دُعَاءْ بُوذَهَبْ.

علىٰ الإنسان أن يُرَبِّي صفة (الأمانة) في أعماقه، ويتعاهدها بالعناية والأهتمام، ويحرص دومًا أن تكون منشأ أقواله وأعماله وخطواته؛ ولا يحيد عنها لهوَىٰ باطِل، أو رأي مائِل، أو سراب زائل، فإنّها رأس الفضائِل، وقد أمتُدِحَ أصحابها من العزيز العظيم: "والذين هُم لأماناتهم وعهدهم راعُون".

عندما ترَىٰ تفاوُت شخصيّات البشَر في الطبائِع، والسِمات، والتعامُل، والأخلاق؛ تُدرِك أنّ المُوَفَّق ذو الحَظّ العظيم؛ هو مَن وُهِبَ الطَبع الحليم، والخُلُق الكريم، مَن يُقَدِّم اللِين علىٰ الغلظة، والسماحة علىٰ الفظاظة، والأبتسامة علىٰ العبوس، واليُسر علىٰ العُسر؛ إختيارًا وحُبًّا.

‏اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِك عَلَىٰ نبيِّـنَا مُحَمَّد.

صعد أبو بكر ذات مرة ليخطب، ‏فقال: أيكم يقرأ سورة التوبة؟ ‏قال رجل: أنا ‏قال: أقرأ ‏فلما بلغ " إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا " ‏بكىٰ أبو بكر ‏وقال: أنا واللّٰهِ صاحبُه. 💔

‏إنها سورة الكهف: السَّفينةُ التي لو لم تُثقب لسُلِبتْ! "يبتلي الله بِالصغيرة لينجي من الكبيرة." والغلام الذي لو لم يُقتل لأشقى والديه! "في أخذ الله عطاء" والجدار الذي لو لم يُقم لضاع مال اليتيمين! "أيُّ وفاءٍ هذا يا ربّ" مع كل ثقبٍ، وكل فقد، وكل نعمة ردّد: "اللهم صبرًا علىٰ ما لم نحط به خبرا."

المرء تائهٌ بين إقبالهِ علىٰ شرٍّ يظنّه خيرًا وإعراضه عن خيرٍ يظنّه شرّا، والسعيد من كانت خيرة الله لهُ أحبّ إليه من خيرته لنفسه.

السَلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ تَقْرَأْ.

⁣كيف كان عيدكُم؟ 🤍

قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يا أبا بَكرٍ إنَّ لِكلِّ قومٍ عيدًا وَهذا عيدُنا.

طِبتُم وطاب عِيدكُم بِرفقةِ من تُحبون، ‏أعادهٌ الله علينا وعليكم بِاليُمن والبركاتِ.