❁| رَقٌّ

-٢- استيقظت اليوم بعينين منفوختين ، لكثرة ما بكيت ليلة أمس .. سمعت خبرًا مؤلمًا جدًّا عن أحد الأصدقاء فلم أستطع أن أحبس دموعي.. كلمته لأطمئن عن حاله، فإذا جيش من العتاب المرير سبقه إليّ ، بلا رحمة ، وبلا عذر .. وأنت أدرى الناس يا صديقي أنّي أغيب حتى عن نفسي أحيانا ، لكن الوداد يبقى في قلبي وهذا حقيقيّ .. كأنه جعلني بين نارين؛ نار أسًى عليه ونار أسًى منه ، فدمعة هنا ودمعة هناك . وقبلها بقليل رسبت في مادة ظلمًا ، ادعت الدكتورة أني أغش ، وأنا لم يكن الغش منّي على بال أصلا .. حتى إنها كانت تكلمني بأسلوب تريد أن تستر عليّ فيه، والمصيبة أني لم أفطن لذلك إلا بعد انقضاء المحاضرة 😂 يقولون : راحت السكرة وجاءت الفكرة ، وهذا ما حصل معي تماما! بعض الخلق يا صاحبي يريد أن يسرق أموالك ، ثم يتفضل عليك أنه سرقها، ثم يطالبك بالمزيد كأنّك آكل مال أبيه 🙄 وكذلك الأمر في بعض المؤسسات التعليميّة ، يجمعون أصنافًا من النصّابين المحترفين المثقفين ، حتى لا تقع عين الطالب على خدعة واضحة ، إلا وقبلها من التمهيدات والتعجيزات والتهم، وبعدها من التوقيعات والتعهدات ما يسيغها ويمضيها على رقاب الطلبة .. أقول يا صاحبي ؛ نحن نتعلم لنكون في المقدّمة، وتأبى تلك المناصب إلا أن تجعلنا دائمًا في الوراء . لكنّي في النهاية غفوت على ابتسامة رضا ، على صوت أمّي وهي تدعو عليهم . وقد روادتني بعض المحفوظات الوفيّة : "الموتُ أسهل عندي بين القنا والأسنّة والخيلُ تجري سراعًا مُقطَّعاتِ الأعنّة من أن يكون لنذلٍ عليَّ فضلٌ ومِنّة " والسلام .

يسأل عنّي فقولوا له: -1- أمّا أنا .. فلا تسل عن حالي يا صاحبي ، من يحبّ الكتابة سيصنع من الحَبّة قُبّة كي يكتب عنها .. هكذا نحن، قومٌ بُهت ، يعمينا عشق الكتابة عن حجم المكتوب أحيانًا .. كأنّ الكلمات تصطفّ لتُقاس المعاني عليها، صغيرة كانت أو كبيرة .. وأنت ترى يعني في زماننا هذا ، الكلّ يحب "الأوفر سايز" وأنا في الكتابة أيضا ، أحب "الأفوَرة"* فإن قرأت يومًا قصيدة حب بقلمي، فقد يكون راق لي ضفدعٌ ما فتخيّلته أميرًا لأكتب فقط .. وإلا فالحب مجرّد، والكتابة حِسٌّ .. والمحبّون يقرّبون لك المعنى حتى تخفّ دهشتك إن أصابك يوما، فلا يذهب الحبّ بفؤادك مرة واحدة، إلا أن يكون عندك فكرة عنه على الأقل .. وإن رأيت بعض الكلمات تنزف أسًى وتتنزّى وجعًا فقد أكون تخيّلت أني في سجن من سجون الطاغية ذاك ، يُذاب لحمي على شمعة ، فيقطر قطرة تلو الأخرى، فتلك القطرات هي الكلمات .. تبلّغك معاني الأسير المعذّب في سجون الطواغيت أحيانا، ومعاني المعدّب في زنزانة روحه أحيانا أخرى .. حتّى إذا فجأتك عظيمة مما يأتي به الدهر؛ يكون عندك فكرة عنها على الأقل .. وُقيتَ الردى، ولا سمعنا عنك إلا خيرا، والسلام. --------- *الأفورة؛ المبالغة .

"فؤادي بين أضلاعي غريبُ" وليت التتمة كانت : "ينادي من يحبّ فلا يُجيبُ" لكنّ بعض الخطوب أفدح من ترّهات العشاق والشعراء .

تقول أمي : - اللي بدو يعيش بين الأرواح مالازم يكون نوّاح . - ماما لا تسكتوا عن حقكم ، والله العالم بتاكلكم أكل لما يكون إلها حق معكم. ---------- يكفي أحيانًا أن يمسك أحدهم كتفَيك بيديه ، لينظر في عينيك ويقول لك كلمة واحدة تشدّ من ناصرك ،وتقوي عزيمتك ، وتبثّ فيك الحضور وأنت على وشك الأُفول.

الظلم قبيح .. قبيح جدًّا ، وأقبح منه الظلم على الجنسية أو العرق أو الحجاب أو الدين .

شيء من رائحة حسابي في تويتر .. أسعد برسالاتكم : https://curiouscat.qa/dania_ys95

أول خطوة في طريق الترجمة .. أشعر أنّ أمي تمسك يدي اليسرى لتعلمني الكتابة بها، وأنا أكتب باليمين .. الخطّ متعرّج، والكتابة ركيكة .. ولا أكاد أُبين. ذكّرني ذلك -بالمناسبة- يوم كانت حبيبتي تعلمني الكتابة ولم أكن أرى السطور جيّدًا، أكتب فوق السطر مرة، وتحت السطر مرة ، وأحيانًا لا أرى النقاط ، فتضربني 😂 ثم تبيّن أني أحتاج إلى نظّارة في وقت مبكّر جدًّا . وبالمناسبة أيضًا ؛ أذكر أنّ الطبيب قال لها: اضربيها إذا لم تلبس نظارتها. ولو تراني وأنا طفلة ، ترى نُتفة تمشي على الأرض، تطير من نسمة الهواء .. ماذا أقول؟ مجتمع مجرم 😂🏃🏻‍♀️

#نفثة : سَكِّني سَكِّني فؤادي المَرُوعا سلَبَ الهمُّ مُقلتيَّ الهُجُوعا كلَّ ليلٍ ألقى خيالك يَسري واصلًا حبلَ وُدِّنا المقطوعا فيُـمَـنِّـيني -والأماني كِذابٌ- بالذي لم يَزَلْ عليّ مَنيعا طار بيْ فوق شاهقاتِ الأماني ليَـرُدَّ الفؤادَ صُبحًا صَريعا سَكِّني مُضغةً تَداعَتْ عليها هِمَمٌ تَفرَعُ السحابَ فُروعا لو بأدناها قلبُ غيري تَـلَـظَّى لَـغَدا مُمْحِلَ العروقِ صَديعا طالَ في غير طائلٍ شَيْمُ بَرقٍ خُلَّبٍ لم يَخلف بِقاعي ربيعا أخَّرَ اللهُ ساعتَيْنا لِأمرٍ لا رآني إلا سميعًا مُطيعا! ـ ١٤٤١/٦/٢٦

يتعلّق الغريق بقشّة .. ولا بأس فقد يجعل الله من القشّة قارب نجاة ينقله إلى برّ الأمان .. على شرط اليقين أو بغير حساب .