٢٥١ ) ] عن دواء العشق : " وإن كان لا سبيل للعاشق إلى وصال معشوقه ، قدراً أو شرعاً ، أو هو ممتنع عليه من الجهتين ، وهو الداء العضال ، فمِن علاجه : إشعار نفسه اليأس منه ، فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ، ولم تلتفت إليه . فإن لم يزُل مرض العشق مع اليأس ، فقد انحرف الطبع انحرافا شديداً ؛ فينتقل إلى علاج آخر ، وهو علاج عقله : بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله : نوع من الجنون ، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس ، وروحه متعلقة بالصعود إليها والدوران معها في فلكها ؛ وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين . . فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء : فليتذكر قبائح المحبوب ، وما يدعوه إلى النفرة عنه ؛ فإنه إن طلبها وتأملها : وجدها أضعاف محاسنه التي تدعو إلى حبه ، وليسأل جيرانه عما خفي عليه منها ، فإن المحاسن كما هي داعية الحب والإرادة ؛ فالمساوئ داعية البغض والنفرة ، فليوازن بين الداعيين ، وليحب أسبقهما وأقربهما منها بابا . . فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ، وليطرح نفسه بين يديه على بابه ، مستغيثا به ، متضرعا متذللاً مستكيناً ؛ فمتى وفق لذلك : فقد قرع باب التوفيق .. " اهـ . ومن أعظم الأدوية التعرف إلى أعظم محبوب ؛ فإنه ما عرف ﷲ من عشق ، ولو عرفه لما عشق . . والتعرف إليه يكون بمعرفة أسمائه وصفاته وآثار كل اسم وصفة ؛ فالنظر في آثار الأسماء والصفات يعين على الإتيان بعبودية كل اسم وصفة . . فيرتفع العبد به إلى درجة الإحسان ، فيعبد ﷲ كأنه يراه ، فيحمله ذلك على مراقبته فلا يتكلّم بكلمة إلا سأل نفسه : هل ترضي ﷲ أم تسخطه ؟ ، ولا يخطو خطوة إلا سأل نفسه هل هي في طاعة ﷲ أم في معصيته ؟ ، وإذا أصابته مصيبة حمد ﷲ واسترجع وفزع إلى الصلاة . . حتى يصير شغله الشاغل وهمّه الحاضر منذ أن يستيقظ وحتى ينام : كيف يرضى ﷲ عني ؟ . ومن بلغ هذه المرتبة فليعلم أن ﷲ اصطفاه لقربه واختاره فلا يفرّط في ذلك ولا يزعم أنه ناله بجهده ولا ينسب الفضل لنفسه . - قال الامام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في [ عدة الصابرين (٣٠٤) ] : " لا تحسب أن نفسك هي التي ساقتك إلى فعل الخيرات ، بل إنك عبد أحبك الله فلا تفَرِّط هذه المحبة فينساك " اهـ . - وعليه بالشكر بأنواعه : بالقلب وذلك بأن يعترف بأن النعمة التي هو فيها من ﷲ وحده : ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ﴾ [ النحل : ٥٣ ] . . وباللسان بشكرها والتحدّث بها على وجه الشكر ونسبة الفضل إلى ﷲ لا علي سبيل التزكية : ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [ الضحى : ١١ ] . وبالعمل وذلك بالقيام والصيام والصدقة والصلاة وسائر الطاعات : ﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [ سبأ : ١٣ ] ، وقول النبي ﷺ عندما قام حتى تفطّرت قدماه : « أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورً » 📚 [ متفق عليه ] . وأعظم ما يكون من الشكر أن يكون لسانه رطباً من ذكر ﷲ . . -رعن زيد بن أسلم: أنَّ موسى عليه السلام قال : « ربّ قد أنعمتَ عليَّ كثيرًا، فدلني على أن أشكرك كثيرًا، قال: اذكرني كثيرًا، فإذا ذكرتني كثيرًا فقد شكرتني كثيرًا ، وإذا نسيتني فقد كفرتني » 📚 [ رواه البيهقي ] . وإذا أردت أن يدوم ﷲ لك على ما تحب ؛ فدم له على ما يحب ، . #اقرأ ✍ @aqra10 .

