كَشْكُولُ طَالِب الِعلمِ

-💭🌵 وأحذّرك من أن تتوهم الانشغال... فتظن أنك باستماعك للمقاطع الدعوية القصيرة على اليوتيوب، أو بمتابعة تغريدات المشايخ على تويتر، أو بقراءة منشورات الفايسبوك، أو بمتابعة قنوات التليجرام، أو بالانتقال بين حسابات الانستغرام، تحوز علمًا أو ثقافة ! يمضي اليوم على هذه الحال، تظن أنك استفدت، وإن سُئلت في صباح اليوم التالي أن تكرر إحدى الفوائد التي مرت بك بالأمس ما استطعت ! وتمضي الأعوام، تظن أن مواقع التواصل تبني طالب علم، أو على الأقل مثقفًا، لكنك ستكتشف أنها عشوائيات لم تزد فيك شيئًا ذا بال، ولو أنك استغليت الأوقات التي أضعتها على تلك الحال في طلب العلم بنفسك، فجلست إلى محاضرة طويلة مصغيًا وبيدك قلم تدون الفوائد، أو أمسكت كتابًا واقتبست منه ما يعجبك، أو لخصت سلسلة علمية حتى تفهم أساسيات فن ما، لكان أعظم أثرًا فيك وأكبر بركة لك ! استفد من المتوفر على المواقع، أحط نفسك بالصالحين، استبدل المحرمات بما ينفع، احصل على المعونة والتحفيز والنصيحة والمساعدة، لكن لا تعوّل عليها تمامًا فإنها لن تُدخل العلم لرأسك ادخالًا ما لم تجتهد أنت بنفسك، ولن يوفر لك أكثر الناس إفادة في هذه المواقع أفضل مما ستوفره لنفسك...بنفسك !

لا يمنعنك التقصير عن التشمير ! دع ما مضى من اخفاقات خلفك وركز فيما هو آت من نجاحات.

-🌟 تُعتبر هذه السلسلة ملخصًا لمحاضرة المنهجية في طلب العلم للشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- التي رشحتها لكم، لعلها تفيدكم إن شاء الله. وهذا فهرس يضم اقتباسات من سلسلة المحاضرات العلمية للشيخ في قناتنا الثانية، بالضغط على الوسم تنتقلون لاقتباسات كل محاضرة على حدة: https://t.me/kiraatnaf3/1053 نفعكم الله بها.

-💬🍂 في رسالة من أحد طلبة العلم قال: ،"لم أعدْ أعرفُ كيف ينامُ المرء ! كيف ينامُ ورأسه مليء بالأفكار التي يرغب بتحقيقها على الفور ؟ كيف وكلّما حاول إغماض عينيه خطرتْ له مقولة أراد أن يدُّوِنها قبل أن تذهب من عقله؟ كيف يُغمِض عينيه ولديه هِمّة عظيمة لإتمام مهامه ؟ كيف يغمض عينيه وهو متشوق للفصل الموالي من الكتاب الذي يقرأه ؟ كيف يغمض عينيه وقد لمحتا محاضرة علمية لم يسمعها من قبل ؟ كيف يغمض عينيه وهو يتذاكر محفوظه خوفًا من تفلته ؟ كيف يغمض عينيه وهو متعطش للمزيد من المعارف ؟ كيف يغمض عينيه وقد عرف ربه وزاد قربًا منه ؟ كيف يغمض عينيه وقد عرف نبيه ويرغب في التأسي به ؟ كيف يغمض عينيه وقد علم عن سلفه الصالح الذي أعيته هممهم ؟ كيف يغمض عينيه وهو يرى اجتهادات مشايخه في بث العلم والدعوة لله ؟ كيف يغمض عينيه وهو يستشعر هموم الأمة ويريد الاسهام في التغيير ؟ أظنّ أنّ النوم لم يعد له قيمة سوى أنه استراحة لنستطيع المواصلة".

•• جامع الدروس العلمية للشيخ صالح آل الشيخ: https://youtube.com/playlist?list=PLwGGPf452JoJTe4enes123hjYQbdTlE-Z&si=WWfyJhEqHBj5U77e منهجية طلب علم الفقه للشيخ صالح العصيمي: https://youtu.be/CXMxo6NMVB0?si=ZEgUkwaNddTHvAUU منهجية طلب علم التفسير للشيخ صالح العصيمي: https://youtu.be/ZeJvOe6IUd4?si=btQK68fMwBrV-yI3 محاضرة كيفية البدء في طلب العلم للشيخ عبد السلام الشويعر: https://youtu.be/EN1Uc_2HCyE?si=QA9n-8ars2VgXDSj

