على حافّة الريح | alahdal poet

لا تستأثري بهذا الصباح لك وحدك فما زال وراءكِ طابورٌ طويل من الجميلات اتركي لكل واحدةٍ منهن فُرصةً مناسبة لإضاءة هذا العالم #عبدالغني_الأهدل

تائه بعمق أبحث عن خيطٍ يلوّح في ذيل ثوبك كي أتعلّق فيه كحشرة صغيرة وأنجو من العاصفة أبحث عن يديك المتجعدتين كي أتلاشى في أخاديدها كبقايا الطحين وأنجو من الريح أبحث عن صوتك القادمٍ من خريفٍ بعيد وبينما تحدثينني عن احتراق المحاصيل تحت شمس أيار وعن المطر في بلادنا وعن المياه التي تتسلل عبر الخشب في سقف المنزل وتسقط على الأرضية الترابية حيث تصنع حُفَرًا صغيرة تشبه تلك التي على سطح القمر يتسلق قلبي ارتعاشة صوتك وأتسلق أنا مسافة صمتك وأنجو من الغرق. أبحث عن عينيك المتعبتين التي تغور فيهما النجوم وصروف القرن الواحد والعشرين وتداعيات العصر الحجري كي أنكسر هناك تحت أنقاض الماضي وأنجو من الهاوية أبحث عن نقاط خضراء كالربيع كانت تزيّن ساعدك كي أختبئ تحت جلدها بخوف وأنجو من التصحّر أبحث عنك يا أمي عن الأرض التي تحتفظ بقدميك العاريتين وعن السماء التي تراقبيها طوال الوقت خوفًا على الملابس المجففة تحت حبل الغسيل من أن ترتديها العاصفة أبحث عن الجدران التي تستندين إليها كقضبان الدرابزين بينما تستند عليك مجموعة من الأكتاف أكتافنا، أطفالك التعساء ورجال الحظ الوافر، والبؤس الوفير عن تيارات الهواء التي تجرؤ على تحريك ردائك عن أي بساطٍ تستلقين عليه بينما تشعرين بالتَّعَب أبحث عنك يا أمي دائما كي أنجو من هذه الشيخوخة المبكرة. #عبدالغني_الأهدل.

وزعتها في شوارع الحسرة أيامي القديمة، الواقفة على عتبات الذاكرة كفزّاعات نيسان دموعي التي تحولت إلى رجال ثلج خطواتي التي رسمتها بإتقان على الأرصفة تلك الأرصفة التي عبّدتها بالغياب ولونتها بالشّفَق لقد مررت أناملي على جدران الطريق فقسمتها إلى نصفين وصرنا بنفس الحجم، إنني الآن أجيد التلصص على الأزهار الحدائق العامة من وراء الأسوار أمي كانت تتعب كثيرًا وهي تعد لنا وليمة طازجة من فُتات المنظمات الإنسانية تلك الذكريات أيضًا لقد وزعتها في الطريق بينما أراقب المأكولات الشهيّة على لافتات المطاعم والدي الذي كان يحرث الأرض طوال خمسة أشهر كي يكفينا شهرًا من الجوع وبعدها صار يحرث السماء كي يكفينا من العطش، وعندما رآنا نتطلع إلى المستقبل صار يحرث الأفُق جدي الذي كان يعتبرنا ثروته الكبيرة ذهب وهو ينصحنا بالبقاء ويحرسنا حتى من النجوم التي تتساقط في الحقل ليلا جدي الذي استأثر بالموت لنفسه وترك لنا الحياة. أخوتي الذين كانوا يسدون جوعهم بالحكايات وينامون بسلام صاروا يملكون ما يكفي من قصص التاريخ من أجل مستقبل أبنائهم. كل الحماقات التي اقترفتها والتي اقترفتني كل أقمار منتصف الشهر كل شموس الشتاء كل الأكتاف التي اتكأت عليها والتي ضربتها عن طريق المزاح والتي مالت عليّ بحب كل الأعين التي لم تحفظ ملامحي جيدا كل الأيدي التي صافحتها ولو بداعي الاحترام كل الذين يتذكرونني في لحظة انشغالهم وكذلك كل الأشياء التي عرفتها والتي لم أعرفها كلها وزعتها في شوارع الحسرة الساعة الواحدة صباحًا ثم عدت إلى منزل هادئًا آمنًا وبلا أطراف. #عبدالغني_الأهدل.

ادعوا لي بالعافية

كقِطعة أثرية قديمة محاطٌ بمجموعة من الجُدران الشفّافة

محبوسٌ في دائرة مغلقة مرسومة بالطباشير بانتظار هطول المطر الذي سيغسلني بالحريَّة ويمحو عني هذا البؤس

لم يتغير شيء قلتها وأنا في السادسة و أقولها الآن عند نهاية الأشياء : وأنا ؟؟؟؟ بنفس الصوت بنفس الشعور القديم.

لست شاعر فقط انا استاذ في فنون التعامل مع الناس 😌😂

قبل أن تعتذر حاول ألّا تخطئ. الاعتذار قد يجعل الطرف الآخر يتجاهل الإساءة ولكن .. لن ينساها. الشخص الذي أخطأت بحقه سيبقى طول الوقت خائفًا ومترددًا ويتوقع منك الكثير من الاساءات. الاعتذار للزجاجة المكسورة لن يعيدها إلى حالتها السابقة ولكنه - على الأقل - قد يجعلها غير جارحة.

لن تستطيع مواجهة هذا العالم بيدين فارغتين ووجهٍ وحيد وقلبٍ مٌتعب وأقدام حافية وجسدٍ هزيل، كفزّاعات نيسان هذا العالم الذي كان عليك أن تواجهه بإحدى هاتين: باقة ورد وسلاحٌ تدافع به عن نفسك.