ٰ #حاشية_اقرأ ( ٢٩٤ ) - قال الإمام ابن قيم  الجوزية - رحمه الله - في [ عدة الصابرين (١٢٦/١) ]  : " الصبر عن ‎معاصي اللسان والفرج ؛ من أصعب أنواع الصبر لشدة الداعي إليهما وسهولتهما " . اهـ ــــــــــــــــــــــــــــــــ ✍ | ٰهذا الذي ذكره الإمام يدخل تحت الصبر عن معصيّة ﷲ ، والصبر عن معصيته من أشدّ أنواع الصبر ، وأشد شيء فيه الصبر عن معصية اللسان والفرج ؛ لشدة الداعي إليهما وميل النفس لهما وسهولة إتيانهما ، والنفس تحتاج إلى هداية من ﷲ وتوفيقاً وتسديداً ، وتحتاج إلى رياضة تندفع بها الدواعي - المغريات - ويضعف الداعي - داعي النفس - ولا يكون هذا إلا مع الأيام والشهور فلا يستطيله ؛ فإن الجنة وراء ذلك . - عن سهل بن سعد - رضي الله عنهما - مرفوعاً : « من يضمن لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رجليه أضمن له الجنة » 📚 [ رواه البخاري ] . - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله ﷺ عن أكثر ما يُدْخِلُ الناسَ الجنة ؟ قال : « تقوى الله وحسن الخلق » ، وسئل عن أكثر ما يُدْخِلُ الناسَ النار ، فقال : « الفم والفرج ». 📚  [ رواه الترمذي ] . - وفي حديث معاذ - رضي الله عنه - قال ﷺ : « وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم » 📚 [ رواه الترمذي ] . - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : « مَنْ صَمَتَ نَجَا » 📚 [ رواه الترمذي ] . . - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصْمُت » 📚 [ متفق عليه ] . - وعن عبد الله بن عمرو وجابر بن عبد الله - رضي الله عنهم - مرفوع اً: « المسلمُ من سَلِمَ المسلمونُ من لسانهِ ويَدِهِ ، والمهاجرُ من هَجَرَ ما نهى اللهُ عنهُ » 📚 [ متفق عليه ] - وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ  أَيُّ المسلمينَ أَفْضَلُ ؟ قال : « مَنْ سَلِمَ المسلمونُ من لِسانِهِ وَيَدِهِ » 📚 [ متفق عليه ] - و عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي ﷺ بقبرين ، فقال : « إنهما ليُعذَّبان ، وما يُعذَّبان في كبير؛ أما أحدهما: فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة » 📚 [ متفق عليه ] . أما حغظ اللسان فيكون بكثرة ذكر ﷲ وتعويد النفس على الصمت وترك الدخول فيما لا يعنيك ؛ فربّ كلمة أوبقت دنيا العبد وآخرته . . عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : « قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان ؟ إني قد غفرت له ، وأحبطت عملك ».  وفي حديث أبي هريرة : أن القائل رجل عابد ، قال أبو هريرة : " تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته ". 📚 [ رواه مسلم ] . وأما حفظ الفرج فيكون بالزواج فإن لم يستطع المرء الزواج فعليه بالصيام وغض البصر وجوباً فقد جعل ﷲ حفظ البصر طريقاً لحفظ الفرج : ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... ﴾ [ النور: ٣٠ - ٣١ ] ، وتذكّر ما يستقبح ؛ مما ينفّر عن عشق الصورة الحسنة . . وكذلك مما يحفظ الفرج : الاعتناء بالتطهّر بعد البول والحرص على أن يصيب ثيابه ، وليحذر من بُلِيَ بالوسواس أن يدخل عليه الشيطان من هذا المدخل ، فإن علاج من يعاني من ذلك تجاهل الشيطان تماماً والاكتفاء بنضح الماء على الفرج والثياب بعد التطهّر من البول ، فإن أحسّ ببلل فليقل : هذا من النضح . . قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه. قال حنبل: سألت أحمد قلت: أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده، قال: إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك، ولا تلتفت إليه، فإنه يذهب إن شاء الله. اهـ . - وقبل ذلك وأثناءه وبعده الدعاء بما ورد من أدعية التقوى والعفة كدعاء : ١ - " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " ٢ - " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة " وكذا " اللَّهمَّ عافِني في سمعي اللَّهمَّ عافِني في بصري " ٣ - " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي " ٣ - " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري " ٤ - " اللهم اهدني وسددني " ٥ - " اللهم حبب إليّ الإيمان وزيّنه في قلبي ، وكرّه إليّ الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين  " . #اقرأ ✍ @aqra10 .