نصائح لمن يريد أن يطلب العلم الشرعي لأول مرة خلال هذه الإجازة، أو يشعر أن طلبه السابق لا يثمر مهما اجتهد وأنه باق في مستوى المبتدئ من سنوات: إن أحوج ما تحتاجه هو العودة للأساسات التي بنيت عليها معلوماتك، فإن قويت القاعدة يسعك أن تبني فوقها ما تشاء، وإن ضعفت فمهما بدا كأنه يعلو فهو إلى السقوط آيلُ. دعنا نرسم الخريطة أولًا: ينطوي العلم الشرعي على عدة فنون (علوم) بداخله، وكثير منها متداخل يخدم بعضه بعضًا، فأنت بحاجة لمنهجية ترتب العلوم التي تطلبها أولا والتي حقها التأخير ثم تحتاج منهجية كل علم منفردًا. وأنصحك في ذلك أن تتبع العلماء الربانيين فهم سبقونا في هذا الطريق وكانوا لنا كالكشاف لما غمض وخفي عنا، فمن الذكاء أن نتبع نصحهم. وقد أجاد الصالحان -الشيخ صالح العصيمي حفظه الله والشيخ صالح آل الشيخ- في تبيان الطريق وليس يعني ذلك أن غيرهما لم يفعل، لكن محاضراتهم وكتبهم ونصائحهم في الموضوع مطولة مجموعة، وهذا أنفع من الاستماع لمقاطع من دقيقتين أو قراءة منشور من سطرين فالأمر أعظم من أن يحتمل هذا الاختصار ! ولا تتعجل هذه الخطوة وتقفزها وكأنها غير هامة بل تأنى فيها تختصر لك باذن الله الكثير من الأخطاء والتعثرات. ثم إن تبين لك الطريق اسلكه وتقوّى على الاستمرار فيه بالمطالعة في سير السابقين + كتب أدب الطلب. وأكثر الدعاء فالموفق من وفقه الله 🌱

-📖🖇️ "لذلك لا يقول المرء أنا لست بطالب علم من باب التواضع؛ فإن هذه الكلمة في الحقيقة مذمة لك؛ لأنه دليل على أنك قانع بالجهل راضٍ به". -الشيخ عبد السلام الشويعر حفظه الله.

لعل هذه السلسلة تنفعكم.

•• طالب العلم والإجازة الصيفية الإجازة الصيفية فرصة ذهبية لطلبة العلم الشرعي الذين ينشغلون عادة بالدراسة الأكاديمية أو العمل خلال أشهر السنة، ورغم أن كثيرا من الطلبة يعكفون فيها على الطلب إلا أنهم يواجهون بعض العراقيل في الطريق، فهذه نقاط مختصرة قد تكون حلًا لأبرزها: • مشكلة الحماس الذي ينطفئ تدريجيا: حله ألا تبالغ في إرهاق كاهلك بالمهام والأهداف في بداية الأمر وأن تكون لك نظرة واقعية لقدراتك ورغباتك معًا. • مشكلة عدم الاستمرارية لمدة طويلة: قلّل المقدار ما استطعت واثبت عليه، انتخب لنفسك رفيقًا يسير معك. • وجود المشتتات: التخلص منها كل حسب ماهيته، والحرص على اكتساب مهارة التركيز التي لا تتأتي إلا بالتمرن والتصبر. • مشكلة عدم رؤية الثمرة: فيتسائل الطالب عن جدوى الانشغال بالعلم وهو يرى نفسه بطيء الفهم أو صعب الحفظ أو ما شابه، وهذه المشكلة ليست خاصة بالإجازة الصيفية فـ سلْ نفسك هل عدم استغلال الإجازات -على ما فيها من إيجابيات وتفرغ- يحل المشكلة ؟ بل حلها يكمن باذن الله في مواصلة الطريق واستصحاب كونه عبادة وقربة يرضاها الله ويحبها، وأن الهدف في العلم لم يكن يومًا حيازته كله فمن خصائصه ما يحول بيننا وبين ذلك، وحيازة بعضه لا يكون في شهر ولا سنة، وأن المراد الأكبر منه العمل به وعبادة الله على بصيرة فإن كنت تطلب ما يلزمك وتطبق ما تطيق منه فأنت على خير باذن الله، لا تسمح للشيطان أن يستغل هذا ليقعدك عن طلب الخير، ولعلك مع ذلك تراجع منهجيتك في طلب العلم فلعلك مخطئ في الطريقة من الأساس فلا تعجب إن لم تقطف الثمرة ! • كثرة الخطط والبرامج والدورات: والحل ألا تنساق وراء كل إعلان، وأن ترتب أمورك بحسب ما يتسع له وقتك وجهدك، وأن تتجه للأهم فالمهم، والأولى أن تعود لما تركته في المنتصف فتكمله على أن تبدأ برامجًا أو دورة جديدة. • التشتت بين الأهداف: إنها دائرة قاتلة إن وقعت فيها: ترغب أن تحقق كل شيء فتقطع نفسك بين الأمور فينتهي بك المطاف لم تحقق شيئًا، وحلها أن تجرد أهدافك الكلية ثم تنتخب منها ما تريد التركيز فيه خلال هذه المدة ثم تنقطع لما انتخبته حتى تنهيه، ولا بأس أن تجمع بين الأهداف التي تطيق جمعها شريطة ألا تبالغ وتلبس نفسك ثوبًا أكبر منك فتندم ! • مشكلة الإحباط: مع كل ما يحدث في الأمة فإن القلوب مثقلة بالجراح، والحزن يثبط عن العمل، لكن علينا أن نتيقن أن البلاء لن يُرفع ما لم نغير من أنفسنا، وأن الأمة تحتاجنا في ثغور العلم كما تحتاجنا في ميادين العمل، والعلم يسبق العمل، وجعل جهدك قربة خير ليُستجاب دعاؤك فترفع به صخرة البلاء عن كهف الأمة خير من القعود الفارغ ! فعلى هموم الأمة أن تجعلك تجتهد إن كان شعورك صادقًا، واعلم أن كل قاعد مدعٍ ومن لم يتحرك للخير في الوقت الراهن متى يفعل ؟ وأعظم الخذلان لنفسك وأمتك أن تبقى جاهلًا، فتفكر في هذه المعاني رحمني الله وإياك.