الكُنَّاشَةُ العَامِرِيَّةُ

لا يُبيحُ عاقِلٌ لأحدٍ أن يَقرأَ لأيِّ أديبٍ ضلَّ الطريقَ، عادَ في آخرهِ أم لم يَعُدْ، إلا وهو يحملُ كامِلَ عتادِه مِن عقيدةٍ صافيةٍ، وانتماءٍ كاملٍ لأُمَّتِهِ الإسلامية!

عِيدُ الأضحى ======== إِنّي أوصِيك أنْ تذبح شهواتك بسكِّين المراقبة، وتسلخَ معاصيك بحدِّ التقوى، وتُقطِّعَ نزواتك بمقطعةِ الإخلاص، وألّا تُوزِّع همومك ولتجعلها همًّا واحدًا، فمن جعل الهموم همًّا واحدًا= همّ المعادِ؛ كفاه الله سائر همومه، فإذا فعلت؛ فقد تمّ نُسكُ قلبك، ولا بأس بعد أن تُقبل على أضحيتك، فتشهدها، وتقول : اللهمّ إنّ هذا مِنك ولك. واعلم أنّ الله، عزّ وجل، لا ينال منك لحمًا ودمًا، ولكن يناله التقوى منك، واحذر ثمّ احذر الرياء، فرُبّ ذابحِ شاة هزيلة خير عند الله من ذابح بدنة سمينة، "قُل لا يستوي الخبيثُ والطيّب ولو أعجبك كثرة الخبيث"، وانظر إلى الفقراء في هذا اليوم نظرة أخٍ لا نظرة متفضلٍ، فالفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، وتأمّل نعمة ربك عليك أن جعل يدك هي العُليا، فهذه نعمة لو تأملتها لطال شكرك وما وفيّت، تقبّل الله منكم جميعًا أيها الأحبّة الأكارم، وكل عامٍ أنتم بخير!

لبَّيكَ حَقًّا حَقا، تَعبُّدًا وَرِقا!

عجبتُ لأصوليٍّ يَدَّعي إحاطته بعلم الأصول وهو أجنبيٌّ عن علم البلاغة، ولبَلاغيٍّ يَزعُمُ إتقانَه لفنٍّ البلاغةِ وهو مُنزَوٍ عن علمِ الأصول؛ فشطر علمِ الأصول في دلالة الألفاظ وتلكَ وشيجةٌ قمنةٌ بحسنِ التأمُّل!

«العِلمُ الشَّريفُ هو ذلك العِلمُ الذي يُحدث تحوُّلًا دائِمًا لا ينقطع من الحسنِ إلى الأحسن في حياةِ صاحِبِه حِسًّا ومعنى، ظاهِرًا وباطِنا!. هو الذي يرتقي به في مقامَات القُربِ الأقدسِ فيُدخله الله، سبحانه وتعالى، جنَّتَهُ في الدنيا= جَنَّةَ معرفتهِ ومحبَّتِه قبل جنته في الآخرة!. هو الذي يُحيلُ مداد الأقلامِ في القراطِيس نورًا في القلوب، فيستحيل ذلك المدادُ يوم القيامة مِسكًا، فيكون الجزاءُ من جنس العمل!. هو الذي يفعل فينا ذلك فنفعلُ به في الأمة تحولا متصاعِدا لا ينقطع في مقامات العزة والمنعة الحسية والمعنوية!» سيدنا الدكتور محمود توفيق سعد، حفظه الله.

ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدا من النار من يومِ عرفة!

«كُلُّ ما تَراهُ اليومَ بينَ المُسلمين من الخَلطِ في عقيدَة القضاءِ والقَدَر وعقيدة التوكُّل وتشييدِ الأضرِحة وتجصيصِ القُبور وتزيينها والترامي على أعتابِها والاهتمامِ بصور العِباداتِ وأشكالِها دون حِكَمها وأسرارها، وإسناد النَّفع والضرر إلى رؤساء الدين وأمثال ذلك، أثرٌ من آثار المسيحية الأولى وليس من الإسلامِ في شيء!» النَّظرات للمنفلوطي، رحمة الله عليه، في معرِض ردِّه على اللورد كرومر.

«أَيُّهَا المُسْلِمُ: لَا تَنْقَطِعْ مِنْ نَبِيِّكَ العَظِيمِ، وَعِشْ فِيهِ أَبَدًا، وَاجْعَلْهُ مَثَلَكَ الأَعْلَى؛ وَحِينَ تَذْكُرُهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ فَكُنْ كَأَنَّكَ بَيْنَ يَدَيْهِ كُنْ دَائِمًا كَالمُسْلِمِ الأَوَّلِ كُنْ دَائِمًا ابْنَ المُعْجِزَة!» الرافعي، رحمة الله عليه.

«إِنَّ الباطِلَ لا يجدُ أبدًا قُوَّتَهُ في طَبيعَتِه، بل تأتِيه القُوَّةُ من جهةٍ أُخرى فَتُمسِكُه أن يَزول، فإذا هي تَراخَتْ وقَعَ، وإِذا زَالت اضمَحلَّ، أمَّا الحقُّ فثابِتٌ بطبيعته، قَويٌّ بِنَفسِه!» الرّافعي، عليه سحائب الرحمات.

«الوَجْهُ لِكُلِّ مُتَصَدٍّ للإِقلَالِ بِأعباءِ الشَّرِيعة أنْ يَجعلَ الإِحَاطَةَ بالأُصولِ شَوقَهُ الآكَدَ!» أبو المَعالِي الجُويني، رحمة الله عليه.