ٰ #تحشية ( ١٢٢ ) - قال الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في [ عدة الصابرين (١٢٦/١) ] : " الصبر عن ‎معاصي اللسان والفرج ؛ من أصعب أنواع الصبر لشدة الداعي إليهما وسهولتهما " . اهـ ــــــــــــــــــــــــــــــــ ✍ | ٰهذا الذي ذكره الإمام يدخل تحت الصبر عن معصيّة ﷲ ، والصبر عن معصيته من أشدّ أنواع الصبر ، وأشد شيء فيه الصبر عن معصية اللسان والفرج ؛ لشدة الداعي إليهما وميل النفس لهما وسهولة إتيانهما ، والنفس تحتاج إلى هداية من ﷲ وتوفيقاً وتسديداً ، وتحتاج إلى رياضة تندفع بها الدواعي - المغريات - ويضعف الداعي - داعي النفس - ولا يكون هذا إلا مع الأيام والشهور فلا يستطيله ؛ فإن الجنة وراء ذلك . - عن سهل بن سعد - رضي الله عنهما - مرفوعاً : « من يضمن لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رجليه أضمن له الجنة » 📚 [ رواه البخاري ] . - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله ﷺ عن أكثر ما يُدْخِلُ الناسَ الجنة ؟ قال : « تقوى الله وحسن الخلق » ، وسئل عن أكثر ما يُدْخِلُ الناسَ النار ، فقال : « الفم والفرج ». 📚  [ رواه الترمذي ] . - وفي حديث معاذ - رضي الله عنه - قال ﷺ : « وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم » 📚 [ رواه الترمذي ] . - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : « مَنْ صَمَتَ نَجَا » 📚 [ رواه الترمذي ] . . - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصْمُت » 📚 [ متفق عليه ] . - وعن عبد الله بن عمرو وجابر بن عبد الله - رضي الله عنهم - مرفوع اً: « المسلمُ من سَلِمَ المسلمونُ من لسانهِ ويَدِهِ ، والمهاجرُ من هَجَرَ ما نهى اللهُ عنهُ » 📚 [ متفق عليه ] - وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ أَيُّ المسلمينَ أَفْضَلُ ؟ قال : « مَنْ سَلِمَ المسلمونُ من لِسانِهِ وَيَدِهِ » 📚 [ متفق عليه ] - و عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي ﷺ بقبرين ، فقال : « إنهما ليُعذَّبان ، وما يُعذَّبان في كبير؛ أما أحدهما: فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة » 📚 [ متفق عليه ] . أما حغظ اللسان فيكون بكثرة ذكر ﷲ وتعويد النفس على الصمت وترك الدخول فيما لا يعنيك . . وأما حفظ الفرج فيكون بالزواج فإن لم يستطع المرء الزواج فعليه بالصيام وغض البصر وتذكّر ما يستقبح مما ينفّر عن الصورة الحسنة ، وكذا الاعتناء بالتطهّر بعد البول والحرص على أن يصيب ثيابه . . وقبل ذلك وأثناءه وبعده الدعاء بما ورد من أدعية التقوى والعفة كدعاء : ١ - " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " ٢ - " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة " وكذا " اللَّهمَّ عافِني في سمعي اللَّهمَّ عافِني في بصري " ٣ - " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي " ٣ - " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري " ٤ - " اللهم اهدني وسددني " ٥ - " اللهم حبب إليّ الإيمان وزيّنه في قلبي ، وكرّه إليّ الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين " . - قال الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في [ زاد المعاد ( ٤ / ٢٥١ ) ] عن دواء العشق : " وإن كان لا سبيل للعاشق إلى وصال معشوقه ، قدراً أو شرعاً ، أو هو ممتنع عليه من الجهتين ، وهو الداء العضال ، فمِن علاجه : إشعار نفسه اليأس منه ، فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ، ولم تلتفت إليه . فإن لم يزُل مرض العشق مع اليأس ، فقد انحرف الطبع انحرافا شديداً ؛ فينتقل إلى علاج آخر ، وهو علاج عقله : بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله : نوع من الجنون ، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس ، وروحه متعلقة بالصعود إليها والدوران معها في فلكها ؛ وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين . . فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء : فليتذكر قبائح المحبوب ، وما يدعوه إلى النفرة عنه ؛ فإنه إن طلبها وتأملها : وجدها أضعاف محاسنه التي تدعو إلى حبه ، وليسأل جيرانه عما خفي عليه منها ، فإن المحاسن كما هي داعية الحب والإرادة ؛ فالمساوئ داعية البغض والنفرة ، فليوازن بين الداعيين ، وليحب أسبقهما وأقربهما منها بابا . . فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ، وليطرح نفسه بين يديه على بابه ، مستغيثا به ، متضرعا متذللاً مستكيناً ؛ فمتى وفق لذلك : فقد قرع باب التوفيق .. " اهـ . #اقرأ ✍ @aqra10 .

