رُوٰحَ الفُؤادِ 🌸!.

و لكنّنا مصابون بحبّ هذه البلاد ، نحبها و إن كانت خراباً ، هذه البلاد تخصّنا بحروبها و بجياعها و بصمتها المكسور ، في لين الفراغ تخصّنا ، تسكن بنا و نسكن بها ، و نحيا بها". #اللهم فرجًا قريبًا وعوضًا عاجلًا لتلك البلاد ولقلوبنا...

على يقين أن بعد العسر يسرًا #اللهم فرجًا قريبًا...

السلام على غزة، على أهلها على قلوبهم وأحمالٍ تنوء بها الجبال، على ثقل شعورهم وعجمة ألسنتهم وتيه أقدامهم والأرض كل الأرض تميد بهم، السلام على الهاربين من حبِّها إلى قلبها مزجًا بين ملحٍ وطينٍ ودم، السلام عليها ملحًا، وحبًّا وجرحًا، السلام عليها ما ضمَّت وما أقلَّت من المشَّائين في دروب الحرية، السلام على جراحها جرحًا جرحًا حتى تبرأ والسلام علينا ما رأينا وماروينا وعلى قلوبنا حتى تقر وتهدأ! #اللهم فرجًا قريبًا...

حتى القاصّ والراوي تفلَّتت منه الحكايةُ بين بدءٍ ومُختتَم، وهنا على الأرض لم تنتهِ بعدُ الحكاية #اللهم فرجًا قريبًا..

نواشكُ المائتيْن من هذه الرحى التى ما زالت تدور وتدور وتطحن، أعمارًا وأرواحًا وأيامًا وأقل ما تطحن لحمنا وعظامنا، بحساب الزمن هي أشهرٌ وأيامٌ، بحساب الأحداث والحوادث كأنَّها خُلقت لنا السنين العجاف، وكأننا أهل التيه الفلسطيني مُذ كان، خبرةٌ مكثفة وعرضٌ تاريخيٌّ مركَّز، رأينا فيه كل الحكايا الغابرة، صار دمنا في عين الأخ ماءً، رأينا الحق يتيمًا عاريًا حافي، مُدّرعٌ باليقين ولا شيء إلاَّه، رأينا عبد القادر الحسيني يكتب رسالته الأخيرة والحبر خذلانٌ عربيٌّ من المحيط إلى الخليج، رأينا دماءنا وأشلاءنا كأنَّها في ميزان العالم (الحر) لا شيء ، سقطت أمامنا كل الشعارات التي أصمَّ آذاننا ضجيجها، وانهارت كل الكيانات بصمتِها أمام نزف فواجعنا كأنها الورق، عاينَّا نزع الروح دون خروجها ونحن نرى البيوت والمدائن قتلى، وفارقنا الأحباب تباعًا يفدون نحو السماء، فارقنا الدنيا بكل ما فيها من معانٍ شحبت وبهتت حتى صارت لاشيء، اقترب الموت منَّا حتى صار ضيفًا لا يبرح، وعشنا كل ما كنا نعوذ به من الهم والحزن وقهر الرجال ومن الهوان على الناس، رأينا لحمنا وملاحمنا تثير الدمع والهتاف وادعاء الدعاء ككل ما يملك لنا الناس وكحيلة من لا حيلة له، كانت أيامًا تفتُّ القلب فتًّا وكل الرجا أنها تحتُّ الذنب حتًّا، هُنَّا على الناس وكل الرجا أن نكون على ربِّ الناس ما هُنَّا ! #تبت يدُ العالم! #اللهم فرجًا قريبًا...