Ч .

عزيزي لقد مرّ وقت طويل لم أكتب فيه ولو حرفًا واحدًا يطمئن قلبي بأنني لا زلت أجيد الكتابة. إنني الآن يا عزيزي خائفة و ضائعة، يا ترى هل تخلّت الحروف عني و أنا في أمسّ الحاجة لها؟هل ضعت ، و أين سأجدني؟ يبدو أن الوقت غير مناسب للكتابة، و لا للحب حتى، لقد ألقيت قلبي من علو شاهق مساء البارحة، و لم أعد أملك شيئًا يقيني برد الشتاء، و ما زلت للأسف أشعر بالحنين حتى دون قلب! الآن يا حبي أدرك جيّدًا عمق فشلي (فشلي الأدبي) أقصد. لم أكن يومًا سوى وهمٍ مغلّفٍ بمجاملات الأصدقاء. أنا الآن أقف منذ سنة و نصف في ذات الزاوية، فقيرة للحرف متعطشة للكتابة، و أدرك أن ما باليد حيلة، لكني تكفيني يدك..

آهٍ ، إنّ الكتابة لامرأة حزينة مثلي أشبه بالنّعش الجميل. قرأت مرّة، ولا أعرف لمن أنّ "الكاتبة تجد الجمال في أشياء قد لا يلاحظها أحد". لا شيء يستهويني مثل الغموض، ولكني لا أعرف ما عنصر الحب أو ممّا يتكون. ذات مساء، بحثتُ كثيرا عبر الإنترنت عن أعراض الحب، استنتجت أنّه من المستحيل أن أصاب به، فأنا امرأة تؤمن باللحظات وإن كنتُ تقليدية، كأن يردّ الله قلبي مكان عقلي، أو يبدأ وسواس الخوف، ولكن هذا كله لأكتب، فمثلما استغلني الجميع لرغباتهم، أنا أستغلهم لأجل الكتابة، لا أقول لأحدٍ سأحبك اليوم، فلستُ أنانية لأنطق بها، ولكني أجعله يشعر أنّ الله لم يخلق غيره في قلبي ، غوستاف يقول: "ولو قال ديكارت أشعر ولذلك فإني موجود، بدلا من قوله: أفكر ولذلك أنا موجود؛ لكان قوله أقرب إلى الحقيقة". وأنا أقول: اغمرني بالاحضان يا حبيبي وأنت تتحدث؛ حتى أشعر بك، وأكتب لك، فأنطق لفظة "أحبك" لك وحدك ولأوّل مرّة دون خوف.

خلقنا الله بشرًا كي يفهم بعضنا بعضًا، فلا أحد يفهم نفسه.

أخاف من أن تكون من ضمن الأمور التي سأتركها يومًا من شدّة التعب.

لولا هذه المنصة البائسة؛ لكنتُ ميتة من الوحدة! هنا، لديّ الكثير من الأصدقاء، القرّاء، المحبين البؤساء، الكتّاب، الكارهين لي ولنصوصي، الذي يصلون لأجلِ راحتي. كلّما حقدت على التكنولوجيا، وجدتني أعودُ إليها أطلب العفو! مساء الخير ؛ لأنني ما زلتُ أعيش بوحدةٍ ولكن معكم!

أقبل رمضان ولن تأتِ.. حبيبي كُل عام ورحمةُ الرحمن تظلُك كُل عام ودُعائي لك لا يفارق لساني أسألك اللهُم ان تسكُنه فسيح جناتك، اللهُم امين

تعرفني جيدًا أنا أكسل من أن أجادل امرأة أخرى بشأنك، أو أن أمارس كيد النساء. لا أذكر كم امرأة أحبتك، وكم امرأة جاءت لدّس المكائد بيننا.. أضف إلى ذلك يا عزيزي أنني حتى لو افترقنا ، وظهرت آلاف النساء في حياتك بعدي، لن أمارس حماقات النساء المهزومات بأن اتقرّب من امرأة تحبك.. لن أشوّه صورتك في عينيها، كما أنني أبدًا لن أثير غيرتها بتفاصيل حكايتنا فلتبكِ على أطلالك كل النساء؛ أنا لن أفعل. سيبحثن جميعًا عن آثاري لكنّي لن أبحث عن أحد.

انظر الى الساعة الان ، لم يتغير شي انها ذات الساعة .

من وين تعلمتي الحنية يا قاسية ، ولا كذبة الشهر كيف مايقولوا ؟