ٰ القرآن كيف ما أخذته نفع ؛ حفظته أم قراءته أم استمعت إليه أم استشفيت به أم طلبت تفسيره أم تدبّرته أم تعلّمت أحكامه أم استهديت به أم جاهدت به الكفّار والمنافقين أم نظرت من خلاله إلى صفات ربّ العالمين أم أقمت به أخلاقك أم أبصرت إعجازه في تراكيبه وألفاظه ؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [ يونس : ٥٧ - ٥٨ ] . ﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [ الإسراء : ٩ ] . ﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [ الفرقان: ٥٢ ] . #اقرأ ✍ @aqra10 .

ٰ الذي يقيم على المعاصي ولا ينزع ويتوب ويستغفر علّام الغيوب ؛ لا يهدى في مواسم الطاعة لأسباب المغفرة ، فيرى من حوله قد أقبل ﷲ بقلوبهم إليه ، وصرف قلبه عنه ؛ جزاء ما كان منه قبل تلك المواسم ، وﷲ لا يسوّي بين من أطاعه وعصاه . . والذي يعمر الأوقات بطاعة ﷲ وإذا ما أذنب نزع وتاب واستغفر الرحيم التوّاب ؛ فإن ﷲ يهديه في مواسم الطاعة لأسباب المغفرة ؛ فيرى من إقبال القلب عليه وانشراح الصدر إليه ما يشتهي لو أن عمره كله كان في طاعته . . #اقرأ ✍ @aqra10 .

ٰ سـ . بعض الرافضة وكذا الصوفية إذا ذهبوا للقبور ودعوها أو دعوا غير ﷲ كعلي والحسين وفاطمة والعباس والبدوي والجيلاني ونحوهم ؛ حصل لهم مقصودهم وانتفعوا ، فكيف يحصل هذا ؟ ✍ | جـ . يحصل هذا بأمرين : الأول : أن تكون هناك شياطين تقضي لهم حاجاتهم ، وقد كان مثل هذا معروفاً في الجاهلية ، كانت الأصنام لها شياطين ، يأتي الشيطان للمرأة فيسقط الجنين مع كل حمل ، فإذا ما ذهبت للصنم وأخذت تدعوه ، ترك الجنين في الحمل القادم ، فيحصل لها تعظيم لذلك الصنم وتتقرب إليه أكثر ، ويقطع الرزق عن الرجل ، ثم إذا ما تقرّب إليه لم يحل بينه وبين الرزق ، فيعظمه ويتقرّب إليه . - قال ابن كثير - رحمه الله - في [ البداية والنهاية ] عن قصة هدم العزى : " وقد روى الواقدي ، وغيره أنه لما قدمها خالد لخمس بقين من رمضان فهدمها ، ورجع فأخبر رسول الله ﷺ فقال : ما رأيت ؟ قال : لم أر شيئا ، فأمره بالرجوع ، فلما رجع خرجت إليه من ذلك البيت امرأة سوداء ناشرة شعرها تولول ، فعلاها بالسيف، وجعل يقول: يا عز كفرانك لا سبحانك ، إني رأيت الله قد أهانك. اهـ . - وجاء في السيرة الحلبية : " ثم رجع إلى رسول الله ﷺ فأخبره بذلك، فقال له : هل رأيت شيئا ؟ قال : لا ، قال : فارجع إليها ، فرجع خالد وهو متغيظ ، فجرد سيفه ، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس : أي شعر رأسها منتشر تحثو التراب على رأسها ، فجعل السادن يصيح بها : أي يقول : يا عزى عوريه ، يا عزى خبليه ، فضربها خالد فقطعها نصفين : أي وهو يقول : يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك ـ ورجع إلى رسول الله ﷺ وأخبره بذلك، فقال رسول الله ﷺ : نعم تلك العزى " . اهـ. . الثاني : أن يحصل لهم ما أرداوا وتقضى حاجاتهم بإذن ﷲ فتنة لهم ؛ لأنهم لم يوحدوا ﷲ وأشركوا معه خلقه ، فكان جزاؤهم أن لا يهديهم إلى توحيده : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [ النحل: ١٠٤ ] قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره : فيخبر تعالى أنه لا يهدي من أعرض عن ذكره وتَغَافل عما أنزله على رسوله ، ولم يكن له قصد إلى الإيمان بما جاء من عند الله ، فهذا الجنس من الناس لا يهديهم الله إلى الإيمان بآياته وما أرسل به رسله في الدنيا ، ولهم عذاب أليم موجع في الآخرة " اهـ . - وقال ﷲ ﷻ : ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [ البقرة : ٢٦٤ ] : - قال الطبري - رحمه الله - في تفسيره : " أن الله لا يوفِّق للرُّشْد من حاد عن سبيل الحق ، وجحد ما جاء به الرسول من عند الله ، ولم ينته إلى أمر الله وطاعته فيما فرض عليه وأوجبه . فلا يوفق لمحاسن الأفعال وجميلها ، ولكنه يخذّلهم عن الهُدى " اهـ . - وقال ﷲ ﷻ : ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [ الصف: ٥ ] - قال السعدي - رحمه الله - في تفسيره : " { فَلَمَّا زَاغُوا } - أي : انصرفوا عن الحق بقصدهم { أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } عقوبة لهم على زيغهم الذي اختاروه لأنفسهم ورضوه لها ، ولم يوفقهم الله للهدى ، لأنهم لا يليق بهم الخير ، ولا يصلحون إلا للشر ، { وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } أي : الذين لم يزل الفسق وصفا لهم ، لا لهم قصد في الهدى . . وهذه الآية الكريمة تفيد أن إضلال الله لعباده ، ليس ظلماً منه ، ولا حجة لهم عليه ، وإنما ذلك بسبب منهم ، فإنهم الذين أغلقوا على أنفسهم باب الهدى بعد ما عرفوه ، فيجازيهم بعد ذلك بالإضلال والزيغ الذي لا حيلة لهم في دفعه وتقليب القلوب عقوبة لهم وعدلا منه بهم ؛ كما قال تعالى : ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [ الأنعام: ١١٠ ] " اهـ . #اقرأ ✍ @aqra10 .

ٰ ✍ | هذه الفائدة التي كتبت لك ؛ تضرب لمثلها أكباد المُطيّ ، وقد كنت كتبتها بعد أن رأيت الكثير من حولي لا يهتمّ بذلك . . وهناك سبب آخر : أن الوالدة - حفظها ﷲ وبارك فيها وجزاها عني خير الجزاء وأوفاه ورزقني برها والإحسان إليها - إذا أمرت بالأمر خرج الأمر كأنه متنٌ فقهي تحتاج شيخاً تستشرحه ، دون تفاصيل إضافية ، اذهب وأحضر كذا ، أما ما هو وما صفته وأين مكانه ، فلا تسل ، عليك آن تحضره كما هو على الوجه الذي أرادته :) ، وإلا فالعاقبة لن تكون حميدة . . لذلك كتبت هذه الفائدة معلّماً الناس كيف يصنعون ، وأصبحت أستخدمها في الحياة إلا مع الوالدة طبعاً :) ، فأنا لا أؤذي أمي مطلقاً وهذا والله من فضل ﷲ عليّ ، وقد استجاب لي عندما دعوته ان يرزقني برها ، فله الحمد والشكر . . الشاهد : من يريد مني شيئاً فعليه أن يذكر أوصافه وأنا أسجل خلفه في الجوال ، ثم أقول له : إذا لم أجد ذلك الشيء ما أصنع ؟ وهكذا حتى لا أحتاج للإتصال مرة أخرى . . أما شاهد هذا من السنة ؛ فقد روى أبو داود وغيره عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سأل رجل النبي ﷺ فقال : يا رسول الله ، إنا نركب البحر ، ونحمل معنا القليل من الماء ، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر ؟ فقال رسول الله ﷺ : « هو الطَّهُورُ ماؤه الْحِلُّ مَيْتَتُهُ » . . فلم يسألوه عن نفاد الطعام ، وهل يجوز لهم أكل ميتة البحر ، فأجابهم عليه ، وهذا يسميه بعض العلماء جواب الحكيم . . لكني أقول في مسألة التعليم قد يختلف الأمر قليلاً ، فقد يرى المعلّم أن لا يشرح للطالب كلما يتعلّق بالمسألة بل يعطيه من علمها ما يحتاجه ، وكذا قد لا يشرح الأمر ليبحث ويجتهد في طلب الجواب ، فالشأن في التعليم مختلف . . #اقرأ ✍ @aqra10 .

🧠 #وعي المعلومة الكاملة كل أمر يتطلّب مزيداً من البيان فمن الفطنة استدراكه حتى لا يُحدث سؤالاً جديداً ، فلا تعرض الأمر وتدع للمتلقي أن يملأ الفراغ الذي أحدثته - إلا إذا أردت تعليمه - * . المعلومة الكاملة أن تنظر في الأمر فإذا رأيته بحاجة لبيان يرفع الالتباس ويسرع بتحصيل المطلوب ويوفّر الوقت لزم بيانه وكان ذلك من الفطنة . ____ * وهذا يقع في حياتنا اليومية كثيراً ، فيصف أحدهم لآخر موقعاً ليدله على بيته فيرشده إلى مَعْلَم دون أن يخبره عن الطريق إلى بيته بعد أن يصل ! ، أو يطلب أحدهم من آخر أن يشتري له لباساً دون أن يحدد له شكله ولونه أو يخص اللون والشكل ولا يخبره إذا لم يجد ما الذي يفعل - فهو إن اجتهد لم يعجبه اجتهاده وإن بقي على الأصل وهو ألا يشتري له شيئاً ، قال له : لِمَ لمْ تجتهد أو على الأقل كنتَ اتصلتَ عليّ لأخبرك ماذا تجلب ! - ، أو تطلب الأم من ابنها أن يأتي إليها بشيء من المطبخ - والأبناء بالكاد يعرفون طريق المطبخ :) - دون أن تخبره أين يجد ذلك الشيء فيفتّش كل زاوية ولربما أفسد ترتيبه وأساء بدل أن يحسن . . #أطياف ✍ @atyaf007x .

ٰ الهدي في من أصاب بالعين ✍ | مما اختطّه لنفسي أن من يرى مني شيئاً يعجبه فيطلق كلمة فيها انبهار ألا أتركه حتى يبرّك ، ما شاء ﷲ لا قوة إلا بالله ، ما شاء الله تبارك الله ، اللهم بارك فيه . . بعضهم كان يضجر وكأن قولي اتهام له بالعين ، فالذي أصنعه أني لا أبالي به ، ضجر أم لم يضجر - كنت كتبت يوماً مقالة عن قول أمي بارك ﷲ فيها ورزقنا برّها عندما كنا نضجر ونحن صغاراً ، كانت تقول لنا كلمة ، هذه الكلمة تصلح في هذا الموضع - . . - أقول للجميع إخوة وأخوات : لا يأخذك الخجل أو تظن ذلك من حسن الخلق أن تقول لمن يرى فيه ما يعجبه قل : ما شاء ﷲ تبارك ﷲ أو لا حول ولا قوة الا بالله ، فإن ذلك القول منه وإن كان في صورة الثناء إلا أنه اعتداء وقد يصيبك بعين تعاني منها سنوات طويلة ، أما إن غضب منك فقل له ما كانت أمي تقول لنا ! . #اقرأ ✍ @aqra10 .